إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا﴾

    بِسْمِ اَللهِ اَلرَّحْمنِ اَلرَّحِيمِ

    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد


    قال الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ[1].
    ﴿لَا عِلْمَ لَنَا﴾: إذ أحسّوا بأنه تعالى كره جوابهم الذي جاء على مقتضى خلقهم وأنهم لا يعرفون إلاّ ما علّمهم بعد خلقهم. فحصروا العلم بذاته القدسية، واعترفوا بحكمته التي لا يدركونها، وأكّدوا ذلك بصيغة المبالغة، وتأدّبوا في إظهار جهلهم أمام (العليم) العارف (الحكيم) المتقن في أفعاله المصيب في أقواله.
    هذا اعتراف بالعجز والقصور، وإشعار بأنّ سؤالهم كان استفسارا ولم يكن اعتراضا، وأنّه قد بان لهم ما خفي عليهم من فضل الإنسان والحكمة في خلقه، وإظهار لشكر نعمته بما عرّفهم وكشف لهم ما اعتقل عليهم، ومراعاة للأدب بتفويض العلم كلّه إليه.
    وقال الملا صدرا في هذا المقطع: (والمقصود أنّ علوم الملائكة منحصرة فيما يكون حصولها لهم بحسب الفطرة الأولى، من أوائل علومهم الحاصلة من الأسباب الفاعلية من غير مداخلة قابل، أو تعمّل، أو اكتساب، أو استعمال للقوّة القابليّة - إما بالحدس أو بالرويّة -، وإلاّ فجميع العلوم ليست إلاّ بتعليم الله من غير اختصاص لعلومهم بذلك.
    والغرض أن الإنسان مختصٌّ متميّز عن الملائكة وغيرهم بجامعيّة العلوم والنشآت، ومظهريّة جميع الأسماء والصفات، والانتقال من أسفل سافلين إلى أعلى العليّين، لأجل لحوق المزائلة عمّا كان أولاً، وحصول الموت الطبيعي أو الإرادي له عن كلّ نشأة، للانتقال به إلى نشأة أُخرى فوقها.
    ومثل هذه الاستحالات والانقلابات، لا توجد في غيره - سيّما الملائكة العلويّة -، فمنهم سجودٌ لا يركعون، ومنهم ركوعٌ لا ينتصبون، وصافّون لا يتزايلون، ومسبّحون لا يسأمون، لا يغشاهم نوم العيون، ولا سهو العقول. ولا فترة الأبدان، هكذا في كلام أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة).
    [2]
    وقال الفيض الكاشاني في تفسيره (أقولُ: وإنّما اعترفوا بالعجز والقصور لما قد بان لهم من فضل آدم ولاحت لهم الحكمة في خلقه فصغر حالهم عند أنفسهم وقلّ عملهم لديهم وانكسرت سفينة جبروتهم فغرقوا في بحر العجز وفوّضوا العلم والحكمة إلى الله وإنّما لم يعرفوا حقائق الأشياء كلّها لاختلافها وتباينها وكونهم وحدانيّة الصّفة إذ ليس في جبلّتهم خلط وتركيب ولهذا لا يفعل كلّ صنف منهم إلاّ فعلاً واحداً فالرّاكع منهم راكع ابداً والسّاجد منهم ساجد أبداً والقائم منهم قائم أبداً كما حكى الله عنهم بقوله: ﴿وَمَا مِنَّآ إِلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ
    [3]، ولهذا ليس لهم تنافس وتباغض بل مثالهم مثال الحواس فان البصر لا يزاحم السمع في إدراك الأصوات ولا الشم يزاحمهما ولا هما يزاحمان الشمَّ فلا جرم مجبولون على الطاعة ولا مجال للمعصية في حقّهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون يسبّحون اللّيل والنهار لا يفترون فكل صنف منهم مظهر لاسم واحد من الاسماء الإِلهية لا يتعداه ففاقهم آدم بمعرفته الكاملة ومظهريته الشاملة).[4]
    وقال الطبرسي في تفسيره: (معناه إنا لا نعلم إلا بتعليمك وليس هذا فيما علمتنا ولو أنهم اقتصروا على قولـهم لا علم لنا لكان كافياً في الجواب لكن أرادوا أن يضيفوا إلى ذلك التعظيم له والاعتراف بأنعامه عليهم بالتعليم وأن جميع ما يعلمونه إنما يعلمونه من جهته وأن هذا ليس من جملة ذلك وإِنما سألهم سبحانه عما علم أنهم لا يعلمونه ليقررهم على أنهم لا يعلمون إلا ما علّمهم الله وليرفع به درجة آدم عندهم بأنه علّمه ما لم يعلموه).[5]
    [1] سورة البقرة، الآية: 32.
    [2] تفسير صدر المتألهين.
    [3] سورة الصافات، الآية: 164.
    [4] الصافي في تفسير كلام الله الوافي، ج 1، ص 113.
    [5] مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 1، ص 155.


  • #2

    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    ​​​

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم ص​ل على محمد وآل محمد
      جزاكم الله خيرا
      مع شكرنا وتقديرنا لحسن متابعاتكم​​
      ​​

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X