بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإمام جعفر الصادق عليه السلام، (83 - 148 هـ)، هو جعفر بن محمد، الإمام السادس للشيعة الإثنا عشرية، وكانت فترة إمامته 34 عاماً، وإليه یُنسب المذهب الجعفري. ولد في المدينة، واستشهد فيها وكان عمره يوم شهادته (65 أو 68) عاماً، ودُفِنَ في البقيع إلى جانب أبيه الإمام الباقر، وجدّه الإمام السجاد، والإمام الحسن
وقد وفّرت فترة الانفتاح -التي حدثت ما بين نهاية الدولة الأمويّة وبداية الدولة العباسيّة- في زمن إمامته حرية الحركة لنشر معالم الدين، فذُكر أنه بلغ عدد تلامذته و من روى عنه 4000 شخص، كما أخذت رواياته في المجالات المختلفة حيّزاً كبيراً من روايات أئمة أهل البيت (ع)؛ فلذلك نُسب مذهب الشيعة الإمامية إليه وسُمّي بـ(المذهب الجعفري). ويحظى (ع) بمكانة مميّزة من العلم عند أئمة مذاهب أهل السنة، كما روى عنه مالك بن أنس، وعدّه أبو حنيفة أعلم أهل زمانه.
وبالرغم من أن حكومة الأمويين أضحت في زمان الصادق (ع) في منتهى ضعفها وتفسّخها، إلاّ أنه رفض طلب شيعته للقيام ضد الحكومة، فلم يساند ثورة عمّه زيد بن علي، وحذّر شيعته من السعي وراء إسقاط الحكومة، كما رفض دعوة أبي سلمة الخلال وأبي مسلم الخراساني لتولي الخلافة. وقد اتخذ التقية منهجاً له تجاه حكام عصره، وأوصى أصحابه بذلك أيضاً، وكان ذلك بسبب المضايقات السياسية التي واجهها من قبل الأمويين والعباسيين.
أسّس الإمام الصادق مؤسسة الوكالة؛ لتواصل أكثر مع شيعته وللرّد على أسئلتهم وحلّ مشاكلهم، واتسعت بعده دائرة عمل هذه المؤسسة في عصر الأئمة الباقين، حيث بلغت ذروتها في عصر الغيبة الصغرى. وقد انتشر الغلاة في عصره فكان (ع) يعارض آرائهم ويؤكد أنّ مَن قبِل آرائهم كافر ومشرك.
ورد في بعض المصادر أن الخليفة العباسي آنذاك استدعى الإمام الصادق من المدينة إلى العراق، فسافر إليه، وسكن لفترات قصيرة في كربلاء والنجف والكوفة، كما كشف عن قبر أمير المؤمنين (ع) لأصحابه، وكان قبره مخفياً قبل ذلك.
المشهور بین الشيعة أن الإمام الصادق قد سُمّ بأمر المنصور العباسي، واستشهد على أثره، وورد في الروايات الشيعية أنه (ع) أخبر أصحابه بأنّ الإمام من بعده هو ولده الكاظم (ع)، إلاّ أنه -ومن أجل الحفاظ عليه- عيّن خمسة أشخاص ومنهم المنصور العباسي كوصي له. وبعد وفاته تشعبت الشيعة إلى عدة فرق، منها: الإسماعيلية والفطحية والناووسية.
ا خلاقه
- كرمه وجوده
1-دخل عليه المفضّل بن رمانة، وكان من ثقاة أصحابه ورواته، فشكا إليه ضعف حاله، وسأله الدعاء.
فقال لجاريته: «هاتِ الكيس الذي وصلنا به أبو جعفر».
فجاءته به، فقال له: «هذا كيس فيه أربعمائة دينار، فاستعن به».
فقال المفضّل: لا والله جُعلت فداك، ما أردت هذا، ولكن أردت الدعاء، فقال : «لا أدَعُ الدعاء لك ولكن لا تُخبر الناس بكلّ ما أنت فيه فتهونَ عليهم.».
2-إنَّ فَقِيراً سَأَلَ الصَّادِقَ فَقَالَ لِعَبْدِهِ: «مَاعِنْدَكَ قَالَ أَرْبَعُمِائَةِ دِرْهَمٍ، قَالَ: أَعْطِهِ إِيَّاهَا فَأَعْطَاهُ، فَأَخَذَهَا وَوَلَّى شَاكِراً، فَقَالَ لِعَبْدِهِ: أَرْجِعْهُ.
فَقَالَ: يَا سَيِّدِي سَأَلْتُ، فَأَعْطَيْتَ فَمَاذَا بَعْدَ الْعَطَاءِ؟ فَقَالَ لَهُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ خَيْرُ الصَّدَقَةِ مَا أَبْقَتْ غِنًى، وَإِنَّا لَمْ نُغْنِكَ، فَخُذْ هَذَا الْخَاتَمَ، فَقَدْ أَعْطَيْتُ فِيهِ عَشَرَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ، فَإِذَا احْتَجْتَ، فَبِعْهُ بِهَذِهِ الْقِيمَةِ».
- صدقاته في السرّ
كان الإمام الصادق يقوم في غلس الليل فيأخذ جرابا فيه الخبز، واللحم، والدراهم، فيحمله على عاتقه، ويذهب به إلى أهل الحاجة من فقراء المدينة، فيقسّمه فيهم وهم لا يعرفونه، وما عرفوه حتى مضى إلى الله ، فافتقدوا تلك الصِلات، فعلموا أنها منه.
- إكرامه للضيوف
لقد كان الإمام الصادق يُشرف على خدمة الضيوف بنفسه، وكان يأتيهم بأشهى الطعام وألذه وأوفره، ويُكرر عليهم القول وقت الأكل: «أشدّكم حبّا لنا أحسنکم أكلا عندنا» وكان يأمر في كل يوم بوضع عشر ثبنات من الطعام يتغدّى على كل ثبنة عشرة.
- تواضعه
كان من تواضعه أنه يجلس على الحصير، ويرفض الجلوس على الفرش الفاخرة، وكان يُنكر ويشجب المتكبرين، وقد قال ذات مرّة لرجل من إحدى القبائل: من سيّد هذه القبيلة؟
فبادر الرجل قائلا: أنا.
فأنكر الإمام ذلك وقال له: لو كنت سيّدهم ما قلت: أنا.
- سموّ أخلاقه
روى المؤرخون أنّ رجلا من الحُجّاج توهّم أن هميانه قد ضاع منه، فخرج يُفتّش عنه، فرأى الإمام الصادق يصلّي في الجامع النبوي فتعلّق به، ولم يعرفه، وقال: «أنت أخذت همياني؟».
فقال له الإمام بعطف ورفق: ما كان فيه؟
فقال الرجل: ألف دينار.
فأعطاه الإمام ألف دينار، ومضى الرجل إلى مكانه، فوجد هميانه، فعاد إلى الإمام معتذرا منه، ومعه المال، فأبى الإمام قبوله، وقال له: شئ خرج من يدي فلا يعود إليَّ، فبُهر الرجل وسأل عنه، فقيل له: هذا جعفر الصادق، وراح الرجل يقول بإعجاب: «لا جرم هذا فعال أمثاله».
عصر إمامته
وينقسم هذا العصر إلى مرحلتين:
- المرحلة الأولى: فترة إنهيار الدولة الأُمويّة حتى اُفولها (132 - 144 هـ).
عاصر في هذه المرحلة هشام بن عبد الملك والوليد بن يزيد المعروف بـ(الناقص)، ثم أخيه إبراهيم بن الوليد، ثم مروان بن محمد المعروف بـ(مروان الحمار) آخر ملوك الدولة الامويّة التي عاثت في الأرض فسادا.
- المرحلة الثانية: فترة تأسيس الدولة العباسيّة حتى استشهاده (132 - 148هـ).
عاصر في هذه المرحلة السفاح، وأبي جعفر المنصور، واستشهد مسموما في حكم المنصور العباسي.
------------------------------------------
منقول للفائدة
تعليق