بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) فرع كبير مشرق من تلك الدوحة النبوية الكريمة الباسقة غرف من بحور مدينة علم جده الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله وسلم) وآبائه الأئمة الأطهار (عليهم السلام)، وزانه الله تعالى بعظيم الخلق وأنبل السجايا والصفات ، فكان في زمانه قبلة أنظار أهل العلم والدارسين، وقدوة المتقين السالكين، وما زالت آثاره الخالدة ومآثره الطيبة تشع نوراً وهدى على مدى الأجيال.
وحسبنا ونحن نضيء هذه الصفحات القليلة بقبس من جذوة عطائه الجمّ ، أن نتعرّف على بعض سجاياه وتعاليمه، مما نقلته إلينا الكتب من روايات كثيرة تكشف عمّا أراد الإمام (عليه السلام) أن يؤدب به أصحابه وأهل الإيمان، مقتصرين على نبذة يسيرة من الروايات المتضمنة العديد من دروس الأخلاق العملية.
من اخلاقه مع أهل مجلسه:
روي أنه كان يجلس للعامة والخاصة ، ويأتيه الناس من الأقطار يسألونه عن الحلال والحرام، وعن تأويل القرآن وفصل الخطاب، فلا يخرج أحد منهم إلاّ راضياً بالجواب.
وروي عن أبي هارون مولى آل جعدة أنه قال: كنت أجالس الصادق (عليه السلام) في المدينة، فانقطعت عن مجلسه أيّاماً، فلما أتيته، قال: (( يا أبا هارون كم من الأيام لم أرك فيها ؟ )) قلت: ولد لي ولد، قال: (( بارك الله لك فيه ، ماذا أسميته؟ )) قال: محمداً، فلما سمع باسم محمد أطرق إلى الأرض وهو يقول: (( محمد محمد محمد )) ، حتى كاد وجهه يلتصق بالأرض، ثم قال: (( روحي وأمي وأبي وأهل الأرض جميعاً لك الفداء يا رسول الله )) ، ثم قال: (( لا تسب هذا الولد ولا تضربه ولا تسيء إليه، واعلم أنه ما من بيت فيه اسم محمد، إلاّ طهر وقدّس كل يوم )).
وكان الفضل بن عمر في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فسمع من ابن أبي العوجاء بعض كفرياته، فلم يملك غضبه، فقال: يا عدوّ الله، ألحدت في دين الله، وأنكرت الباري جل قدسه، إلى آخر ما قال له، فقال ابن أبي العوجاء: يا هذا إن كنت من أهل الكلام كلمناك، فإن ثبت لك الحجة تبعناك ، وإن لم تكن منهم فلا كلام لك ، وإن كنت من أصحاب جعفر بن محمد الصادق فما هكذا يخاطبنا، ولا بمثل دليلك يجادلنا، ولقد سمع من كلامنا أكثر مما سمعت ، فما أفحش في خطابنا، ولا تعدّى في كلامنا، ويصغي إلينا، ويستغرق حجتنا، حتى إذا استفرغنا ما عندنا وظننا أنا قد قطعناه أدحض حجتنا بكلام يسير، وخطاب قصير يلزمنا به الحجة، ويقطع العذر، ولا نستطيع لجوابه رداً، فإن كنت من أصحابه فخاطبنا بمثل خطابه.
-------------------------------------------------------
منقول
اللهم صل على محمد وال محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) فرع كبير مشرق من تلك الدوحة النبوية الكريمة الباسقة غرف من بحور مدينة علم جده الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله وسلم) وآبائه الأئمة الأطهار (عليهم السلام)، وزانه الله تعالى بعظيم الخلق وأنبل السجايا والصفات ، فكان في زمانه قبلة أنظار أهل العلم والدارسين، وقدوة المتقين السالكين، وما زالت آثاره الخالدة ومآثره الطيبة تشع نوراً وهدى على مدى الأجيال.
وحسبنا ونحن نضيء هذه الصفحات القليلة بقبس من جذوة عطائه الجمّ ، أن نتعرّف على بعض سجاياه وتعاليمه، مما نقلته إلينا الكتب من روايات كثيرة تكشف عمّا أراد الإمام (عليه السلام) أن يؤدب به أصحابه وأهل الإيمان، مقتصرين على نبذة يسيرة من الروايات المتضمنة العديد من دروس الأخلاق العملية.
من اخلاقه مع أهل مجلسه:
روي أنه كان يجلس للعامة والخاصة ، ويأتيه الناس من الأقطار يسألونه عن الحلال والحرام، وعن تأويل القرآن وفصل الخطاب، فلا يخرج أحد منهم إلاّ راضياً بالجواب.
وروي عن أبي هارون مولى آل جعدة أنه قال: كنت أجالس الصادق (عليه السلام) في المدينة، فانقطعت عن مجلسه أيّاماً، فلما أتيته، قال: (( يا أبا هارون كم من الأيام لم أرك فيها ؟ )) قلت: ولد لي ولد، قال: (( بارك الله لك فيه ، ماذا أسميته؟ )) قال: محمداً، فلما سمع باسم محمد أطرق إلى الأرض وهو يقول: (( محمد محمد محمد )) ، حتى كاد وجهه يلتصق بالأرض، ثم قال: (( روحي وأمي وأبي وأهل الأرض جميعاً لك الفداء يا رسول الله )) ، ثم قال: (( لا تسب هذا الولد ولا تضربه ولا تسيء إليه، واعلم أنه ما من بيت فيه اسم محمد، إلاّ طهر وقدّس كل يوم )).
وكان الفضل بن عمر في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فسمع من ابن أبي العوجاء بعض كفرياته، فلم يملك غضبه، فقال: يا عدوّ الله، ألحدت في دين الله، وأنكرت الباري جل قدسه، إلى آخر ما قال له، فقال ابن أبي العوجاء: يا هذا إن كنت من أهل الكلام كلمناك، فإن ثبت لك الحجة تبعناك ، وإن لم تكن منهم فلا كلام لك ، وإن كنت من أصحاب جعفر بن محمد الصادق فما هكذا يخاطبنا، ولا بمثل دليلك يجادلنا، ولقد سمع من كلامنا أكثر مما سمعت ، فما أفحش في خطابنا، ولا تعدّى في كلامنا، ويصغي إلينا، ويستغرق حجتنا، حتى إذا استفرغنا ما عندنا وظننا أنا قد قطعناه أدحض حجتنا بكلام يسير، وخطاب قصير يلزمنا به الحجة، ويقطع العذر، ولا نستطيع لجوابه رداً، فإن كنت من أصحابه فخاطبنا بمثل خطابه.
-------------------------------------------------------
منقول
تعليق