إغاثة السماء بنزول الغيث بأيام القحط عند رفع الإمام الرضا (ع) يديه بدعاء الإستسقاء .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
أسعد الله ايامكم بذكرى ولادة سيدنا ومولانا الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) .
روي عن أبي يعقوب يوسف بن محمّد بن زياد ، وعلي بن محمّد بن سيّار ، عن الحسن بن علي العسكري ، عن أبيه عليّ بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن عليّ النقي عليهم السلام ، قال : إنّ الرضا عليه السلام لمّـا جعله المأمون وليّ عهده ، جعل بعض حاشية المأمون والمتعصّبين على الرضا عليه السلام يقولون : انظروا إلى الذي جاءنا من عليّ بن موسى الرضا وليّ عهدنا ، فحبس الله عزّ وجلّ علينا المطر .
واتّصل ذلك بالمأمون فاشتدّ عليه ، فقال للرضا عليه السلام : لو دعوت الله عزّ وجلّ أن يمطر للناس . فقال : نعم. قال : ومتى تفعل ذلك ؟ وكان ذلك يوم الجمعة ، فقال : يوم الاثنين ، فإنّ رسول الله صلى الله عليه وآله أتاني البارحة في منامي ومعه أمير المؤمنين عليه السلام وقال : يا بني ، انتظر يوم الاثنين ، وابرز إلى الصحراء واستسقِ ، فإنّ الله عزّ وجلّ يسقيهم ، وأخبرهم بما يريك الله ممّـا لا يعلمون كي يزداد علمهم بفضلك ومكانك من ربّك عزّ وجلّ .
فلمّـا كان يوم الاثنين عمد إلى الصحراء ، وخرج الخلائق ينظرون ، فصعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : (( اللهمّ يا ربّ ، إنّك عظّمت حقّنا أهل البيت ، وتوسّلوا بنا كما أمرت ، وأمّلوا فضلك ورحمتك ، وتوقّعوا إحسانك ونعمتك ، فاسْقِهِم سقياً نافعاً عامّاً غير رائث ولا ضائر . وليكن ابتداء مطرهم بعد انصرافهم من مشهدهم هذا إلى مستقرّهم ومنازلهم .
قال : فوالذي بعث محمّداً صلى الله عليه وآله بالحقّ نبيّاً ، لقد هبّت الرياح والغيوم ، وأرعدت وأبرقت ، وتحرّك الناس كأنّهم يريدون التنحّي عن المطر .
فقال الرضا عليه السلام : على رِسلكم أ يّها الناس ، فليس هذا الغيم لكم ، إنّما هي لبلد كذا ، فمضت السحابة وعبرت .
فجاءت سحابة أخرى تشتمل على رعد وبرق ، فتحرّك الناس ، فقال : على رِسلكم ، فما هذه لكم إنّما هي لبلد كذا. فمضت ، فما زال كذلك حتّى جاءت عشر سحائب وعبرت ، وهو يقول : إنّما هي لكذا .
ثمّ أقبلت سحابة جارية ، فقال : أيّها الناس ، هذه بعثها الله لكم ، فاشكروا الله على فضله عليكم ، وقوموا إلى منازلكم ومقارّكم ، فإنّها مُسامِتة لرؤوسكم ، ممسكةٌ عنكم إلى أن تدخلوا مقارّكم ، ثمّ يأتيكم من الخير ما يليق بكرم الله وجلاله .
ونزل عن المنبر وانصرف الناس ، فما زالت السحابة ممسكة إلى أن قربوا من منازلهم ، ثمّ جاءت بوابل مطر ، فملأت الأودية والحياض والغدران والفلوات ، وجعل الناس يقولون : هينئاً لولد رسول الله صلى الله عليه وآله كنز آيات الله )) .
المصدر : دلائل الامامة ، محمد بن جرير الطبري ( الشيعي) ، ص 376 .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
أسعد الله ايامكم بذكرى ولادة سيدنا ومولانا الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) .
روي عن أبي يعقوب يوسف بن محمّد بن زياد ، وعلي بن محمّد بن سيّار ، عن الحسن بن علي العسكري ، عن أبيه عليّ بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن عليّ النقي عليهم السلام ، قال : إنّ الرضا عليه السلام لمّـا جعله المأمون وليّ عهده ، جعل بعض حاشية المأمون والمتعصّبين على الرضا عليه السلام يقولون : انظروا إلى الذي جاءنا من عليّ بن موسى الرضا وليّ عهدنا ، فحبس الله عزّ وجلّ علينا المطر .
واتّصل ذلك بالمأمون فاشتدّ عليه ، فقال للرضا عليه السلام : لو دعوت الله عزّ وجلّ أن يمطر للناس . فقال : نعم. قال : ومتى تفعل ذلك ؟ وكان ذلك يوم الجمعة ، فقال : يوم الاثنين ، فإنّ رسول الله صلى الله عليه وآله أتاني البارحة في منامي ومعه أمير المؤمنين عليه السلام وقال : يا بني ، انتظر يوم الاثنين ، وابرز إلى الصحراء واستسقِ ، فإنّ الله عزّ وجلّ يسقيهم ، وأخبرهم بما يريك الله ممّـا لا يعلمون كي يزداد علمهم بفضلك ومكانك من ربّك عزّ وجلّ .
فلمّـا كان يوم الاثنين عمد إلى الصحراء ، وخرج الخلائق ينظرون ، فصعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : (( اللهمّ يا ربّ ، إنّك عظّمت حقّنا أهل البيت ، وتوسّلوا بنا كما أمرت ، وأمّلوا فضلك ورحمتك ، وتوقّعوا إحسانك ونعمتك ، فاسْقِهِم سقياً نافعاً عامّاً غير رائث ولا ضائر . وليكن ابتداء مطرهم بعد انصرافهم من مشهدهم هذا إلى مستقرّهم ومنازلهم .
قال : فوالذي بعث محمّداً صلى الله عليه وآله بالحقّ نبيّاً ، لقد هبّت الرياح والغيوم ، وأرعدت وأبرقت ، وتحرّك الناس كأنّهم يريدون التنحّي عن المطر .
فقال الرضا عليه السلام : على رِسلكم أ يّها الناس ، فليس هذا الغيم لكم ، إنّما هي لبلد كذا ، فمضت السحابة وعبرت .
فجاءت سحابة أخرى تشتمل على رعد وبرق ، فتحرّك الناس ، فقال : على رِسلكم ، فما هذه لكم إنّما هي لبلد كذا. فمضت ، فما زال كذلك حتّى جاءت عشر سحائب وعبرت ، وهو يقول : إنّما هي لكذا .
ثمّ أقبلت سحابة جارية ، فقال : أيّها الناس ، هذه بعثها الله لكم ، فاشكروا الله على فضله عليكم ، وقوموا إلى منازلكم ومقارّكم ، فإنّها مُسامِتة لرؤوسكم ، ممسكةٌ عنكم إلى أن تدخلوا مقارّكم ، ثمّ يأتيكم من الخير ما يليق بكرم الله وجلاله .
ونزل عن المنبر وانصرف الناس ، فما زالت السحابة ممسكة إلى أن قربوا من منازلهم ، ثمّ جاءت بوابل مطر ، فملأت الأودية والحياض والغدران والفلوات ، وجعل الناس يقولون : هينئاً لولد رسول الله صلى الله عليه وآله كنز آيات الله )) .
المصدر : دلائل الامامة ، محمد بن جرير الطبري ( الشيعي) ، ص 376 .
تعليق