إمامُ الجَعْفَرِيّة...
بين نهاية الحكم الأمويّ وبداية الحكم العباسيّ استطاع مولانا الامام جعفر الصادق (عليه السلام) أن يستغل هذه الفترة الذهبية التي انشغل بها الحكّام، فبدأ بنشر معالم الدين والحياة في اكبر جامعة حيث بلغ عدد طلابها أكثر من 4000 تلميذ.
وكانت تعاليمه في شتى العلوم ومنها الدينية، ولذا نجد إن اكثر الروايات وردت عنه، ومن هنا نُسب مذهب الشيعة الإمامية إليه وسُمّي
بـ(المذهب الجعفري).
وقد كثُرت في زمنه حركات الزندقة والقياس والانحرافات والشبهات، فتصدى لذلك بنفسه وعبر استخدام "الوكلاء" بإرسال طلاّبه المتميزين لردّ الشبهات ومحاجّة المدعين، وطرح فكر مدرسة آل محمدٍ (عليهم السلام).
واليكم بعض ماورد في حديثه مع ابي حنيفة الذي يعمل بالقياس والرأي:
قال الامام: يا أبا حنيفة إذا ورد عليك شيء ليس في كتاب الله، ولم تأتِ به الآثار والسُنّة كيف تصنع؟
فقال: أصلحكَ الله أقيس وأعملُ فيه برأيي.
قال الامام: يا أبا حنيفة، إن أوّل من قاس ابليس الملعون، قاس على ربّنا تبارك و تعالى فقال: {أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نََارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ}، فسكت أبو حنيفة.
فقال الامام: يا أبا حنيفة، أيّما أرجس، البول أو الجنابة؟
فقال: البول.
فقال الامام: فما بال الناس يغتسلون من الجنابة ولا يغتسلون من البول؟ فسكت.
فقال الامام: يا أبا حنيفة، أيّما أفضل الصلاة أم الصوم؟
قال: الصلاة.
قال الامام: فما بال الحائض تقضي صومها ولا تقضي صلاتها؟ فسكت.
من مواعظه عليه السلام:
عَنْ سَدِيرٍ الصَّيْرَفِيِّ قَالَ: قُلْتُ: لِأَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه السلام) جُعِلْتُ فِدَاكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ هَلْ يُكْرَهُ (يُجْبَر) الْمُؤْمِنُ عَلَى قَبْضِ رُوحِهِ؟
قَالَ: لَا وَاللهِ إِنَّهُ إِذَا أَتَاهُ مَلَكُ الْمَوْتِ لِقَبْضِ رُوحِهِ جَزِعَ عِنْدَ ذَلِكَ، فَيَقُولُ لَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ: يَا وَلِيَّ اللهِ لَا تَجْزَعْ فَوَ الَّذِي بَعَثَ مُحَمَّداً (صلی الله عليه وآله وسلم) لَأَنَا أَبَرُّ بِكَ وَأَشْفَقُ عَلَيْكَ مِنْ وَالِدٍ رَحِيمٍ لَوْ حَضَرَكَ، افْتَحْ عَيْنَكَ فَانْظُرْ.
قَالَ: وَيُمَثَّلُ لَهُ رَسُولُ اللهِ (صلی الله عليه وآله وسلم) وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَفَاطِمَةُ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ وَالْأَئِمَّةُ مِنْ ذُرِّيَّتِهِمْ (عليهم السلام)، فَيُقَالُ لَهُ: هَذَا رَسُولُ اللهِ، وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَفَاطِمَةُ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ وَالْأَئِمَّةُ (عليهم السلام) رُفَقَاؤُكَ.
قَالَ: فَيَفْتَحُ عَيْنَهُ، فَيَنْظُرُ فَيُنَادِي رُوحَهُ مُنَادٍ مِنْ قِبَلِ رَبِّ الْعِزَّةِ، فَيَقُولُ: ﴿يٰا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ﴾ إِلَى مُحَمَّدٍ، وَأَهْلِ بَيْتِهِ ﴿ارْجِعِي إِلىٰ رَبِّكِ رٰاضِيَةً﴾ بِالْوَلَايَةِ ﴿مَرْضِيَّةً﴾ بِالثَّوَابِ ﴿فَادْخُلِي فِي عِبٰادِي﴾يَعْنِي مُحَمَّداً، وَأَهْلَ بَيْتِهِ ﴿وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾، فَمَا شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنِ اسْتِلَالِ رُوحِهِ وَاللُّحُوقِ بِالْمُنَادِي.
البحارج 58 ص 48
بين نهاية الحكم الأمويّ وبداية الحكم العباسيّ استطاع مولانا الامام جعفر الصادق (عليه السلام) أن يستغل هذه الفترة الذهبية التي انشغل بها الحكّام، فبدأ بنشر معالم الدين والحياة في اكبر جامعة حيث بلغ عدد طلابها أكثر من 4000 تلميذ.
وكانت تعاليمه في شتى العلوم ومنها الدينية، ولذا نجد إن اكثر الروايات وردت عنه، ومن هنا نُسب مذهب الشيعة الإمامية إليه وسُمّي
بـ(المذهب الجعفري).
وقد كثُرت في زمنه حركات الزندقة والقياس والانحرافات والشبهات، فتصدى لذلك بنفسه وعبر استخدام "الوكلاء" بإرسال طلاّبه المتميزين لردّ الشبهات ومحاجّة المدعين، وطرح فكر مدرسة آل محمدٍ (عليهم السلام).
واليكم بعض ماورد في حديثه مع ابي حنيفة الذي يعمل بالقياس والرأي:
قال الامام: يا أبا حنيفة إذا ورد عليك شيء ليس في كتاب الله، ولم تأتِ به الآثار والسُنّة كيف تصنع؟
فقال: أصلحكَ الله أقيس وأعملُ فيه برأيي.
قال الامام: يا أبا حنيفة، إن أوّل من قاس ابليس الملعون، قاس على ربّنا تبارك و تعالى فقال: {أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نََارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ}، فسكت أبو حنيفة.
فقال الامام: يا أبا حنيفة، أيّما أرجس، البول أو الجنابة؟
فقال: البول.
فقال الامام: فما بال الناس يغتسلون من الجنابة ولا يغتسلون من البول؟ فسكت.
فقال الامام: يا أبا حنيفة، أيّما أفضل الصلاة أم الصوم؟
قال: الصلاة.
قال الامام: فما بال الحائض تقضي صومها ولا تقضي صلاتها؟ فسكت.
من مواعظه عليه السلام:
عَنْ سَدِيرٍ الصَّيْرَفِيِّ قَالَ: قُلْتُ: لِأَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه السلام) جُعِلْتُ فِدَاكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ هَلْ يُكْرَهُ (يُجْبَر) الْمُؤْمِنُ عَلَى قَبْضِ رُوحِهِ؟
قَالَ: لَا وَاللهِ إِنَّهُ إِذَا أَتَاهُ مَلَكُ الْمَوْتِ لِقَبْضِ رُوحِهِ جَزِعَ عِنْدَ ذَلِكَ، فَيَقُولُ لَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ: يَا وَلِيَّ اللهِ لَا تَجْزَعْ فَوَ الَّذِي بَعَثَ مُحَمَّداً (صلی الله عليه وآله وسلم) لَأَنَا أَبَرُّ بِكَ وَأَشْفَقُ عَلَيْكَ مِنْ وَالِدٍ رَحِيمٍ لَوْ حَضَرَكَ، افْتَحْ عَيْنَكَ فَانْظُرْ.
قَالَ: وَيُمَثَّلُ لَهُ رَسُولُ اللهِ (صلی الله عليه وآله وسلم) وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَفَاطِمَةُ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ وَالْأَئِمَّةُ مِنْ ذُرِّيَّتِهِمْ (عليهم السلام)، فَيُقَالُ لَهُ: هَذَا رَسُولُ اللهِ، وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَفَاطِمَةُ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ وَالْأَئِمَّةُ (عليهم السلام) رُفَقَاؤُكَ.
قَالَ: فَيَفْتَحُ عَيْنَهُ، فَيَنْظُرُ فَيُنَادِي رُوحَهُ مُنَادٍ مِنْ قِبَلِ رَبِّ الْعِزَّةِ، فَيَقُولُ: ﴿يٰا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ﴾ إِلَى مُحَمَّدٍ، وَأَهْلِ بَيْتِهِ ﴿ارْجِعِي إِلىٰ رَبِّكِ رٰاضِيَةً﴾ بِالْوَلَايَةِ ﴿مَرْضِيَّةً﴾ بِالثَّوَابِ ﴿فَادْخُلِي فِي عِبٰادِي﴾يَعْنِي مُحَمَّداً، وَأَهْلَ بَيْتِهِ ﴿وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾، فَمَا شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنِ اسْتِلَالِ رُوحِهِ وَاللُّحُوقِ بِالْمُنَادِي.
البحارج 58 ص 48
تعليق