إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾

    بِسْمِ اَللهِ اَلرَّحْمنِ اَلرَّحِيمِ

    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد

    قال الله تعالى في كتابه الكريم:﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ[1].
    قال السيد الطباطبائي(ره): قوله تعالى: ﴿وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾، الضمير راجع إلى الصلاة، وأما إرجاعه إلى الاستعانة لتضمن قوله: استعينوا ذلك فينافيه ظاهرا قوله: إلا على الخاشعين، فإن الخشوع لا يلائم الصبر كثير ملائمة، والفرق بين الخشوع والخضوع مع أن في كليهما معنى التذلل والانكسار أن الخضوع مختص بالجوارح والخشوع بالقلب.
    ورد عن أبي الحسن عليه السلام: في الآية قال: الصبر الصوم، إذا نزلت بالرجل الشدة أو النازلة فليصم، إن الله يقول: واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين. والخاشع الذليل في صلوته المقبل عليها، يعني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام.
    أقول: قد استفاد عليه السلام استحباب الصوم والصلاة عند نزول الملمات والشدائد، وكذا التوسل بالنبي والولي عندها، وهو تأويل الصوم والصلاة برسول الله وأمير المؤمنين).
    [2]
    ويؤيده ما رويّ عن أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام في تفسير قوله تعالى: ﴿وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾، تفسيراً باطنياً ((فالصبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) والصلاة إقامة ولايتي، فمنها قال الله تعالى: ﴿وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ، ولم يقل: وإنهما لكبيرة؛ لأن الولاية كبيرة حملها إلا على الخاشعين، والخاشعون هم الشيعة المستبصرون، وذلك لأن أهل الأقاويل من المرجئة والقدرية والخوارج وغيرهم من الناصبية يقرون لمحمد (صلى الله عليه وآله) ليس بينهم خلاف وهم مختلفون في ولايتي منكرون لذلك جاحدون بها إلا القليل. وهم الذين وصفهم الله في كتابه العزيز فقال: ﴿وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾)).[3]

    فالباري عز وجل يحثّ على الاستعانة بالصّبر والصّلاة للتغلّب على الأهواء الشخصيّة والميول النفسيّة. ثم يؤكّد أنّ هذه الاستعانة ثقيلة ولا ينهض بعبئها إلا الخاشعون: ﴿وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾، وهم الذين آمنوا أنهم ملاقو ربّهم وأنّهم إليه راجعون. لأن الإيمان بلقاء الله والرجوع إليه، يُحيي في قلب الإنسان حالة الخشوع والخشية والإحساس بالمسؤوليّة. وهذه أحد الآثار المهمّة للإيمان بالرجوع إلى الله، حيث تجعل هذه التربية الفرد ماثلاً دوماً أمام مشهد المحكمة الإلهيّة الكبرى، فتدفعه إلى النهوض بالمسؤوليات الشرعيّة الملقاة على عاتقه، وإلى إحقاق الحقّ والعدل دوماً، فلا يظلم نفسه ولا الآخرين. ولقاء الله تعالى كما ذكرنا في الدرس الأول ليس المقصود منه اللقاء الحسّي، كلقاء أفراد البشر مع بعضهم بعضاً، لأنّ الله ليس بجسم، ولا يُرى بالعَين، بل المقصود منه اللقاء المعنويّ، والرؤية القلبيّة، بمعنى مشاهدة آثار قدرة الله وعظمته تعالى، وحضوره عزّ وجلّ الدائم في حياتنا، وعدم الغفلة عنه مطلقاً. وهذه الحالة تحصل كما ذكرنا نتيجة الطّهر والتقوى، والعبادة وتهذيب النفس في هذه الدنيا، وتخليتها من الأهواء والصفات الذّميمة.
    يقول السيد عبد الأعلى السبزواري(ره): ﴿وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾ والضمير يرجع إلى الصّلاة فإنها شاقة وكبيرة عظيمة، لأن الوقوف بين يدي اللّه تعالى مع الالتفات إليه صعب جدا إلاّ على الخاشعين المخبتين للّه الذين نبذوا جميع ما سواه وراء ظهورهم، وأنهم في مقام الأنس بربهم فلهم به أشواق، ومنه تعالى لهم جذبات فهانت عليهم متاعب الدنيا وصعابها. والخشوع والخضوع هما التواضع والتذلل والمسكنة في مقابل الاستكبار، وهما من الكمالات النفسانية منبعثان من القلب على الجوارح. ويفترق الأول عن الثاني في إطلاقه على الصوت والبصر، قال تعالى: ﴿وخَشَعَتِ اَلْأَصْوٰاتُ لِلرَّحْمٰنِ فَلاٰ تَسْمَعُ إِلاّٰ هَمْساً
    [4]، وقال تعالى: ﴿خاشِعَةً أَبْصٰارُهُمْ[5] ويحصلان على القلب إما من الإخبات إليه تعالى والخشية منه، أو من تصور عظمة اللّه تعالى والمداومة عليه).[6]

    [1] سورة البقرة، الآية: 45.
    [2] الميزان في تفسير القرآن، ج 1، ص 151.
    [3] بحار الأنوار، ج 26، ص 3.
    [4] سورة طه، الآية: 108.
    [5] سورة القلم، الآية: 43.
    [6] مواهب الرحمن في تفسير القرآن، ج 1، ص 233.

  • #2
    احسنتم وبارك الله بكم

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم ص​ل على محمد وآل محمد
      جزاكم الله خيرا
      مع شكرنا وتقديرنا لحسن متابعاتكم​​
      ​​​​​​

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X