إنّنا نخشى من اسم السم إلى درجة تجعلنا لا نفكر يوماً بالاقتراب منه، لأنّه يعيش في أذهاننا في نفس خانة الموت، أوليس السم يؤدي إلى الموت غالباً؟
وإذا دخل في جسم الإنسان سمّاً، سواء عبر لدغة حيةٍ أو عقرب، أو عبر طعامٍ مسموم، فإنّه يسرع إلى إخراجه من بدنه بكلّ ما أمكنه من فعل، حتى وإن تطلب الأمر إلى بذل أموالٍ طائلة في سبيل تخليص الجسم من قطرات السم تلك.
أمّا من يمتنع عن إخراجه بداعي أنّه كان مع طعامٍ لذيذٍ، أو جاء من حيةٍ ملساء جميلة المنظر، أو أنه صار جزءاً من بدنه، فإنّه لا عقل له بالتأكيد.
كما السم المادي هو السم المعنوي، أعني الأفكار الضالة والمضرّة، هي الأخرى فتّاكة ولكن فتكها يطال روح الإنسان، فلا ينبغي السماح لها بدخول الروح، وإذا دخلت –بطريقةٍ أو بأخرى—لابد من التخلص منها بأسرع وقت، وإلا دمّرت كيان الإنسان.
أمّا من يعتزّ بتلك الأفكار السامة والثقافات الباطلة ويدافع عنها، بداعي أنّها جاءت ضمن أساليب طرح جميلة، أو لأنّها صدرت من أشخاص عظماء – في نظره- أو لأن الفكرة صارت جزءاً من كيانه وإن كانت باطلة، فإنّه لا عقل له بالتأكيد.
------------
منقول
تعليق