الابعاد والجوانب العبادية لفريضة الحج
1ـ تعزيز قواعد الاخلاص والتقوى، ويعتبر آية الله الشيرازي في بيان الجانب العبادي لفريضة الحج ان تربية النفوس وتعزيز الاخلاق وتوثيق عرى التقوى هي المظهر الاساسي في فلسفة الحج واسراره العبادية، ثم قال: إن البعد الاخلاقي والعبادي اللذان يعدان الركنان الاساسيان لبلورة فلسفة الحج، يتجليان في تهذيب النفوس وتربيتها وبناء الاخلاق وتعزيز اواصر التقوى والاخلاص(11). فقد جاء في الاحاديث الشريفة ما اشتهر من التعبير عن حالة النقاء والطهارة من الذنوب التي يتصف به الحاج بعد أداء مناسك الحج، حيث تقول الرواية "يخرج من ذنوبه كهيئته يوم ولدته امّه" وسر تلك الطهارة والنقاء من الذنوب هو التوجه الى الله وحده والاخلاص اليه سبحانه، من خلال حفظ الضوابط والقوانين وعبر الوعي الحقيقي بفلسفة الحج(12). وهذا دليل على التأثير العميق الذي يخلقه الحج العظيم على روح ونفس الانسان، وهو تطهير باطنه من كل الذنوب والمعاصي والخبائث التي سيطرت على قلبه وسكنت اعماقه، ودون شك فان ذلك من اكبر فوائد الحج واعظمها التي يجنيها زوار بيت الله الحرام(13).
2 ـ الحج ولادة وحياة جديدة، ويمضي سماحته في بيان اعمال ومناسك الحج وابعادها العبادية الرائعة، وهو بذلك ينعش الحقل المعرفي لطلاب البحث والتقصي من الطلبة والمؤمنين عن هذه الفريضة برؤى وافكار جديدة، اذ يقول: ان المؤمنين كلما تقدموا خطوة الى الامام تقربوا الى الله سبحانه اكثر، ويزداد يقينهم بأن المعبود والمحبوب الحقيقي حاضر في كل مكان، من هنا فان الحج يعني ولادة وحياة جديدة للانسان الحاج، والحجاج الذين يدركون بكل وجودهم الابعاد المعنوية والاثار الروحانية الحقيقية لشعيرة الحج، فان تلك الاثار والابعاد الرائعة ستظل تسكن نفوسهم وارواحهم وقلوبهم حتى نهاية اعمارهم، وربما يكون ذلك هو السر في وجوب الحج مرة واحدة في حياة الانسان(14).
وتتجلى هذه الحقيقة اكثر حينما يستذكر حجاج بيت الله النبي ابراهيم محطم الاصنام واسماعيل ذبيح الله وامه السيدة هاجر، ويتصفحون حياتهم الحافلة بالتوحيد والايمان والتوكل والاخلاص والتسليم والتضحية والايثار، وتتجسد امام اعينهم جميع المواقف التي سطروها والتي تهز الانسان من الاعماق، وكذلك يلتفتون الى ان ارض مكة بشكل عام والمسجد الحرام والبناء الشامخ للكعبة المشرفة ومكان الطواف، هو حضور لسيرة النبي(صلى الله عليه وآله) العطرة واصحابه العظام وكذلك استذكار للمجاهدين الذين ضحوا بأعز ما يملكون في سبيل الله في الصدر الاول من الاسلام، فان الثورة الاخلاقية سوف تتعمق اكثر في نفوس الحجاج والمعتمرين، على نحو أن الانسان سوف يتذكر في كل جانب وزاوية من زوايا المسجد الحرام وارض مكة المكرمة شخص النبي الكريم(صلى الله عليه وآله) والامام علي(عليه السلام) وسائر الصحابة الكرام، ويسمع اصواتهم الهادرة التي تجلت فيها الحماسة والاقدام والتضحية في سبيل الله.
أجل فان كل عباد الله وهم في البيت العتيق يمدون ايديهم لبعض وفي اتحاد وانسجام ملفت وبذلك يتبلور الاعداد لثورة اخلاقية كبيرة تنبثق من قلوب ناظجة ومستعدة، وفي مشهد وصورة غاية في الاعجاب والروعة سيقلب اوراق حياة الانسان الى الوراء لينتهي الى صفحة جديدة ناصعة هي الصفحة الاولى واللحظة الاولى من حياة ذلك الانسان معلنا بذلك بداية حياة وعمر جديد(15).
1ـ تعزيز قواعد الاخلاص والتقوى، ويعتبر آية الله الشيرازي في بيان الجانب العبادي لفريضة الحج ان تربية النفوس وتعزيز الاخلاق وتوثيق عرى التقوى هي المظهر الاساسي في فلسفة الحج واسراره العبادية، ثم قال: إن البعد الاخلاقي والعبادي اللذان يعدان الركنان الاساسيان لبلورة فلسفة الحج، يتجليان في تهذيب النفوس وتربيتها وبناء الاخلاق وتعزيز اواصر التقوى والاخلاص(11). فقد جاء في الاحاديث الشريفة ما اشتهر من التعبير عن حالة النقاء والطهارة من الذنوب التي يتصف به الحاج بعد أداء مناسك الحج، حيث تقول الرواية "يخرج من ذنوبه كهيئته يوم ولدته امّه" وسر تلك الطهارة والنقاء من الذنوب هو التوجه الى الله وحده والاخلاص اليه سبحانه، من خلال حفظ الضوابط والقوانين وعبر الوعي الحقيقي بفلسفة الحج(12). وهذا دليل على التأثير العميق الذي يخلقه الحج العظيم على روح ونفس الانسان، وهو تطهير باطنه من كل الذنوب والمعاصي والخبائث التي سيطرت على قلبه وسكنت اعماقه، ودون شك فان ذلك من اكبر فوائد الحج واعظمها التي يجنيها زوار بيت الله الحرام(13).
2 ـ الحج ولادة وحياة جديدة، ويمضي سماحته في بيان اعمال ومناسك الحج وابعادها العبادية الرائعة، وهو بذلك ينعش الحقل المعرفي لطلاب البحث والتقصي من الطلبة والمؤمنين عن هذه الفريضة برؤى وافكار جديدة، اذ يقول: ان المؤمنين كلما تقدموا خطوة الى الامام تقربوا الى الله سبحانه اكثر، ويزداد يقينهم بأن المعبود والمحبوب الحقيقي حاضر في كل مكان، من هنا فان الحج يعني ولادة وحياة جديدة للانسان الحاج، والحجاج الذين يدركون بكل وجودهم الابعاد المعنوية والاثار الروحانية الحقيقية لشعيرة الحج، فان تلك الاثار والابعاد الرائعة ستظل تسكن نفوسهم وارواحهم وقلوبهم حتى نهاية اعمارهم، وربما يكون ذلك هو السر في وجوب الحج مرة واحدة في حياة الانسان(14).
وتتجلى هذه الحقيقة اكثر حينما يستذكر حجاج بيت الله النبي ابراهيم محطم الاصنام واسماعيل ذبيح الله وامه السيدة هاجر، ويتصفحون حياتهم الحافلة بالتوحيد والايمان والتوكل والاخلاص والتسليم والتضحية والايثار، وتتجسد امام اعينهم جميع المواقف التي سطروها والتي تهز الانسان من الاعماق، وكذلك يلتفتون الى ان ارض مكة بشكل عام والمسجد الحرام والبناء الشامخ للكعبة المشرفة ومكان الطواف، هو حضور لسيرة النبي(صلى الله عليه وآله) العطرة واصحابه العظام وكذلك استذكار للمجاهدين الذين ضحوا بأعز ما يملكون في سبيل الله في الصدر الاول من الاسلام، فان الثورة الاخلاقية سوف تتعمق اكثر في نفوس الحجاج والمعتمرين، على نحو أن الانسان سوف يتذكر في كل جانب وزاوية من زوايا المسجد الحرام وارض مكة المكرمة شخص النبي الكريم(صلى الله عليه وآله) والامام علي(عليه السلام) وسائر الصحابة الكرام، ويسمع اصواتهم الهادرة التي تجلت فيها الحماسة والاقدام والتضحية في سبيل الله.
أجل فان كل عباد الله وهم في البيت العتيق يمدون ايديهم لبعض وفي اتحاد وانسجام ملفت وبذلك يتبلور الاعداد لثورة اخلاقية كبيرة تنبثق من قلوب ناظجة ومستعدة، وفي مشهد وصورة غاية في الاعجاب والروعة سيقلب اوراق حياة الانسان الى الوراء لينتهي الى صفحة جديدة ناصعة هي الصفحة الاولى واللحظة الاولى من حياة ذلك الانسان معلنا بذلك بداية حياة وعمر جديد(15).
سماحة المرجع آية الله العظمى مكارم الشيرازي
12بحار الانوار، ج 99، ص 26.
[13] رسالة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام؛ ج1؛ ص261.
[14] پيام امام امير المومنين عليه السلام، ج1، ص: 262.
[15] تفسير الأمثل، ج14، ص: 76
تعليق