بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احتجاجات ومناظرات الامام الصادق (عليه السلام)
اللهم صل على محمد وال محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احتجاجات ومناظرات الامام الصادق (عليه السلام)
لقد تصدّى الإمام الصادق مع تلامذته إلى تفنيد الشبه والشكوك التي أثارها الحاقدون على الإسلام أو الجهال من المسلمين ممن يدّعون العلم لتشكيك المسلمين في واقع دينهم العظيم الذي جعلهم سادة الأُمم والشعوب أو لجهلهم أو عنادهم لـ(أهل بيت الوحي)، ومن هذه الاحتجاجات:
- إبطاله (عليه السلام) لشُبَه الزنادقة
- رده على الجعد بن درهم
ومن بدع الجعد أنه جعل في قارورة ترابا، وماءً فاستحال دودا وهواما، فقال لأصحابه: إني خلقت ذلك لأني كنت سبب كونه، وبلغ ذلك الإمام الصادق فردّه بأبلغ البرهان والحجّة قائلا: ان كان خلقه، فليقل: كم هو؟ وكم الذكران منه والإناث؟وكم وزن كل واحدة منهن؟ ولأمر الذي يسعى إلى هذا الوجه أن يرجع إلى غيره.
وما أروع هذه الحجّة التي أدلى بها سليل النبوّة، فقد نسف جميع خرافاته، ويقول الرواة: إنَّ الجعد لمّا سمع بهذه الحجّة انقطع عن الكلام، وبان عليه الضعف، والعجز وهرب».
- رده على بعض الزنادقة
- إبطاله (عليه السلام) لشُبَه النصارى
- إبطاله (عليه السلام) لشُبَه القدريّة
- إبطاله (عليه السلام) لبِدَع أبي حنيفة
إلتقى أبو حنيفة بـالإمام الصادق ، وسأله الإمام عن بعض المسائل، فلم يجبه عنها، ومن بين ما سأله الإمام: أيهما أعظم عند الله: القتل أو الزنا؟
قال: بل القتل.
قال: فكيف رضى في القتل بشاهدين، ولم يرض في الزنا إلا بأربعة؟
ووجم أبو حنيفة، ولم يطق جوابا، وانهار قياسه أمام سليل النبوة، ثم وجّه الإمام السؤال التالي: الصلاة أفضل أم الصيام؟
قال: بل الصلاة أفضل.
قال : فيجب على قياس قولك على الحائض قضاء ما فاتها من الصلاة في حال حيضها دون الصيام، وقد أوجب الله تعالى عليها قضاء الصوم دون الصلاة.
قال له: البول أقذر أم المني؟
قال: البول أقذر.
قال : يجب على قياسك أن يجب الغسل من البول دون المني، وقد أوجب الله تعالى الغسل من المني دون البول.
قال: إنما أنا صاحب رأي.
قال : فما ترى في رجل كان له عبد فتزوج وزوج عبده في ليلة واحدة، فدخلا بامرأتيهما في ليلة واحدة، ثم سافرا، وجعلا امرأتيهما في بيت واحد، وولدتا غلامين، فسقط البيت عليهم، فقتل المرأتين وبقي الغلامان أيهما في رأيك المالك وأيهما المملوك وأيهما الوارث وأيهما الموروث؟
وبعد ان عجز أبو حنيفة عن الأجابة على اسئلة الإمام قال للإمام: لا أتكلّم بالرأي والقياس في دين الله بعد هذا المجلس.
- إبطاله (عليه السلام) لبِدَع ابن أبي ليلى
فقال الإمام :بأي شئ تقضي؟ فقال: بما بلغني عن رسول الله وعن أبي بكر وعمر.
فقال الإمام : بلغك أن رسول الله قال: «أقضاكم عليٌّ بعدي؟». قال: نعم.
فقال الإمام : كيف تقضي بغير قضاء عليٌّ ، وقد بلغك هذا؟
واصفرّ وجه ابن أبي ليلى، وعرف أنه قد جانب الحق فيما حكم وأفتى به، والتفت الإمام له قائلا: «التمس مثلا لنفسك، فوالله لا اُكلّمك من رأسي كلمة أبداً».
- إبطاله (عليه السلام) لبِدَع المعتزلة
فأسندوا أمرهم إلى عمرو بن عبيد، فأبلغ وأطال، فكان فيما قال أن قال: قتل أهل الشام خليفتهم، وضرب الله بعضهم ببعض، وتشتت أمرهم، فنظرنا فوجدنا رجلا له دين وعقل ومروة، ومعدن للخلافة، وهو محمد بن عبد الله بن الحسن فأردنا أن نجتمع معه فنبايعه، ثم نظهر أمرنا معه، وندعو الناس إليه، فمن بايعه كنا معه وكان منا، ومن اعتزلنا كففنا عنه، ومن نصب لنا جاهدناه ونصبنا له على بغية ونرده إلى الحق وأهله، ثم إلتفت إلى الإمام ، وقال له: وقد أحببنا أن نعرض ذلك عليك، فإنه لا غنا بنا عن مثلك، لفضلك ولكثرة شيعتك.
فلما فرغ قال أبو عبد الله : أكلكم على مثل ما قال عمرو؟ قالوا: نعم. فحمد الله وأثنى عليه، وصلّى على النبي ثم قال: إنما نسخط إذا عُصِيَ الله فإذا أطيع الله رضينا. أخبرني يا عمرو لو أنّ الأمة قلّدَتك أمرَها فملكتَه بغير قتال ولا مؤنة، فقيل لك: (ولّها مَن شئت)، مَن كنتَ تُولّي؟قال: كنت أجعلها شورى بين المسلمين.
قال: بين كلّهم؟ قال: نعم.
فقال: بين فقهائهم وخيارهم؟ قال: نعم.
قال: قريش وغيرهم؟ قال: العرب والعجم.
قال: فأخبرني يا عمرو أتتولّى أبا بكر وعمر أو تتبرأ منهما؟ قال: أتولاهما.
قال: يا عمرو إن كنت رجلا تتبرأ منهما فإنه يجوز لك الخلاف عليهما، وإن كنت تتولاهما فقد خالفتها، قد عهد عمر إلى أبي بكر فبايعه ولم يشاور أحدا، ثم ردها أبو بكر عليه ولم يشاور أحدا، ثم جعلها عمر شورى بين ستة، فأخرج منها الأنصار غير أولئك الستة من قريش، ثم أوصى الناس فيهم بشئ ما أراك ترضى أنت ولا أصحابك. قال: وما صنع؟
قال: أمر صهيبا أن يصلي بالناس ثلاثة أيام، وأن يتشاور أولئك الستة ليس فيهم أحد سواهم إلا ابن عمر ويشاورونه وليس له من الأمر شئ، وأوصى من كان بحضرة من المهاجرين والأنصار إن مضت ثلاثة أيام ولم يفرغوا ويبايعوه أن يضرب أعناق الستة جميعا وإن اجتمع أربعة قبل أن يمضي ثلاثة أيام وخالف اثنان أن يضرب أعناق الاثنين، افترضون بذا فيما تجعلون من الشورى في المسلمين؟ قالوا: لا.
قال: يا عمرو دع ذا، أرأيت لو بايعت صاحبك هذا الذي تدعو إليه، ثم اجتمعت لكم الأمة ولم يختلف عليكم منها رجلان، فأفضيتم إلى المشركين الذين لم يسلموا ولم يؤدوا الجزية، كان عندكم وعند صاحبكم من العلم ما تسيرون فيهم بسيرة رسول الله في المشركين في الجزية؟ قالوا: نعم.
قال: فتصنعون ماذا؟ قالوا: ندعوهم إلى الإسلام فإن أبوا دعوناهم إلى الجزية.
قال: فإن كانوا مجوسا، وأهل كتاب، وعبدة النيران والبهائم وليسوا بأهل كتاب؟ قالوا: سواء.
قال: فأخبرني عن القرآن أتقرأونه؟ قال: نعم.
قال: اقرأ ﴿قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ﴾ قال(): فاستثنى الله واشترط من الذين أوتوا الكتاب. فهم والذين لم يؤتوا الكتاب سواء؟ قال: نعم.
قال : عمّن أخذت هذا؟ قال: سمعت الناس يقولونه.
قال: فدع ذا، فإنهم إن أبوا الجزية فقاتلتهم فظهرت عليهم كيف تصنع بالغنيمة؟ قال: اخرج الخمس وأقسم أربعة أخماس بين من قاتل عليها.
قال: تقسمه بين جميع من قاتل عليها؟ قال: نعم.
قال: فقد خالفت رسول الله في فعله وفي سيرته، وبيني وبينك فقهاء أهل المدينة ومشيختهم، فسلهم فإنهم لا يختلفون ولا يتنازعون في أن رسول الله إنما صالح الأعراب على أن يدعهم في ديارهم، وأن لا يهاجروا، على أنه إن دهمه من عدوه دهم فيستفزهم فيقاتل بهم، وليس لهم من الغنيمة نصيب، وأنت تقول بين جميعهم، فقد خالفت رسول الله في سيرته في المشركين، دع ذا، ما تقول في الصدقة؟ قال: فقرأ عليه هذه الآية: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا﴾ الى آخرها.
قال: نعم فكيف تقسّم بينهم؟ قال: أقسمها على ثمانية أجزاء، فأعطي كل جزء من الثمانية جزء.
فقال : إن كان صنف منهم عشرة آلاف وصنف رجلا واحدا أو رجلين أو ثلاثة، جعلت لهذا الواحد مثل ما جعلت للعشرة آلاف. قال: نعم.
قال: وما تصنع بين صدقات أهل الحضر وأهل البوادي فتجعلهم فيها سواء؟ قال: نعم.
قال: فخالفت رسول الله في كلّ ما أتى به، كان رسول الله يُقسّم صدقة البوادي في أهل البوادي، وصدقة الحضر في أهل الحضر، ولا يقسم بينهم بالسوية إنما يُقسّمه قدر ما يحضره منهم، وعلى قدر ما يحضره فإن كان في نفسك شئ مما قلت لك فإن فقهاء أهل المدينة، ومشيختهم كلهم لا يختلفون في أن رسول الله كذا كان يصنع، ثم أقبل على عمرو وقال: اتق الله يا عمرو وأنتم أيها الرهط! فاتقوا الله، فإنّ أبي حدثني وكان خير أهل الأرض وأعلمهم بـكتاب الله وسنة رسوله أن رسول الله قال: «من ضرب الناس بسيفه، ودعاهم إلى نفسه، وفي المسلمين من هو أعلم منه، فهو ضالّ متكلف».
-----------------------------------------
منقول للفائدة
السلام عليك ايها القائم المهدي،السلام عليك يامعز المؤمنين ومذل الكافرين
تعليق