بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
السلام على الامام الثامن علي بن موسى الرضا ورحمة الله وبركاته
في سنة (198هـ) يقول الشاعر دعبل الخزاعي دخلت على سيدي الإمام أبي الحسن علي بن موسى الرضا (ع) بخراسان، فقلت له:
يا بن رسول الله، إني قلت فيكم أهل البيت قصيدة، وآليت على نفسي أن لا أنشدها أحداً قبلك، وأحب أن تسمعها مني.
فقال لي (ع): هاتها.. فأنشدته:
مدارس آيات خلت من تلاوة
ومهبط وحي مقفر العرصات
لآل رسول الله بالخيف من منى
وبالبيت والتعريف والجمرات
ديار علي والحسين وجعفر
وحمزة والسجاد ذي الثفنات
ديار عفاها جور كل منابذ
ولم تعف بالأيام والسنوات
ديار لعبد الله والفضل صنوه
سليل رسول الله ذي الدعوات
منازل كانت للصلاة وللتقى
وللصوم والتطهير والحسنات
منازل جبريل الأمـين يحلها
من الله بالتسليم والزكوات
ولما بلغت قولي:
أرى فيأهم في غيرهم مقسّماً
وأيديهم من فيئهم صفرات
بكى أبو الحسن (ع) وقال لي: صدقت يا خزاعي.. فواصلت إنشادي حتى انتهيت إلى قولي:
إذا وتروا مدّوا إلى أهل وترهم
أكفّاً عن الأوتار منقبضات
فبكى الإمام الرضا (ع) حتى أُغمي عليه،
فأومأ الخادم إليّ مجدداً أن أسكت.. فسكتّ.
فمكث الإمام الرضا (ع) ساعة أخرى ثم قال لي: أعد، فأعدت القصيدة، فجعل (ع) يقلب كفيه ويقول:
أجل والله منقبضات.. فتابعت إنشادي:
وآل رسول الله نحف جسومهم
وآل زياد غلّظ القصرات
سأبكيهم ما ذرّ في الأفق شارق
ونادى منادي الخير بالصلوات
وما طلعت شمس وحان غروبها
وبالليل أبكيهم وبالغدوات
ديار رسول الله أصبحن بلقعاً
وآل زياد تسكن الحجرات
وآل زياد في القصور مصونة
وآل رسول الله في الفلوات
ويضيف دعبل: تابعت الإنشاد، ولما بلغت إلى قولي:
لقد خفت في الدنيا وأيام سعيها
وإني لأرجو الأمن بعد وفاتي
قال الرضا (ع): آمنك الله يوم الفزع الأكبر.. ولما انتهيت إلى قولي:
وقبر ببغداد لنفس زكية
تضمّنها الرحمن في الغرفات
قال لي الرضا (ع): أفلا أُلحق بهذا الموضع بيتين بهما تمام قصيدتك؟
فقلت: بلى يا بن رسول الله.. فقال (ع):
وقبر بطوس يا لها من مصيبة
توقّد في الأحشاء بالحرقات
إلى الحشر حتى يبعث الله قائماً
يفرّج عنّا الهمّ والكربات
فقلت: يا بن رسول الله، هذا القبر الذي بطوس، قبر من هو؟ فقال (ع): قبري، ولا تنقضي الأيام والليالي حتى تصير طوس مختلَف شيعتي وزواري، ألا فمن زارني في غربتي كان معي في درجتي يوم القيامة مغفوراً له".
ولما فرغت من إنشاد قصيدتي كاملة قال لي (ع): أحسنت (ثلاث مرات) ثم نهض وأمرني: لا تبرح.. وبعد حين أنفذ إليّ بيد الخادم صرّة فيها عشرة آلاف درهم رضوي مما ضُرب باسمه واعتذر إليّ، فرددتها وقلت للخادم: والله ما لهذا جئت، وإنما جئت للسلام على ابن رسول الله(ص)، والتبرك بالنظر إلى وجهه الميمون، وإني لفي غنى، فإن رأى أن يستوهبني ثوباً من ثيابه للتبرك به وليكون كفني في آخرتي فهو أحبّ إليّ، فأعطاني الإمام الرضا (ع) قميصاً خزاً أخضر، وخاتماً فَصّه عقيق مع الصرّة وقال للخادم: قل لدعبل: خذها ولا تردها، فإنك ستصرفها، وأنت أحوج ما تكون إليها، واحتفظ بهذا القميص فقد صليت فيه ألف ركعة وختمت فيه القرآن ألف ختمة، فأخذتها فرحاً".
-------------------------اللهم صل على محمد وال محمد
السلام على الامام الثامن علي بن موسى الرضا ورحمة الله وبركاته
في سنة (198هـ) يقول الشاعر دعبل الخزاعي دخلت على سيدي الإمام أبي الحسن علي بن موسى الرضا (ع) بخراسان، فقلت له:
يا بن رسول الله، إني قلت فيكم أهل البيت قصيدة، وآليت على نفسي أن لا أنشدها أحداً قبلك، وأحب أن تسمعها مني.
فقال لي (ع): هاتها.. فأنشدته:
مدارس آيات خلت من تلاوة
ومهبط وحي مقفر العرصات
لآل رسول الله بالخيف من منى
وبالبيت والتعريف والجمرات
ديار علي والحسين وجعفر
وحمزة والسجاد ذي الثفنات
ديار عفاها جور كل منابذ
ولم تعف بالأيام والسنوات
ديار لعبد الله والفضل صنوه
سليل رسول الله ذي الدعوات
منازل كانت للصلاة وللتقى
وللصوم والتطهير والحسنات
منازل جبريل الأمـين يحلها
من الله بالتسليم والزكوات
ولما بلغت قولي:
أرى فيأهم في غيرهم مقسّماً
وأيديهم من فيئهم صفرات
بكى أبو الحسن (ع) وقال لي: صدقت يا خزاعي.. فواصلت إنشادي حتى انتهيت إلى قولي:
إذا وتروا مدّوا إلى أهل وترهم
أكفّاً عن الأوتار منقبضات
فبكى الإمام الرضا (ع) حتى أُغمي عليه،
فأومأ الخادم إليّ مجدداً أن أسكت.. فسكتّ.
فمكث الإمام الرضا (ع) ساعة أخرى ثم قال لي: أعد، فأعدت القصيدة، فجعل (ع) يقلب كفيه ويقول:
أجل والله منقبضات.. فتابعت إنشادي:
وآل رسول الله نحف جسومهم
وآل زياد غلّظ القصرات
سأبكيهم ما ذرّ في الأفق شارق
ونادى منادي الخير بالصلوات
وما طلعت شمس وحان غروبها
وبالليل أبكيهم وبالغدوات
ديار رسول الله أصبحن بلقعاً
وآل زياد تسكن الحجرات
وآل زياد في القصور مصونة
وآل رسول الله في الفلوات
ويضيف دعبل: تابعت الإنشاد، ولما بلغت إلى قولي:
لقد خفت في الدنيا وأيام سعيها
وإني لأرجو الأمن بعد وفاتي
قال الرضا (ع): آمنك الله يوم الفزع الأكبر.. ولما انتهيت إلى قولي:
وقبر ببغداد لنفس زكية
تضمّنها الرحمن في الغرفات
قال لي الرضا (ع): أفلا أُلحق بهذا الموضع بيتين بهما تمام قصيدتك؟
فقلت: بلى يا بن رسول الله.. فقال (ع):
وقبر بطوس يا لها من مصيبة
توقّد في الأحشاء بالحرقات
إلى الحشر حتى يبعث الله قائماً
يفرّج عنّا الهمّ والكربات
فقلت: يا بن رسول الله، هذا القبر الذي بطوس، قبر من هو؟ فقال (ع): قبري، ولا تنقضي الأيام والليالي حتى تصير طوس مختلَف شيعتي وزواري، ألا فمن زارني في غربتي كان معي في درجتي يوم القيامة مغفوراً له".
ولما فرغت من إنشاد قصيدتي كاملة قال لي (ع): أحسنت (ثلاث مرات) ثم نهض وأمرني: لا تبرح.. وبعد حين أنفذ إليّ بيد الخادم صرّة فيها عشرة آلاف درهم رضوي مما ضُرب باسمه واعتذر إليّ، فرددتها وقلت للخادم: والله ما لهذا جئت، وإنما جئت للسلام على ابن رسول الله(ص)، والتبرك بالنظر إلى وجهه الميمون، وإني لفي غنى، فإن رأى أن يستوهبني ثوباً من ثيابه للتبرك به وليكون كفني في آخرتي فهو أحبّ إليّ، فأعطاني الإمام الرضا (ع) قميصاً خزاً أخضر، وخاتماً فَصّه عقيق مع الصرّة وقال للخادم: قل لدعبل: خذها ولا تردها، فإنك ستصرفها، وأنت أحوج ما تكون إليها، واحتفظ بهذا القميص فقد صليت فيه ألف ركعة وختمت فيه القرآن ألف ختمة، فأخذتها فرحاً".
مكتبة الشيعة
ملاحظة / تم ذكر الابيات المختصة بحق الامام المهدي (عج) في قسم الامام المهدي في هذا المنتدى.
تعليق