بسم الله الرحمن الرحيم
والصلام والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم اجمعا من الأولين الأخرين
أقول :
اختلفت الروايات حول المتهمة بالإفك هل هي عائشة أو مارية القبطية, فروى والتزم أكثر أهل السنة بأنها عائشة ويروى الكثير من أئمة السنة أن من رميت بالإفك هي مارية القبطية,
فقد روى ذلك مسلم في صحيحه والحاكم وأحمد والطبراني وحديث مسلم في صحيحة (8/119) ورد عن أنس بلفظ (ان رجلاً كان يتهم بأم ولد رسول الله (ص) فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي اذهب فاضرب عنقه فأتاه علي فإذا هو في ركي يتبرد فيها فقال له علي اخرج فناوله يده فأخرجه فإذا هو مجبوب ليس له ذكر فكف علي عنه ثم أتى النبي (صلى الله عليه وآله ) فقال: يارسول الله إنه لمجبوب ماله ذكر)، ورواية الحاكم (4/ 39ـ 40) فيهما: (إن أم إبراهيم كانت تتهم برجل...)
و( إن رجلاً كان يتهم بأم إبراهيم...)،
وفي (مجمع الزوائد 9/ 161) بلفظ: (.. وكان قبطي يأوي إليها ويأتيها بالماء والحطب فقال الناس في ذلك علج يأوي إلى علجة...)،
وفي أخرى بلفظ: (... ألا أخبرك يا عمر إن جبريل (صلى الله عليه وآله ) أتاني فأخبرني أن الله عز وجل قد برأها وقريبها مما وقع في نفسي وبشرني أن في بطنها غلاماً مني وأنه أشبه الناس بي وأمرني أن اسميه إبراهيم...).
وكانت عائشة ممن تكلم في ذلك بسبب غيرتها المشهورة عنها والتي تعترف هي،
أن عائشة هي من تتهم زوجة النبي أم إبراهم
يعني هي صاحبت الشاعته
وهذا ؟
اعترفت عائشة بأن نفيها الشبه بين الرسول وابنه هو غيرة منها فيروى الحاكم النيسابورى فى المستدرك بسنده عن السيدة عائشة أنها قالت :
(( أُهديت مارية إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ، ومعها ابن عم لها ، قالت: فوقع عليها وقعة فاستمرت حاملا ،
قالت: فعزلها عند ابن عمها ، قالت: فقال أهل الإفك والزور من حاجته إلى الولد ادعى ولد غيره ، وكانت أمه قليلة اللبن ، فابتاعت له ضائنة لبون ، فكان يغذى بلبنها ،
فحسن عليه لحمه .
قالت عائشة: فدخل به علي النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم فقال: كيف ترين ؟
فقلت: من غذى بلحم الضأن يحسن لحمه .
قال: ولا الشبه ؟
قالت: فحملني ما يحمل النساء من الغيرة أن قلت ما أرى شبها .
قالت: وبلغ رسول الله صلى الله عليه وآله ما يقول الناس فقال لعلي: خذ هذا السيف فانطلق فاضرب عنق ابن عم مارية حيث وجدته .
قالت: فانطلق فإذا هو في حائط على نخلة يخترف رطبا .
قال: فلما نظر إلى علي ومعه السيف استقبلته رعدة .
قال: فسقطت الخرقة فإذا هو لم يخلق الله عز وجل له ما للرجال شئ ممسوح . ))
المستدرك للحاكم النيسابوري ج 4 ص 39
وفى هذه الرواية اعتراف صريح من السيدة عائشة بأن الغيرة هى التى جعلتها تنكر الشبه بين الرسول وابنه .
تعليق