اللهم صل على محمد وآل محمد
حينما قال الامام علي ( عليه السلام) هذه العبارة ،قام إليه رجل من أقصى المسجد متوكئ على عكازه، فلم يزل يتخطى الناس حتى دنى منه فقال:
- يا أمير المؤمنين دلني على عمل إن أنا عملته نجاني الله تعالى من النار.
- فقال له: اسمع يا هذا ثم افهم، ثم استيقن
- قامت الدنيا بثلاثة بعالم ناطق مستعمل لعلمه وبغني لا يبخل بما له عن أهل دين الله وبفقير صابر.
- فإذا كتم العالم علمه وبخل الغني ولم يصبر الفقير فعندها الويل والثبور.
- وعندها يعرف العارفون بالله أن الدار قد رجعت إلى بدئها. أي إلى الكفر بعد الايمان.
أيها السائل فلا تغترن بكثرة المساجد وجماعة أقوام أجسادهم مجتمعة وقلوبهم شتى.
إنما الناس ثلاثة: زاهد وراغب وصابر.
- فأما الزاهد فلا يفرح بشيء من الدنيا أتاه ولا يحزن على شيء منها فاته.
- وأما الصابر فيتمناها بقلبه فان أدرك منها شيئا صرف عنها نفسه بما يعلم من سوء عاقبتها.
- وأما الراغب فلا يبالي من حل أصابها أو من حرام.
قال: يا أمير المؤمنين وما علامات المؤمن في ذلك الزمان؟
- قال: ينظر إلى ما أوجب الله عليه من حق فيتولاه، وينظر إلى ما خالف فيتبرأ منه وإن كان حبيبا قريبا.
- قال: صدقت والله يا أمير المؤمنين.
- ثم غاب الرجل ولم نره، فطلبه الناس فلم يجدوه فتبسم (عليه السلام) على المنبر ثم قال: مالكم هذا أخي الخضر (عليه السلام).
----------------------------
الإحتجاج ص 171.
تعليق