اللهم صل على محمد وآل محمد
قوله تعالى: (إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما )
فما هو ما هو الارتباط بين الفتح على النبي(صلى الله عليه وآله وسلّم) بصلح الحديبية أو فتح مكة وبين غفران ذنوبه؟
ج: الظاهر أنه ليس المراد من الذنب المعصية ـ كيف! وهو(صلى الله عليه وآله وسلّم) معصوم من ذلك ـ إذ لا يتجه الربط بين الفتح الإلهي ـ الذي هو نعمة إضافية على النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) ـ وبين غفران ذنبه. بل كأن المقصود من الذنب التبعاتُ والجرمُ الذي كان في أنفسهم بسبب أوهامهم وتصوراتهم الباطلة عن رسالة النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) ودعوته لهم ، سواء القديمة منها عندما كان بين أظهرهم في مكة أم المتأخرة التي حدثت بعد الهجرة من مواقفه وحروبه معهم. فإن موقفه في صلح الحديبية واستعداده للسلم معهم واحترامه للبيت الحرام كشف عن زيف التهم والأوهام التي كانوا يحملونها عنه (صلى الله عليه وآله وسلّم) وعن رسالته، فيكون ذلك غفراناً ـ من المغفرة بمعنى التغطية ـ وإزالةً لتلك التهم وكشفاً لزيفها. وبهذا الوجه ينسجم ذيل الآية مع مقدَّمها ويتضح الارتباط بينهما.
————————————————-
مراجعات قرآنية
سماحة السيد رياض الحكيم
تعليق