إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿وَلَا تَلۡبِسُواْ ٱلۡحَقَّ بِٱلۡبَٰطِلِ﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿وَلَا تَلۡبِسُواْ ٱلۡحَقَّ بِٱلۡبَٰطِلِ﴾

    بِسْمِ اَللهِ اَلرَّحْمنِ اَلرَّحِيمِ

    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد

    قال الله تعالى في كتابه الكريم:﴿وَلَا تَلۡبِسُواْ ٱلۡحَقَّ بِٱلۡبَٰطِلِ وَتَكۡتُمُواْ ٱلۡحَقَّ وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ[1].

    يقول شيخ الطائفة الطوسي في بيان هذا المقطع من الآية: اللغة: اللبس، والستر، والتغطية، والتعمية، نظائر. والفرق بين التعمية، والتغطية ان التعمية قد تكون بالنقصان والزيادة، والتغطية تكون بالزيادة. واللباس ما واريت به جسدك. ولِباس التقوى: الحياء والفعل: لبس، يلبس. واللبس: خلط الأمور بعضها ببعض. إذا التبست. واللبوس: الدروع. وكل شيء تحصنت به، فهو لبوس. قال الله تعالى: ﴿وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ
    [2]. قال الشاعر: البس لكل حالة لبوسَها إما نعيمها وإما بؤسها وثوبٌ لبيس. وجمعه: ألبس. واللبسة: ضربٌ من اللباس. والفعل: لبس يلبس، لبساً، ولبسه واحدة. ويقال: لبست الأمر ألبسه: إذا عميته. ومنه قوله: ﴿وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ[3]. ولا بست الرجل ملابسةً‌: إذا عرفت دخلته. وفي فلان ملبس: إذا كان فيه مستمع. وفي أمره لبسة: أي ليس بواضح وأصل اللبس: الستر: قال الأخطل: وقد لبست لهذا الدهر أعصره حتى تجلل راسي الشيب فاشتعلا والفرق بين اللبس، والإخفاء، والريب، والاشكال. أن الإخفاء يمكن أن يدرك معه المعنى. ولا يمكن إدراك المعنى مع اللبس. والريب معه تهمة المشكوك فيه. والاشكال قد يدرك معه المعنى، إلا أنه بصعوبة، لأجل التعقيد. وأسباب الإلباس كثيرة: منها - الاشتراك. ومنها - الاختلاف. ومنها - الاختزال. وهو: حذف مقدمه وشرطه، أو ركنه. ومنها - الاختلاط، والبسط. وهو: المنع من إدراك الشيء، تشبيهاً بما يمنع من إدراكه بالستر والتغطية. ومنه قول النبي (صلى الله عليه وآله) للحارث بن خوط: يا حار، إنه ملبوس عليك. إن الحق لا يعرف بالرجال. اعرف الحق تعرف أهله. ومعنى لبسهم الحق بالباطل: أنهم آمنوا ببعض الكتاب، وكفروا ببعض، فخلطوا الحق بالباطل، لأنهم جحدوا صفة محمد (صلى الله عليه وآله) فذلك الباطل، وأقروا بغيره مما في الكتاب على ما هو به، وذلك حق. وقال ابن عباس: لا تخلطوا الصدق بالكذب. وقال الحسن: كتموا صفة محمد (صلى الله عليه وآله) ودينه، وهو الحق. وأظهروا دين اليهودية والنصرانية. وقال ابن زيد: الحق: التوراة التي أنزلها الله على موسى. والباطل: ما لبسوه بأيديهم.[4]
    وقال السيد عبد الأعلى السبزواري في تفسيره: (اللبس هو الخلط والتغطية، أي لا تخلطوا الحق الذي أنزلناه بالباطل الذي تفعلونه. ولبس الحق بالباطل يستلزم كتمان الحق لا محالة، وقد أفرده تعالى بالذكر، اهتماما به وتبيينا لكل واحد من المتلازمين بالذكر، ولا تكتموا الحق بعدم بيانه مع الحاجة الى البيان، وذلك يتصور على وجوه: إظهار الحق في صورة الباطل وبالعكس، كتمان الحق مع الحاجة إلى بيانه، الافتراء على الله تعالى، والجميع من القبائح ومن شعب النفاق، مع أنكم تعلمون الحق و ما تعلمون من لبس الحق بالباطل وكتمانه والافتراء على الله).[5]
    قَالَ اَلْإِمَامُ العسكري عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ : ((خَاطَبَ اَللهُ عَزَّ وَجَلَّ قَوْماً مِنَ اَلْيَهُودِ قَالَ وَلاٰ تَلْبِسُوا اَلْحَقَّ بِالْبٰاطِلِ بِأَنْ زَعَمُوا أَنَّ مُحَمَّداً نَبِيٌّ وَأَنَّ عَلِيّاً وَصِيٌّ وَلَكِنَّهُمَا يَأْتِيَانِ بَعْدَ وَقْتِنَا هَذَا بِخَمْسِ مِائَةِ سَنَةٍ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اَللهِ صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ أَتَرْضَوْنَ اَلتَّوْرَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ حَكَماً قَالُوا بَلَى فَجَاءُوا بِهَا وَجَعَلُوا يَقْرَءُونَ مِنْهَا خِلاَفَ مَا فِيهَا فَقَلَبَ اَللهُ عَزَّ وَجَلَّ اَلطُّومَارَ اَلَّذِي كَانُوا مِنْهُ يَقْرَءُونَ ..وَكَانَتْ هُنَاكَ طَوَامِيرُ أُخَرُ فَنَطَقَتْ وَقَالَتْ لاَ تَزَالاَنِ فِي هَذَا اَلْعَذَابِ حَتَّى تقرئا بِمَا فِيهَا مِنْ صِفَةِ مُحَمَّدٍ وَنُبُوَّتِهِ وَصِفَةِ عَلِيٍّ وَإِمَامَتِهِ عَلَى مَا أَنْزَلَهُ اَللهُ تَعَالَى فقراءه صَحِيحاً وَآمَنَا بِرَسُولِ اَللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاِعْتَقَدَا إِمَامَةَ عَلِيٍّ وَصِيِّ رَسُولِ اَللهِ فَقَالَ اَللهُ تَعَالَى وَلا تَلْبِسُوا اَلْحَقَّ بِالْبٰاطِلِ بِأَنْ تُقِرُّوا بِمُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ مِنْ وَجْهٍ وَتَجْحَدُوهُمَا مِنْ وَجْهٍ فَتَكْتُمُونَ اَلْحَقَّ مِنْ نُبُوَّةِ هَذَا وَإِمَامَةِ هَذَا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ)).[6]

    [1] سورة البقرة، الآية: 42.
    [2]سورة الأنبياء، الآية: 80.
    [3] سورة الأنعام، الآية: 9.
    [4] التبيان في تفسير القرآن، ج 1، ص 189.
    [5] مواهب الرحمن في تفسير القرآن، ج 1، ص 229.
    [6] تأويل الآيات، ج 1، ص 57.


  • #2
    بارك الله بكم...احسنتم

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم ص​ل على محمد وآل محمد
      جزاكم الله خيرا
      مع شكرنا وتقديرنا لحسن متابعاتكم​​
      ​​​​​​

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X