تويت
روي أنّ العباس بن علي لما رأى جميع عسكر الحسين قتلوا واخوته وبنو عمه بكى وأنَّ، وإلى لقاء ربه اشتاق وحنّ، فحمل الراية وجاء نحو أخيه الحسين وقال: يا أخي هل رخصته فبكى الحسين بكاء شديدًا حتّى ابتلت لحيته بالدموع ثمّ قالّ: يا أخي كنت العلامة من عسكري ومجمع عددنا فاذا انت غدوت يؤول جمعنا الى شتات وعمارتنا تنبعث الى الخراب.
فقال: العباس فداك روح أخيك يا سيدي قد ضاق صدري من حياه الدنيا وأريد اخذ ثأري من هؤلاء المنافقين.
فقال: الحسين (عليه السلام) إذا غدوت إلى الجهاد فاطلب لهؤلاء الاطفال قليلا من الماء.
وفي رواية أخرى فاشتد العطش بالحسين (عليه السلام) واصحابه فدعى بأخيه العباس وقال له اجمع اهل بيتك واحفر بئرا ففعلوا ذلك فطموها ثم حفروا اخرى فطموها فتزايد العطش عليهم فقال العباس لأخيه الحسين يا اخي ما ترى ما حل بنا من العطش واشد الاشياء علينا عطش الاطفال والحرام الى اخر الرواية.
قال: بعدما تقدّم فلما أجاز الحسين (عليه السلام) أخاه العباس للبراز برز كالجبل العظيم وقلبه كالطود الجسيم؛ لأنه كان فارسا هماما وبطلا ضرغاما وكان جسورا على الطعن والضرب في ميدان الكفاح والحرب.
وقال في البحار: كان رجلا وسيما جميلا يركب الفرس الطمهم ورجلاه يخطان في الارض وكان يقال له قمر بني هاشم.
في المنتخب: بعد ما تقدم فلما توسط الميدان وقف وقال يا عمر بن سعد هذا الحسين ابن بنت رسول الله يقول انكم قتلتم اصحابه واخوته وبني عمه وبقي فريدا مع اولاده وعياله وهم عطاش قد احرق الظماء قلوبهم فسقوه شربه من الماء لان اطفاله عياله وصلوا الى الهلاك وهو مع ذلك يقول لكم دعوني اخرج الى طرف الروم او الهند واخلي لكم الحجاز والعراق والشرط لكم ان غدا في القيامة لا اخاصمكم عند الله حتّى يفعل الله بكم ما يريد فلما اوصل العباس اليهم الكلام عن اخيه فمنهم من سكت ولم يرد جوابا ومنهم من جلس يبكي فخرج الشمر لع والشبت نور ربعي فجاء نحو العباس وقالا يا ابن ابي تراب قل لأخيك لو كان كل وجه الارض ماء ديانا ما اسقيناكم قطره الا ان تدخلوا في بيعه يزيد لع فتبسم العباس ومضى الى اخيه الحسين ع وعرض عليه ما قالوا فطأطأ راسه الى الارض وبكى حتى بلل زباقه فسمع الحسين ع وهم ينادون العطش العطش فلما سمع العباس ذلك رمق بطرفه الى السماء وقال الهي وسيدي اريد اعتد بعدتي واملئ لهؤلاء الاطفال قربة من الماء فركب فرسه واخذ رمحه والقربة في كفه.
في رواية ابي مخنف: وانشأ يقول:
وقاتل اليوم بقلب منفتل اذب عن سبط النبي أحمد
اني انا العباس ذو الثور دنجل على الطاهر المؤيد
أضربكم بالصارم والمهند حتّى يحيدوا عن قتال سيدي.
وفي المنتخب: وكان قد جعل عمر بن سعد لعنه الله اربعة آلاف خارجي موكلين على الماء لا يدعون احدا من اصحاب الحسين يشربون منه فلما راوا العباس قاصدا الى الفرات احاطوا به من كل جانب ومكان فقال: لهم يا قوم انتم كفر ام مسلمون هل يجوز في مذهبكم او في دينكم ان تمنعوا الحسين وعياله شرب الماء والكلاب والخنازير يشربون منه والحسين مع اطفاله واهل بيته يموتون عطشا اما تذكرون عطش القيامه فلما كلام العباس وقف خمسمائة رجل ورموه بالنبل والسهام فحمل عليهم.
وفي البحار: وجعل يقول:
لا ارهب الموت اذا الموت زقا
حتى اواري في المصاليت لقا
نفسي لنفسي المصطفى الطهر وقا
اني انا العباس اغدو بالسقا
ولا اخاف الشر يوم الملتقى.
وزاد في روايه ابي مخنف:
اني صبور وشاكر للملتقى
ولا اخاف طارق اذا طرقا
بل اضرب الهام وابرئ العنقا.
و في المنتخب: فتفرقوا عنه هاربين كما يتفرقوا عن الذئب الغنم وغاص في اوساطهم حتى قتل منهم على ما نقل تقريبا من ثمانين فارسه فهز فرسه الى الماء واراد ان يشرب فذكر عطش الحسين واطفاله فرم الماء من يده وقال والله لا اشرب واخي الحسين وعياله واطفاله عطاش لا كان ذلك ابدا ثم ملا القربة وحملها على كتفه الأيمن.
وفي روايه ابي مخنف: خرج من المشرعه وحمل القربه وانشأ يقول:
يا نفس من بعد الحسين هوني
من بعده لا كنت او لا تكوني
هذا الحسين شارب المنون
وتشربين البارد المعين
هيهات ما هذا فعال دين
ولا فعال صادق امين.
وفي المنتخب: وهمز فرسه واراد ان يوصل الماء الى الخيمة فاجتمع عليه القوم فحمل عليهم فتفرقوا عنه وسارا هو الخيمه فقطعوا عليها الطريق فحاربهم محاربه عظيمه وصادفه نوفل الازرق لعنه الله وضربه على يده اليمنى فبراها فحمل العباس القرب على كتفه الايسر.
وفي البحار: واخذ السيف بشماله وحمل وهو يرتجز
والله ان قطعتموا يميني
اني احامي ابدا عن ديني
وعن امام صادق اليقين
نجل النبي الطاهر الامين.
فقاتل حتى ضعف، فكمن له الحكم بن الطفيل الطائي لع من وراء نخله فضربه على شماله فقال:
يا نفس لا تخشي من الكفار
وابشري برحمه الجبار
مع النبي السيد المختار
قد قطعوا ببغيهم يساري
فاصلهم يا رب حر النار.
في المنتخب: فحمل القربه باسنانه فجاء سهم فاصاب القربه فانفرت واريق ماؤها ثم جاء سهام اخر في صدره.
وفي روايه ابي مخنف: جعل يحمل على القوم ويداه ينضحان دما فحملوا عليه باجمعهم وضربه رجل منهم بعمود من حديد على ام راسه ففلق هامته وخر صريعا على الارض وهو ينادي يا ابا عبد الله عليك من السلام.
وفي المنتخب: فلما راى الحسين اخاه وقد انصرع انصرخ وااخاه واعباساه وا مهجة قلباه يعز والله على فراقك ثم حمل على القوم وكشفهم عنه ثم نزل اليه.
وفي البحار: لما قتل العباس قال الحسين الان انكسر ظهري وقلت حيلتي.
وفيه ايضا: فلما راه الحسين صريعا على شاطئ الفرات بكى وانشأ يقول:
تعديتم يا شر قوم ببغيكم وخالفتم دين النبي محمد
اما كان خير الرسل اوصابنا اما نحن من نجل النبي المسدد
اما كانت الزهراء امي دونكم فما كان من خيره البريه احمد
لعنتم واخزيتم بما قد خبيتموا فسوف تلاقون حر نارا توقد.
قال ابو مخنف: وحمل على ظهر جواده حاطوا به واستفردوه وخرقوا قربه ملئها قاصد السؤال ثارو عليه بطعنهم وضربهم وبطعنهم اردوه في الميدان واقبل به نحو الخيم وطرحه فيها .
في المنتخب: وهو يبكي حتى اغمي عليه .
قال ابو مخنف: وبكى عليه كل من كان حوله وقال جزاك الله عني خير الجزاء فنعم الاخ المواسي كنت لي لقد جاهدت في سبيل الله حق جهاده ونصحت الله ولرسوله ولامير المؤمنين وأولاده.
المصادر:
[1] بحار الانوار: 45/ 39.
فقال: العباس فداك روح أخيك يا سيدي قد ضاق صدري من حياه الدنيا وأريد اخذ ثأري من هؤلاء المنافقين.
فقال: الحسين (عليه السلام) إذا غدوت إلى الجهاد فاطلب لهؤلاء الاطفال قليلا من الماء.
وفي رواية أخرى فاشتد العطش بالحسين (عليه السلام) واصحابه فدعى بأخيه العباس وقال له اجمع اهل بيتك واحفر بئرا ففعلوا ذلك فطموها ثم حفروا اخرى فطموها فتزايد العطش عليهم فقال العباس لأخيه الحسين يا اخي ما ترى ما حل بنا من العطش واشد الاشياء علينا عطش الاطفال والحرام الى اخر الرواية.
قال: بعدما تقدّم فلما أجاز الحسين (عليه السلام) أخاه العباس للبراز برز كالجبل العظيم وقلبه كالطود الجسيم؛ لأنه كان فارسا هماما وبطلا ضرغاما وكان جسورا على الطعن والضرب في ميدان الكفاح والحرب.
وقال في البحار: كان رجلا وسيما جميلا يركب الفرس الطمهم ورجلاه يخطان في الارض وكان يقال له قمر بني هاشم.
في المنتخب: بعد ما تقدم فلما توسط الميدان وقف وقال يا عمر بن سعد هذا الحسين ابن بنت رسول الله يقول انكم قتلتم اصحابه واخوته وبني عمه وبقي فريدا مع اولاده وعياله وهم عطاش قد احرق الظماء قلوبهم فسقوه شربه من الماء لان اطفاله عياله وصلوا الى الهلاك وهو مع ذلك يقول لكم دعوني اخرج الى طرف الروم او الهند واخلي لكم الحجاز والعراق والشرط لكم ان غدا في القيامة لا اخاصمكم عند الله حتّى يفعل الله بكم ما يريد فلما اوصل العباس اليهم الكلام عن اخيه فمنهم من سكت ولم يرد جوابا ومنهم من جلس يبكي فخرج الشمر لع والشبت نور ربعي فجاء نحو العباس وقالا يا ابن ابي تراب قل لأخيك لو كان كل وجه الارض ماء ديانا ما اسقيناكم قطره الا ان تدخلوا في بيعه يزيد لع فتبسم العباس ومضى الى اخيه الحسين ع وعرض عليه ما قالوا فطأطأ راسه الى الارض وبكى حتى بلل زباقه فسمع الحسين ع وهم ينادون العطش العطش فلما سمع العباس ذلك رمق بطرفه الى السماء وقال الهي وسيدي اريد اعتد بعدتي واملئ لهؤلاء الاطفال قربة من الماء فركب فرسه واخذ رمحه والقربة في كفه.
في رواية ابي مخنف: وانشأ يقول:
وقاتل اليوم بقلب منفتل اذب عن سبط النبي أحمد
اني انا العباس ذو الثور دنجل على الطاهر المؤيد
أضربكم بالصارم والمهند حتّى يحيدوا عن قتال سيدي.
وفي المنتخب: وكان قد جعل عمر بن سعد لعنه الله اربعة آلاف خارجي موكلين على الماء لا يدعون احدا من اصحاب الحسين يشربون منه فلما راوا العباس قاصدا الى الفرات احاطوا به من كل جانب ومكان فقال: لهم يا قوم انتم كفر ام مسلمون هل يجوز في مذهبكم او في دينكم ان تمنعوا الحسين وعياله شرب الماء والكلاب والخنازير يشربون منه والحسين مع اطفاله واهل بيته يموتون عطشا اما تذكرون عطش القيامه فلما كلام العباس وقف خمسمائة رجل ورموه بالنبل والسهام فحمل عليهم.
وفي البحار: وجعل يقول:
لا ارهب الموت اذا الموت زقا
حتى اواري في المصاليت لقا
نفسي لنفسي المصطفى الطهر وقا
اني انا العباس اغدو بالسقا
ولا اخاف الشر يوم الملتقى.
وزاد في روايه ابي مخنف:
اني صبور وشاكر للملتقى
ولا اخاف طارق اذا طرقا
بل اضرب الهام وابرئ العنقا.
و في المنتخب: فتفرقوا عنه هاربين كما يتفرقوا عن الذئب الغنم وغاص في اوساطهم حتى قتل منهم على ما نقل تقريبا من ثمانين فارسه فهز فرسه الى الماء واراد ان يشرب فذكر عطش الحسين واطفاله فرم الماء من يده وقال والله لا اشرب واخي الحسين وعياله واطفاله عطاش لا كان ذلك ابدا ثم ملا القربة وحملها على كتفه الأيمن.
وفي روايه ابي مخنف: خرج من المشرعه وحمل القربه وانشأ يقول:
يا نفس من بعد الحسين هوني
من بعده لا كنت او لا تكوني
هذا الحسين شارب المنون
وتشربين البارد المعين
هيهات ما هذا فعال دين
ولا فعال صادق امين.
وفي المنتخب: وهمز فرسه واراد ان يوصل الماء الى الخيمة فاجتمع عليه القوم فحمل عليهم فتفرقوا عنه وسارا هو الخيمه فقطعوا عليها الطريق فحاربهم محاربه عظيمه وصادفه نوفل الازرق لعنه الله وضربه على يده اليمنى فبراها فحمل العباس القرب على كتفه الايسر.
وفي البحار: واخذ السيف بشماله وحمل وهو يرتجز
والله ان قطعتموا يميني
اني احامي ابدا عن ديني
وعن امام صادق اليقين
نجل النبي الطاهر الامين.
فقاتل حتى ضعف، فكمن له الحكم بن الطفيل الطائي لع من وراء نخله فضربه على شماله فقال:
يا نفس لا تخشي من الكفار
وابشري برحمه الجبار
مع النبي السيد المختار
قد قطعوا ببغيهم يساري
فاصلهم يا رب حر النار.
في المنتخب: فحمل القربه باسنانه فجاء سهم فاصاب القربه فانفرت واريق ماؤها ثم جاء سهام اخر في صدره.
وفي روايه ابي مخنف: جعل يحمل على القوم ويداه ينضحان دما فحملوا عليه باجمعهم وضربه رجل منهم بعمود من حديد على ام راسه ففلق هامته وخر صريعا على الارض وهو ينادي يا ابا عبد الله عليك من السلام.
وفي المنتخب: فلما راى الحسين اخاه وقد انصرع انصرخ وااخاه واعباساه وا مهجة قلباه يعز والله على فراقك ثم حمل على القوم وكشفهم عنه ثم نزل اليه.
وفي البحار: لما قتل العباس قال الحسين الان انكسر ظهري وقلت حيلتي.
وفيه ايضا: فلما راه الحسين صريعا على شاطئ الفرات بكى وانشأ يقول:
تعديتم يا شر قوم ببغيكم وخالفتم دين النبي محمد
اما كان خير الرسل اوصابنا اما نحن من نجل النبي المسدد
اما كانت الزهراء امي دونكم فما كان من خيره البريه احمد
لعنتم واخزيتم بما قد خبيتموا فسوف تلاقون حر نارا توقد.
قال ابو مخنف: وحمل على ظهر جواده حاطوا به واستفردوه وخرقوا قربه ملئها قاصد السؤال ثارو عليه بطعنهم وضربهم وبطعنهم اردوه في الميدان واقبل به نحو الخيم وطرحه فيها .
في المنتخب: وهو يبكي حتى اغمي عليه .
قال ابو مخنف: وبكى عليه كل من كان حوله وقال جزاك الله عني خير الجزاء فنعم الاخ المواسي كنت لي لقد جاهدت في سبيل الله حق جهاده ونصحت الله ولرسوله ولامير المؤمنين وأولاده.
إعداد
السيد أحمد الغالبي
السيد أحمد الغالبي
المصادر:
- المنتخب للطريحي.
- بحار الانوار للمجلسي.
- مقتل أبو مخنف.
[1] بحار الانوار: 45/ 39.
تعليق