إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مناجاة امير المؤمنين لرب العالمين

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مناجاة امير المؤمنين لرب العالمين

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    مناجاة رب العالمين مروية عن الامام العسكري عن أبيه عن ابائه عن امير المؤمنين (عليهم افضل التحية والسلام) :

    إلهي صل على محمد وال محمد وارحمني إذا انقطع من الدنيا اثرى وامتحى من المخلوقين ذكرى وصرت في المنسيين كمن قد نسى إلهي كبرت سنى ورق جلدي ودق عظمي ونال الدهر منى واقترب أجلي و نفدت أيامي وذهبت شهواتي وبقيت تبعاتي إلهي ارحمني إذا تغيرت صورتي و امتحت محاسني وبلى جسمي وتقطعت أوصالي وتفرقت أعضائي إلهي أفحمتني ذنوبي وقطعت مقالتي فلا حجة لي ولا عذر فانا المقر بجرمي المعترف بإسائتي الأسير بذنبي المرتهن بعملي المتهور في بحور خطيئتي المتحير عن قصدي المنقطع بي فصل على محمد وال محمد وارحمني برحمتك وتجاوز عنى بفضلك إلهي ان كان صغر في جنب طاعتك عملي فقد كبر في جنب رجائك املى إلهي كيف انقلب بالخيبة من عندك محروما وكان ظني بك وبجودك ان تقلبني بالنجاة مرحوما إلهي لم أسلط على حسن ظني بك قنوط الآيسين فلا تبطل صدق رجائي لك بين الآملين إلهي عظم جرمي إذ كنت المبارز به وكبر ذنبي إذ كنت المطالب به الا انى إذا ذكرت كبير جرمي وعظيم غفرانك وجدت الحاصل لي من بينهما عفو رضوانك إلهي ان دعاني إلى النار بذنبي فحشى عقابك فقد ناداني إلى الجنة
    بالرجاء حسن ثوابك إلهي ان أوحشتني الخطايا عن محاسن لطفك فقد آنستني باليقين مكارم عطفك إلهي ان أنامتني الغفلة عن الاستعداد للقائك فقد أنبهتني المعرفة يا سيدي بكريم آلائك إلهي ان غرب لبى عن تقويم ما يصلحني فما عزب ايقاني بنظرك لي فيما ينفعني إلهي ان انقرضت بغير ما أحببت من السعي أيامي فبالايمان أمضتها الماضيات من أعوامي إلهي جئتك ملهوفا فاقدا لبست عدم فاقتي وأقامني مقام الأذلاء بين يديك ضر حاجتي إلهي كرمت فأكرمني إذ كنت من سؤالك وجدت بالمعروف فاخلطني باهل نوالك إلهي مسكنتي لا يجبرها الا عطاؤك وأمنيتي لا يغيها الا جزاؤك إلهي أصبحت على باب من أبواب منحك سائلا وعن التعرض لسوائك بالمسألة عادلا وليس من جميل امتنانك رد سائل ملهوف ومضطر لانتظار خيرك المألوف إلهي أقمت على قنطرة من قناطر الاخطار مملوا بالاعمال والاعتبار فانا الهالك ان لم تعن عليها بتخفيف الأثقال .
    إلهي امن أهل الشقاء خلقتني فأطيل بكائي أم من أهل السعادة خلقتني فابشر رجائي إلهي ان حرمتني رؤية محمد صلى الله عليه وآله في دار السلام وأعدمتني تطواف الوصفاء من الخدام وصرفت وجه تأميلي بالخيبة في دار المقام فغير ذلك منتني نفسي منك يا ذا الفضل والانعام إلهي وعزتك وجلالك لو قرنتني في الأصفاد طول الأيام ومنعتني نسيبك من بين الأنام وحلت بيني وبين الكرام ما قطعت رجائي منك ولا صرفت وجه انتظاري للعفو عنك إلهي لو لم تهدني للاسلام (إلى الاسلام) ما اهتديت ولم لم ترزقني الايمان بك ما امنت ولو لم تطلق لساني بدعائك ما دعوت ولو لم تعرفني حلاوة معرفتك ما عرفت ولو لم تبين
    بالرجاء حسن ثوابك إلهي ان أوحشتني الخطايا عن محاسن لطفك فقد آنستني باليقين مكارم عطفك إلهي ان أنامتني الغفلة عن الاستعداد للقائك فقد أنبهتني المعرفة يا سيدي بكريم آلائك إلهي ان غرب لبى عن تقويم ما يصلحني فما عزب ايقاني بنظرك لي فيما ينفعني إلهي ان انقرضت بغير ما أحببت من السعي أيامي فبالايمان أمضتها الماضيات من أعوامي إلهي جئتك ملهوفا فاقدا لبست عدم فاقتي وأقامني مقام الأذلاء بين يديك ضر حاجتي إلهي كرمت فأكرمني إذ كنت من سؤالك وجدت بالمعروف فاخلطني باهل نوالك.
    إلهي مسكنتي لا يجبرها الا عطاؤك وأمنيتي لا يغيها الا جزاؤك إلهي أصبحت على باب من أبواب منحك سائلا وعن التعرض لسوائك بالمسألة عادلا وليس من جميل امتنانك رد سائل ملهوف ومضطر لانتظار خيرك المألوف إلهي أقمت على قنطرة من قناطر الاخطار مملوا بالاعمال والاعتبار فانا الهالك ان لم تعن عليها بتخفيف الأثقال إلهي امن أهل الشقاء خلقتني فأطيل بكائي أم من أهل السعادة خلقتني فابشر رجائي إلهي ان حرمتني رؤية محمد صلى الله عليه وآله في دار السلام وأعدمتني تطواف الوصفاء من الخدام وصرفت وجه تأميلي بالخيبة في دار المقام فغير ذلك منتني نفسي منك يا ذا الفضل والانعام .
    إلهي وعزتك وجلالك لو قرنتني في الأصفاد طول الأيام ومنعتني نسيبك من بين الأنام وحلت بيني وبين الكرام ما قطعت رجائي منك ولا صرفت وجه انتظاري للعفو عنك إلهي لو لم تهدني للاسلام (إلى الاسلام) ما اهتديت ولم لم ترزقني الايمان بك ما امنت ولو لم تطلق لساني بدعائك ما دعوت ولو لم تعرفني حلاوة معرفتك ما عرفت ولو لم تبين لي شديد عقابك ما استجرت إلهي أطعتك في أحب الأشياء إليك وهو التوحيد ولم أعصك في أبغض الأشياء إليك وهو الكفر فاغفر لي ما بينهما إلهي أحب طاعتك وان قصرت عنها وأكره معصيتك ركبتها فتفضل على بالجنة وان لم أكن من أهلها وخلصني من النار وان استوجبتها .
    إلهي ان أقعدني لتخلف عن السبق مع الأبرار فقد أقامتني الثقة بك على مدارج الأخيار إلهي قلب حشوته من محبتك في الدنيا كيف تطلع عليه نار محرقة في لظى إلهي نفس أعززتها بتأييد ايمانك كيف تذلها بين اطباق نيرانك إلهي لسان كسوته من تماجيدك أنيق (أبين) أثوابها كيف تهوى إليه من النار مشتعلات التهابها إلهي كل مكروب إليك يلتجي وكل محزون إياك يرتجي إلهي سمع العابدون بجزيل ثوابك فخشعوا وسمع الزاهدون بسعة رحمتك فقنعوا وسمع المولون عن القصد بجودك فراجعوا وسمع المجرمون بسعة غفرانك فطمعوا وسمع المؤمنون بكرم عفوك وفضل عوارفك فرغبوا حتى ازدحمت مولاي ببابك عصايب العصاة من عبادك وعجب إليك منهم عجيج الضجيج بالدعاء في بلادك و لكل امل قد ساق صاحبه إليك محتاجا وقلب تركه وجيب خوف المنع منك مهتاجا وأنت المسؤول الذي لا تسود لديه وجوه المطالب ولم ترزأ بنزيله قطعات المعاطب إلهي ان أخطأت طريق النظر لنفسي بما فيه كرامتها فقد أصبت طريق الفزع إليك بما فيه سلامتها .
    إلهي ان كانت نفسي استسعدتني متمردة على ما يرديها فقد استسعدتها الان بدعائك على ما ينجيها إلهي ان عداني الاجتهاد في ابتغاء منفعتي فلم يعدني برك بما فيه مصلحتي إلهي ان قسطت في الحكم على نفسي بما فيه حسرتها فقد أقسطت الان بتعريفي إياها من رحمتك اشفاق رأفتها إلهي أجحف بي قلة الزاد في المسيرإليك فقد وصلته الان بذخائر ما أعددته من فضل تعويلي عليك إلهي إذا ذكرت رحمتك ضحكت إليها وجوه وسائلي وإذا ذكرت سخطتك عليها (لها) عيون (بكت) مسائلي إلهي فاقض (فافض) بسجل من سجالك على عبد بائس قد أتلفه الظماء وأحاط بخيط جيده كلال الوني إلهي أدعوك دعاء من لم يرج غيرك بدعائه وأرجوك رجاء من لم يقصد غيرك برجائه إلهي كيف أرد عارض تطلعي إلى نوالك وانما انا في استرزاقي لهذا البدن أحد عيالك إلهي كيف اسكت بالافحام ضراعتي وقد قلقني (لسان) ما أبهم على من مصير عاقبتي إلهي قد علمت حاجة نفسي إلى ما تكفلت لها به من الرزق في حياتي وعرفت قلة استغنائي عنه من الجنة بعد وفائي من سمح لي به متفضلا في العاجل لا تمنعينه يوم فاقتي إليك في الاجل فمن شواهد نعماء الكريم استتمام نعمائه ومن محاسن آلاء الجواد استكمال آلائه .
    إلهي لولا ما جهلت من امرى ما شكوت عثراتي ولولا ما ذكرت من التفريط ما سفحت عبراتي إلهي صل على محمد وال محمد وامح مثبتات العثرات بمرسلات العبرات وهب كثير السيئات لقليل الحسنات إلهي ان كنت لا ترحم المجدين في طاعتك فإلى من يفزع المقصرون وان كنت لا تقبل الا من المجتهدين فإلى من يلتجئ المفرطون وان كنت لا تكرم الا أهل الاحسان فكيف يصنع المسيئون وان كان لا يفوز يوم الحشر الا المتقون فبمن يستغيث المجرمون إلهي ان كان لا يجوز على الصراط الا من اجازته براءة عمله فانى بالجواز لمن لم يتب إليك قبل انقضاء اجله إلهي لم تجد الا على من قد عمر بالزهد مكنون سريرته فمن للمضطر الذي يرضيه بين العالمين سعى نقيته إلهي ان حجبت عن موحديك نظر تغمدك لجناياتهم أوقعهم غضبك بين المشركين في كرباتهم إلهي ان لم تنلنا يد احسانك يوم الورود اختلطنا في الجزاء بذوي الجحود إلهي فأوجب لنا بالاسلام مذخور هباتك واستصف ما كدرته الجرائر منها بصفو صلاتك إلهي ارحمنا غرباء إذا قضمتنا بطون لحودنا وغمت باللبن سقوف بيوتنا وأضجعنا مساكين على الايمان في قبورنا وخلفنا فرادى في أضيق المضاجع وصرعتنا المنايا في أعجب المصارع وصرنا في دار قوم كأنها مأهولة وهي منهم بلاقع .
    إلهي إذا جئناك عراة حفاة مغبرة من ثرى الأجداث رؤسنا وشاحبة من تراب الملاحيد وجوهنا خاشعة من افزاع القيمة ابصارنا وذابلة من شدة العطش شفاهنا وجايعة لطول المقام بطوننا (وبارزة) وبادية هنالك للعيون سوأتنا وموقرة من ثقل الأوزار ظهورنا ومشغولين بما قد دهانا عن أهالينا أولادنا فلا تضعف الصائب علينا باعراض وجهك الكريم عنا وسلب عائدة ما مثله الرجاء منا إلهي ما حنت هذه العيون إلى بكائها أو لا حادت متشربة بمائها ولا أشهدها بنحيب الثاكلات فقد عزائها الا لما أسلفته من عمدها وخطائها وما دعاها إليه عواقب بلائها وأنت القادر يا عزيز على كشف غمائها إلهي ان كنا مجرمين فانا نبكي إذا فاتنا من جودك ما نطلبه إلهي شب حلاوة ما يستعدمه لساني من النطق في بلاغته بزهادة ما يعرفه قلبي من النصح في دلالته إلهي أمرت بالمعروف وأنت أولى به من المأمورين وأمرت بصلة السؤال وأنت خير المسؤولين إلهي كيف ينقل بنا اليأس إلى الامساك عما لهجنا (نفحنا) بطلانه وقد ادرعنا من تأميلنا إياك أسبغ أثوابه .
    إلهي إذا هزت الرأفة أفنان مخافتنا انقلعت من الأصول أشجارها وإذا تنسمت أرواح الرغبة منا أغصان رجائنا أينعت بتلقيح البشارة أثمارها إلهي إذا تلونا من صفاتك شديد العقاب أسفنا وإذا تلونا منها الغفور الرحيم فرحنا فنحن بين أمرين فلا سخطتك تؤمننا ولا رحمتك تؤسينا إلهي ان قصرت مساعينا عن استحقاق نظرتك فما قصرت رحمتك بنا عن دفاع نقمتك إلهي انك لم تزل علينا بحظوظ صنايعك منعما ولنا من بين الأقاليم مكرما وتلك عادتك اللطيفة الحقيقة في سالفات الدهور وغابراتها وخاليات الليالي وباقياتها إلهي اجعل ما حبوتنا به من نور هدايتك درجات نرقى بها إلى ما عرفتنا من رحمتك إلهي كيف تفرح بصحبة الدنيا صدورنا وكيف تلتئم في غمراتها أمورنا وكيف يخلص لنا فيها سرورنا وكيف يملكنا باللهو واللعب غرورنا وقد دعتنا باقتراب الآجال قبورنا .
    إلهي كيف نبتهج في دار قد حفرت لنا فيها حفائر صرعتها وفتلت بأيدي المنايا جبائل غدرتها وجرعتنا مكرهين جرع مرارتها ودلتنا النفس على انقطاع عيشها لولا ما صغت إليه هذه النفوس من رفايع لذتها وافتتانها بالفانيات (بالفاتنات) من فواحش زينتها إلهي فإليك نلتجي من مكائد خدعتها وبك نستعين على عبور قنطرتها وبك نستقطم الجوارح عن أخلاف شهوتها وبك نستكشف جلابيب خيرتها وبك نقوم من القلوب استصعاب جهالتها إلهي كيف للدوران تمنع من فيها من طوارق الرزايا وقد أصيب في كل دار سهم من أسهم المنايا إلهي ما تتفجع أنفسنا من النقلة عن الديار ان لم توحشنا هنالك من مرافقة الأبرار إلهي ما تضرنا فرقة الاخوان والقربات ان قربتنا منك يا ذا العطيات إلهي ما تجف من ماء الرجاء مجاري لهواتنا ان لم تحم طير الأشايم بحياض رغباتنا إلهي ان عذبتني فعبد خلقته لما أردته فعذبته وان رحمتني فعبد وجدته مسيئا فأنجيته إلهي لا سبيل إلى الاحتراس من الذنب الا بعصمتك ولا وصول إلى عمل الخيرات الا بمشيتك فكيف لي بإفادة ما أسلفتني فيه مشيتك وكيف لي بالاحتراس من الذنب ما لم تدركني فيه عصمتك إلهي أنت دللتني على سؤال الجنة قبل معرفتها فأقبلت النفس بعد العرفان على مسئلتها أفتدل على خيرك السؤال ثم تمنعهم النوال وأنت الكريم المحمود في كل ما تصنعه يا ذا الجلال والاكرام .
    إلهي أنت كنت غير مستوجب لما أرجو من رحمتك فأنت أهل التفضل على بكرمك فالكريم ليس يصنع كل معروف عند من يستوجبه إلهي أنت كنت غير مستأهل لما أرجو من رحمتك فأنت أهل ان تجود على المذنبين بسعة رحمتك إلهي ان كان ذنبي قد أخافني فان حسن ظني بك قد أجارني إلهي ليس تشبه مسئلتي مسألة السائلين لان السائل إذا امنع امتنع عن السؤال وانا لا غنى بي عما سئلتك على كل حال إلهي ارض عنى فان لم ترض عنى فاعف عنى فقد يعفو السيد عن عبده وهو عنه غير راض إلهي كيف أدعوك وانا انا أم كيف أيئس منك وأنت أنت إلهي ان نفسي قائمة بين يديك وقد أظلها حسن توكلي عليك فصنعت بها ما يشبهك وتغمدتني بعفوك إلهي ان كان قد دنا أجلي ولم تقربني منك عملي فقد جعلت الاعتراف بالذنب إليك وسائل عملي فان عفوت فمن أولى منك بذلك وان عذبت فمن اعدل منك في الحكم هنالك إلهي ان جرت على نفسي في النظر لها وبقى نظرك لها فالويل لها ان لم تسلم به إلهي انك لم تزل بي بارا أيام حياتي فلا تقطع برك عنى بعد وفاتي إلهي كيف أيئس من حسن نظرك لي بعد مماتي وأنت لم تولني الا الجميل في أيام حياتي إلهي ان ذنوبي قد أخافتني ومحبتي لك قد أجارتني فتول من امرى ما أنت أهله وعد بفضلك على منغمره جهله يا من لا تخفى عليه خافية صل على محمد وال محمد واغفر لي ما قد خفى على الناس من امرى .
    إلهي سترت على في الدنيا ذنوبا ولم تظهرها وانا إلى سترها يوم القيمة أحوج وقد أحسنت بي إذ لم تظهرها للعصابة من المسلمين فلا تفضحني بها يوم القيمة على رؤس العالمين إلهي جودك بسط املى وشكرك قبل على فسرني بلقائك عند اقتراب أجلي إلهي ليس اعتذاري إليك اعتذار من يستغنى عن قبول عذره فاقبل عذري يا خير من اعتذر إليه المسيئون إلهي لا تردني في حاجة قد أفنيت عمري في طلبها منك وهي المغفرة إلهي لو أردت إهانتي لم تهدني ولو أردت فضيحتي لم تسترني فمتعني بماله وقد هديتني وادم لي ما به سترتني إلهي ما وصفت من بلاء ابتليتنيه أو احسان أوليتنيه فكل ذلك بمنك فعلته وعفوك تمام ذلك أن أتممته إلهي لولا ما قرفت من الذنوب ما فرقت عقابك ولولا ما عرفت من كرمك ما رجوت ثوابك وأنت أولى الأكرمين بتحقيق امل الآملين وارحم من استرحم في تجاوزه عن المذنبين إلهي نفسي تمنيني بأنك تغفر لي فأكرم بها أمنية بشرت بعفوك وصدق بكرمك مبشرات تمنيها وهب لي بجودك مدمرات تجنيها إلهي ألقتني الحسنات بين جودك وكرمك وألقتني السيئات بين عفوك ومغفرتك وقد رجوت ان لا يضيع بين دين ودين مسئ ومحسن إلهي إذا شهد لي الايمان بتوحيدك وانطلق لساني بتمجيدك ودلني القران على فواضل جودك فكيف لا يبتهج رجائي بحسن موعدك إلهي تتابع احسانك إلى يدلني على حسن نظرك لي فكيف يشقى امرؤ حسن له منك النظر إلهي ان نظرت إلى بالهلكة عيون سخطتك فما نامت عناستنقاذي منها عيون رحمتك .
    إلهي ان عرضني ذنبي لعقابك فقد أدناني رجائي من ثوابك إلهي ان عفوت فبفضلك وان عذبت فبعدلك فيا من لا يرجى الا فضله ولا يخاف الا عدله صل على محمد وال محمد وامنن علينا بفضلك ولا تستقص علينا في عدلك إلهي خلقت لي جسما وجعلت لي فيه آلات أطيعك بها وأعصيك وأغضبك وأرضيك وجعلت لي من نفسي داعية إلى الشهوات و أسكنتني دارا قد ملئت من الآفات ثم قلت لي انزجر فيك انزجر وبك اعتصم وبك استجير وبك احترز واستوفقك لما يرضيك وأسئلك يا مولاي فان سؤالي لا يحفيك إلهي أدعوك دعاء ملح لا يمل دعاءه مولاه وأتضرع إليك تضرع من قد أقر على نفسه بالحجة في دعواه إلهي لو عرفت اعتذارا من الذنب في التفضل أبلغ من الاعتراف به لاتيته فهب لي ذنبي بالاعتراف ولا تردني بالخيبة عند الانصراف إلهي سعت نفسي إليك لنفسي تستوهبها وفتحت أفواهها نحو نظرة منك لا تستوجبها فهب لها ما سئلت وجد عليها بما طلبت فإنك أكرم الأكرمين بتحقيق امل الآملين إلهي قد أصبت من الذنوب ما قد عرفت وأسرفت على نفسي بما قد علمت فاجعلني عبدا اما طائعا فأكرمته واما عاصيا فرحمته .
    إلهي كأني بنفسي وقد أضجعت في حفرتها وانصرف عنها المشيعون من جيرتها وبكى الغريب عليها لغربتها وجاد بالدموع عليها المشفقون من عشيرتها وناديها من شفير القبر ذوو أمواتها ورحمها المعادي لها في الحياة عند صرعتها ولم يخف على الناظرين إليها عند ذلك ضر فاقتها ولا على من رآها قد توسدت الثرى عجز حيلتها فقلت ملائكتي فريد نأى عنه الأقربون ووحيد جفاه الأهلوننزل بي قريبا وأصبح في اللحد غريبا وقد كان لي في دار الدنيا داعيا ولنظري إليه في هذا اليوم راجيا فتحسن عند ذلك ضيافتي وتكون ارحم بي من أهلي وقرابتي إلهي لو طبقت ذنوبي ما بين السماء إلى الأرض وخرقت النجوم وبلغت أسفل الثرى ما ردني الياس عن توقع غفرانك ولا صرفني القنوط عن ابتغاء رضوانك إلهي دعوتك بالدعاء الذي علمتنيه فلا تحرمني جزائك الذي وعدتنيه فمن النعمة ان هديتني لحسن دعائك ومن تمامها ان توجب (تهب) لي محرد؟؟؟ جزائك إلهي وعزتك وجلالك لقد أحببتك محبة استقرت حلاوتها في قلبي وما تنعقد ضمائر موحديك على انك تبغض محبيك إلهي انتظر عفوك كما ينتظره المذنبون ولست أيئس من رحمتك التي يتوقعها المحسنون إلهي لا تغضب على فلست أقوى لغضبك ولا تسخط على فلست أقوم لسخطك.
    الهي أللنار ربتني أمي فليتها لم تربني أم للشقاء ولدتني فليتها لم تلدني إلهي انهملت عبراتي حين ذكرت عثراتي ومالها لا تنهمل ولا ادرى إلى ما يكون مصيري وعلى ماذا يهجم عند البلاغ مسيري وارى نفسي تخاتلني وأيامي تخادعني وقد خفقت عند رأسي أجنحة الموت ورمقتني من قريب أعين الفوت فما عذري وقد حشا مسامعي رافع الصوت إلهي لقد رجوت ممن ألبسني بين الاحياء ثوب عافيته الا يعريني منه بين الأموات بجود رأفته ولقد رجوت ممن تولاني في حياتي باحسانه ان يشفعه لي عند وفاتي بغفرانه يا أنيس كل غريب انس في القبر غربتي ويا ثاني كل وحيد ارحم في القبر وحدتي ويا عالم السر والنجوى ويا كاشف الضر والبلوى كيف نظرك لي بين سكان الثر وكيف صنيعك لي في دار الوحشة والبلاء فقد كنت بي لطيف أيام حيوة الدنيا يا أفضل المنعمين في آلائه وانعم المفضلين في نعمائه كثرت أياديك عندي فعجزت عن احصائها وضقت ذرعا في شكري لك بجزائها .
    فلك الحمد ما أوليت ولك الشكر على ما أبليت يا خير من دعاه داع وأفضل من رجاه راج بذمة الاسلام أتوسل إليك وبحرمة القران اعتمد عليك وبحق محمد وال محمد أتقرب إليك فصل على محمد وال محمد واعرف ذمتي التي رجوت بها قضاء حاجتي برحمتك يا ارحم الراحمين ثم اقبل أمير المؤمنين عليه السلام على نفسه يعاتبها ويقول أيها المناجي ربه بأنواع الكلام والطالب منه مسكنا في دار السلام والمسوف بالتوبة عاما بعد عام ما أراك منصفا لنفسك من بين الأنام فلو دافعت نومك يا غافلا بالصيام واقتصرت على القليل من لعق الطعام وأحييت مجتهدا ليلك بالقيام كنت أحرى ان تنال شرف المقام لها النفس اخلطي ليلك ونهارك بالذاكرين لعلك ان تسكني رياض الخلد مع المتقين وتشبهي بنفوس قد اقرح السهر رقة جفونها ودامت في الخلوات شدة حنينها وأبكى المستمعين عولة أنينها والآن قسوة الضماير ضجة رنينها فإنها نفوس قد باعت زينة الدنيا واثرت الآخرة على الأولى أولئك وفذ الكرامة يوم يخسر فيه المبطلون ويحشر إلى ربهم بالحسنى والسرور المتقون.

    ---------------------------------------------------------------------------------
    المصباح - الكفعمي - الصفحة ٣٦٨

  • #2
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا

    مأجورين

    تعليق


    • #3
      بارك الله بكم....واحسن اليكم

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X