إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لماذا خلق الله الإنسان عاطفياً ولم يخلقه عقلانياً؟!

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لماذا خلق الله الإنسان عاطفياً ولم يخلقه عقلانياً؟!

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد

    لماذا خلق الله الإنسان عاطفياً ولم يخلقه عقلانياً؟!

    نحن عندما نقارن بين الإنسان وبين الملك، الملك: عقلاني لا توجد عنده عاطفة، بينما الإنسان: خلق مركب من عقل وعاطفة، لماذا خلق الإنسان عاطفي ولم يخلق كالملك عقلاني محضاًً؟!

    سؤال فلسفي نحن نجيب عليه بوجهين:

    الوجه الأول:

    اختلاف الهدف هو الذي فرض اختلاف التركيب واختلاف الجهاز، ما هو الهدف من خلق الملك وما هو الهدف من خلق الإنسان؟!

    الهدف من خلق الملك: التدبير الملك دوره دور بسيط الملك مجرد واسطة مثل ساعي البريد واسطة بين المرسل والمرسل إليه الملك مثل ساعي البريد واسطة في الخلق واسطة في الرزق واسطة في الأحياء واسطة في الإماتة بما أن الملك دوره دور الواسطة في التدبير الواسطة لا تحتاج إلا إلى عنصر واحد إلا وهو عنصر العقل فملك مخلوق عقلاني.

    الهدف من خلق الإنسان: الهدف من وجود الإنسان أن يصنع الحياة دور الإنسان أكبر بكثير من دور الملك، الملك أصلاً الملك خادم للإنسان:

    قيل لي أنت أوحد الناسِ طراً

    فعلام تركت مدح ابن موسى

    قلت لا اهتدي لمدحِ إمام


    في فنونٍ من الكلامِ النبيهِ

    والخصالِ التي تجمعنَ فيهِ

    كان جبريل خادماً لأبيهِ
    دور الإنسان أعظم من دور الملك الإنسان خلق لكي يبدع الحياة لكي يصنع الحياة لاحظ القرآن كيف يعبر عن الإنسان وكيف يعبر عن الملك القرآن عندما يذكر الملك يقول: ﴿بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ، لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ﴾، وقال تعالى: ﴿قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ هذا دور الملك.

    أما الإنسان قال تعالى: ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً﴾ الهدف أن تبدع الأحسن وليس الهدف أن تعمل الحسن لا المطلوب منك الأحسن أن تبدع الأحسن وأن تصنع الحياة الهدف من الإنسان أن يصنع الحياة ولأجل ذلك لا يمكن للإنسان أن يبدع الحياة إلا بعنصرين:

    1/عقل

    2/وعاطفة،

    لا يكفي في صنع الحياة العقل لماذا؟!

    المثال الأول: ما هي علاقة المعلم بالطالب؟! بعض الأخوة من المدرسين يضن أن علاقة المعلم بالطالب علاقة آلية ميكانيكية يدخل الفصل ويشرح المادة ويخرج هذه العلاقة، إذن ما هو الفرق بينك وبين الكمبيوتر! امثل الطالب يجلس أمام الكمبيوتر ويأخذ المعلومات إذن لا يوجد فرق بينك وبين الكمبيوتر «لا» ليس دور المعلم أن يزرق معلومات وإلا لم يكن هناك فرق بينه وبين الأجهزة الكمبيوترية، دور المعلم أن يصنع الحياة يعني يبني حياة ثقافية في شخصية الطالب، دور المعلم صنع الحياة ولأجل ذلك مستحيل أنت يبنيك معلم ما لم تكن بينك وبينه علاقة نفسية، المعلم لا يربي حتى يحبه الطالب المعلم لا يستطيع أن يبني الطالب حياة ثقافية حتى تكون بينه وبين الطالب محبة تبادلية وحتى تكون بينه وبين الطلاب علاقة نفسية وإلا لا يمكنه أن يبني في الطالب حياة علمية أبداً، بناء الحياة يحتاج إلى «عقل وعاطفة».

    القرآن الكريم عندما تحدث عن المعلم عن النبي قال: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ﴾.

    لاحظ الشاعر أحمد شوقي:

    قُمْ للمعلّمِ وَفِّهِ التبجيلا

    سبحانكَ اللهمَّ خيرَ معلّمٍ

    أرسلتَ بالتوراةِ موسى مُرشداً

    وفجرتَ ينبوعَ البيانِ محمّداً




    كادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا

    علَّمتَ بالقلمِ القرونَ الأولى

    وابنَ البتولِ فعلَّمَ الإنجيلا

    فسقى الحديثَ وناولَ التنزيلا.

    المثال الثاني: نأتي إلى العلاقة بين الزوج والزوجة هل هي آلية ميكانيكية «لا» علاقة الزوج بالزوجة علاقة بناء يبنيان أسرة يبنيان حياة يبنيان أجيال لأن علاقتهم علاقة بناء لذلك تعتمد هذه الحياة على عنصرين «عقل وعاطفة» لا يمكن للزوج والزوجة أن يبنيان أسرة مستقرة مؤهلة للعلم والمعرفة إلا إذا كان هناك عنصرين «عقل وعاطفة» إذن هناك حاجة ماسة للعاطفة لم يخلق الله الإنسان عقلانياً لو خلقه عقلانياً لم يستطع بناء الحياة ولم يستطيع تحديد الهدف لوجوده.

    الوجه الثاني:

    الإنسان جبله على عاطفة حب الذات، خلق وعنده هذه العاطفة وهي حب الذات لماذا؟! لو لم يعطي الإنسان حب الذات لم يتمكن من جلب المنافع ودفع المفاسد الإنسان يخوض الحياة لماذا يخوض الحياة يدرس ويتخصص ويشتغل لماذا؟! ليجلب المنافع ويدفع المفاسد لو لم تكن عنده عاطفة حب الذات ما استطاع جلب المنافع ودفع المفاسد.

    بما أن الإنسان أعطي حب الذات فهو يحب الآخرين مستحيل هناك ملازمه «من أحب ذاته أحب الآخرين» لا يمكن للإنسان أن يحب ذاته دون أن يحب الآخرين هناك ملازمة، إذن كما أن الإنسان مجبول على حب ذاته فالإنسان مجبول على حب الآخرين يعني مضطراً إلى حب الآخرين لماذا؟! لأن الآخرين يوفرون لك راحة واستقراراً.

    يقسمون الحب إلى:

    حب تبادلي.
    حب أحادي.
    حب الأم لطفلها حب أحادي لأن الطفل لا يستطيع أن يبادل الأم ما دام رضيعاً هذه «حب أحادي» الأم تحب الطفل كما يحب الإنسان الطبيعية الجميلة الطبيعية لا تعطيك حب أنت تحب الطبيعية حبك لطبيعية «حب أحادي» حب الأم لطفلها الرضيع حب أحادي لأنها تراه ضلع من أضلعها وعرق من عروقها وجزء من جسمها فهي كمل تحب ذاتها تحب هذا الطفل.

    حب تبادلي:
    كذلك الحب التبادلي بين الزوج والزوجة بينهم حب تبادلي والصديق وصديقه بينهما حب تبادلي أنا أحب صديقي وهو يحبني لماذا؟! لأنه يخدم ذاتي وأنا أخدم ذاته حبي لذاتي فرض عليّ أن أحب صديقي لأن صديقي يريح ذاتي وكذلك صديقي.

    إذن بالنتيجة: حب الإنسان لذاته هو الذي فرض عليه حب الآخرين يوفرون استقرار لذاته ولذلك ورد عن النبي : ”خيركم من يألف ويؤلف“، وورد عن النبي : ”أفضلكم أحسنكم أخلاقاً الموّطئون أكتافاً الّذين يألفون ويؤلفون“.



  • #2

    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X