بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاء في كتاب الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج 17 ص359- 360اللهم صل على محمد وال محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في بيان سورة الرحمن مايلي :
توضح هذه السورة بصورة عامة النعم الإلهية المختلفة، سواء كانت مادية أو معنوية، والتي تفضل بها البارئ عز وجل على عباده وغمرهم بها، ويمكن تسميتها لهذا السبب ب (سورة الرحمة) أو (سورة النعمة) ولهذا فإنها بدأت بالاسم المبارك (الرحمن) الذي يشير إلى صنوف الرحمة الإلهية الواسعة، وتنهي هذه السورة آياتها بإجلال وإكرام البارئ سبحانه، وبإقرار عباده بالنعم التي تفضل بها عليهم (إحدى وثلاثين مرة) وذلك من خلال تكرار آية: فبأي آلاء ربكما تكذبان.
وبناء على هذا فإن السياق العام للسورة يتعلق بالحديث عن المنن والنعم الإلهية المختلفة والعظيمة. ومن جهة أخرى فإننا نستطيع أن نقسم محتويات السورة إلى عدة أقسام:
القسم الأول: الذي يشمل أول آيات السورة حيث الحديث عن النعم الإلهية الكبيرة، سواء تلك التي تتعلق بخلق الإنسان أو تربيته وتعليمه، أو الحساب والميزان، وكذلك سائر الأمور الأخرى التي يتجسد فيها الخير للإنسان، إضافة إلى الغذاء الروحي والجسمي له.
القسم الثاني: يتناول توضيح مسألة خلق الإنس والجن.
القسم الثالث: يتضمن توضيح الآيات والدلائل الإلهية في الأرض والسماء.
القسم الرابع: وفيه بعد تجاوز النعم الإلهية على الإنسان في الدنيا تتحدث الآيات عن نعم الله في عالم الآخرة بدقة وظرافة، خاصة عن الجنة، وبصورة أعم وأشمل عن البساتين والعيون والفاكهة وحور العين وأنواع الملابس من السندس والإستبرق.
القسم الخامس : نلاحظ الحديث باختصار عن مصير المجرمين وجزائهم المؤلم المحسوب... ولأن الأصل في هذه السورة أنها مختصة ببيان الرحمة الإلهية، لذا لم نلاحظ تفاصيل كثيرة حول مصيرهم، خلافا لما نلاحظه في موضوع الحديث عن النعم الأخروية حيث التفصيل والشمول الذي يشرح قلوب المؤمنين ويغمرها بالسعادة والأمل، ويزيل عنها غبار الحزن والهم، ويغرس الشوق في نفوسهم...
وان تكرار آية: فبأي آلاء ربكما تكذبان وفي مقاطع قصيرة أعطت وزنا متميزا للسورة، وخاصة إذا قرئ بالمعنى المعبر الذي يستوحى منها... فإن حالة من الشوق والانبهار تحصل لدى الإنسان المؤمن.
ولذلك فلا نعجب عندما نقرأ في حديث للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث يقول: " لكل شئ عروس، وعروس القرآن سورة الرحمن جل ذكره .
تعليق