تويت
بِسْمِ اَللهِ اَلرَّحْمنِ اَلرَّحِيمِ
اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد
قال الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿... قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ﴾[1].
ذكرت الروايات التاريخية أن الأرض كانت، قبل خلق آدم عليه السلام، معمورة بالجن والنسناس والسباع، وغيرها من الحيوانات، وأنه كان لله فيها حجج وولاة، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.
وحدث أن طغت الجن وتمردوا، وعصوا أمر ربهم. فغيروا وبدلوا، وأبدعوا البدع، فأمر الله سبحانه الملائكة، أن ينظروا إلى أهل تلك الأرض، وإلى ما أحدثوا وأبدعوا، إيذاناً باستبدالهم بخلق جديد، يكونون حجة له في أرضه، ويعبد من خلالهم.
ثم إنه سبحانه وتعالى قال لهم: ﴿إني جاعلٌ في الارض خليفة﴾. فقالوا: سبحانك ربنا: ﴿أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء﴾ كما أفسدت الجن؟
فهل هذا الكلام يطابق ما توصل اليه العلم البشري والأبحاث والنظريات العديدة؟
فاكتشاف بعض الاجزاء العظمية لكائنات شبيه بالإنسان المعاصر يعزز فرضية أن الجنس البشري كان يتألف من عدة انواع انقرضت جميعها ما عدا الانسان الحالي بسبب ظروف غامضة تتراوح بين المجاعة والابادة... وأخر الانواع البشرية انقراضا هو انسان النيارندرتال الذي انقرض قبل حوالي 35 ألف سنة.
واكتشف باحثون في إثيوبيا جمجمة للأسلاف الأوائل للقردة الشبيهة بالإنسان عمرها 3 ملايين و800 ألف سنة تقريبا.
وهذه الفرضية ربما تدعمها بعض الروايات كرواية (الالف ادم) ولكن لا يتسنى لنا الجزم بأن الانسان المعروف بالنياندرتال هو فعلا من سلالة البشر أم لا، وهل ان الانسان الحالي متحدر عنه أم لا، فالعلماء قد تمكنوا من تحديد بعض ملامح الخريطة الجينية للنياندرتال حيث اكتشفوا نسبة عالية من التطابق ولكنهم مع ذلك اكتشفوا فروقا جينية لا يمكن اغفالها، فهل يتعلق الامر بإنسان فعلا أم بحيوان يشبه الانسان؟ لا يسعنا أن نؤكد ذلك، فالدراسات العلمية غير مكتملة بعد، ولكنها جارية على قدم وساق لإثبات نوع العلاقة بين الانسان المعاصر والانسان المفترض.
ومهما يكن من أمر فنحن لا ننكر أن يكون قبل آدمنا سلالة بشرية سابقة وذلك طبقا لما ورد في مصادرنا مروياً عن أهل البيت عليهم السلام، على أننا نتحدر من سلالة آخر آدم وأننا نعيش في آخر عالم، فقد صرحت الأحاديث المروية عن المعصومين عليهم السلام بذلك، ومنها ما أورده الشيخ الصدوق في كتابه الخصال: عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ :
سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ـ أي الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ﴿أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ﴾[2]؟
فَقَالَ : ((يَا جَابِرُ تَأْوِيلُ ذَلِكَ أَنَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا أَفْنَى هَذَا الْخَلْقَ وَهَذَا الْعَالَمَ وَأَسْكَنَ أَهْلَ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَأَهْلَ النَّارِ النَّارَ، جَدَّدَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَالَماً غَيْرَ هَذَا الْعَالَمِ، وَجَدَّدَ خلق [ عَالَماً ] مِنْ غَيْرِ فُحُولَةٍ وَلَا إِنَاثٍ يَعْبُدُونَهُ وَيُوَحِّدُونَهُ، وَخَلَقَ لَهُمْ أَرْضاً غَيْرَ هَذِهِ الْأَرْضِ تَحْمِلُهُمْ وَسَمَاءً غَيْرَ هَذِهِ السَّمَاءِ تُظِلُّهُمْ ، لَعَلَّكَ تَرَى أَنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ إِنَّمَا خَلَقَ هَذَا الْعَالَمَ الْوَاحِدَ، وَتَرَى أَنَّ اللهُ عَزَّوَجَلَّ لَمْ يَخْلُقْ بَشَراً غَيْرَكُمْ !
بَلَى واللهُ لَقَدْ خَلَقَ للهُ تَبَارَكَ وتَعَالَى أَلْفَ أَلْفِ عَالَمٍ، وأَلْفَ أَلْفِ آدَمٍ أَنْتَ فِي آخِرِ تِلْكَ الْعَوَالِمِ وأُولَئِكَ الْآدَمِيِّينَ)).[3]
وهذا يعني أن الله عز وجل يخلق آدم وتنتشر ذريته في الأرض الآلاف السنين فيفسدوا في الأرض فينزل عليهم البلاء من السماء بالفناء، ويخلق آدم آخر ويحدث ما حدث مع الأول وهكذا الى أن أصبح العدد مليون آدم، وأبونا آدم عليه السلام هو آخرهم الذي من خلاله يتم وعد الله تعالى باستخلاف الأرض لقوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ﴾[4].
[1] سورة البقرة، الآية: 30.
[2] سورة ق، الآية: 15.
[3] الخصال، ص 652.
[4]سورة الأنبياء، الآية: 105.
اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد
قال الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿... قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ﴾[1].
ذكرت الروايات التاريخية أن الأرض كانت، قبل خلق آدم عليه السلام، معمورة بالجن والنسناس والسباع، وغيرها من الحيوانات، وأنه كان لله فيها حجج وولاة، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.
وحدث أن طغت الجن وتمردوا، وعصوا أمر ربهم. فغيروا وبدلوا، وأبدعوا البدع، فأمر الله سبحانه الملائكة، أن ينظروا إلى أهل تلك الأرض، وإلى ما أحدثوا وأبدعوا، إيذاناً باستبدالهم بخلق جديد، يكونون حجة له في أرضه، ويعبد من خلالهم.
ثم إنه سبحانه وتعالى قال لهم: ﴿إني جاعلٌ في الارض خليفة﴾. فقالوا: سبحانك ربنا: ﴿أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء﴾ كما أفسدت الجن؟
فهل هذا الكلام يطابق ما توصل اليه العلم البشري والأبحاث والنظريات العديدة؟
فاكتشاف بعض الاجزاء العظمية لكائنات شبيه بالإنسان المعاصر يعزز فرضية أن الجنس البشري كان يتألف من عدة انواع انقرضت جميعها ما عدا الانسان الحالي بسبب ظروف غامضة تتراوح بين المجاعة والابادة... وأخر الانواع البشرية انقراضا هو انسان النيارندرتال الذي انقرض قبل حوالي 35 ألف سنة.
واكتشف باحثون في إثيوبيا جمجمة للأسلاف الأوائل للقردة الشبيهة بالإنسان عمرها 3 ملايين و800 ألف سنة تقريبا.
وهذه الفرضية ربما تدعمها بعض الروايات كرواية (الالف ادم) ولكن لا يتسنى لنا الجزم بأن الانسان المعروف بالنياندرتال هو فعلا من سلالة البشر أم لا، وهل ان الانسان الحالي متحدر عنه أم لا، فالعلماء قد تمكنوا من تحديد بعض ملامح الخريطة الجينية للنياندرتال حيث اكتشفوا نسبة عالية من التطابق ولكنهم مع ذلك اكتشفوا فروقا جينية لا يمكن اغفالها، فهل يتعلق الامر بإنسان فعلا أم بحيوان يشبه الانسان؟ لا يسعنا أن نؤكد ذلك، فالدراسات العلمية غير مكتملة بعد، ولكنها جارية على قدم وساق لإثبات نوع العلاقة بين الانسان المعاصر والانسان المفترض.
ومهما يكن من أمر فنحن لا ننكر أن يكون قبل آدمنا سلالة بشرية سابقة وذلك طبقا لما ورد في مصادرنا مروياً عن أهل البيت عليهم السلام، على أننا نتحدر من سلالة آخر آدم وأننا نعيش في آخر عالم، فقد صرحت الأحاديث المروية عن المعصومين عليهم السلام بذلك، ومنها ما أورده الشيخ الصدوق في كتابه الخصال: عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ :
سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ـ أي الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ﴿أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ﴾[2]؟
فَقَالَ : ((يَا جَابِرُ تَأْوِيلُ ذَلِكَ أَنَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا أَفْنَى هَذَا الْخَلْقَ وَهَذَا الْعَالَمَ وَأَسْكَنَ أَهْلَ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَأَهْلَ النَّارِ النَّارَ، جَدَّدَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَالَماً غَيْرَ هَذَا الْعَالَمِ، وَجَدَّدَ خلق [ عَالَماً ] مِنْ غَيْرِ فُحُولَةٍ وَلَا إِنَاثٍ يَعْبُدُونَهُ وَيُوَحِّدُونَهُ، وَخَلَقَ لَهُمْ أَرْضاً غَيْرَ هَذِهِ الْأَرْضِ تَحْمِلُهُمْ وَسَمَاءً غَيْرَ هَذِهِ السَّمَاءِ تُظِلُّهُمْ ، لَعَلَّكَ تَرَى أَنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ إِنَّمَا خَلَقَ هَذَا الْعَالَمَ الْوَاحِدَ، وَتَرَى أَنَّ اللهُ عَزَّوَجَلَّ لَمْ يَخْلُقْ بَشَراً غَيْرَكُمْ !
بَلَى واللهُ لَقَدْ خَلَقَ للهُ تَبَارَكَ وتَعَالَى أَلْفَ أَلْفِ عَالَمٍ، وأَلْفَ أَلْفِ آدَمٍ أَنْتَ فِي آخِرِ تِلْكَ الْعَوَالِمِ وأُولَئِكَ الْآدَمِيِّينَ)).[3]
وهذا يعني أن الله عز وجل يخلق آدم وتنتشر ذريته في الأرض الآلاف السنين فيفسدوا في الأرض فينزل عليهم البلاء من السماء بالفناء، ويخلق آدم آخر ويحدث ما حدث مع الأول وهكذا الى أن أصبح العدد مليون آدم، وأبونا آدم عليه السلام هو آخرهم الذي من خلاله يتم وعد الله تعالى باستخلاف الأرض لقوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ﴾[4].
[1] سورة البقرة، الآية: 30.
[2] سورة ق، الآية: 15.
[3] الخصال، ص 652.
[4]سورة الأنبياء، الآية: 105.
تعليق