موضوع اعجبني فأحببت نقله لمنتدانا الجميل
السامري
( موضوع يبحث في قضية تقليد الكفر والإلحاد من خلال قصة السامري )
قال تعالى قالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَ أَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ فَرَجَعَ مُوسى إِلى قَوْمِهِ غَضْبانَ أَسِفاً ). بعد عبور بنو إسرائيل البحر بعد هزيمة فرعون ولم تجف أقدامهم من الماء بعد أن مروا على أناس يعبدون أصناماً لهم، فالمفروض أن ينهوهم لأنهم أصحاب رسالة توحيد، ولكن الذي حصل أنهم طلبوا من موسى عليه السلام أن يجعل لهم صنماً كما حدث القرآن: ( يا موسى أجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة). ولم يرتدعوا رغم كونهم للتو شاهدوا المعجزة الإلهية في إغراق فرعون، ولكن الإيمان لم يترسخ في نفوسهم. فهذه أول انتكاسة تصيب قوم موسى ولكن تغلب عليها مع أصحابه الخلص. وحتى تطمئن قلوبهم ذهب موسى ليجلب الألواح، فخلف فيهم أخاه هارون (ع) استطاع السامري أن يفتنهم، فصنع لهم العجل من حليهم وكان هذا العجل يخور بالسحر. كما أخبر القرآن الكريم: ( وَ اتَّخَذَ قَوْمُ مُوسى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ أَ لَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ وَ لا يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَ كانُوا ظالِمِينَ) . ( فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ فَقالُوا هذا إِلهُكُمْ وَ إِلهُ مُوسى فَنَسِيَ ) فأقبل الستمائة ألف كلهم على عبادة العجل سوى قلة من المؤمنين لا يتجاوزن الأثني عشر ألفاً ثبتوا مع هارون. ولما أتى موسى برد العجل من أنفه إلى ذنبه وهو يقول للسامري انظر إلهك، ثم أحرقه وذره في اليم، فتساقط بني إسرائيل في الماء يشربون منه للبركة من رماد العجل، وهذا معنى قوله تعالى : ( وأشربوا في قلوبهم العجلَ بكفرهم ) .
اخترنا قصة السامري من قصص القرآن الكريم لنجعلها مدخلا مناسباً لفهم الحياة التي نعيشها اليوم، أقصد تأثر عالمنا الإسلامي الشديد بالغرب، كما تأثر قوم موسى بفتنة السامري .
الذي يتأمل قصة السامري يجد فيها كل عناصر الفهم لمشكلاتنا التي نعيشها، فقصة السامري ركزت على المحاور التالية :
1ـ الفتنة :
الفتنة هي كل شيء يلهي الإنسان عن هدفه الأساسي في هذه الدنيا، وهو عبادة الله في الأرض وتوحيده وتنفيذ أوامره والوقوف عند نواهيه، فالسامري استطاع أن يحرف عن هذا الهدف أكثر الستمائة ألف وهو فرد بمجرد الإقناع عن طريق تحريك كوامن الإنسان وهو حبه للتمرد عن الملزمات الإلهية له، ودخلوه في العبث والفوضى الإلحادية بشتى أنواعها في العقيدة والسلوك الدنيوي، وواضح أن بني إسرائيل يدركون معنى التوحيد تماماً، لكن قوة الفتنة ورغبة الانفلات من الطاعة للأوامر الإلهية هي السبب في حدوث الانتكاسة فيهم.. لذلك السنة الاجتماعية تقول كما أكدها القرآن: إننا سنسلك طريقهم في حال توافر الظروف التي عايشوها، بل نحن اليوم في حضارة الكفر المادية ضعاف ومفتونين أشد منهم في العقيدة والسلوك من أعداء الدين، فكل أسباب الانحراف موجودة من المغريات المادية والفكرية، ولكن العاصم لنا هو قوة التربية التي تلقيناها في صغرنا وتغذية هذا المنبر الحسيني المستمرة ووجود العلماء المخلصين للدين الذين يدافعون عنه وعن حقائقه وسلوكياته الشرعية .
2ـ حب العجل :
حتى وصل هذا الحب للنخاع من القلوب من بني إسرائيل كما رأيتم في القصة التي سردناها عليكم في صدر الحديث، وهذا إشارة لحب الانحراف القوي للنفس الإمارة بالسوء وليس العقل..لأن (العقل ما عبد به الرحمان واكتسب به الجنان) كما في الرواية. فالنفس عند بني إسرائيل هي التي زينت لهم حب الانحراف وليس العقل الذي يدركون به التوحيد، لهذا نحن في حضارة المادة كل شيء يخاطب الغرائز والنفس الأمارة بالسوء المطيعة والمطية لهم في نفس الآن، فكل شيء يبدأ اليوم في الفتنة يبدأ من الغرائز العنيفة عند الإنسان التي ركز عليها "سارتر" في فلسفته الوجودية. وهذا يعني ولو استطعنا الحفاظ على نفوسنا قوية لن يتمكن الغرب من إغوائنا، كما فعل السامري مع بني إسرائيل. والحل بتقوية العقل عند اطفالنا، بإكسابهم الوعي والإيمان والعمل لكي يكون حصنا منيعاً وهذا ما أكد عليه كل علماء الاجتماع لحرب العولمة الغربية .
3ـ ترك دين موسى :
ولا شك كما ترك قوم موسى دينه سنسلك نفس الطريق الإلحادي في حال عدم الوقاية من هذه الفتنة وهذا بالفعل ما حدث، فقد ترك الدين على مستوى العقيدة الكثير وعلى مستوى السلوك الأعم الأغلب إلاّ ما رحم ربي من العالم الإسلامي، فالحجاب أصبح تخلف، والالتزام موضة قديمة للمطوعين، والصلاة تأخذ وقتاً طويلاً منهم.. هكذا كما عاد موسى وأرجعهم سيخرج مهدي هذه الأمة (عج) ويرجعهم .
4ـ عدم طاعة هارون (ع)
وهذا حدث في حياة النبي وبعد وفاته حينما خالفوه في ترك الإمام علي (ع) والابتعاد عن منهجه. كما حدث في الإمامة وهي الأعظم سيحدث في بقية الأوامر، والتدهور بدأ بعدها بالتدريج .
5ـ الميل للشهوات، أسهل من إتباع الدين :
والميل للشهوات أسهل من إتباع الدين، كما رأينا في قصة السامري..لأن الدين ثقيل على النفس بعيدا عن لذاتها، فلا تتبعه، فإخضاع النفس للعقل أمر مهم، وهذا لا يكون إلاّ بالتدريب كما رأينا صمود الذين صمودا من أصحاب موسى لأنهم كانوا مدربين على يد موسى أكثر من غيرهم. وفي عصرنا التدريب يقع على عاتق الأسرة والعلماء والمبلغين ممن يحملون اسم الفضيلة الدينية. وأخيراً أقول أن أصحاب عمر بن سعد لما كانوا غير مدربين على الإيمان كان سهل خضوعهم للفتنة والمغريات التي طرحها يزيد الدنيوية، بل استطاع إشرابهم بغض الحسين وحب يزيد ـ والعياذ بالله ـ
منقول بتصرف
السامري
( موضوع يبحث في قضية تقليد الكفر والإلحاد من خلال قصة السامري )
قال تعالى قالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَ أَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ فَرَجَعَ مُوسى إِلى قَوْمِهِ غَضْبانَ أَسِفاً ). بعد عبور بنو إسرائيل البحر بعد هزيمة فرعون ولم تجف أقدامهم من الماء بعد أن مروا على أناس يعبدون أصناماً لهم، فالمفروض أن ينهوهم لأنهم أصحاب رسالة توحيد، ولكن الذي حصل أنهم طلبوا من موسى عليه السلام أن يجعل لهم صنماً كما حدث القرآن: ( يا موسى أجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة). ولم يرتدعوا رغم كونهم للتو شاهدوا المعجزة الإلهية في إغراق فرعون، ولكن الإيمان لم يترسخ في نفوسهم. فهذه أول انتكاسة تصيب قوم موسى ولكن تغلب عليها مع أصحابه الخلص. وحتى تطمئن قلوبهم ذهب موسى ليجلب الألواح، فخلف فيهم أخاه هارون (ع) استطاع السامري أن يفتنهم، فصنع لهم العجل من حليهم وكان هذا العجل يخور بالسحر. كما أخبر القرآن الكريم: ( وَ اتَّخَذَ قَوْمُ مُوسى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ أَ لَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ وَ لا يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَ كانُوا ظالِمِينَ) . ( فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ فَقالُوا هذا إِلهُكُمْ وَ إِلهُ مُوسى فَنَسِيَ ) فأقبل الستمائة ألف كلهم على عبادة العجل سوى قلة من المؤمنين لا يتجاوزن الأثني عشر ألفاً ثبتوا مع هارون. ولما أتى موسى برد العجل من أنفه إلى ذنبه وهو يقول للسامري انظر إلهك، ثم أحرقه وذره في اليم، فتساقط بني إسرائيل في الماء يشربون منه للبركة من رماد العجل، وهذا معنى قوله تعالى : ( وأشربوا في قلوبهم العجلَ بكفرهم ) .
اخترنا قصة السامري من قصص القرآن الكريم لنجعلها مدخلا مناسباً لفهم الحياة التي نعيشها اليوم، أقصد تأثر عالمنا الإسلامي الشديد بالغرب، كما تأثر قوم موسى بفتنة السامري .
الذي يتأمل قصة السامري يجد فيها كل عناصر الفهم لمشكلاتنا التي نعيشها، فقصة السامري ركزت على المحاور التالية :
1ـ الفتنة :
الفتنة هي كل شيء يلهي الإنسان عن هدفه الأساسي في هذه الدنيا، وهو عبادة الله في الأرض وتوحيده وتنفيذ أوامره والوقوف عند نواهيه، فالسامري استطاع أن يحرف عن هذا الهدف أكثر الستمائة ألف وهو فرد بمجرد الإقناع عن طريق تحريك كوامن الإنسان وهو حبه للتمرد عن الملزمات الإلهية له، ودخلوه في العبث والفوضى الإلحادية بشتى أنواعها في العقيدة والسلوك الدنيوي، وواضح أن بني إسرائيل يدركون معنى التوحيد تماماً، لكن قوة الفتنة ورغبة الانفلات من الطاعة للأوامر الإلهية هي السبب في حدوث الانتكاسة فيهم.. لذلك السنة الاجتماعية تقول كما أكدها القرآن: إننا سنسلك طريقهم في حال توافر الظروف التي عايشوها، بل نحن اليوم في حضارة الكفر المادية ضعاف ومفتونين أشد منهم في العقيدة والسلوك من أعداء الدين، فكل أسباب الانحراف موجودة من المغريات المادية والفكرية، ولكن العاصم لنا هو قوة التربية التي تلقيناها في صغرنا وتغذية هذا المنبر الحسيني المستمرة ووجود العلماء المخلصين للدين الذين يدافعون عنه وعن حقائقه وسلوكياته الشرعية .
2ـ حب العجل :
حتى وصل هذا الحب للنخاع من القلوب من بني إسرائيل كما رأيتم في القصة التي سردناها عليكم في صدر الحديث، وهذا إشارة لحب الانحراف القوي للنفس الإمارة بالسوء وليس العقل..لأن (العقل ما عبد به الرحمان واكتسب به الجنان) كما في الرواية. فالنفس عند بني إسرائيل هي التي زينت لهم حب الانحراف وليس العقل الذي يدركون به التوحيد، لهذا نحن في حضارة المادة كل شيء يخاطب الغرائز والنفس الأمارة بالسوء المطيعة والمطية لهم في نفس الآن، فكل شيء يبدأ اليوم في الفتنة يبدأ من الغرائز العنيفة عند الإنسان التي ركز عليها "سارتر" في فلسفته الوجودية. وهذا يعني ولو استطعنا الحفاظ على نفوسنا قوية لن يتمكن الغرب من إغوائنا، كما فعل السامري مع بني إسرائيل. والحل بتقوية العقل عند اطفالنا، بإكسابهم الوعي والإيمان والعمل لكي يكون حصنا منيعاً وهذا ما أكد عليه كل علماء الاجتماع لحرب العولمة الغربية .
3ـ ترك دين موسى :
ولا شك كما ترك قوم موسى دينه سنسلك نفس الطريق الإلحادي في حال عدم الوقاية من هذه الفتنة وهذا بالفعل ما حدث، فقد ترك الدين على مستوى العقيدة الكثير وعلى مستوى السلوك الأعم الأغلب إلاّ ما رحم ربي من العالم الإسلامي، فالحجاب أصبح تخلف، والالتزام موضة قديمة للمطوعين، والصلاة تأخذ وقتاً طويلاً منهم.. هكذا كما عاد موسى وأرجعهم سيخرج مهدي هذه الأمة (عج) ويرجعهم .
4ـ عدم طاعة هارون (ع)
وهذا حدث في حياة النبي وبعد وفاته حينما خالفوه في ترك الإمام علي (ع) والابتعاد عن منهجه. كما حدث في الإمامة وهي الأعظم سيحدث في بقية الأوامر، والتدهور بدأ بعدها بالتدريج .
5ـ الميل للشهوات، أسهل من إتباع الدين :
والميل للشهوات أسهل من إتباع الدين، كما رأينا في قصة السامري..لأن الدين ثقيل على النفس بعيدا عن لذاتها، فلا تتبعه، فإخضاع النفس للعقل أمر مهم، وهذا لا يكون إلاّ بالتدريب كما رأينا صمود الذين صمودا من أصحاب موسى لأنهم كانوا مدربين على يد موسى أكثر من غيرهم. وفي عصرنا التدريب يقع على عاتق الأسرة والعلماء والمبلغين ممن يحملون اسم الفضيلة الدينية. وأخيراً أقول أن أصحاب عمر بن سعد لما كانوا غير مدربين على الإيمان كان سهل خضوعهم للفتنة والمغريات التي طرحها يزيد الدنيوية، بل استطاع إشرابهم بغض الحسين وحب يزيد ـ والعياذ بالله ـ
منقول بتصرف
تعليق