إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

جواهر عَلَويَّةٌ - صاحِبُ السَّوْءِ قِطعَةٌ مِنَ النّارِ

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • جواهر عَلَويَّةٌ - صاحِبُ السَّوْءِ قِطعَةٌ مِنَ النّارِ


    اللهم صل على محمد وآل محمد
    رُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "صاحِبُ السَّوْءِ قِطعَةٌ مِنَ النّارِ"
    مَهولة هذه الحقيقة، أن يكون صاحبك قطعة من النار، الصاحب يُؤنَس به، ويستعان به، ويُعتَمد عليه في المُلِمّات والأزمات، والصاحب رفيق في طريق السير إلى التكامل والتَّرَقي، أما أن يكون قطعة من النار فتلك الخيبة الكبرى، ويا لها من خيبة، ويا له من شعور قاتل بالغبن، تصاحب شخصاً تحسب أن صحبته خير لك، فتسايره وتسير معه، وتثق برأيه وتطمئن إلى سلوكه، فإذا بك تصاحب قطعة من النار.
    الملفت أن الإمام أمير المؤمنين (ع) وصف الصاحب بأنه قطعة من النار، لأن مآل وعاقبة صحبته هي النار، صاحب السوء لا يدعوك إلى خير أبداً، بل يحول بينك وبين الخير، يمنعك عنه، يقف في طريقك عندما تَهِمُّ به، ويدعوك إلى الشر، والخطأ، والتجاوز، والتعَدّي، والظلم، والانحراف والضلال، والفسق والفجور وكل ذلك يؤدي إلى النار، فحين تصاحبه تصحب النار نفسها، والنار ناران: نار الدنيا ونار الآخرة، أما نار الدنيا فمن الواضح أن الشر يجلب للإنسان ناراً تحرق قلبه، وتسَوِّدُ وجهه، وتحيل حياته إلى جحيم، وأما نار الآخرة فليست سوى تَجَسُّدٍ لنار الدنيا، والإمام (ع) يُحَذِّرنا من هكذا صُحبة، الصحبة التي تجلب إلينا العار هي عار ونِقمة، والصحبة التي تودي بنا في المهالك هي مهلكة، والصحبة التي تؤدي بنا إلى الشَّر هي الشر بعينه.

    لا تقل: أصاحبه ولا أتأثَّر به.
    إذا ما الذي يدعوك إلى صحبته، لو لم يكن بينكما انسجام في أمر ما لما صاحبته، لو كنت لا ترتاح إليه لما صاحبته، بقاء صحبتك له رغم سوئه يعني أنك تتقبل السوء منه، وهذا التقبل هو الخطوة الأولى على طريق السوء، فكم من المنكرات كنتَ تنكرها من الناس ثم خطوة بعد خطوة صرت فاعلاً لها، وقَبُولها من غيرك كان الخطوة الأولى، لهذا جاء في الشريعة وجوب إنكار المنكر واعتبرت الشريعة أن إنكار المنكر في القلب هو أقل مراتب الإنكار وهو أضعف الإيمان، لأنك إن لم تنكره بهذه المرتبة فستتقبله، ثم تعتاد عليه، ثم يصبح أمراً طبيعياً ثم تفعله وتراه معروفاً، وهذا ما يفعله شياطين الإنس، إنهم لا يأخذونك إلى المنكر والفحشاء والرذيلة والشر دفعة واحدة بل يعتمدون أسلوب الخطوة بعد الخطوة. وهذا ما نبَّهنا الله تعالى إليه بقوله: "...وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ" ﴿البقرة/ 168﴾.

    يقول الإمام عَلِيٌّ (ع): "الصَّاحِبُ‏ كَالرُّقْعَةِ فَاتَّخِذْهُ مُشَاكِلًا" أي يجب أن تنتقي من تصاحبه بدقة متناهية، أن يكون متوافقاً معك فكرياً وقيمياً ونفسياً وسلوكياً كما تنتقي الرقعة من القماش التي تُرقع بها ثوبك كي يحصل الانسجام بينكما، وكي لا تُعابَ به.
    فلا تصاحب الشرير، ولا من يصاحبك طمعاً بما عندك، ولا تصاحب بخيلاً، ولا كذاباً، ولا غَدّاراً، ولا حسوداً، ولا حقوداً، ولا من تحتاج إلى مداراته، ولا من يسيء الظن، ولا نماماً، ولا كثير الجدال، ولا سخيفاً، ولا من يختلف معك على أدنى أمر، ولا سَيّء الخلق، ولا الجاهل الغبي، ولا الخؤون الذي لا يفي، ولا الفاجر الذي لا يستحي من شيء، ولا الذي يستر فضائلك وينشر عيوبك، ولا الذي لا يحفظ سرك، ولا الذي ينسى فضلك، ولا الذي لا يواسيك بماله ونفسه. ولا الذي لا دين له، ولا الذي يقبل العيب منك.


    أين استقرت بك النوى

  • #2

    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا

    ​​​​​​​​​​​

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X