إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

السؤال السادس (مواضيع )

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #11
    عطر الولايه عطر الولايه
    عضو ماسي











    • تاريخ التسجيل: 20-09-2010
    • المشاركات: 8219

    مشاركة



    #1
    كرامات الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام.. تعرف عليها

    [COLOR=#656a6d !important]01-07-2020, 11:02 AM[/COLOR]


    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته



    يتميّز الأئمة ( عليهم السلام ) بارتباطٍ خاصٍّ بالله تعالى وعالَم الغيب ، بسبَبِ مقامِ العصمة والإمامة ، ولَهُم - مثل الأنبياء - معاجزٌ وكرامَاتٌ تؤيِّد ارتباطهم بالله تعالى ، وكونَهم أئمّة .
    وللإمام الرضا ( عليه السلام ) معاجزٌ وكراماتٌ كثيرةٌ ، سجَّلَتْها كتبُ التاريخ ، ونذكر هنا بعضاً منها


    الكرامة الأولى

    عن علي بن ميثم عن أبيه ، قال : سمعت أبي يقول : سمعت نجمة أم الرضا ( عليه السلام ) تقول : لما حملت بابني الرضا لم أشعر بثقل الحمل ، وكنت أسمع في منامي تسبيحاً وتهليلاً وتحميداً من بطني فيهولني ، فإذا انتبهت لم أسمع ، فلمّا وضعته وقع على الأرض واضعاً يده على الأرض ، رافعاً رأسه ويحرّك بشفتيه ويتكلّم .

    الكرامة الثانية

    عن إبراهيم بن موسى القزّاز ، قال : ألححت على الرضا ( عليه السلام ) في شيء طلبته منه ، فخرج يستقبل بعض الطالبيين ، وجاء وقت الصلاة فمال إلى قصر هناك ، فنزل تحت شجرة بقرب القصر ، وأنا معه وليس معنا ثالث ، فقال : ( أذّن ) ، فقلت : ننتظر يلحق بنا أصحابنا .

    فقال : ( غفر الله لك ، لا تؤخرن صلاة عن أوّل وقتها إلى آخر وقتها من غير علّة عليك أبداً بأوّل الوقت ) ، فأذّنت وصلينا ، فقلت : يا ابن رسول الله ، قد طالت المدّة في العدة التي وعدتنيها ، وأنا محتاج وأنت كثير الشغل ، لا أظفر بمسألتك كل وقت ، قال : فحكّ بسوطه الأرض حكّاً شديداً ، ثمّ ضرب بيده إلى موضع الحك ، فأخرج سبيكة ذهب .

    فقال : ( خذها إليك ، بارك الله لك فيها ، وانتفع بها ، واكتم ما رأيت ) ، قال : فبورك لي فيها حتّى اشتريت بخراسان ما كان قيمته سبعين ألف دينار ، فصرت أغنى الناس من أمثالي هناك .

    الكرامة الثالثة :

    قال أبو إسماعيل السندي : سمعت بالسند أنّ لله في العرب حجّة ، فخرجت منها في الطلب ، فدللت على الرضا ( عليه السلام ) فقصدته ، فدخلت عليه وأنا لا أحسن من العربية كلمة ، فسلّمت بالسندية ، فرد عليّ بلغتي ، فجعلت أكلّمه بالسندية وهو يجيبني بالسندية ، فقلت له : إنّي سمعت بالسند أنّ لله حجّة في العرب ، فخرجت في الطلب ، فقال بلغتي : ( نعم أنا هو ) ، ثمّ قال : ( فسل عمّا تريد ) .

    فسألته عمّا أردته ، فلمّا أردت القيام من عنده ، قلت : إنّي لا أحسن من العربية شيئاً ، فادع الله أن يلهمنيها ، لأتكلم بها مع أهلها ، فمسح يده على شفتي ، فتكلّمت بالعربية من وقتي .



    الكرامة الرابعة :

    عن أبي الصلت الهروي ـ كان خادماً للإمام الرضا ( عليه السلام ) ـ قال : أصبح الرضا ( عليه السلام ) يوماً ، فقال لي : ( أدخل هذه القبّة التي فيها هارون ، فجئني بقبضة تراب من عند بابها ، وقبضة من يمنتها ، وقبضة من يسرتها ، وقبضة من صدرها ، وليكن كل تراب منها على حدته ) ، فصرت إليها فأتيته بذلك ، وجعلته بين يديه على منديل ، فضرب بيده إلى تربة الباب ، فقال : ( هذا من عند الباب ؟ ) قلت : نعم .

    قال : ( غداً تحفر لي في هذا الموضع ، فتخرج صخرة لا حيلة فيها ) ، ثمّ قذف به ، وأخذ تراب اليمنة ، وقال : ( هذا من يمنتها ؟ ) قلت : نعم ، قال : ( ثمّ تحفر لي في هذا الموضع ، فتظهر نبكة لا حيلة فيها ) ، ثمّ قذف به ، وأخذ تراب اليسرة ، وقال : ( ثمّ تحفر لي في هذا الموضع ، فتخرج نبكة مثل الأولى ) ، وقذف به .

    وأخذ تراب الصدر ، فقال : ( وهذا تراب من الصدر ، ثمّ تحفر لي في هذا الموضع ، فيستمر الحفر إلى أن يتم ، فإذا فرغ من الحفر فضع يدك على أسفل القبر ، وتكلّم بهذه الكلمات ... ، فإنّه سينبع الماء حتّى يمتلئ القبر ، فتظهر فيه سميكات صغار ، فإذا رأيتها ، ففتت لها كسرة ، فإذا أكلتها خرجت حوتة كبيرة ، فابتلعت تلك السميكات كلّها ، ثمّ تغيب ، فإذا غابت فضع يدك على الماء ، وأعد الكلمات ، فإنّ الماء ينضب كلّه ، وسل المأمون عنّي أن يحضر وقت الحفر ، فإنّه سيفعل ليشاهد هذا كلّه ) .

    ثمّ قال ( عليه السلام ) : ( الساعة يجئ رسوله فاتبعني ، فإن قمت من عنده مكشوف الرأس فكلّمني بما تشاء ، وإن قمت من عنده مغطّى الرأس فلا تكلّمني بشيء ) ، قال : فوافاه رسول المأمون ، فلبس الرضا ( عليه السلام ) ثيابه ، وخرج وتبعته ، فلمّا دخل إلى المأمون وثب إليه ، فقبّل بين عينيه ، وأجلسه معه على مقعده ، وبين يديه طبق صغير فيه عنب ، فأخذ عنقوداً قد أكل نصفه ، ونصفه باق ، وقد كان شربه بالسم ، وقال للرضا ( عليه السلام ) : حمل إليّ هذا العنقود فاستطبته ، فأكلت منه ، وتنغصّت به أن لا تأكل منه ، فأسألك أن تأكل منه .

    قال : ( أو تعفيني من ذلك ؟ ) ، قال : لا والله ، فإنّك تسرنّي بما تأكل منه ، قال : فاستعفاه ثلاث مرّات ، وهو يسأله بمحمّد وعلي أن يأكل منه ، فأخذ منه ثلاث حبّات فأكلها ، وغطّى رأسه ونهض من عنده ، فتبعته ولم أكلّمه بشيء حتّى دخل منزله ، فأشار إليّ أن أغلق الباب فأغلقته ، وصار إلى مقعد له فنام عليه ، وصرت أنا في وسط الدار ، فإذا غلام عليه وفرة ظننته ابن الرضا ( عليه السلام ) ، ولم أكن قد رأيته قبل ذلك ، فقلت : يا سيدي الباب مغلق فمن أين دخلت ؟

    فقال : ( لا تسأل عمّا لا تحتاج إليه ) ، وقصد إلى الرضا ( عليه السلام ) ، فلمّا بصر به الرضا ( عليه السلام ) وثب إليه ، وضمّه إلى صدره ، وجلسا جميعاً على المقعد ، ومد الرضا ( عليه السلام ) الرداء عليهما ، فتناجيا طويلاً بما لم أعلمه .

    ثمّ امتد الرضا ( عليه السلام ) على المقعد ، وغطّاه محمّد بالرداء ، وصار إلى وسط الدار ، فقال : ( يا أبا الصلت ) ، قلت : لبيك يا ابن رسول الله ، قال : ( أعظم الله أجرك في الرضا ، فقد مضى ) ، فبكيت قال : ( لا تبك هات المغتسل والماء لنأخذ في جهازه ) ، فقلت : يا مولاي الماء حاضر ، ولكن ليس في الدار مغتسل إلاّ أن يحضر من خارج الدار ، فقال : ( بل هو في الخزانة ) ، فدخلتها فوجدت فيها مغتسلاً لم أره قبل ذلك ، فأتيته به وبالماء .

    ثمّ قال : ( تعال حتّى نحمل الرضا ( عليه السلام ) ) ، فحملناه على المغتسل ، ثمّ قال : ( اغرب عنّي ) ، فغسّله هو وحده ، ثمّ قال : ( هات أكفانه والحنوط ) ، قلت : لم نعد له كفناً ، فقال : ( ذلك في الخزانة ) ، فدخلتها فرأيت في وسطها أكفاناً وحنوطاً لم أره قبل ذلك ، فأتيته به فكفّنه وحنّطه .

    ثمّ قال لي : ( هات التابوت من الخزانة ) ، فاستحييت منه أن أقول : ما عندنا تابوت ، فدخلت الخزانة ، فوجدت فيها تابوتاً لم أره قبل ذلك ، فأتيته به فجعله فيه ، فقال : ( تعال حتّى نصلّي عليه ) ، وصلّى بي وغربت الشمس ، وكان وقت صلاة المغرب ، فصلّى بي المغرب والعشاء ، وجلسنا نتحدّث ، فانفتح السقف ، ورفع التابوت .

    فقلت : يا مولاي ليطالبني المأمون به فما تكون حيلتي ؟ قال : ( لا عليك فإنّه سيعود إلى موضعه ، فما من نبي يموت في مغرب الأرض ، ولا يموت وصي من أوصيائه في مشرقها إلاّ جمع الله بينهما قبل أن يدفن ) ، فلمّا مضى من الليل نصفه أو أكثر ، إذا التابوت قد رجع من السقف حتّى استقر مكانه ، فلمّا صلّينا الفجر قال لي : ( افتح باب الدار ، فإنّ هذا الطاغية يجيئك الساعة ، فعرّفه أنّ الرضا ( عليه السلام ) قد فرغ من جهازه ) .

    قال : فمضيت نحو الباب ، فالتفت فلم أره ، فلم يدخل من باب ، ولم يخرج من باب ، قال : وإذا المأمون قد وافى ، فلمّا رآني قال : ما فعل الرضا ؟ قلت : أعظم الله أجرك في الرضا ، فنزل وخرق ثيابه وسفى التراب على رأسه ، وبكى طويلاً ، ثمّ قال : خذوا في جهازه ، قلت : قد فرغ منه ، قال : ومن فعل به ذلك ؟ قلت : غلام وافاه لم أعرفه ، إلاّ أنّي ظننته ابن الرضا .

    قال : فاحفروا له في القبّة ، قلت : فإنّه يسألك أن تحضر موضع الحفرة ، قال : نعم أحضروا كرسياً فجلس عليه ، وأمر أن يحفر له عند الباب ، فخرجت الصخرة ، فأمر بالحفر في يمنة القبّة ، فخرجت النبكة ، ثمّ أمر بذلك في يسرتها ، فظهرت النبكة الأخرى ، فأمر بالحفر في الصدر ، فاستمر الحفر ، فلمّا فرغ منه وضعت يدي على أسفل القبر ، وتكلّمت بالكلمات ، فنبع الماء وظهرت السميكات ، ففتتت لها كسرة خبز فأكلتها ، ثمّ ظهرت السمكة الكبيرة فابتلعتها كلّها وغابت ، فوضعت يدي على الماء وأعدت الكلمات ، فنضب الماء كلّه ، وانتزعت الكلمات من صدري من ساعتي ، فلم أذكر منها حرفاً واحداً .

    فقال المأمون : يا أبا الصلت الرضا أمرك بهذا ؟ قلت : نعم ، قال : فما زال الرضا يرينا العجائب في حياته ، ثمّ أراناها بعد وفاته ، فقال للوزير : ما هذا ؟ قال : ألهمت أنّه ضرب لكم مثلاً بأنّكم تتمتّعون في الدنيا قليلاً مثل هذه السميكات ، ثمّ يخرج واحد منهم فيهلككم .

    فلمّا دفن ( عليه السلام ) قال لي المأمون : علّمني الكلمات ؟ قلت : والله انتزعت من قلبي فما أذكر منها حرفاً ، وبالله لقد صدّقته فلم يصدّقني ، وتوعدني بالقتل إن لم أعلمه إياها ، وأمر بي إلى الحبس ، فكان في كل يوم يدعوني إلى القتل ، أو تعليمه ذلك ، فأحلف له مرّة بعد أخرى كذلك سنة ، فضاق صدري فقمت ليلة جمعة فاغتسلت وأحييتها راكعاً وساجداً وباكياً ومتضرّعاً إلى الله في خلاصي ، فلمّا صليت الفجر إذا أبو جعفر بن الرضا ( عليه السلام ) قد دخل إليّ .

    وقال : ( يا أبا الصلت ضاق صدرك ؟ ) قلت : إي والله يا مولاي ، قال : ( أمّا لو فعلت قبل هذا ما فعلته الليلة ، لكان الله قد خلّصك كما يخلّصك الساعة ) ، ثمّ قال : ( قم ) ، فقلت : إلى أين ؟ والحرّاس على باب السجن ، والمشاعل بين أيديهم ؟ قال : ( قم ، فإنّهم لا يرونك ، ولا تلتقي معهم بعد يومك هذا ) ، فأخذ بيدي وأخرجني من بينهم ، وهم قعود يتحدّثون ، والمشاعل بين أيديهم فلم يرونا ، فلمّا صرنا خارج السجن .

    قال : ( أي البلاد تريد ؟ ) قلت : منزلي بهراة ، قال : ( أرخ رداءك على وجهك ، وأخذ بيدي ) ، فظننته حوّلني عن يمنته إلى يسرته ، ثمّ قال لي : ( اكشف وجهك ) ، فكشفته ، فلم أره ، فإذا أنا على باب منزلي فدخلته ، فلم ألتق مع المأمون ، ولا مع أحد من أصحابه إلى هذه الغاية .

    الكرامة الخامسة

    روى أبو عبد الله البرقي عن الحسن بن موسى بن جعفر ، قال : خرجنا مع أبي الحسن ( عليه السلام ) إلى بعض أمواله في يوم لا سحاب فيه ، فلمّا برزنا قال : ( حملتم معكم المماطر ؟ ) قلنا : وما حاجتنا إلى المماطر ؟ وليس سحاب ، ولا نتخوّف المطر ، قال : (لكنّي قد حملته ، وستمطرون ) .

    قال : فما مضينا إلاّ يسيراً حتّى ارتفعت سحابة ، ومطرنا حتّى أهمتنا أنفسنا ، فما بقي منّا أحد إلاّ ابتل غيره .

    الكرامة السادسة

    عن الحسن بن علي بن يحيى ، قال : زوّدتني جارية لي ثوبين ملحمين ، وسألتني أن أحرم فيهما ، فأمرت الغلام فوضعهما في العيبة ، فلمّا انتهيت إلى الوقت الذي ينبغي أن أحرم فيه دعوت بالثوبين لألبسهما ، ثمّ اختلج في صدري ، فقلت : ما أظنّه ينبغي أن أحرم فيهما ، فتركتهما ولبست غيرهما .

    فلمّا صرت بمكّة ، كتبت كتاباً إلى أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، وبعثت إليه بأشياء كانت معي ، ونسيت أن أكتب إليه أسأله عن المحرم هل يلبس الملحم ؟ فلم ألبث أن جاءني الجواب بكل ما سألته عنه ، وفي أسفل الكتاب : ( لا بأس بالملحم أن يلبسه المحرم ) .

    الكرامة السابعة

    قال علي بن الحسين بن يحيى : كان لنا أخ يرى رأي الإرجاء ، يقال له : عبد الله ، وكان يطعن علينا ، فكتبت إلى أبي الحسن ( عليه السلام ) أشكو إليه ، وأسأله الدعاء ، فكتب إليّ : ( سترى حاله إلى ما تحب ، وأنّه لن يموت إلاّ على دين الله ، وسيولد له من أم ولد له فلانة غلام ) .

    قال علي بن الحسين بن يحيى : فما مكثنا إلاّ أقل من سنة حتّى رجع إلى الحق ، فهو اليوم خير أهل بيتي ، وولد له بعد كتاب أبي الحسن من أم ولده تلك غلام .

    الكرامة الثامنة

    قال سليمان بن جعفر الجعفري : كنت مع الرضا ( عليه السلام ) في حائط له ، وأنا أحدّثه إذ جاء عصفور فوقع بين يديه ، وأخذ يصيح ويكثر الصياح ويضطرب ، فقال لي : ( تدري ما يقول هذا العصفور ؟ ) قلت : الله ورسوله وابن رسوله أعلم .

    قال : ( قال إنّ حيّة تريد أن تأكل فراخي في البيت ، فقم فخذ تلك النسعة ، وادخل البيت ، واقتل الحيّة ) ، قال : فقمت وأخذت النسعة ، فدخلت البيت ، وإذا حيّة تجول في البيت ، فقتلتها .

    الكرامة التاسعة

    قال الحسن بن علي بن فضّال : إنّ عبد الله بن المغيرة ، قال : كنت واقفياً ، وحججت على تلك الحالة ، فخلج في صدري بمكّة شيء ، فتعلّقت بالملتزم ، ثمّ قلت : اللهم قد علمت طلبتي وإرادتي ، فأرشدني إلى خير الأديان ، فوقع في نفسي أن آتي الرضا ( عليه السلام ) ، فأتيت المدينة ، فوقفت ببابه ، فقلت للغلام : قل لمولاك رجل من أهل العراق بالباب ، فسمعت نداءه وهو يقول : ( أدخل يا عبد الله بن المغيرة ) ، فدخلت ، فلمّا نظر إليّ قال : ( قد أجاب الله دعوتك ، وهداك لدينه ) ، فقلت : أشهد أنّك حجّة الله على خلقه .

    الكرامة العاشرة

    عن بكر بن صالح ، قال : قلت للرضا ( عليه السلام ) : امرأتي أخت محمّد بن سنان ، بها حمل فادع الله أن يجعله ذكراً ، قال : ( هما اثنان ) ، قلت في نفسي : هما محمّد وعلي بعد انصرافي ، فدعاني بعد فقال : ( سم واحداً علياً والأخرى أم عمر ) .

    فقدمت الكوفة ، وقد ولد لي غلام وجارية في بطن ، فسمّيت كما أمرني ، فقلت لأمّي : ما معنى أم عمر ؟ فقالت : إنّ أمّي كانت تدعى أم عمر .

    الكرامة الحادية عشرة

    عن عبد الله بن سوقة ، قال : مر بنا الرضا ( عليه السلام ) ، فاختصمنا في إمامته ، فلمّا خرج خرجت أنا وتميم بن يعقوب السرّاج من أهل برقة ، ونحن مخالفون له ، نرى رأي الزيدية ، فلمّا صرنا في الصحراء ، فإذا نحن بظباء ، فأومئ أبو الحسن ( عليه السلام ) إلى خشف منها ، فإذا هو قد جاء حتّى وقف بين يديه ، فأخذ أبو الحسن يمسح رأسه ، ودفعه إلى غلامه ، فجعل الخشف يضطرب لكي يرجع إلى مرعاه ، فكلّمه الرضا بكلام لا نفهمه فسكن .

    ثمّ قال : ( يا عبد الله ، أو لم تؤمن ؟ ) قلت : بلى يا سيّدي ، أنت حجّة الله على خلقه ، وأنا تائب إلى الله ، ثمّ قال للظبي : ( اذهب إلى مرعاك ) ، فجاء الظبي وعيناه تدمعان ، فتمسح بأبي الحسن ( عليه السلام ) ورغى .

    فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : ( تدري ما يقول ؟ ) قلنا : الله ورسوله وابن رسوله أعلم ، قال : ( يقول دعوتني فرجوت أن تأكل من لحمي فأجبتك ، وحزنتني حين أمرتني بالذهاب. )







    تعليق


    • #12
      • تصفية - فلترة
      • رحيق الزكية رحيق الزكية
        عضو ذهبي











        • تاريخ التسجيل: 03-02-2011
        • المشاركات: 2303

        مشاركة



        #1
        البعد العلمي للإمام الرضا (عليه السلام)

        [COLOR=#656a6d !important]01-09-2014, 06:33 PM[/COLOR]



        كان البعد العلمي للإمام الرضا (عليه السلام) ، بعد متميز في سيرته العطرة..
        والإمام عاصر في أواخر المئة الثانية من بعد هجرة النبي المصطفى (
        صلى الله عليه وآله وسلم) ، وفي هذه الفترة حاول العدو من خلال أبواقه المختلفة ورجال بلاطه ، أن يشوهوا سمعة أهل البيت (عليهم السلام) ،
        أو على الأقل يحاولون أن يغطوا على هذه الجهات الإيجابية في سيرتهم العطرة ، ولكن شاء الله عزوجل إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون..
        لما كان الإمام (عليه السلام) في المدينة يقول الراوي : أنه جمع العلماء من المسائل ما كثر ، إلى درجة كانت إجابات الإمام (عليه السلام) ثمانية عشر ألف مسألة ، الإمام أجاب على كل هذه المسائل..
        وكان للإمام (صلوات الله وسلامه عليه) حضور متميز في مسجد النبي الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم) ، ومن قبل ذلك جده جعفر بن محمد الصادق (ع) ، كان قد استلم كرسي الفقه والحديث والأصول وغير ذلك..

        ومن العجيب أنه بعض أفراد الأمة ، وبعض المستولين على مقدرات هذه الأمة ، أنه كيف تركوا هذا الخط الواضح ! ، وكيف أنهم وجهوا الناس توجيهاً خاطئاً في مختلف المجالات !..
        لهذا الإمام الرضا (ع) كان يحاول من خلال بحثه مع العلماء ، أن يركز على القرآن الكريم ، هذا العنصر والجامع المشترك بين جميع المسلمين ، ليفهم الأمة بأنه (صلوات الله وسلامه عليه) يمثل القرآن والعترة ، العدلال اللذان تركهما النبي المصطفى (ص) في هذه الأمة.
        ومن جهود الإمام العلمية : تنزيهه الذات الإلهية من شبهة التجسيم .. الإمام (ع) كان يؤكد على حقيقة التوحيد ، وأن الله عزوجل فوق كل عنصر زماني ومكاني..
        قال الرضا (ع) في : {
        وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} ، يعني : مشرقة ، تنتظر ثواب ربها..
        وفي : {
        كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ} ، قد توحي ظاهر الآية عن أن هنالك حالة من حالات الرؤيا ، ولكنه (ع) يقول : أن الله -تبارك وتعالى- لا يوصف بمكان يحل فيه ، فيحجب عن عباده ، ولكنه يعني : عن ثواب ربهم لمحجوبون..
        لأن هذه الفكرة كانت شائعة في صفوف المسلمين ، وبعض علماء الدين أخذوا ظواهر هذه الآيات وجمدوا عليها..

        وسئل عن قوله تعالى : {
        وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} ، فقال : إن الله تعالى لا يوصف بالمجيء والذهاب والانتقال ، إنما يعني ذلك : وجاء أمر ربك..
        إذن، هذه الأحاديث المختلفة تدل على أن الإمام الرضا (ع) ، كان حريصاً على تنقية معالم التوحيد والأصول الاعتقادية ، من كل ما لا يليق به.. ومع ذلك نعلم أن الذي كان بجوار الإمام (ع) وهو المأمون ، لم يتحمل هذا الوجود الطاهر ، ومن هنا قام بما قام به..

      الملفات المرفقة

      تعليق


      • #13
        • تصفية - فلترة
        • شجون الزهراء شجون الزهراء
          عضو ماسي











          • تاريخ التسجيل: 12-09-2010
          • المشاركات: 5167

          مشاركة



          #1
          احدى كرمات الامام الرضا عليه السلام

          [COLOR=#656a6d !important]13-09-2017, 02:46 PM[/COLOR]


          بسم الله الرحمن الرحيم
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          اريد ان اضع بين يدى زوار هذا المنبر المبارك كرامة من كرامات الامام الرؤوف عليه السلام علها تشفى قلوب شيعته الحزينة

          حدّث المُعاذيّ أبو عليّ محمّد بن أحمد قال: حدّثنا أبو النصر المؤذّن النيسابوريّ قال: أصابتني علّة شديدة ثَقُل منها لساني فلم أقدر على الكلام، فخطر في بالي أن أزور الرضا عليه السّلام وأدعوَ الله تعالى عنده وأجعلَه شفيعي إليه، حتّى يُعافيَني مِن علّتي ويُطلِقَ لساني قال: قصدتُ المشهد وزرتُ الإمام الرضا عليه السّلام، وقمتُ عند رأسه فصلّيتُ ركعتين وسجدت، وكنتُ في دعائي وتضرّعي أستشفع بصاحب القبر إلى الله تبارك وتعالى أن يُعافيَني مِن علّتي ويحلَّ عُقدةَ لساني.
          يواصل المؤذّن النيسابوريّ حديثه الممتع بقوله: فنمتُ في سجودي، وإذا بي أرى في المنام كأنّ القبر قد انفرج، خرج منه رجلٌ كهلٌ آدم شديد الأَدَمة ( أي السُّمْرة )، فدنا منّي وقال لي:
          ـ يا أبا نصر، قُلْ: لا إله إلاّ الله.
          فأومأت إليه: كيف أقول ذلك ولساني مُغلق معقود ؟! فقال:
          ـ تُنكر للهِ قُدرة ؟! قل: لا إله إلاّ الله.
          قال أبو نصر: فانطلق لساني فقلت: لا إله إلاّ الله.
          ورجعتُ إلى منزلي راجلاً وأنا أردّد: لا إله إلاّ الله.. لا إله إلاّ الله.. لا إله إلاّ الله. وانطلق لساني ولم ينغلق بعد ذلك أبداً. ( عيون أخبار الرضا عليه السّلام للشيخ الصدوق 316:1 ).
          اللّهمّ اجعلْ ألسنةَ أفواهنا، وكذلك ألسنةَ قلوبنا، لَهِجةً بذكرك وشُكرك، والثناءِ عليك وطلب عفوك ومغفرتك، ورَطِبةً بذِكر فضائلِ أشرفِ خَلقِك.. محمّد وآلِ محمّد عليهم أسمى وأعلى وأفضلُ صلواتك

        الملفات المرفقة

        تعليق


        • #14

          تعليق


          • #15
            • تصفية - فلترة
            • مصباح الدجى مصباح الدجى
              عضو ماسي











              • تاريخ التسجيل: 02-01-2017
              • المشاركات: 5331

              مشاركة



              #1
              الامام الرضا (عليه السلام) وتربية الصفوة العلمية

              [COLOR=#656a6d !important]19-11-2017, 12:18 PM[/COLOR]



              اللهم صل على محمد وآله الطاهرين




              اهتم الأئمة الأطهار بتربية مجموعة من العلماء والكوادر والخواص، فنرى أن لكل إمام من الأئمة مجموعة مختارة من الأصحاب الثقاة الذين يكونون في موضع الاهتمام والعناية الخاصة بهم كي يكونوا من دعاة الإسلام ومبلغي الرسالة وناشري علوم أهل البيت .

              والإمام الرضا (عليه السلام) - كباقي الأئمة الأطهار - اهتم بتربية مجموعة من الرجال كي يساهموا في نشر الإسلام ، وبسط معارف أهل البيت .




              وقد حفظ لنا التاريخ في سجلاته عدداً كبيراً من أبرز العلماء والفقهاء والمؤلفين الذين تخرجوا على يدي الإمام الرضا ، نذكر منهم :

              1ـ يونس بن عبد الرحمن (125هـ ـ 208هـ)

              كان ليونس بن عبد الرحمن منزلة عظيمة عند الإمام الرضا (عليه السلام) حتى شبهه الإمام بسلمان زمانه، فإن " يونس في زمانه كسلمان الفارسي في زمانه" 1 كما يقول الرضا (عليه السلام)، وبعد أن استوعب يونس من علوم ومعارف الأئمة الكثير، بدأ ينشره ، إذ زكاة العلم نشره ... فأخذ يؤلف المؤلفات المفيدة؛ فمن كتبه:

              1ـ كتاب الأدب والدلالة على الخير .
              2ـ كتاب الإمامة .
              3ـ كتاب فضل القرآن .
              4 ـ كتاب اللؤلؤ في الزهد .

              5 ـ كتاب يوم وليلة .
              6 ـ كتاب الرد على الغلاة ... وغيرها .

              وحازت كتبه على تأييد الأئمة لمحتوياتها ، فقد دخل الإمام الجواد (عليه السلام) على أحد شيعته يعوده في مرضه ، وكان عند رأسه كتاب « يوم وليلة » الذي صنفه يونس ، فجعل يتصفحه ورقة ورقة حتى أتى عليه من أوله إلى آخره وهو يقول: " رحم الله يونس ، رحم الله يونس " 2 . كما عرض أبو هاشم الجعفري نفس الكتاب على الإمام الهادي (عليه السلام) فنظر فيه وتصفحه كله ثم قال : " هذا ديني ودين آبائي وهو الحق كله " 3 .

              2 ـ صفوان بن يحيى البجلي (ت 210هـ)

              ومن الرجال الصادقين الذين تربوا على يدي الإمام الرضا (عليه السلام) صفوان بن يحيى البجلي، وكان متميزاً في علاقاته الاجتماعية وفي وعيه وثقافته ، فقد روى عن الإمام الرضا ثم عن ابنه الإمام الجواد (عليهما السلام) ـ وكان وكيلاً له ـ الكثير من الأحاديث ، أخرجها في ثلاثين مصنفاً ... منها :

              1 ـ كتاب الشراء والبيع .
              2 ـ كتاب المحبة والوظائف .
              3 ـ كتاب الفرائض .
              4 ـ كتاب الوصايا .
              5 ـ كتاب الآداب .
              6 ـ كتاب بشارات المؤمن .

              وهكذا كان في الحديث : « من الستة الذين أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصح عنهم من أصحاب أبي إبراهيم (الكاظم) وأبي الحسن الرضا ، وأقروا لهم بالفقه والعلم » 4 وهو في العبادة « كان من الورع والعبادة ما لم يكن أحد في طبقته » 5 .

              3 ـ الحسين بن سعيد الأهوازي

              كان للحسين بن سعيد الأهوازي وأخوه الحسن دور مهم في نشر علوم أهل البيت بين الناس ، فقد قاما بربط الناس في الأهواز ـ بعدما استقرا فيها عوضاً عن بلديهما الكوفة ـ بخط أهل البيت حتى أصبح سكان تلك المنطقة من أتباع مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) .

              وقد قاما الحسين الأهوازي ومعه أخوه الحسن بتأليف مجموعة من المصنفات وصلت الثلاثين مؤلفاً ، منها :

              1 ـ كتاب الوضوء .
              2ـ كتاب الصلاة .
              3ـ كتاب الزكاة .
              4 ـ كتاب الصوم .
              5 ـ كتاب الحج ... وغيرها .

              وبعد أن ركزا في الأهواز عدداً من أبنائهما ، وكلاء واعين وصحابة مخلصين ، وقياديين مقتدرين ، غادر الحسين الأهواز قاصداً مدينة قم حيث بدأت تتحول إلى موقع يتجمع فيه شيعة أهل البيت من الأشعريين ، الذين قدر لعدد منهم أن يصبحوا فيما بعد أيضاً من (رجال أهل البيت (عليهم السلام)) .

              ولم يطل به المقام ، فقد كان وهو المتعود على الهجرة والسفر على موعد سفر أكبر ، إلى حيث جنان الخلد 6 .

              4 ـ دعبل بن علي الخزاعي (ت 246هـ)

              كان دعبل الخزاعي من أقرب الناس للإمام الرضا (عليه السلام) وكان من شعراء أهل البيت ، فقد نظم شعره في خدمة منهج أهل البيت ، وبالرغم من كل الإغراءات الكثيرة التي حاول الخلفاء العباسيون تقديمها إليه لاستحالته إليهم إلا أنه فضل الآخرة على الدنيا .

              وقد سخر شعره الراقي في بيان فضائل أهل بيت النبوة ، وتعداد المآسي التي تعرضوا لها من قبل الحكام الظلمة ، وفي قصيدته الشهيرة المعروفة بـ (التائية) أكبر دليل على ذلك .

              قال النجاشي : أبو علي الشاعر ، مشهور في أصحابنا ، صنف كتاب طبقات الشعراء ، وكتاب الواحدة في مثالب العرب ومناقبها . وقال العلامة : حاله مشهور في الإيمان ، وعلو المنزلة ، عظيم الشأن 7 .

              5ـ محمد بن أبي عمير الكوفي البغدادي (ت 217هـ)

              قال النجاشي : محمد بن أبي عمير زياد بن عيسى ، أبو أحمد الأزدي ، من موالي المهلب بن أبي صفرة ، وقيل مولى بني أمية ، والأول أصحّ ، بغدادي الأصل والمقام ، لقي أبا الحسن موسى (عليه السلام) ، وسمع منه أحاديث ، كناه في بعضها فقال : يا أبا أحمد، وروى عن الرضا (عليه السلام) . جليل القدر ، عظيم المنزلة فينا وعند المخالفين .

              وقال ابن بطة : حدثنا أحمد بن محمد بن خالد ، قال : صنف محمد بن أبي عمير أربعة وتسعين كتاباً ، منها :

              1ـ كتاب الرضاع .
              2ـ كتاب الاستطاعة .
              3ـ كتاب الملاحم .
              4ـ كتاب يوم وليلة .
              5ـ كتاب الصلاة .
              6ـ كتاب مناسك الحج .
              7ـ كتاب الصيام .
              8ـ كتاب اختلاف الحديث .
              9ـ كتاب المعارف .
              10ـ كتاب التوحيد .
              11ـ كتاب النكاح .
              12ـ كتاب الطلاق .

              وقال الشيخ : محمد بن أبي عمير ، يكنى أبا أحمد ، من موالي الأزد ، واسم أبي عمير زياد ، وكان من أوثق الناس عند الخاصة والعامة ، وأنسكهم نسكاً ، وأورعهم وأعبدهم ، وقد ذكره الجاحظ في كتابه «في فخر قحطان على عدنان» بهذه الصفة التي وصفناه ، وذكر أنه كان واحد أهل زمانه في الأشياء كلها ، وأدرك من الأئمة ثلاثة : أبا إبراهيم موسى (عليه السلام) ، ولم يرو عنه، وأدرك الرضا (عليه السلام) ، (وروى عنه)، والجواد (عليه السلام) ، وروى عنه ، أحمد بن محمد بن عيسى ، كتب مئة رجل من رجال الصادق ، وله مصنفات كثيرة 8 .

              6ـ أبو عثمان بكر بن محمد المازني النحوي البصري (ت 249)

              قال عنه السيوطي : « كان إماماً في العربية ، متسعاً في الرواية ، وكان لا يناظره أحد إلا قطعه لتدربه على الكلام » ، وقال المبرد: « لم يكن بعد سيبويه أعلم بالنحو من أبي عثمان ، وله تصانيف كثيرة تزيد على عشرة مصنفات » .

              وللمازني من التصانيف :

              1ـ كتاب ما تلحن فيه العامة .
              2ـ كتاب الألف واللام .
              3ـ كتاب التصريف .
              4ـ كتاب العروض .
              5ـ كتاب القوافي ... وغيرها من المصنفات القيمة 9 .

              إن هذه النماذج المتميزة عن عدد من الرجال الصادقين الذين تخرجوا من مدرسة الإمام الرضا (عليه السلام) ، وكان لهم عناية خاصة من قبل الإمام (عليه السلام) في التربية و التوجيه والتثقيف بما يمكنهم من القيام بأدوار دينية وثقافية وعلمية خطط لها الإمام (عليه السلام) ، وأراد من خلال هؤلاء الرجال المتميزين أن يسهموا في نشر الإسلام، وتوضيح منهج أهل البيت لكل الناس.

              وقد قام الشيخ القرشي بعرض تفصيلي (ألفبائي) لأبرز تلامذة الإمام الرضا (عليه السلام) ، وترجم لمعظمهم ترجمات جيدة ، وقد توصل في كتابه (حياة الإمام الرضا (عليه السلام) ) من خلال البحث والتحقيق في كتب الرجال أن ثلاثمائة وسبعة وستين تلميذاً قد تتلمذوا على يد الإمام الرضا (عليه السلام) مباشرة ، معتمداً في ذلك على أمهات المصادر وأهم الوثائق والآثار التاريخية 10 .

              وقد أثمر تربية الإمام الرضا (عليه السلام) لجيل من العلماء والفقهاء والرواة بنشر علوم أهل البيت إلى مختلف الأقاليم الإسلامية ، كما صنف تلامذة الإمام (عليه السلام) ما يزيد على خمس مئة كتاب ومؤلَّف ومصنف في مختلف العلوم والمعارف ؛ كعلوم القرآن وعلوم الحديث ، وعلم الفقه وأصول العقائد ، والتاريخ ، والأخلاق ، والطب ، والأدب .

              وهذا النتاج العلمي الكبير الذي صنفه تلامذة الإمام الرضا (عليه السلام) ، ما كان ليتحقق لولا ما بذله الإمام (عليه السلام) من جهد تربوي ، وعطاء علمي ، وتهذيب أخلاقي ، في تربية هذا الجيل من العلماء والفقهاء .

              وهذه المؤلفات والمصنفات تعد منبعاً من منابع علم الإمام الرضا (عليه السلام)، ودليلاً آخر على الدور العلمي الكبير الذي قام به الإمام (عليه السلام) من أجل نشر علوم ومعارف الإسلام، وثقافة وفكر أهل البيت .


              ------------------------



              1. قاموس الرجال، الشيخ محمد تقي التستري، مؤسسة النشر الإسلامي، قم، الطبعة الأولى 1422هـ، ج 11، ص 174.
              2. رجال الكشي، الشيخ الطوسي، طهران، الطبعة الأولى 1382هـ.ش، ص 538، رقم 913.
              3. رجال الكشي، الشيخ الطوسي، طهران، الطبعة الأولى 1382هـ.ش، ص 539، رقم 915.
              4. قاموس الرجال، الشيخ محمد تقي التستري، مؤسسة النشر الإسلامي، قم، الطبعة الأولى 1422هـ، ج 11، ص 182.
              5. بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 75، ص 337، بهامش الصفحة.
              6. رجال حول أهل البيت، محمد فوزي، دار الصفوة، بيروت، الطبعة الأولى 1414هـ - 1993م، ج 2، ص 190.
              7. معجم رجال الحديث، السيد الخوئي، ج 8، ص 148و 149، رقم 4465.
              8. معجم رجال الحديث، السيد الخوئي، ج 15، ص 291و 292.
              9. تهذيب المقال في تنقيح كتاب رجال النجاشي، السيد محمد علي الأبطحي، مطبعة سيد الشهداء، قم، الطبعة الأولى 1412هـ، ج4، ص 156.

              10. انظر كتاب حياة الإمام علي بن موسى الرضا دراسة وتحليل، الشيخ باقر شريف القرشي، ج 2، ص 86 - 180.

            zz0.7j3jfapjlrozz
            الملفات المرفقة

            تعليق


            • #16
              • تصفية - فلترة
              • مصباح الدجى مصباح الدجى
                عضو ماسي











                • تاريخ التسجيل: 02-01-2017
                • المشاركات: 5331

                مشاركة



                #1
                الامام الرضا (عليه السلام) وتربية الصفوة العلمية

                [COLOR=#656a6d !important]19-11-2017, 12:18 PM[/COLOR]


                اللهم صل على محمد وآله الطاهرين




                اهتم الأئمة الأطهار بتربية مجموعة من العلماء والكوادر والخواص، فنرى أن لكل إمام من الأئمة مجموعة مختارة من الأصحاب الثقاة الذين يكونون في موضع الاهتمام والعناية الخاصة بهم كي يكونوا من دعاة الإسلام ومبلغي الرسالة وناشري علوم أهل البيت .

                والإمام الرضا (عليه السلام) - كباقي الأئمة الأطهار - اهتم بتربية مجموعة من الرجال كي يساهموا في نشر الإسلام ، وبسط معارف أهل البيت .




                وقد حفظ لنا التاريخ في سجلاته عدداً كبيراً من أبرز العلماء والفقهاء والمؤلفين الذين تخرجوا على يدي الإمام الرضا ، نذكر منهم :

                1ـ يونس بن عبد الرحمن (125هـ ـ 208هـ)

                كان ليونس بن عبد الرحمن منزلة عظيمة عند الإمام الرضا (عليه السلام) حتى شبهه الإمام بسلمان زمانه، فإن " يونس في زمانه كسلمان الفارسي في زمانه" 1 كما يقول الرضا (عليه السلام)، وبعد أن استوعب يونس من علوم ومعارف الأئمة الكثير، بدأ ينشره ، إذ زكاة العلم نشره ... فأخذ يؤلف المؤلفات المفيدة؛ فمن كتبه:

                1ـ كتاب الأدب والدلالة على الخير .
                2ـ كتاب الإمامة .
                3ـ كتاب فضل القرآن .
                4 ـ كتاب اللؤلؤ في الزهد .

                5 ـ كتاب يوم وليلة .
                6 ـ كتاب الرد على الغلاة ... وغيرها .

                وحازت كتبه على تأييد الأئمة لمحتوياتها ، فقد دخل الإمام الجواد (عليه السلام) على أحد شيعته يعوده في مرضه ، وكان عند رأسه كتاب « يوم وليلة » الذي صنفه يونس ، فجعل يتصفحه ورقة ورقة حتى أتى عليه من أوله إلى آخره وهو يقول: " رحم الله يونس ، رحم الله يونس " 2 . كما عرض أبو هاشم الجعفري نفس الكتاب على الإمام الهادي (عليه السلام) فنظر فيه وتصفحه كله ثم قال : " هذا ديني ودين آبائي وهو الحق كله " 3 .

                2 ـ صفوان بن يحيى البجلي (ت 210هـ)

                ومن الرجال الصادقين الذين تربوا على يدي الإمام الرضا (عليه السلام) صفوان بن يحيى البجلي، وكان متميزاً في علاقاته الاجتماعية وفي وعيه وثقافته ، فقد روى عن الإمام الرضا ثم عن ابنه الإمام الجواد (عليهما السلام) ـ وكان وكيلاً له ـ الكثير من الأحاديث ، أخرجها في ثلاثين مصنفاً ... منها :

                1 ـ كتاب الشراء والبيع .
                2 ـ كتاب المحبة والوظائف .
                3 ـ كتاب الفرائض .
                4 ـ كتاب الوصايا .
                5 ـ كتاب الآداب .
                6 ـ كتاب بشارات المؤمن .

                وهكذا كان في الحديث : « من الستة الذين أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصح عنهم من أصحاب أبي إبراهيم (الكاظم) وأبي الحسن الرضا ، وأقروا لهم بالفقه والعلم » 4 وهو في العبادة « كان من الورع والعبادة ما لم يكن أحد في طبقته » 5 .

                3 ـ الحسين بن سعيد الأهوازي

                كان للحسين بن سعيد الأهوازي وأخوه الحسن دور مهم في نشر علوم أهل البيت بين الناس ، فقد قاما بربط الناس في الأهواز ـ بعدما استقرا فيها عوضاً عن بلديهما الكوفة ـ بخط أهل البيت حتى أصبح سكان تلك المنطقة من أتباع مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) .

                وقد قاما الحسين الأهوازي ومعه أخوه الحسن بتأليف مجموعة من المصنفات وصلت الثلاثين مؤلفاً ، منها :

                1 ـ كتاب الوضوء .
                2ـ كتاب الصلاة .
                3ـ كتاب الزكاة .
                4 ـ كتاب الصوم .
                5 ـ كتاب الحج ... وغيرها .

                وبعد أن ركزا في الأهواز عدداً من أبنائهما ، وكلاء واعين وصحابة مخلصين ، وقياديين مقتدرين ، غادر الحسين الأهواز قاصداً مدينة قم حيث بدأت تتحول إلى موقع يتجمع فيه شيعة أهل البيت من الأشعريين ، الذين قدر لعدد منهم أن يصبحوا فيما بعد أيضاً من (رجال أهل البيت (عليهم السلام)) .

                ولم يطل به المقام ، فقد كان وهو المتعود على الهجرة والسفر على موعد سفر أكبر ، إلى حيث جنان الخلد 6 .

                4 ـ دعبل بن علي الخزاعي (ت 246هـ)

                كان دعبل الخزاعي من أقرب الناس للإمام الرضا (عليه السلام) وكان من شعراء أهل البيت ، فقد نظم شعره في خدمة منهج أهل البيت ، وبالرغم من كل الإغراءات الكثيرة التي حاول الخلفاء العباسيون تقديمها إليه لاستحالته إليهم إلا أنه فضل الآخرة على الدنيا .

                وقد سخر شعره الراقي في بيان فضائل أهل بيت النبوة ، وتعداد المآسي التي تعرضوا لها من قبل الحكام الظلمة ، وفي قصيدته الشهيرة المعروفة بـ (التائية) أكبر دليل على ذلك .

                قال النجاشي : أبو علي الشاعر ، مشهور في أصحابنا ، صنف كتاب طبقات الشعراء ، وكتاب الواحدة في مثالب العرب ومناقبها . وقال العلامة : حاله مشهور في الإيمان ، وعلو المنزلة ، عظيم الشأن 7 .

                5ـ محمد بن أبي عمير الكوفي البغدادي (ت 217هـ)

                قال النجاشي : محمد بن أبي عمير زياد بن عيسى ، أبو أحمد الأزدي ، من موالي المهلب بن أبي صفرة ، وقيل مولى بني أمية ، والأول أصحّ ، بغدادي الأصل والمقام ، لقي أبا الحسن موسى (عليه السلام) ، وسمع منه أحاديث ، كناه في بعضها فقال : يا أبا أحمد، وروى عن الرضا (عليه السلام) . جليل القدر ، عظيم المنزلة فينا وعند المخالفين .

                وقال ابن بطة : حدثنا أحمد بن محمد بن خالد ، قال : صنف محمد بن أبي عمير أربعة وتسعين كتاباً ، منها :

                1ـ كتاب الرضاع .
                2ـ كتاب الاستطاعة .
                3ـ كتاب الملاحم .
                4ـ كتاب يوم وليلة .
                5ـ كتاب الصلاة .
                6ـ كتاب مناسك الحج .
                7ـ كتاب الصيام .
                8ـ كتاب اختلاف الحديث .
                9ـ كتاب المعارف .
                10ـ كتاب التوحيد .
                11ـ كتاب النكاح .
                12ـ كتاب الطلاق .

                وقال الشيخ : محمد بن أبي عمير ، يكنى أبا أحمد ، من موالي الأزد ، واسم أبي عمير زياد ، وكان من أوثق الناس عند الخاصة والعامة ، وأنسكهم نسكاً ، وأورعهم وأعبدهم ، وقد ذكره الجاحظ في كتابه «في فخر قحطان على عدنان» بهذه الصفة التي وصفناه ، وذكر أنه كان واحد أهل زمانه في الأشياء كلها ، وأدرك من الأئمة ثلاثة : أبا إبراهيم موسى (عليه السلام) ، ولم يرو عنه، وأدرك الرضا (عليه السلام) ، (وروى عنه)، والجواد (عليه السلام) ، وروى عنه ، أحمد بن محمد بن عيسى ، كتب مئة رجل من رجال الصادق ، وله مصنفات كثيرة 8 .

                6ـ أبو عثمان بكر بن محمد المازني النحوي البصري (ت 249)

                قال عنه السيوطي : « كان إماماً في العربية ، متسعاً في الرواية ، وكان لا يناظره أحد إلا قطعه لتدربه على الكلام » ، وقال المبرد: « لم يكن بعد سيبويه أعلم بالنحو من أبي عثمان ، وله تصانيف كثيرة تزيد على عشرة مصنفات » .

                وللمازني من التصانيف :

                1ـ كتاب ما تلحن فيه العامة .
                2ـ كتاب الألف واللام .
                3ـ كتاب التصريف .
                4ـ كتاب العروض .
                5ـ كتاب القوافي ... وغيرها من المصنفات القيمة 9 .

                إن هذه النماذج المتميزة عن عدد من الرجال الصادقين الذين تخرجوا من مدرسة الإمام الرضا (عليه السلام) ، وكان لهم عناية خاصة من قبل الإمام (عليه السلام) في التربية و التوجيه والتثقيف بما يمكنهم من القيام بأدوار دينية وثقافية وعلمية خطط لها الإمام (عليه السلام) ، وأراد من خلال هؤلاء الرجال المتميزين أن يسهموا في نشر الإسلام، وتوضيح منهج أهل البيت لكل الناس.

                وقد قام الشيخ القرشي بعرض تفصيلي (ألفبائي) لأبرز تلامذة الإمام الرضا (عليه السلام) ، وترجم لمعظمهم ترجمات جيدة ، وقد توصل في كتابه (حياة الإمام الرضا (عليه السلام) ) من خلال البحث والتحقيق في كتب الرجال أن ثلاثمائة وسبعة وستين تلميذاً قد تتلمذوا على يد الإمام الرضا (عليه السلام) مباشرة ، معتمداً في ذلك على أمهات المصادر وأهم الوثائق والآثار التاريخية 10 .

                وقد أثمر تربية الإمام الرضا (عليه السلام) لجيل من العلماء والفقهاء والرواة بنشر علوم أهل البيت إلى مختلف الأقاليم الإسلامية ، كما صنف تلامذة الإمام (عليه السلام) ما يزيد على خمس مئة كتاب ومؤلَّف ومصنف في مختلف العلوم والمعارف ؛ كعلوم القرآن وعلوم الحديث ، وعلم الفقه وأصول العقائد ، والتاريخ ، والأخلاق ، والطب ، والأدب .

                وهذا النتاج العلمي الكبير الذي صنفه تلامذة الإمام الرضا (عليه السلام) ، ما كان ليتحقق لولا ما بذله الإمام (عليه السلام) من جهد تربوي ، وعطاء علمي ، وتهذيب أخلاقي ، في تربية هذا الجيل من العلماء والفقهاء .

                وهذه المؤلفات والمصنفات تعد منبعاً من منابع علم الإمام الرضا (عليه السلام)، ودليلاً آخر على الدور العلمي الكبير الذي قام به الإمام (عليه السلام) من أجل نشر علوم ومعارف الإسلام، وثقافة وفكر أهل البيت .


                ------------------------



                1. قاموس الرجال، الشيخ محمد تقي التستري، مؤسسة النشر الإسلامي، قم، الطبعة الأولى 1422هـ، ج 11، ص 174.
                2. رجال الكشي، الشيخ الطوسي، طهران، الطبعة الأولى 1382هـ.ش، ص 538، رقم 913.
                3. رجال الكشي، الشيخ الطوسي، طهران، الطبعة الأولى 1382هـ.ش، ص 539، رقم 915.
                4. قاموس الرجال، الشيخ محمد تقي التستري، مؤسسة النشر الإسلامي، قم، الطبعة الأولى 1422هـ، ج 11، ص 182.
                5. بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 75، ص 337، بهامش الصفحة.
                6. رجال حول أهل البيت، محمد فوزي، دار الصفوة، بيروت، الطبعة الأولى 1414هـ - 1993م، ج 2، ص 190.
                7. معجم رجال الحديث، السيد الخوئي، ج 8، ص 148و 149، رقم 4465.
                8. معجم رجال الحديث، السيد الخوئي، ج 15، ص 291و 292.
                9. تهذيب المقال في تنقيح كتاب رجال النجاشي، السيد محمد علي الأبطحي، مطبعة سيد الشهداء، قم، الطبعة الأولى 1412هـ، ج4، ص 156.

                10. انظر كتاب حياة الإمام علي بن موسى الرضا دراسة وتحليل، الشيخ باقر شريف القرشي، ج 2، ص 86 - 180.

              الملفات المرفقة

              تعليق


              • #17
                • تصفية - فلترة
                • سعيد التميمي سعيد التميمي
                  عضو فضي











                  • تاريخ التسجيل: 06-06-2013
                  • المشاركات: 635

                  مشاركة



                  #1
                  رسالة الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام الذهبية الصحة

                  [COLOR=#656a6d !important]06-02-2023, 03:34 PM[/COLOR]


                  من أهم الآثار العلمية التي خلّفها الإمام الرضا (عليه السلام) للأمة الإسلامية هو رسالته الطبية التي كتبها للمأمون العباسي، والتي تسمى (الرسالة الذهبية) حيث أن المأمون أمر بكتابتها بماء الذهب؛ لأهميتها العلمية ونفاستها الصحية، وهي أول رسالة طبية كتبها مسلم في التاريخ الإسلامي، أما ما كتب من قبلها فلا تعدو أن تكون ترجمات من كتب اليونان والسريان الطبية.

                  وتعد هذه الرسالة الذهبية للإمام الرضا (عليه السلام) من أنفس ما كُتب في التراث الإسلامي في المجال الطبي، وتعبر هذه الرسالة العلمية الرائعة عن العلم الغزير للإمام الرضا (عليه السلام) في الحقل الطبي، كما في الحقول العلمية الأخرى، فهو أعلم أهل زمانه في كل العلوم والمعارف الدينية وغيرها.

                  واشتملت الرسالة باختصار على عدد من العلوم الطبية: كعلم التشريح، وعلم الأحياء، وعلم وظائف الأعضاء، وعلم الأمراض، وعلم حفظ الصحة، ودلت على القسم الأعظم من الطب الوقائي، وعلم الأغذية، وعلم الكيمياء.

                  مضمون الرسالة الذهبية احتوت الرسالة الهبية للإمام الرضا (عليه السلام) على العديد من العناصر المهمة في الحقل الصحي والطبي، ونشير إلى أهمها في النقاط الآتية: أولاً- تنظيم الأكل:


                  أورد العلامة المجلسي في البحار نص الرسالة الطبية كاملة، وقد ابتدأها الإمام الرضا (عليه السلام) بقوله: «اعْلَمْ... إنَّ اللّهَ عز وجل لَم يَبتَلِ البَدَنَ بِداءٍ؛ حَتّى جَعَلَ لَهُ دَواءً يُعالَجُ بِهِ، ولِكُلِّ صِنفٍ مِنَ الدّاءِ صِنفٌ مِنَ الدَّواءِ»[1]. وينبغي على المريض تناول الدواء المناسب للداء عندما يقرر الطبيب الحاذق ذلك.

                  ثم ذكر الإمام (عليه السلام) أعضاء البدن كالقلب والسمع والبصر والدماغ واليدين والرجلين، ووظائف كلاً منها. ثم يتحدث الإمام (عليه السلام) بشكل دقيق عن أهمية تنظيم الأكل وأثره على الصحة العامة، قائلاً: «كُلْ الْبَارِدَ فِي الصَّيْفِ، وَالْحَارَّ فِي الشِّتَاءِ، وَالْمُعْتَدِلَ فِي الْفَصْلَيْنِ عَلَى قَدْرِ قُوَّتِكَ وَشَهْوَتِكَ، وَابْدَأْ فِي أَوَّلِ طَعَامِكَ بِأَخَفِّ الْأَغْذِيَةِ الَّذِي تُغَذِّي بِهَا بَدَنَكَ بِقَدْرِ عَادَتِكَ وَبِحَسَبِ وَطَنِكَ‏ (طاقتك) وَنَشَاطِكَ وَزَمَانِكَ، وَالَّذِي يَجِبُ أَنْ يَكُونَ أَكْلُكَ فِي كُلِّ يَوْمٍ، عِنْدَ مَا يَمْضِي مِنَ النَّهَارِ ثَمَانُ سَاعَاتٍ، أَكْلَةٌ وَاحِدَةٌ أَو ثَلَاثُ أَكَلَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ‏، تَتَغَذَّى بَاكِراً فِي أَوَّلِ يَوْمٍ ثُمَّ تَتَعَشَّى، فَإِذَا كَانَ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي عِنْدَ مُضِيِ‏ ثَمَانِ سَاعَاتٍ مِنَ النَّهَارِ أَكَلْتَ أَكْلَةً وَاحِدَةً، وَلَمْ تَحْتَجْ إِلَى الْعِشَاءِ[2]، وَلْيَكُنْ ذَلِكَ بِقَدَرٍ لَا يَزِيدُ وَلَا يَنْقُصُ، وَتَكُفُّ عَنِ الطَّعَامِ وَأَنْتَ مُشْتَهٍ لَهُ‏[3] »[4].

                  ونلاحظ في هذا المقطع من الرسالة الذهبية اهتمام الإمام (عليه السلام) بتنظيم الأكل الذي تبنى عليه الصحة العامة للإنسان، ومن نصائحه في هذا الجانب:

                  أ ـ تناول المأكولات والأطعمة ذات المكونات الباردة في فصل الصيف مثل الخضروات والفواكه، واجتناب الأطعمة الثقيلة والدسمة؛ لأنها تسبب الأمراض الجسيمة على بدن الإنسان، وذلك لحرارة الطقس الذي لا يساعد على هضم الطعام.

                  وأما في فصل الشتاء فلا مانع من تناول الأطعمة الثقيلة التي تحتوي على السكر والدهن والسمن وما أشبه، لأن البدن يحتاج إليها، وبرودة الطقس تساعد على هضمها، ويكون أكلها مفيداً.

                  ب ـ الاعتدال في تناول الطعام، فيأكل بقدر طاقته واستطاعته في جميع فصول السنة من غير إسراف، لأن الأكل الزائد عن طاقة الإنسان مضر بالصحة العامة، فنبغي أن يقوم من المائدة، وهو يشتهي الطعام، لأنه أصلح للمعدة وأصح للبدن، قال الإمام الرضا (عليه السلام): «وَارْفَعْ يَدَيْكَ مِنْهُ ويك [بِكَ‏] إِلَيْهِ بَعْضُ الْقَرَمِ‏[5] ونْدَكَ إِلَيْهِ مَيْلٌ، فَإِنَّهُ أَصْلَحُ لِمَعِدَتِكَ وَلِبَدَنِكَ، وَأَزْكَى لِعَقْلِكَ‏، وَأَخَفُّ لِجِسْمِكَ‏»‏[6]. وروي عنه (عليه السلام) أيضاً: «إذا جُعتَ فَكُل، وإذا عَطِشتَ فَاشرَب، وإذا هاجَ بِكَ البَولُ فَبُل، ولا تُجامِع إلّا مِن حاجَةٍ، وإذا نَعَستَ فَنَم؛ فَإِنَّ ذلِكَ مَصَحَّةٌ لِلبَدَنِ»[7]. فلا يأكل على الشبع، ولا يشرب وهو ريّان، لأن ذلك يؤذي المعدة ويضر الصحة.

                  ج ـ أن يبدأ أولاً بتناول أخف الأغذية، وأيسرها على الجهاز الهضمي، قال (عليه السلام): «وَابْدَأْ فِي أَوَّلِ طَعَامِكَ بِأَخَفِّ الْأَغْذِيَةِ الَّذِي تُغَذِّي بِهَا بَدَنَكَ بِقَدْرِ عَادَتِكَ وبِحَسَبِ وَطَنِكَ‏ (طاقتك) ونَشَاطِكَ وزَمَانِكَ» وعليه أن يلاحظ في الوقت نفسه المرحلة العمرية له، فكلما تقدم به العمر ينبغي أن يقلل من الطعام، وأن يكون خفيفاً، قليل الملح، وقليل الدهن؛ لأن الإكثار منهما يسبب تصلب الشرايين، وارتفاع ضغط الدم، خصوصاً عند دخول مرحلة الشيخوخة.

                  د ـ أن يقلل الإنسان من وجبات الطعام، فيقتصر في اليومين على ثلاث وجبات من الطعام حسب نصيحة الإمام (عليه السلام).

                  ولا شك أن تنظيم الأكل على طبق هذا البرنامج الغذائي الصحي يؤدي إلى سلامة البدن، ودوام الصحة، والوقاية من الأمراض والأسقام. ثانياً- الوصايا الصحية:


                  وبعد استعراض الإمام (عليه السلام) في رسالته الذهبية للطعام الغذائي الصحي، ذكر مجموعة من الوصايا الصحية والوصفات الطبية النافعة... وأهمها ما يأتي: 1ـ النوم الصحي:


                  يشكل النوم واحداً من الحاجات ذات الأصل الحيوي لدى الكائن الآدمي، بحيث تجسد حاجة أولية لابد من إشباعها، ولا يمكن ممارسة التأجيل حيالها، ومن البين أن بعض الدوافع الحيوية مثل الجنس وغيره من الممكن ممارسة التأجيل حياله دون أن يترتب على ذلك تلف جسمي أو عقلي، بخلاف النوم، فيما يتطلب حدًّا أدنى من الإشباع، تتوقف حياة الكائن الآدمي عليه، جسمياً ونفسياً وعقلياً، فانعدام النوم ليومين مثلاً يسبب هُلاساً، واستمراره لأربعة أيام يسبب فقدان الذاكرة، واستمراره لأسبوع يشلّ الشخصية عن فاعلياتها جميعاً.

                  بيد أنّ إرواء هذه الحاجة يظلّ في التصور الإسلامي محكوماً بقدر الحاجة، وأما الزائد عن الحاجة فيتحول إلى نتيجة مضادة تماماً، بمعنى أن النوم يظل مجرّد وسيلة للعمل العبادي، يتحدد بقدر الحاجة إليه، فإذا زاد عنها تحول إلى ممارسة سلبية، من هنا تجيء التوصيات الإسلامية محذرة من النوم الزائد عن الحاجة، من نحو: «إنّ اللَّهَ جَلَّ وعَزَّ يُبغِضُ العَبدَ النَّوّامَ الفارِغَ»[8] ونحو: «كَثرَةُ النَّومِ مَذهَبَةٌ للدِّينِ والدُّنيا »[9] بصفة أن الزائد عن الحاجة يختزل من فرص الحياة والآخرة من حيث توفر الإشباع.

                  وأَيًّا كان، فإنّ ممارسة النوم تظل -في التصور الإسلامي- محكومة بقدر الحاجة، أي بقدر ما يحقق التوازن الحيوي والنفسي للشخصية[10].

                  ومن هنا يأتي اهتمام الإمام الرضا (عليه السلام) بالنوم الصحي وأهميته وكيفيته، فقال:

                  « وَاعْلَمْ... أَنَّ النَّوْمَ سُلْطَانُ الدِّمَاغِ، وهُو قِوَامُ الْجَسَدِ وقُوَّتُهُ، فَإِذَا أَرَدْتَ النَّوْمَ فَلْيَكُنْ اضْطِجَاعُكَ أَوَّلًا عَلَى شِقِّكَ الْأَيْمَنِ ثُمَّ انْقَلِبْ عَلَى الْأَيْسَرِ، وكَذَلِكَ فَقُمْ مِنْ مَضْجَعِكَ عَلَى شِقِّكَ الْأَيْمَنِ كَمَا بَدَأْتَ بِهِ عِنْدَ نَوْمِكَ.

                  وعَوِّدْ نَفْسَكَ الْقُعُودَ مِنَ اللَّيْلِ سَاعَتَيْنِ مِثْلَ مَا تَنَامُ، فَإِذَا بَقِيَ مِنَ اللَّيْلِ‏ سَاعَتَانِ فَادْخُلْ وادْخُلِ الْخَلَاءَ لِحَاجَةِ الْإِنْسَانِ، والْبَثْ فِيهِ بِقَدْرِ مَا تَقْضِي حَاجَتَكَ، ولَا تُطِلْ فِيهِ، فَإِنَّ ذَلِكَ يُورِثُ دَاءَ الْفِيلِ [11] »[12].

                  يرى الإمام (عليه السلام) أن النوم من الحاجات الرئيسة في حياة الإنسان، واستمرار صحة جسده، فقد خلق الله تعالى في جسمه بعض الأجهزة التي يتولد منها النوم، وتقوم في الوقت نفسه على إعطاء الجسد الحيوية والنشاط والفاعلية، وتزيل عنه ما عاناه في أثناء النهار من جهد ومتاعب العمل.

                  ثم أوضح الإمام كيفية النوم الصحيح، وهي أن ينام الإنسان على جنبه الأيمن، لأن في ذلك راحة للقلب، وسلامة للجسم. كما أوضح أيضاً أهمية الاستيقاظ من النوم لدخول الحمام للتخلص مما يضر بجسم الإنسان وصحته، وأرشد إلى عدم إطالة المكث فيها، لما في ذلك من أضرار صحية.

                  وقد حذّر الإمام (عليه السلام) من حبس البول قائلاً: «مَنْ أَرَادَ أَنْ لَا يَشْتَكِيَ مَثَانَتَهُ فَلَا يَحْبِسِ الْبَوْلَ، ولَو عَلَى ظَهْرِ دَابَّتِهِ»[13] . فحبس البول يؤذي المثانة والكلى، وقد يسبب الفشل الكلوي. 2- الشراب الحلال:


                  ذكر الإمام (عليه السلام) وصفة طبية كاملة للشراب الحلال، وكيفية تركيبه وصنعه، وهويحوي كميات كبيرة من (الفيتامينات) كان منها العسل والزبيب، وقد ذكرت هذه الوصفة في كتاب (طب الإمام الرضا) [14] وعقّب على ذلك الدكتور زيني بقوله: «لهذا الشراب الحلال قيمة غذائية كبرى، لما يحويه من عناصر مفيدة، تعتبر أهم مصادر ومولدات الطاقة الحرارية التي يحتاجها الجسم دائماً، وبصورة مستمرة، وخاصة في الفصول الباردة، أما عن سهولة هضمه وتمثيل عناصره، فحدث عنه ولا حرج، إذ يعتبر سكر العنب (الكلوكوز) من أسهل المواد هضماً، ومن المواد التي يأخذها، يمكن الاستغناء عن أكثر أصناف الغذاء الأخرى إلا مادة (الكليكوجين) التي تخزن في الكبد كغذاء احتياطي يمكن استعماله في أي وقت من الأوقات»[15]. 3- السواك (تنظيف الأسنان):


                  أوضح الإمام الرضا (عليه السلام) أصلح وأجود ما يستاك به للأسنان وهو عود الأراك، -وبالإضافة لأهميته في تنظيف الأسنان - فإنه يحافظ على صيانتها من التسوس والتلف، فقال (عليه السلام) في رسالته الذهبية، ما نصه:

                  «اعْلَمْ... أَنَّ أَجْوَدَ مَا اسْتَكْتَ بِهِ لِيفُ الْأَرَاكِ[16]؛ فَإِنَّهُ يَجْلُوالْأَسْنَانَ، ويُطَيِّبُ النَّكْهَةَ، ويَشُدُّ اللِّثَةَ ويُسَنِّنُهَا[17]، وهُونَافِعٌ مِنَ الْحَفَرِ[18] إِذَا كَانَ بِاعْتِدَالٍ، والْإِكْثَارُ مِنْهُ يُرِقُّ الْأَسْنَانَ ويُزَعْزِعُهَا ويُضَعِّفُ أُصُولَهَا، ومَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْيَضَّ أَسْنَانُهُ، فَلْيَأْخُذْ جُزْءاً مِنْ مِلْحٍ أَنْدَرَانِيٍّ ومِثْلَهُ زَبَدَ الْبَحْرِ فَيَسْحَقُهُمَا نَاعِماً ويَسْتَنُّ بِهِ‏[19] »[20].

                  عرض الإمام (عليه السلام) وصفتين لإصلاح الأسنان: الأولى: السواك بعود الأراك، وهومن الوصفات الجيدة في إصلاح الأسنان. وقد حلل هذا العود فتبين أنه أروع الأدوية لتطهير الأسنان، وصيانتها من التسوس، وأنه أنفع من المعاجن الحديثة.

                  والوصفة الثانية: فهي المعجون وقد ذكر الإمام (عليه السلام) الأجزاء التي يتألف منها، وهو يقضي على تسوس الأسنان[21]. ثالثاً- التحذير من الجمع بين بعض المأكولات والمشروبات:


                  حذر الإمام (عليه السلام) من الجمع بين بعض المأكولات والمشروبات لأنها تضر بالصحة، وتسبب الإصابة ببعض الأمراض، فقال (عليه السلام): «وَاحْذَرْ ... أَنْ تَجْمَعَ بَيْنَ الْبَيْضِ والسَّمَكِ فِي الْمَعِدَةِ فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ، فَإِنَّهُمَا مَتَى اجْتَمَعَا فِي جَوْفِ الْإِنْسَانِ وُلِّدَ عَلَيْهِ النِّقْرِسُ[22] والْقُولَنْجُ[23] والْبَوَاسِيرُ ووَجَعُ الْأَضْرَاسِ.

                  واللَّبَنُ والنَّبِيذُ الَّذِي يَشْرَبُهُ أَهْلُهُ، إِذَا اجْتَمَعَا وُلِدَ النِّقْرِسُ والْبَرَصُ، ومُدَاوَمَةُ أَكْلِ الْبَيْضِ يَعْرِضُ مِنْهُ الْكَلَفُ فِي الْوَجْهِ، وأَكْلُ الْمَمْلُوحَةِ، واللُّحْمَانِ الْمَمْلُوحَةِ، وأَكْلُ السَّمَكِ الْمَمْلُوحِ بَعْدَ الْفَصْدِ والْحِجَامَةِ يَعْرِضُ‏ مِنْهُ الْبَهَقُ والْجَرَبُ، وأَكْلُ كُلْيَةِ الْغَنَمِ وأَجْوَافِ الْغَنَمِ يُغَيِّرُ[24] الْمَثَانَةَ.

                  وكَثْرَةُ أَكْلِ الْبَيْضِ وإِدْمَانُهُ يُوَلِّدُ الطُّحَالَ، ورِيَاحاً فِي رَأْسِ الْمَعِدَةِ، والِامْتِلَاءُ مِنَ الْبَيْضِ الْمَسْلُوقِ يُورِثُ الرَّبْوَ والِانْبِهَارَ، وأَكْلُ اللَّحْمِ النَّيِ‏ يُوَلِّدُ الدُّودَ فِي الْبَطْنِ.

                  وشُرْبُ الْمَاءِ الْبَارِدِ عَقِيبَ الشَّيْ‏ءِ الْحَارِّ أَوِ الْحَلَاوَةِ يَذْهَبُ بِالْأَسْنَانِ، والْإِكْثَارُ مِنْ أَكْلِ لُحُومِ الْوَحْشِ والْبَقَرِ يُورِثُ تَغَيُّرَ الْعَقْلِ، وتَحَيُّرَ الْفَهْمِ، وتَبَلُّدَ الذِّهْنِ، وكَثْرَةَ النِّسْيَانِ»[25].

                  في هذا المقطع من الرسالة الذهبية حذر الإمام (عليه السلام) من الجمع بين بعض المأكولات، لما تورثه من أمراض وأسقام، وكان من بين ما حذر منه الجمع بين أكل السمك والبيض، لأنه يورث: داء النقرس، وداء القولنج، والبواسير، وغيرها من الأمراض والأسقام.

                  كما حذر الإمام (عليه السلام) من كثرة تناول البيض؛ لأنه يولد الطحال ويؤذي المعدة، وأما أكله باعتدال ففيه فوائد عديدة، ومنها: زيادة الخصوبة، وعلاج بعض الأمراض، فقد ورد عن عليّ بن محمّد بن أشيم: شَكَوتُ إلَى الرِّضا عليه السلام قِلَّةَ استِمرائِي الطَّعامَ، فَقالَ: كُل مُحَّ البَيضِ، قالَ: فَفَعَلتُ، فَانتَفَعتُ بِهِ[26].

                  كما أوصى الإمام الرضا (عليه السلام) بتجنب الإكثار من تناول الطعام المالح؛ لأنه يؤدي إلى تصلب الشرايين، وارتفاع ضغط الدم، وينصح الأطباء اليوم بتقليل أكل الملح أو اجتنابه نهائياً لمن يعاني من ارتفاع شديد في ضغط دمه.

                  وكذلك أشار الإمام (عليه السلام) إلى أن أكل اللحم النَّيِ (غير المطبوخ) يولد الدود في البطن، وأن شرب الماء البارد عقيب الشيء الحار، أو عقيب تناول الحلويات؛ يؤثر على سلامة الأسنان، وقد أكد ذلك العلم الحديث، وأطباء الأسنان، وحذروا منه.

                  هذه الوصايا الغذائية والإرشادات الصحية العديدة التي ذكرها الإمام في رسالته الذهبية في غاية الأهمية للحفاظ على سلامة وصحة الإنسان، ولو التزم الناس بها لحافظوا على سلامة صحتهم العامة، ولوقوا أنفسهم من الإصابة بالكثير من الأمراض والأسقام الضارة. رابعاً- نصائح غذائية وصحية عديدة:


                  اشتملت الرسالة الذهبية أيضاً وغيرها على العديد من النصائح الغذائية التي تقوي المناعة عند الإنسان وتحافظ على الصحة وتقي من الأمراض، من هذه النصائح والوصايا القيمة نذكر الآتي:

                  1- مَنْ أَرَادَ أَنْ يَزِيدَ فِي حِفْظِهِ، فَلْيَأْكُلْ سَبْعَ مَثَاقِيلَ زَبِيباً بِالْغَدَاةِ عَلَى الرِّيقِ[27].

                  2- مَنْ أَرَادَ أَنْ يَقِلَّ نِسْيَانُهُ ويَكُونَ حَافِظاً؛ فَلْيَأْكُلْ كُلَّ يَوْمٍ ثَلَاثَ قِطَعِ زَنْجَبِيلٍ مُرَبًّى بِالْعَسَلِ، ويَصْطَبِغُ بِالْخَرْدَلِ مَعَ طَعَامِهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ[28].

                  3- مَنْ أَرَادَ رَدْعَ الزُّكَامِ مُدَّةَ أَيَّامِ الشِّتَاءِ، فَلْيَأْكُلْ كُلَّ يَوْمٍ ثَلَاثَ لُقَمٍ مِنَ الشَّهْدِ؛ وإِذَا خَافَ الْإِنْسَانُ الزُّكَامَ فِي زَمَانِ الصَّيْفِ، فَلْيَأْكُلْ كُلَّ يَوْمٍ خِيَارَةً، ولْيَحْذَرِ الْجُلُوسَ فِي الشَّمْسِ[29].

                  4- مَنْ أَرَادَ أَنْ لَا يُصِيبَهُ رِيحٌ فِي بَدَنِهِ، فَلْيَأْكُلِ الثُّومَ كُلَّ سَبْعَةِ أَيَّامٍ مَرَّةً[30].

                  5- مَنْ أَرَادَ أَنْ لَا تَفْسُدَ أَسْنَانُهُ، فَلَا يَأْكُلْ حُلْواً إِلَّا بَعْدَ كِسْرَةِ خُبْزٍ[31].

                  6- مُصَّ مِنَ الرُّمّانِ الإِمليسِيَ‏[32]؛ فَإِنَّهُ يُقَوِّي النَّفسَ، ويُحيِي الدَّمَ[33].

                  7- التِّينُ يَذْهَبُ بِالْبَخَرِ[34]، ويَشُدُّ الْفَمَ والْعَظْمَ‏، ويُنْبِتُ الشَّعْرَ، ويَذْهَبُ بِالدَّاءِ، ولَا يُحْتَاجُ مَعَهُ إِلى‏ دَوَاءٍ[35].

                  8- الْبِطِّيخُ عَلَى الرِّيقِ يُورِثُ الْفَالِجَ؛ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهُ[36].

                  9- أَكْلُ الْهِنْدَبَاءِ شِفَاءٌ مِنْ أَلْفِ‏ دَاءٍ، مَا مِنْ دَاءٍ فِي جَوْفِ ابْنِ آدَمَ‏ إِلَّا قَمَعَهُ‏ الْهِنْدَبَاءُ؛ إِنَّهُ يَذْهَبُ‏ بِالْحُمّى‏، ويَنْفَعُ مِنَ الصُّدَاعِ ويَذْهَبُ بِهِ‏[37].

                  10- أَطْعِمُوا مَرْضَاكُمُ السِّلْقَ[38] - يَعْنِي وَرَقَهُ- فَإِنَّ فِيهِ شِفَاءً، ولَا دَاءَ مَعَهُ، ولَا غَائِلَةَ لَهُ، ويُهْدِئُ‏ نَوْمَ الْمَرِيضِ، واجْتَنِبُوا أَصْلَهُ؛ فَإِنَّهُ يُهَيِّجُ السَّوْدَاءَ[39].

                  ونكتفي بهذه الوصايا الغذائية والإرشادات الصحية التي يبين فيها الإمام عليه السلام ما يقي الإنسان من الأمراض والأسقام والأوبئة، ويحافظ به على نعمة الصحة والسلامة والعافية من كل داء. .......................................
                  الهوامش:
                  [1] طبّ الإمام الرضا عليه السلام، ص 10، بحار الأنوار، ج 59، ص 309.
                  [2] في بعض المصادر: وكذا أمر جدي محمد (ص) علياً عليه السلام في كل يوم وجبة وفي غده وجبتين.
                  [3] عن الاصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام للحسن: «الا أعلمك أربع خصال تستغني بها عن الطب؟ قال: بلى. قال: لا تجلس على الطعام الا وانت جائع، ولا تقم عن الطعام الا وانت تشتهيه، وجود المضغ، واذا نمت فأعرض نفسك على الخلاء؛ فاذا استعملت هذا استغنيت عن الطب». الخصال 1/ 109.
                  [4] طبّ الإمام الرضا عليه السلام، ص 15، بحار الأنوار، ج59، ص 311.
                  [5] القرم - بالتحريك-: شهوة الطعام.
                  [6] بحار الأنوار، ج‏59، ص: 311.
                  [7] الفقه المنسوب للإمام الرضا عليه السلام، ص 340، بحار الأنوار، ج 59، ص 260، ح 5.
                  [8] الكافي: 5/ 84/ 2.
                  [9] الكافي: 5/ 84/ 1.
                  [10] دراسات في علم النفس الإسلامي، ج2، ص265.
                  [11] داء الفيل. المراد منه: الأمراض التي تكون في المقعدة عند أسفل الانسان كالبواسير وغيره.
                  [12] بحار الأنوار، ج 59، ص 316 و317.
                  [13] بحار الأنوار: ج 59، ص 323.
                  [14] راجع: طب الإمام الرضا عليه السلام (الرسالة الذهبية)، ص: 21.
                  [15] غريب طوس: الإمام علي الرضا (عليه السلام)، د. حسين الحاج حسن، ص 207.
                  [16] ليف الأراك: غصن الأراك.
                  [17] أي يسددها، وفي المصدر وبعض النسخ « يسمنها».
                  [18] الحفر: داء يصيب الأسنان.
                  [19] أي يستاك به.
                  [20] بحار الأنوار، ج 59، ص 317.
                  [21] غريب طوس: الإمام علي الرضا (عليه السلام)
                  ، ص 207ـ 208.
                  [22] النقرس: بالكسر. ورم أووجع في مفاصل الكعبين وأصابع الرجلين. انظر القاموس 2/ 255.
                  ([23) القولنج: مرض معوي مؤلم، يعسر منه خروج الثقل والريح. انظر القاموس 1/ 204.
                  [24] يعكر.
                  [25] بحار الأنوار، ج 59، ص 321 ـ 322.
                  [26] مكارم الأخلاق، ج 1، ص 352، ح 1147، بحار الأنوار، ج 63، ص 48، ح 21.
                  [27] بحار الأنوار: ج 59، ص 324.
                  [28] بحار الأنوار: ج 59، ص 324.
                  [29] بحار الأنوار: ج 59، ص 324.
                  [30] بحار الأنوار: ج 59، ص 325.
                  [31] بحار الأنوار: ج 59، ص 325.
                  [32] في بحار الأنوار وبعض نسخ المصدر: « المُزّ» بدل« الإمليسي». والمُزّ من الرمّان ما كان طعمُه بين حموضة وحلاوة (انظر لسان العرب، ج 5، ص 409). قال العلّامة المجلسي قدس سره: قال في القاموس: الإمليس وبهاءٍ: الفلاة ليس بها نبات، والرمّان الأمليسي كأنّه منسوب إليه، انتهى. والمعروف عندنا المَلَس بالتحريك وهوما لا عَجَم ‏[ أي نواة] له (بحار الأنوار، ج 63، ص 123).
                  [33] طبّ الإمام الرضا عليه السلام، ص 61، بحار الأنوار، ج 59، ص 320.
                  [34] البَخَر- بالتحريك-: النتن في الفم وغيره. القاموس المحيط، ج 1، ص 497(بخر).
                  [35] الكافي: ج 6، ص 358، ح 1. المحاسن، ص 554، كتاب المآكل، ح 903، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر الوافي، ج 19، ص 401، ح 19679؛ الوسائل، ج 25، ص 169، ح 31554؛ البحار، ج 63، ص 185، ح 2.
                  [36] الكافي: ج 6، ص 361، ح 1. المحاسن، ص 557، كتاب المآكل، ح 921، عن ياسر الخادم. الخصال، ص 443، باب العشرة، ذيل ح 36، مرسلًاً عن الصادق عليه السلام، وفيهما إلى قوله: «يورث الفالج» الوافي، ج 19، ص 413، ح 19693؛ الوسائل، ج 25، ص 175، ح 31573.
                  [37] الكافي: ج 6، ص 363، ح 9. كفاية الأثر، ص 241 الوافي، ج 19، ص 439، ح 19750؛ الوسائل، ج 25، ص 183، ح 31603؛ البحار، ج 59، ص 215، ح 4.
                  [38] السِلق، بالكسر: نبات معروف يؤكل. انظر: الصحاح، ج 4، ص 1498(سلق).
                  [39] الكافي: ج 6، ص 369، ح 4. الوافي، ج 19، ص 422، ح 19713؛ الوسائل، ج 25، ص 198، ح 31663؛ البحار، ج 66، ص 217، ح 10.

                الملفات المرفقة

                تعليق


                • #18
                  قصيدة ثامن الانوار (بقلمي )

                  [COLOR=#656a6d !important]11-09-2013, 09:13 PM[/COLOR]
                  قصيدة ثامن الانوار (بقلمي )



                  بمولد ثامن ِالانوار ِعيـــــــــدي **** ونشرُ مودتي وصدى نشيدي
                  وقلبٌ من هوى السلطـــان ِخال ٍ**** يحقُّ له التكبل بالقـــــــــــيود ِ
                  وحزب للرضا امــــــسى ولــياً **** هنيئا بالجنان ِوبالخـلــــــــــود ِ
                  هو النورُ الذي فيها تجـــــــلـــَّى **** وكهفُ الامن ِمن ربٍّ حميد ِ

                  زيارته النجــــــــاة ُمن الخطايا **** وباب ُعرينه وطن ُالاســـود ِ
                  وروضُ فنائه من طور موسى **** يغص بطالبيه من الوفــــــود ِ
                  إذا ما زرته فاقــــــــرأ سلامي **** لعلي حيـــنها بين اللــــــــحود ِ






                  تعليق


                  • #19
                    + خيارات أكثر
                    • أنصار المذبوح أنصار المذبوح
                      عضو ماسي
                      • تاريخ التسجيل: 23-08-2013
                      • المشاركات: 16813
                      [COLOR=#656a6d !important]05-09-2014, 09:02 PM[/COLOR]

                      بوجه الرضا شـع النور
                      والكاظم أصبــح مسرور
                      في مولده نصبوا الفرح
                      ياشيعته راح التــــــــرح
                      وصلوا وسلموا عالنبي
                      متباركين



                      نور الرضا اللــيلة ظهر
                      وبالشيعة عـــمت لفراح
                      وعن شيـــعته راح النكد
                      والهم والكدر عنهم راح
                      ألف مبروك

                    ملائكة ربي أقبلت
                    للورى تحمل البشرا
                    للنبي صلت وهللت
                    الليلة ميلاد الرضا



                    الروض أشذاء
                    والكون أضواء
                    والأرض تهنئ السماء
                    بمولد علي الرضا



                    لك وردة جورية
                    بماء الورد مروية
                    عليها تهنئة بمولد
                    ضامن الجنان علي



                    يالي القمر على نورك
                    سهر
                    وشروق الشمس لعيونك
                    ظهر
                    مبااارك مولد الأمام
                    الرضا



                    رسالة معطرة بعطر محمدي ... يفوح منها مسك علوي ... ألف مباارك
                    مولد الأمام الرضا
                    أشرقت الأرض بمولد الإمام الرضا عليه السلام ، فقد وُلد خَيرُ أهل الأرض ، وأكثرهم عائدة على الإسلام




                    تعليق


                    • #20
                      • الاسلام الغريب الاسلام الغريب
                        عضو ماسي

                        تاريخ التسجيل: 26-03-2021
                        • المشاركات: 8556

                        مشاركة
                        رحلة النور والغربة وحديث السلسلة الذهبية

                        [COLOR=#656a6d !important]22-06-2021, 08:07 AM[/COLOR]


                        كان الإمام الرضا ( عليه السلام ) في المدينة المنورة عندما جاء أمر الخليفة بالسفر إلى مرو


                        شدّ الإمام الرحال إلى خراسان ، فوصل البصرة ومنها توجه إلى بغداد ثم توقف في مدينة قم حيث استقبل استقبالاً حافلاً ، ودخل الإمام ضيفاً في أحد بيوتها ، هو اليوم يحمل اسم المدرسة الرضوية

                        في نيسابور/

                        كانت نيسابور مدينة عامرة ، وكانت مركزاً من مراكز العلم ، ثم دُمّرت أيام الهجوم المغولي.

                        استقبل أهل نيسابور موكب الإمام بفرح ، وكان في طليعتهم المئات من العلماء وطلاّب العلم

                        وتجمع العلماء والمحدثون حول موكب الإمام ؛ والأقلام بأيديهم ينتظرون من الإمام أن يحدّثهم بأحاديث جدّه النبي ( صلى الله عليه وآله )

                        وتعلّق بعضهم بلجام بغلة الإمام ، وأقسموا عليه قائلين : بحق آبائك الطاهرين إلاّ ما حدّثتنا بحديث نستفيده منك

                        فقال الإمام ( عليه السلام ) : سمعت أبي موسى بن جعفر يقول : سمعت أبي جعفر بن محمد يقول : سمعت أبي محمد بن علي يقول : سمعت أبي علي بن الحسين يقول : سمعت أبي الحسين بن علي يقول : سمعت أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يقول : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : سمعت جبريل يقول : سمعت الله عزّ وجل يقول : لا إله إلاّ الله حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي

                        وقد اشتهر هذا الحديث باسم " حديث سلسلة الذهب " ، وقد بلغ عدد الذين كتبوا هذا الحديث عشرين ألفاً

                        غادر الإمام نيسابور صباحاً/

                        وفي الطريق حان وقت صلاة الظهر ، فطلب الإمام ماءً للوضوء فاعتذر مرافقوه:

                        بحث الإمام في الأرض ، فنبع الماء فتوضأ وتوضأ من كان معه ، وما يزال أثره حتى اليوم

                        حدثنا علي بن أحمد بن موسى (رحمه الله) قال : حدثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن أحمد بن محمّد بن صالح الرازي ، عن حمدان الديواني قال : قال الرّضا (عليه السّلام) : « من زارني على بعد داري أتيته يوم القيامة في ثلاثة مواطن حتى أخلصه من أهوالها : إذا تطايرت الكتب يميناً وشمالاً ، وعند الصراط ، وعند الميزان » . (جامع الاخبار ج5 ص16)

                        عن محمّد بن أبي عمير ، عن حمزة بن حمران قال : قال أبو عبد الله (عليه السّلام) : « يقتلِ حفدتي بأرض خراسان في مدينة يقال لها : طوس ، من زاره فيهاعارفاَ بحقه أخذتُه بيدي يوم القيامة وأدخلته الجنة وإن كان من أهل الكبائر » قال : جعلت فداك وما عرفان حقه ؟ قال : « تعلم أنه إمام مفترض الطاعة غريب شهيد ، من زاره عارفاً بحقه أعطاه الله تعالى أجر سبعين شهيد ممن استشهد بين يدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) على حقيقة».(جامع الاخبار ج5 ص16)







                      الملفات المرفقة

                      تعليق

                      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                      حفظ-تلقائي
                      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                      x
                      يعمل...
                      X