بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ســــــــــــورة هــــــــــــود
اللهم صل على محمد وال محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ســــــــــــورة هــــــــــــود
جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج 6 - الصفحة 455-457 وطبقا لما صرح به بعض المفسرين - أيضا - فإن:
هذه السورة نزلت في السنوات الأخيرة التي قضاها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بمكة، أي بعد وفاة عمه " أبي طالب (عليه السلام) " وزوجته " خديجة (عليها السلام) "... وبطبيعة الحال فإن هذه السورة جاءت في فترة من أشد الفترات صعوبة في حياة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث كان يعاني فيها من ضغوط الأعداء وأراجيفهم الإعلامية الحاقدة المسمومة أكثر مما عاناه في السنوات السابقة.
ولذلك يلاحظ في بداية السورة تعابير فيها جانب من التسلية للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وللمؤمنين.
ويشكل القسم المهم والعمدة من آيات هذه السورة قصص الأنبياء الماضين وخاصة قصة نوح النبي (عليه السلام) الذي انتصر بالفئة القليلة التي معه على الأعداء الكثيرين.
إن سرد هذه القصص فيه تسلية لخاطر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والمؤمنين معه وهم أمام الكم الهائل من الأعداء، كما أن فيه درسا لمخالفيهم من الأعداء.
وعلى كل حال. فإن آيات هذه السورة - كسائر السور المكية - تتناول أصول " المعارف الإسلامية " ولا سيما المواجهة مع الشرك وعبادة الأصنام، ومسألة المعاد والعالم بعد الموت، وصدق دعوة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، كما يبدو فيها تهديدا ضمنيا للأعداء، وأمرا بالاستقامة للمؤمنين.
في هذه السورة - إضافة إلى قصة نوح النبي وجهاده العنيف التي ذكرت بتفصيل - إشارة إلى قصص الأنبياء هود وصالح وإبراهيم ولوط وموسى ومواقفهم الشجاعة بوجه الشرك والكفر والانحراف والظلم..
(( شيبتني سورة هود!))
إن آيات هذه السورة تقرر أن على المسلمين أن لا يتركوا السوح والميادين - في الحرب والسلم - لكثرة الأعداء ومواجهاتهم الحادة.. بل عليهم أن يواصلوا مسيرتهم ويستقيموا أكثر فأكثر ويوما بعد يوم..
وعلى هذا فإننا نقرا في حديث معروف عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: " شيبتني سورة هود " وفي حديث آخر أنه حين لاحظ أصحاب النبي آثار الشيب قبل أوانه على محياه (صلى الله عليه وآله وسلم) قالوا: يا رسول الله، تعجل الشيب عليك. فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) " شيبتني سورة هود والواقعة " .
وفي روايات أخرى أضيف أيضا سورة المرسلات وسورة النبأ عم يتساءلون وسورة التكوير وغيرها إلى هاتين السورتين.
ونقل عن ابن عباس في تفسير الحديث الشريف - آنف الذكر - أنه ما نزل على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) آية كان أشد عليه ولا أشق من آية
((فاستقم كما أمرت ومن تاب معك)).
كما نقل عن بعض المفسرين أن أحد العلماء رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في المنام فسأله عن سبب ما نقل عنه من قوله: " شيبتني سورة هود " أهو ما سلف من الأمم السابقة وهلاكها؟ فبين له (صلى الله عليه وآله وسلم) أن سببه آية فاستقم كما أمرت .
وعلى كل حال فإن هذه السورة - بالإضافة إلى هذه الآية - فيها آيات مؤثرة أخرى تتعلق بيوم القيامة والمحاسبة في محكمة العدل الإلهي، وآيات تتعلق بما ناله الأقوام السابقون من جزاء، وما جاء مع بعضها من أوامر في الوقوف بوجه الفساد بحيث يحمل جميعها طابع المسؤولية... فلا عجب إذا أن يشيب الإنسان عندما يفكر في مثل هذه المسؤوليات...
مسألة دقيقة أخرى ينبغي الالتفات إليها في هذا المجال، وهي أن كثيرا من هذه الآيات توكد ما ورد في السورة السابقة - أي سورة يونس - وأوائلها بوجه خاص يشبه أوائل تلك السورة ومضامينها توكد تلك المضامين.
التأثير المعنوي لهذه السورة:
أما بالنسبة لفضيلة هذه السورة، فقد ورد في حديث شريف عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: " من قرأ هذه السورة أعطي من الأجر والثواب بعدد من صدق هودا والأنبياء (عليهم السلام) ومن كذب بهم وكان يوم القيامة في درجة الشهداء وحوسب حسابا يسيرا " .
ومن الوضوح بمكان أن مجرد التلاوة لا يعطي هذا الأثر، وإنما يكون هذا الأثر إذا كانت تلاوة هذه السورة مقرونة بالتفكر والعمل بعدها. وهذا هو الذي يقرب الإنسان إلى المؤمنين السالفين ويبعده عن الذين أنكروا على الأنبياء وجحدوا دعواتهم، وعلى هذا الأساس يثاب بعددهم ويعطي أجر كل واحد منهم.
هذه السورة نزلت في السنوات الأخيرة التي قضاها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بمكة، أي بعد وفاة عمه " أبي طالب (عليه السلام) " وزوجته " خديجة (عليها السلام) "... وبطبيعة الحال فإن هذه السورة جاءت في فترة من أشد الفترات صعوبة في حياة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث كان يعاني فيها من ضغوط الأعداء وأراجيفهم الإعلامية الحاقدة المسمومة أكثر مما عاناه في السنوات السابقة.
ولذلك يلاحظ في بداية السورة تعابير فيها جانب من التسلية للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وللمؤمنين.
ويشكل القسم المهم والعمدة من آيات هذه السورة قصص الأنبياء الماضين وخاصة قصة نوح النبي (عليه السلام) الذي انتصر بالفئة القليلة التي معه على الأعداء الكثيرين.
إن سرد هذه القصص فيه تسلية لخاطر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والمؤمنين معه وهم أمام الكم الهائل من الأعداء، كما أن فيه درسا لمخالفيهم من الأعداء.
وعلى كل حال. فإن آيات هذه السورة - كسائر السور المكية - تتناول أصول " المعارف الإسلامية " ولا سيما المواجهة مع الشرك وعبادة الأصنام، ومسألة المعاد والعالم بعد الموت، وصدق دعوة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، كما يبدو فيها تهديدا ضمنيا للأعداء، وأمرا بالاستقامة للمؤمنين.
في هذه السورة - إضافة إلى قصة نوح النبي وجهاده العنيف التي ذكرت بتفصيل - إشارة إلى قصص الأنبياء هود وصالح وإبراهيم ولوط وموسى ومواقفهم الشجاعة بوجه الشرك والكفر والانحراف والظلم..
(( شيبتني سورة هود!))
إن آيات هذه السورة تقرر أن على المسلمين أن لا يتركوا السوح والميادين - في الحرب والسلم - لكثرة الأعداء ومواجهاتهم الحادة.. بل عليهم أن يواصلوا مسيرتهم ويستقيموا أكثر فأكثر ويوما بعد يوم..
وعلى هذا فإننا نقرا في حديث معروف عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: " شيبتني سورة هود " وفي حديث آخر أنه حين لاحظ أصحاب النبي آثار الشيب قبل أوانه على محياه (صلى الله عليه وآله وسلم) قالوا: يا رسول الله، تعجل الشيب عليك. فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) " شيبتني سورة هود والواقعة " .
وفي روايات أخرى أضيف أيضا سورة المرسلات وسورة النبأ عم يتساءلون وسورة التكوير وغيرها إلى هاتين السورتين.
ونقل عن ابن عباس في تفسير الحديث الشريف - آنف الذكر - أنه ما نزل على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) آية كان أشد عليه ولا أشق من آية
((فاستقم كما أمرت ومن تاب معك)).
كما نقل عن بعض المفسرين أن أحد العلماء رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في المنام فسأله عن سبب ما نقل عنه من قوله: " شيبتني سورة هود " أهو ما سلف من الأمم السابقة وهلاكها؟ فبين له (صلى الله عليه وآله وسلم) أن سببه آية فاستقم كما أمرت .
وعلى كل حال فإن هذه السورة - بالإضافة إلى هذه الآية - فيها آيات مؤثرة أخرى تتعلق بيوم القيامة والمحاسبة في محكمة العدل الإلهي، وآيات تتعلق بما ناله الأقوام السابقون من جزاء، وما جاء مع بعضها من أوامر في الوقوف بوجه الفساد بحيث يحمل جميعها طابع المسؤولية... فلا عجب إذا أن يشيب الإنسان عندما يفكر في مثل هذه المسؤوليات...
مسألة دقيقة أخرى ينبغي الالتفات إليها في هذا المجال، وهي أن كثيرا من هذه الآيات توكد ما ورد في السورة السابقة - أي سورة يونس - وأوائلها بوجه خاص يشبه أوائل تلك السورة ومضامينها توكد تلك المضامين.
التأثير المعنوي لهذه السورة:
أما بالنسبة لفضيلة هذه السورة، فقد ورد في حديث شريف عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: " من قرأ هذه السورة أعطي من الأجر والثواب بعدد من صدق هودا والأنبياء (عليهم السلام) ومن كذب بهم وكان يوم القيامة في درجة الشهداء وحوسب حسابا يسيرا " .
ومن الوضوح بمكان أن مجرد التلاوة لا يعطي هذا الأثر، وإنما يكون هذا الأثر إذا كانت تلاوة هذه السورة مقرونة بالتفكر والعمل بعدها. وهذا هو الذي يقرب الإنسان إلى المؤمنين السالفين ويبعده عن الذين أنكروا على الأنبياء وجحدوا دعواتهم، وعلى هذا الأساس يثاب بعددهم ويعطي أجر كل واحد منهم.
تعليق