بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
عن الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام انه قال: «يا أملي وبغيتي، ويا سؤلي ومنيتي»...
يشير هنا إلى أن المطلوبية على نوعين:
1 - مطلوبية غيرية
2 - مطلوبية نفسية
الإنسان يطلب المال، لكنهُ لا يطلب المال مطلوبية نفسية، الآن الإنسان لا يريد المال لأجل المال، وإنما يريد المال ليّ أجل أن يحصل على الحياة المنعمة، فالإنسان يطلب المال لأجل غيره، يعني لأجل الحياة، مطلوبية المال مطلوبية غيرية،، بينما الإنسان يطلب الحياة مطلوبية نفسية، أي أنه يريد الحياة لأجل الحياة أذاً، كُلاً منا يحب المال، لكن لا لأجل المال، بل لأجل الحياة، ويحب الحياة لأجل ذاتها، لآن الحياة محبوبة في حد ذاتها..
فهناك مطلوبية غيرية وهناك مطلوبية نفسية،، نحنُ نعبد الله، ندعو الله، نتقرب إلى الله فنسأل أنفسنا، هل أن تقربنا إلى الله وعبادتنا إلى الله عبادة غيرية أو عبادة نفسية؟؟! هل نحنُ نعبد الله ليّ أجل شيء أخر؟! أو نحنُ نعبد لله لأجل ذاته، لأجل الله، نحنُ إذا دققنا في أنفسنا عبادتنا لله عبادة غيرية،، نحنُ لا نعبد الله حباً لله؟!!!
لا نحنُ لا نعبده حباً له، ولا نعبده أخلاصاً له، وإنما نعبده لأجل الفرار من العذاب ليسَ إلا، إنما نعبده لأجل تحصيل النعيم، ليسَ إلا عبادتنا له عباده أنانية، نحنُ أنانيون حتى في عبادتنا، نحنُ أنانيون حتى في صلواتنا، نحن أنانيون حتى دعائنا، ندعو لأجل الله لأجل أنفسنا، نصلي ونصوم لا لأجله تعالى..
بل لأجل أنفسنا ولو قال لنا يوماً صليتم أم لم تصلوا.. أنا لن أجازيكم،، فأننا لم نصلي ولم نعبده، نحنُ أنانيون في عبادتنا.. نعبدهُ لأجل دواتنا لا ليّ أجله، فمطولبنا لهُ مطلوبية غيرية وليست نفسية،.
ولكن هناك علي أبن أبي طالب من يذوب شوقاً لله، من يذوب حباً لله، من يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة لأنه مغرم بالله، هل يُمل الحبيب من حبيبه..؟! لا، علياً لا يُمل من الصلاة ولا يسئم من التقرب إلى الله، لأن الصلاة لقاء المحبوب والحبيب لا يُمل ولا يسئم من لقاء حبيبه.. علياً يعبد الله ليس عبادة أنانية، علياً يحتقر ذاته، علياً يحطم ذاته، علياً لا يبالي بذاته، علياً يحب ربه، علياً خرج عن الأنانية وعبد الله ليّ أجل الله.. «ما عبدتك خوفاً من نارك، ولا طمعاً في جنتك، لكن وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك»، علياً يعبد الله عبادة.. عبادة حب، عبادة عشق، عبادة تعلق...
إذاً هناك دعاء غيري وهناك دعاء نفسي، وهناك دعاء أنانية وهناك عبادة تحرريه أن قوماً عبدوا الله رغبة من أجل النعيم، فتلك عبادة التجار، وأن قوماً عبدوا الله رهبه، عبادة الخوف، فتلك عبادة العبيد، وأن قوماً وهم علياً وأمثال علي عبدوا الله شكراً، فتلك عبادة الأحرار، عبادة تحرريه.
إذاً الدعاء الشريف يذكر كلا العبادتين «يا أملي وبغيتي».. أشارة إلى عبادة النفسية.. يترقى..
في الفقرة الأولى يقول «أنتَ أملي» من أجل أصلاح ذاتي. «أنتَ بغيتي» لا لأجلكَ، لأجل ذاتي، ثم يترقى بل أنا أدعوك دعاء نفسياً، أعبدك ليّ أجلك أنتَ لا لأجل ذاتي، بل أنتَ سؤلي وأنتَ منيتي،، إذاً «يا أملي وبغيتي».. أشارة إلى العبادة الغيرية «ويا سؤلي ومنيتي».. أشارة إلى العبادة التحررية النفسية «فوعزتك لا أجد لذنوبي سواك غافراً، ولا أرى لكسري غيرك جابراً». ما هي العزة؟ قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾
ما معنى العزة؟! ولماذا يقسم بعزته تبارك وتعالى؟!!
العزة هي: المنعة العزيز الشخص الذي لا يخذل، الشخص الذي لا يخذل ولا يقهر عزيز، فالعزيز هو المنيع الذي له منعه لا يخذل ولا يذل ولا يقهر، هذا موجود عزيز لذلك العزة على ثلاث درجات:
1 - عزة اعتباريه
2 - عزة حقيقية
3 - عزة حقيقية حقه
الدرجة الأولى العزة الاعتبارية: كعزة الرئيس والسلطان، هو بالواقع ليسَ عزيز، هذا الذي ينصبه الناس سلطان أو ينصبهُ الناس رئيس هو بالواقع ليسَ عزيز، يبغضهُ الناس، يُكْرَهُ الناس ولكن عزيزاً عزةً اعتبارية، بمعنى أعتبره الناس عزيزاً ليّ أجل سلطانه، ولأجل قوته، وليّ أجل أمواله،، هذهِ عزةً اعتبارية، هذهِ لا قيمه لها تتبخر يوماً من الأيام، تزول يوم من الأيام..
والدرجة الثانية العزة الحقيقية: التي عبر عنها الحسن الزكي سلام الله عليه «من أراد عزاً بلا عشيرة وهيبة بلا سلطان فليخرج من ذل معصية الله إلى عزِ طاعته»... المعصية ذُل.... ذُل... لا ذُل كذُل المعصية... الذلة أمام النفس هي المعصية الإنسان العاصي.. ذليل أمام نفسه.. أنا عندما أعصي ربي يعني أسترسل وراء شهوتي، وراء غريزتي، أحبُ أن أستمع الاغنيه فأجري وراء شهوتي، أحبُ علاقة غير مشروعة فأجري وراء شهوتي، أحب نظرة شهوية فأجري وراء شهوتي،، الجريان وراء الشهوة ذله، نظير الحيوان.. افراغ
الغضب ذلة وضعف
أنا عندما أفُكر وقت اللي أمارس المعصية،، بعد أن أفرغ من المعصية أفُكر في نفسي أجد نفسي كالحيوان، كنتُ مثل الحيوان تماماً.. استرسلتُ وراء شهوتي، استرسلتُ وراء غريزتي استرسلت وراء شيطان وراء سورة غضبي وانفعالي.. لم أتأمل، لم أتريث، لم أتفكر هذا الاسترسال جعلني كالبهيمة، جعلني كالحيوان همهُ شهوته، همهُ غريزته أو كالسبع الضاري المتوحش المفترس. وهل هناك ذلة أعظم من هذهِ الذلة؟؟! أن يكون هذا الإنسان العاقل، هذا الإنسان العظيم مثل الحيوان أو الشيطان أو السباع الضارية!!!!....
فإذا تحرر من هذا الذل وأستطاع أن يقول لشهوته... لا.ان يقول لغضبه لا ... أنا إنسان أتميز عن الحيوانات.. كيف أسترسل وراء شهوتي وراء غضبي وأنا إنسان أمتلكُ عقل، أمتلكُ أرادة؟! وإنما نفسي هي نفسي أروضها بالتقوى.. ورد عن النبي محمد «صلى الله علية وآلهِ وسلم».: «إنّ أفضل الجهاد من جاهد نفسه التي بين جنبيه» عندما أسيطر على نفسي أصبحتُ عزيز، أصبحتُ متحرراً من نفسي، خرجتُ من ذل المعصية إلى عز الطاعة.. فحصلتُ على العزة التي يرديها الإمام الحسن الزكي..
هذهِ عزة حقيقية لا تحتاج إلى عشيرة، لا تحتاج إلى أعوان، لا تحتاج إلى سلطان، عزت الطاعة وهناك عزة حقيقية حقه وهي عزة الله التي لا حد لها ولا قيد لها منيع لا يغلب، عظيم لا يقهر، قوياً لا يخذل هذهِ العزة التي لا حد لها.. هي العزة الحقيقية الحقه.. ولذلك أنا عندما أقول «فوعزتك» أقسم عليكَ إلهي بعزتكَ المطلقة، أقسم عليكَ بمنعتكَ التي لا تخذل ولا تغلب، أقسم عليكَ يا من لا يخذل، أن لا تخذلني أمام نفسي، الهدف من القسم بالعزة تحصل العزة.
«يا إلهي بعزتكَ»، أجعلني عزيزاً، «يا إلهي بمنعتكَ»، أجعلني منيعاً «يا من لا يخذل»، لا تخذلني، لا تخذلني وقت الصراع.. أنا أعيش مع نفسي صراع.. أنا أعيش مع شهوتي صراع، أنا أعيش مع غريزتي وميولي صراع، أنا أعيش مع سورة غضبي وسوء خلقي صراع، النفس قوية، القرآن الكريم يعبر عنها قال تعالى: ﴿إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ﴾ و ما أبرأ نفسي،،، أن النفس لأمارة، أمارة يعني تلح، ما قال أن النفس لمحركة أو لداعية، قال أمارة، يعني تفرض نفسها، أمر النفس تفرض شخصيتها على الإنسان، النفس تفرض شهوتها وغريزتها بقوة وبإلحاح على الإنسان، يا إلهي أنتَ خلقتني، وخلقت لي نفس أمارة، وخلقت لي نفس مسيطرة، وخلقت لي شهوة قاهره، وخلقت لي غريزة قوية، فأريدك أن لا تخذلني أمام نفسي وأمام غريزتي، «أعطني العزة» أيها العزيز.. «أعطني القوة».. أيها القوي، أقف بها أمام نفسي وغريزتي وغضبي وسوئي «فوعزتكَ» أيها العزيز أين أذهب؟! لا أجد لذنوبي سواك غافر مهما أبحث مهما أفحص لا أجدُ غيرك يمحوا ذنوبي ويستر عيوبي.
إلهي إلى من تكلني؟! إلى بعيداً فيتهجمني! أم إلى قريباً ملكتهُ أمري! لمن أتحدث عن ذنوبي، أنا مملوك بالذنوب والمعاصي، لمن أتحدث؟!، إلى أبي!.. إلى أمي!، إلى زوجتي!، إلى أولادي!، إلى أخواني!، لمن أتحدث؟!.
أي شخص أتحدث لهُ عن ذنوبي، سوف ينفر مني، سوف يستثقلني، سوف يبغضني، سوف يشمئز مني، أنا أريد موجوداً أتحدث إليه عن ذنوبي كلها بالتفصيل ذنباً، ذنباً، خطأً، خطأً، أتحدث إليه وهو يستقبلني ويستمع إلي ويحتضنني ويغير من وضعي يقول لي تحدث، قل قل ذنوبك كلها قل أخطائك كلها، أنا سأمحوها لك، أنا سأغيرها أنا سأبدلك من صفحة سوداء إلى صفحة بيضاء من هذا الموجود الذي يحتضنني غيرك؟؟ من هذا الموجود الذي يستمع إليّ ويستقبلني ويستمع إلى كل همومي غيركَ؟!.
اللهم صل على محمد وآل محمد
عن الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام انه قال: «يا أملي وبغيتي، ويا سؤلي ومنيتي»...
يشير هنا إلى أن المطلوبية على نوعين:
1 - مطلوبية غيرية
2 - مطلوبية نفسية
الإنسان يطلب المال، لكنهُ لا يطلب المال مطلوبية نفسية، الآن الإنسان لا يريد المال لأجل المال، وإنما يريد المال ليّ أجل أن يحصل على الحياة المنعمة، فالإنسان يطلب المال لأجل غيره، يعني لأجل الحياة، مطلوبية المال مطلوبية غيرية،، بينما الإنسان يطلب الحياة مطلوبية نفسية، أي أنه يريد الحياة لأجل الحياة أذاً، كُلاً منا يحب المال، لكن لا لأجل المال، بل لأجل الحياة، ويحب الحياة لأجل ذاتها، لآن الحياة محبوبة في حد ذاتها..
فهناك مطلوبية غيرية وهناك مطلوبية نفسية،، نحنُ نعبد الله، ندعو الله، نتقرب إلى الله فنسأل أنفسنا، هل أن تقربنا إلى الله وعبادتنا إلى الله عبادة غيرية أو عبادة نفسية؟؟! هل نحنُ نعبد الله ليّ أجل شيء أخر؟! أو نحنُ نعبد لله لأجل ذاته، لأجل الله، نحنُ إذا دققنا في أنفسنا عبادتنا لله عبادة غيرية،، نحنُ لا نعبد الله حباً لله؟!!!
لا نحنُ لا نعبده حباً له، ولا نعبده أخلاصاً له، وإنما نعبده لأجل الفرار من العذاب ليسَ إلا، إنما نعبده لأجل تحصيل النعيم، ليسَ إلا عبادتنا له عباده أنانية، نحنُ أنانيون حتى في عبادتنا، نحنُ أنانيون حتى في صلواتنا، نحن أنانيون حتى دعائنا، ندعو لأجل الله لأجل أنفسنا، نصلي ونصوم لا لأجله تعالى..
بل لأجل أنفسنا ولو قال لنا يوماً صليتم أم لم تصلوا.. أنا لن أجازيكم،، فأننا لم نصلي ولم نعبده، نحنُ أنانيون في عبادتنا.. نعبدهُ لأجل دواتنا لا ليّ أجله، فمطولبنا لهُ مطلوبية غيرية وليست نفسية،.
ولكن هناك علي أبن أبي طالب من يذوب شوقاً لله، من يذوب حباً لله، من يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة لأنه مغرم بالله، هل يُمل الحبيب من حبيبه..؟! لا، علياً لا يُمل من الصلاة ولا يسئم من التقرب إلى الله، لأن الصلاة لقاء المحبوب والحبيب لا يُمل ولا يسئم من لقاء حبيبه.. علياً يعبد الله ليس عبادة أنانية، علياً يحتقر ذاته، علياً يحطم ذاته، علياً لا يبالي بذاته، علياً يحب ربه، علياً خرج عن الأنانية وعبد الله ليّ أجل الله.. «ما عبدتك خوفاً من نارك، ولا طمعاً في جنتك، لكن وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك»، علياً يعبد الله عبادة.. عبادة حب، عبادة عشق، عبادة تعلق...
إذاً هناك دعاء غيري وهناك دعاء نفسي، وهناك دعاء أنانية وهناك عبادة تحرريه أن قوماً عبدوا الله رغبة من أجل النعيم، فتلك عبادة التجار، وأن قوماً عبدوا الله رهبه، عبادة الخوف، فتلك عبادة العبيد، وأن قوماً وهم علياً وأمثال علي عبدوا الله شكراً، فتلك عبادة الأحرار، عبادة تحرريه.
إذاً الدعاء الشريف يذكر كلا العبادتين «يا أملي وبغيتي».. أشارة إلى عبادة النفسية.. يترقى..
في الفقرة الأولى يقول «أنتَ أملي» من أجل أصلاح ذاتي. «أنتَ بغيتي» لا لأجلكَ، لأجل ذاتي، ثم يترقى بل أنا أدعوك دعاء نفسياً، أعبدك ليّ أجلك أنتَ لا لأجل ذاتي، بل أنتَ سؤلي وأنتَ منيتي،، إذاً «يا أملي وبغيتي».. أشارة إلى العبادة الغيرية «ويا سؤلي ومنيتي».. أشارة إلى العبادة التحررية النفسية «فوعزتك لا أجد لذنوبي سواك غافراً، ولا أرى لكسري غيرك جابراً». ما هي العزة؟ قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾
ما معنى العزة؟! ولماذا يقسم بعزته تبارك وتعالى؟!!
العزة هي: المنعة العزيز الشخص الذي لا يخذل، الشخص الذي لا يخذل ولا يقهر عزيز، فالعزيز هو المنيع الذي له منعه لا يخذل ولا يذل ولا يقهر، هذا موجود عزيز لذلك العزة على ثلاث درجات:
1 - عزة اعتباريه
2 - عزة حقيقية
3 - عزة حقيقية حقه
الدرجة الأولى العزة الاعتبارية: كعزة الرئيس والسلطان، هو بالواقع ليسَ عزيز، هذا الذي ينصبه الناس سلطان أو ينصبهُ الناس رئيس هو بالواقع ليسَ عزيز، يبغضهُ الناس، يُكْرَهُ الناس ولكن عزيزاً عزةً اعتبارية، بمعنى أعتبره الناس عزيزاً ليّ أجل سلطانه، ولأجل قوته، وليّ أجل أمواله،، هذهِ عزةً اعتبارية، هذهِ لا قيمه لها تتبخر يوماً من الأيام، تزول يوم من الأيام..
والدرجة الثانية العزة الحقيقية: التي عبر عنها الحسن الزكي سلام الله عليه «من أراد عزاً بلا عشيرة وهيبة بلا سلطان فليخرج من ذل معصية الله إلى عزِ طاعته»... المعصية ذُل.... ذُل... لا ذُل كذُل المعصية... الذلة أمام النفس هي المعصية الإنسان العاصي.. ذليل أمام نفسه.. أنا عندما أعصي ربي يعني أسترسل وراء شهوتي، وراء غريزتي، أحبُ أن أستمع الاغنيه فأجري وراء شهوتي، أحبُ علاقة غير مشروعة فأجري وراء شهوتي، أحب نظرة شهوية فأجري وراء شهوتي،، الجريان وراء الشهوة ذله، نظير الحيوان.. افراغ
الغضب ذلة وضعف
أنا عندما أفُكر وقت اللي أمارس المعصية،، بعد أن أفرغ من المعصية أفُكر في نفسي أجد نفسي كالحيوان، كنتُ مثل الحيوان تماماً.. استرسلتُ وراء شهوتي، استرسلتُ وراء غريزتي استرسلت وراء شيطان وراء سورة غضبي وانفعالي.. لم أتأمل، لم أتريث، لم أتفكر هذا الاسترسال جعلني كالبهيمة، جعلني كالحيوان همهُ شهوته، همهُ غريزته أو كالسبع الضاري المتوحش المفترس. وهل هناك ذلة أعظم من هذهِ الذلة؟؟! أن يكون هذا الإنسان العاقل، هذا الإنسان العظيم مثل الحيوان أو الشيطان أو السباع الضارية!!!!....
فإذا تحرر من هذا الذل وأستطاع أن يقول لشهوته... لا.ان يقول لغضبه لا ... أنا إنسان أتميز عن الحيوانات.. كيف أسترسل وراء شهوتي وراء غضبي وأنا إنسان أمتلكُ عقل، أمتلكُ أرادة؟! وإنما نفسي هي نفسي أروضها بالتقوى.. ورد عن النبي محمد «صلى الله علية وآلهِ وسلم».: «إنّ أفضل الجهاد من جاهد نفسه التي بين جنبيه» عندما أسيطر على نفسي أصبحتُ عزيز، أصبحتُ متحرراً من نفسي، خرجتُ من ذل المعصية إلى عز الطاعة.. فحصلتُ على العزة التي يرديها الإمام الحسن الزكي..
هذهِ عزة حقيقية لا تحتاج إلى عشيرة، لا تحتاج إلى أعوان، لا تحتاج إلى سلطان، عزت الطاعة وهناك عزة حقيقية حقه وهي عزة الله التي لا حد لها ولا قيد لها منيع لا يغلب، عظيم لا يقهر، قوياً لا يخذل هذهِ العزة التي لا حد لها.. هي العزة الحقيقية الحقه.. ولذلك أنا عندما أقول «فوعزتك» أقسم عليكَ إلهي بعزتكَ المطلقة، أقسم عليكَ بمنعتكَ التي لا تخذل ولا تغلب، أقسم عليكَ يا من لا يخذل، أن لا تخذلني أمام نفسي، الهدف من القسم بالعزة تحصل العزة.
«يا إلهي بعزتكَ»، أجعلني عزيزاً، «يا إلهي بمنعتكَ»، أجعلني منيعاً «يا من لا يخذل»، لا تخذلني، لا تخذلني وقت الصراع.. أنا أعيش مع نفسي صراع.. أنا أعيش مع شهوتي صراع، أنا أعيش مع غريزتي وميولي صراع، أنا أعيش مع سورة غضبي وسوء خلقي صراع، النفس قوية، القرآن الكريم يعبر عنها قال تعالى: ﴿إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ﴾ و ما أبرأ نفسي،،، أن النفس لأمارة، أمارة يعني تلح، ما قال أن النفس لمحركة أو لداعية، قال أمارة، يعني تفرض نفسها، أمر النفس تفرض شخصيتها على الإنسان، النفس تفرض شهوتها وغريزتها بقوة وبإلحاح على الإنسان، يا إلهي أنتَ خلقتني، وخلقت لي نفس أمارة، وخلقت لي نفس مسيطرة، وخلقت لي شهوة قاهره، وخلقت لي غريزة قوية، فأريدك أن لا تخذلني أمام نفسي وأمام غريزتي، «أعطني العزة» أيها العزيز.. «أعطني القوة».. أيها القوي، أقف بها أمام نفسي وغريزتي وغضبي وسوئي «فوعزتكَ» أيها العزيز أين أذهب؟! لا أجد لذنوبي سواك غافر مهما أبحث مهما أفحص لا أجدُ غيرك يمحوا ذنوبي ويستر عيوبي.
إلهي إلى من تكلني؟! إلى بعيداً فيتهجمني! أم إلى قريباً ملكتهُ أمري! لمن أتحدث عن ذنوبي، أنا مملوك بالذنوب والمعاصي، لمن أتحدث؟!، إلى أبي!.. إلى أمي!، إلى زوجتي!، إلى أولادي!، إلى أخواني!، لمن أتحدث؟!.
أي شخص أتحدث لهُ عن ذنوبي، سوف ينفر مني، سوف يستثقلني، سوف يبغضني، سوف يشمئز مني، أنا أريد موجوداً أتحدث إليه عن ذنوبي كلها بالتفصيل ذنباً، ذنباً، خطأً، خطأً، أتحدث إليه وهو يستقبلني ويستمع إلي ويحتضنني ويغير من وضعي يقول لي تحدث، قل قل ذنوبك كلها قل أخطائك كلها، أنا سأمحوها لك، أنا سأغيرها أنا سأبدلك من صفحة سوداء إلى صفحة بيضاء من هذا الموجود الذي يحتضنني غيرك؟؟ من هذا الموجود الذي يستمع إليّ ويستقبلني ويستمع إلى كل همومي غيركَ؟!.
تعليق