( الأدراك والسلوك احد اسباب التنافر )
{ الأخلاق التي تعتمد على العرف هي في حقيقتها أخلاق فاسدة لأنها تجعل من الأنسان حيوان متعاقل لا عاقل وفي حقيقته أبله .... د. محمد الحاج علي }......
الأهداء / الى القراء الذين يفهمون مايقرأون ........................
دعونا نتعرف ماالمقصود بالبيئة ؟ وكذلك ماالمقصود بالبيئة الواقعية والبيئة السيكولوجية ؟
البيئة : بمعناها العام هي كل مايحيط بالفرد إنساناً أو حيواناً ، من عوامل وظروف وأشياء خارجية سواء كانت مادية أو بيولوجية أو اجتماعية ، وذلك منذ بدء تكوينه إلى آخر حياته .
* البيئة الواقعية والبيئة السيكولوجية : أن العوامل والظروف الخارجية المختلفة منها تؤثر على نمو الفرد وسلوكه ، ومنها مايكون عديم الأثر لايحرك فيه ساكناً أو اهتماماً أو انتباهاً ، فالحديقة المزروعة بالورود والأزهار بيئة جدباء قاحلة في نظر كلب جائع ، لاتثير اهتمامه ونشاطه . والحظيرة المملوءة بالدجاج ليست بيئة فعالة لبقرة جائعة . ومكتبة المنزل التي تزخر بعدد كبير من الكتب الضخمة ليست بيئة تثير طفلاً صغيراً على خلاف جهاز الراديوأو التلفاز . ولافتة من الضوء الأحمر ليست بيئة سيكولوجية لشخص مصاب بعمى الألوان لأنه لايتأثر بها فيستجيب لها ، والسيدة المتأنقة حين تسير في الطريق تجذبها واجهات الأزياء لا واجهات الكتب . والقاضي في عين المتهم غير القاضي في نظر حاجب الجلسة. لذلك فالبيئة الواقعية هي بيئة كما عليها بالواقع اما البيئة السيكولوجية هي التي تثير اهتمامنا ونشاطنا بمعنى هي البيئة التي ندركها ونشعر بها وبالتالي نستجيب لها . فالبيت الواحد ليس بيئة سيكولوجية واحدة لجميع من به من إخوة وأخوات بسبب الأختلاف في السن والخبرة كذلك تلاميذ الصف وعمال المعمل . الرجل الذي يسبح وهو يغني طرباً في بحر يزخر بكلاب البحر دون أن يعرف ذلك ، بيئته الواقعية مميتة ، لكن بيئته السيكولوجية آمنة لذيذة ، وهذا المرءوس الذي يعتقد في رئيسه الطيب سوء النية ، يتأثر ويثور لأقل مايزجيه إليه رئيسه من توجيه أو ملاحظات هذا المرءوس بيئته الواقعية تختلف اختلافاً بيناً عن بيئته السيكولوجية . بعد هذه المقدمة نضع العلاقات العامة لاسيما العلاقات الزوجية وتنافرها تحت المجهر ونصل الى اسباب عدم التطابق النفسي .
لذلك نصل الى نتيجة أن الفرد يستجيب للبيئة لاكما هي عليه في الواقع ، بل كما يدركها كماتبدو له وحسب مايفرغه عليها من معنى وقيمة وأهمية ، فنحن لانهرب من نمر في قفص كما نهرب من نمر فر من حديقة الحيوان ، كذلك الطفل لايخاف من كثير مما نخافه نحن الكبار ... وقد يكون إدراكنا خاطئاً فسيكون بمثابة الظن أو الأعتقاد الخاطئ ، لكن سلوكنا يتوقف على كيفية إدراكنا صواباً كان أم خطأ فقد أستجيب لابتسامة شخص بالغضب إن ظننت أنها ابتسامة سخرية وقد لاتكون ابتسامة سخرية على الإطلاق ، وقد يسكت المرءوس على إهانة وجهت إليه من رئيسه إن يعتقد أنه مجنون ، فان كان يحسبه متعالياً أو مزدرياً أختلف سلوكه في هذه الأحوال . وقد يكون المدرس سمحاً ودوداً لكن الطالب إن ظنه خصماً له سلك نحوه سلوك الفرد إزاء عدوه ، وقد يكون الأب مجرماً يراه المجتمع غير صالح لتربية أولاده ، لكن أولاده إن رأوا أنه يحبهم ويحميهم قاوموا كل هجوم عليه ... فليس االمهم هو الظروف التي تحيط بالطفل بل كيفية إدراكه هذه الظروف . لذلك نحاول أن نعطي مثلاً يبين أن الناس يستجيبون للبيئة كما يدركونها لا كما هي عليه في الواقع ،،، لقد كان فريق من العمال والعاملات يعملون معاً في مصنع ذي إضاءة رديئة تجهد البصر وتؤذيه ، لذلك دعت الحاجة إلى ضرورة الأستعاضة عن هذه الاضاءة باضاءة أخرى زرقاء خضراء . إذ ذاك زاد إنتاج العمال من الرجال وقلت شكواهم من التعب . غير أن الحال كانت على عكس ذلك لدى العاملات إذ نقص انتاجهن وزاد سخطهن وشكايتهن فلما بحث الأمر اتضح أنهن لايحبن الإضاءة الجديدة لأنها إذ تنعكس على وجوههن تذهب بنضارتها وتجعلهن يبدون شاحبات صفر الوجوه كالموتى . من هذا نرى أن الإدراك والسلوك استجابتان متضامنتان لايمكن فصم إحداهما عن الاخرى إلا أن تنفصم وحدة الانسان ...
{ الأخلاق التي تعتمد على العرف هي في حقيقتها أخلاق فاسدة لأنها تجعل من الأنسان حيوان متعاقل لا عاقل وفي حقيقته أبله .... د. محمد الحاج علي }......
الأهداء / الى القراء الذين يفهمون مايقرأون ........................
دعونا نتعرف ماالمقصود بالبيئة ؟ وكذلك ماالمقصود بالبيئة الواقعية والبيئة السيكولوجية ؟
البيئة : بمعناها العام هي كل مايحيط بالفرد إنساناً أو حيواناً ، من عوامل وظروف وأشياء خارجية سواء كانت مادية أو بيولوجية أو اجتماعية ، وذلك منذ بدء تكوينه إلى آخر حياته .
* البيئة الواقعية والبيئة السيكولوجية : أن العوامل والظروف الخارجية المختلفة منها تؤثر على نمو الفرد وسلوكه ، ومنها مايكون عديم الأثر لايحرك فيه ساكناً أو اهتماماً أو انتباهاً ، فالحديقة المزروعة بالورود والأزهار بيئة جدباء قاحلة في نظر كلب جائع ، لاتثير اهتمامه ونشاطه . والحظيرة المملوءة بالدجاج ليست بيئة فعالة لبقرة جائعة . ومكتبة المنزل التي تزخر بعدد كبير من الكتب الضخمة ليست بيئة تثير طفلاً صغيراً على خلاف جهاز الراديوأو التلفاز . ولافتة من الضوء الأحمر ليست بيئة سيكولوجية لشخص مصاب بعمى الألوان لأنه لايتأثر بها فيستجيب لها ، والسيدة المتأنقة حين تسير في الطريق تجذبها واجهات الأزياء لا واجهات الكتب . والقاضي في عين المتهم غير القاضي في نظر حاجب الجلسة. لذلك فالبيئة الواقعية هي بيئة كما عليها بالواقع اما البيئة السيكولوجية هي التي تثير اهتمامنا ونشاطنا بمعنى هي البيئة التي ندركها ونشعر بها وبالتالي نستجيب لها . فالبيت الواحد ليس بيئة سيكولوجية واحدة لجميع من به من إخوة وأخوات بسبب الأختلاف في السن والخبرة كذلك تلاميذ الصف وعمال المعمل . الرجل الذي يسبح وهو يغني طرباً في بحر يزخر بكلاب البحر دون أن يعرف ذلك ، بيئته الواقعية مميتة ، لكن بيئته السيكولوجية آمنة لذيذة ، وهذا المرءوس الذي يعتقد في رئيسه الطيب سوء النية ، يتأثر ويثور لأقل مايزجيه إليه رئيسه من توجيه أو ملاحظات هذا المرءوس بيئته الواقعية تختلف اختلافاً بيناً عن بيئته السيكولوجية . بعد هذه المقدمة نضع العلاقات العامة لاسيما العلاقات الزوجية وتنافرها تحت المجهر ونصل الى اسباب عدم التطابق النفسي .
لذلك نصل الى نتيجة أن الفرد يستجيب للبيئة لاكما هي عليه في الواقع ، بل كما يدركها كماتبدو له وحسب مايفرغه عليها من معنى وقيمة وأهمية ، فنحن لانهرب من نمر في قفص كما نهرب من نمر فر من حديقة الحيوان ، كذلك الطفل لايخاف من كثير مما نخافه نحن الكبار ... وقد يكون إدراكنا خاطئاً فسيكون بمثابة الظن أو الأعتقاد الخاطئ ، لكن سلوكنا يتوقف على كيفية إدراكنا صواباً كان أم خطأ فقد أستجيب لابتسامة شخص بالغضب إن ظننت أنها ابتسامة سخرية وقد لاتكون ابتسامة سخرية على الإطلاق ، وقد يسكت المرءوس على إهانة وجهت إليه من رئيسه إن يعتقد أنه مجنون ، فان كان يحسبه متعالياً أو مزدرياً أختلف سلوكه في هذه الأحوال . وقد يكون المدرس سمحاً ودوداً لكن الطالب إن ظنه خصماً له سلك نحوه سلوك الفرد إزاء عدوه ، وقد يكون الأب مجرماً يراه المجتمع غير صالح لتربية أولاده ، لكن أولاده إن رأوا أنه يحبهم ويحميهم قاوموا كل هجوم عليه ... فليس االمهم هو الظروف التي تحيط بالطفل بل كيفية إدراكه هذه الظروف . لذلك نحاول أن نعطي مثلاً يبين أن الناس يستجيبون للبيئة كما يدركونها لا كما هي عليه في الواقع ،،، لقد كان فريق من العمال والعاملات يعملون معاً في مصنع ذي إضاءة رديئة تجهد البصر وتؤذيه ، لذلك دعت الحاجة إلى ضرورة الأستعاضة عن هذه الاضاءة باضاءة أخرى زرقاء خضراء . إذ ذاك زاد إنتاج العمال من الرجال وقلت شكواهم من التعب . غير أن الحال كانت على عكس ذلك لدى العاملات إذ نقص انتاجهن وزاد سخطهن وشكايتهن فلما بحث الأمر اتضح أنهن لايحبن الإضاءة الجديدة لأنها إذ تنعكس على وجوههن تذهب بنضارتها وتجعلهن يبدون شاحبات صفر الوجوه كالموتى . من هذا نرى أن الإدراك والسلوك استجابتان متضامنتان لايمكن فصم إحداهما عن الاخرى إلا أن تنفصم وحدة الانسان ...