تجاهل الأبناء ..من المسؤول ؟
المسألة المهمة هي ان بعض الأبناء يتم تجاهلهم من قبل أسرهم ولايولون الاهتمام كما يجب ويفترض . فالبعض يهتم بجمع الأموال وباثاث البيت وديكوراته أكثر من اهتمامة بأبنائه . ومع أن الاموال وزخارف الدنيا هي وسائل ينبغي استخدامها في سبيل نمو وتقدم الانسان , إلا انها أصبحت هدفاً بحد ذاتها لدي هؤلاء واهم من الأبناء ومن الاعتناء بتربيتهم .
قد يكون هناك اهتمام بالابناء لدي هذا البعض , لكنه اهتمام بتوفير المأكل والملبس فقط , وليس بالبعد العاطفي والنفسي . ان إزالة الغبار عن أثاث البيت وتنظيف زجاجات الأبواب والنوافذ وما إلي ذلك هي من الأعمال اليومية المعتادة لدي الامهات والآباء ,غير ان ازالة الغبار عن قلوب أبنائهم والاعتناء بهم تربوياً لا وجود لها في جدول أعمالهم .
ومن المناسب أن نضيف هنا ان الأبناء يتم تجاهلهم وعدم الاهتمام بهم داخل الاسرة احياناً بسبب جنسيتهم , أو قبح اشكالهم , أو لنقص عضوي فيهم , وان العلاقة التي تربط أولياء الامور بهم لاتتجاوز حدود توفير الطعام واللباس دون أن يلتفت هؤلاء مثلاً إلي إنجاب الذكور أو الإناث هو أمر خارج عن إرادة الزوجين , وقدر إلهي مقدر .
وقد قال رسول الله صلي الله عليه وآله : يقول الله تعالي ( من لم يرض بقضائي ولا يؤمن بقدري , فليبحث له عن اله غيري )).
ضرورة الاهتمام بهم
يمكن تناول أمر الاهتمام بهذا الجيل ضرورة والاعتناء بيربيتة من جهات عديدة منها :
1_من ناحية وجوب تربية الأبناء كحق مسلم لهم عند الأبوين كما يفرضه الشرع والأخلاق .
2_من ناحية كون الأبوين مسلمين ويجب عليهما القيام بدورهما مع أبنائهما من خلال أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر .
3_من ناحيةكون الاساءة أو الاحسان في المجتمع تترك آثارها علي حياة أعضاء المجتمع الآخرين أيضاً .وبحكم إذا مااثيرت فتنة في المجتمع أوثقبت سفينة في البحر , لا يسلم الأخرون من عواقبها أيضاً .
4_من ناحية وجوب تلبية دعوة الاسلام ووصايا الائمة التي تقول : عليكم بالأحداث فإنهم أسرع إلي كل خير .
من المسؤول ؟
الجميع مسؤولين في أمر هداية وإرشاد الجيل الحدث في المجتمع , خصوصاً فئة الاناث اللاتي هن أمهات الغد ومربيات الرجال والنساء في المستقبل من حياة المجتمع .وبالاصل ان الناس _بحسب الرؤية الإسلامية _ أمانات بأيدي بعضهم… فالولد امانة الله بيد الوالدين , والزوجة أمانة بيد الزوج و…
وهكذا لايحق لأحد تجاهل أمر تربية الأبناء حتي وإن كانوا أبناء الغير . فاذا ما تعرض أحدهم إلي خطر أو مفسدة ما فإن الواجب يحتم علي الجميع المبادرة إلي حمايتة ,وتقديم العون له , ودفع الشرور والآثام عنه , وتوجيهه إلي سبل الخير والرشاد .
إن الأبوان مسؤولان عن تربية أبنائهما بالدرجة الأولي بحكم ولايتهما عليهم , وبالدرجة الثانية عامة الناس في مختلف المواقع والأوساط الاجتماعية والمؤسسات الحكومية ,… علي الجميع ان يعطف اهتمامة نحو تهذيب وإرشاد هذا الجيل بشكل خاص .
فعند القيام بالواجبات الملقاة علي عاتق الجميع تجاة هذا الجيل , ينبغي تمثل الأجواء التي تعيش فيها الفتيات المراهقات ومحاولة التأثير الايجابي فيها .
1_ان قسماً من الاهتمامات يجب أن ينعطف نحو الحياة الفردية لهن ويمكن في هذا المجال السعي إلي:
_ التربية والنمو البدني , إيجاد المهارة في الإعضاء والمقاومة في الجسم , والتوازن الغريزي , والسلامة الصحية .
_ التهذيب الذهني , التوجية الفكري , البناء العقلي , وتنمية الذكاء والحافظة , والخيال , والتركيز .
2_وقسم من الاهتمامات يجب أن ينصب علي الجوانب الاجتماعية ومنها:
_تنمية الاهتمامات الاجتماعية , الصداقات البريئة ,التمييز بين الصديق والعدو ,الخلق الحسن , الجرأة والشهامة , حب الخير للآخرين , أجتناب المعاصي والمحرمات , التوازن في السلوك , التواضع في المشي , و…
3_ وقسم آخر من الاهتمامات ,يجب تركيزه علي :
_علاقة الانسان بالله سبحانه وتعالي باعتبارها علاقة مالك ومملوك ورب عليم بما يضر عبادة أو ينفعهم ,رؤوف عليهم رحيم .
تعليق