روي عن الرسول صلى الله عليه وآله أنه قال: «إن ابنتي فاطمة إذا قامت في محرابها زهر نورها لأهل السماء كما تزهر الكواكب إلى أهل الأرض».
تتناول هذه الصفحات بعض الجوانب من عبادة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام ، أقول بعض الجوانب باعتبار أننا لا نحيط ولا غيرنا بكل ما كانت عليه من العبادة والتوجه إلى الله عز وجل، فإن قسماً كبيراً وواسعاً من حياتها لم يدونه التاريخ ولم ينقله، أضف إلى ذلك أن الحالة العبادية في أكثرها هي حالة خفية، تهجدها في الليل بكاؤها توسلها وتعلق قلبها بالله عز وجل هذه ليست من الأمور الظاهرة غالباً ولذلك حتى لو أريد تدوين هذه الامور فإنه يكون من الصعب.
نعم كُشف لنا شذرات من هنا وهناك وهي تعكس جانبا مما وراء هذه الشذرات والعناوين، نتحدث عن هذا لكي ننظر إلى صفحة مشرقة قابلة للاقتداء من حياة هذه السيدة الجليلة والصديقة الطاهرة.
هل يتيسر للإنسان أن يجمع بين صفات العبادة والعلم بشكل متكامل.
وعندما نتناول الجانب العبادي في حياة سيدتنا فاطمة، ينبغي أن نلتفت إلى أنه أحد جوانب الكمال في شخصيتها، وليس الجانب الوحيد. ذلك أن من الممكن أن تجد عابدا قد اعتزل الناس فهو متفرغ للصلاة والمناجاة والتهجد، لكنه لا يوجد له جهات كمال أخر. أو تجد عالما محققا قد انقطع للتحقيق والعلم والكتابة والتأليف لكن عبادته ليست في الدرجة العالية، وهكذا..
إنما الكمال كل الكمال هو أننا أمام امرأة هي زوجة وفي أعلى درجات حسن التبعل لزوجها حتى قال فيها: «ولقد كنت أنظر إليها فتنجاب عن قلبي الهموم»، وهي أم لأربعة أولاد قد أنجبتهم بشكل متتال تقريبا بحيث كان بين بعضهم والآخر مقدار الطهر فقط كما هو المعروف! وهؤلاء يحتاجون في تربيتهم إلى عناية خاصة، وهي فوق ذلك كانت في أول العمر فقد أنجبت أول أبنائها وهي بحدود الحادية عشر من العمر! وزوجها كان في كثير من الأوقات تحتضنه جبهات القتال وميادين الحرب والتي كان قسم منها بعيدا عن المدينة المنورة، ويحتاج أن يبقى أياما بعيدا عن زوجته لأجل ذلك.
وكانت إلى ذلك تعيش في شدة وصعوبة، وبالذات في أوائل زواجها حتى نقل أنها كانت تقول: «لم يكن عندنا إلا جلد كبش ننام عليه في الليل وفي النهار نبسطه للطعام»، هذه الحالة تسبب ضغطًا على الرجل وعلى المرأة ومع ذلك - في جانب التبعل والحياة الزوجية - تدير الأمر بهذه الطريقة.
وقد سألته كنوع من الاعتذار - ربما قد بدر منها شيء- في أثناء وصيتها له: «ما عهدتني كاذبة ولا خائنة ولا خالفتك مذ عاشرتني، قال: معاذ الله أنت أتقى لله وأبر من أن أوبخك بمخالفتي».
إضافة إلى ذلك كانت النساء يأتين الزهراء عليها السلام ويسألنها عن أمور دينهن، فذات مرة جاءتها امرأة تسأل، وكل ما تجيب الزهراء مسألتها أعادت السؤال كأنها لم تفهم حتى بلغت مراراً - بعضهم قال سبع مرات - فقالت المرأة: كلفتك في هذا. فقالت الزهراء عليها السلام : «لا، كلما أعدت عليّ زاد لي الثواب والأجر».
فكانت عليها السلام تجمع الجانب الزوجي والعلمي والسياسي والعبادي وهذا ما يدل على مقدار العظمة والكمال لدى الزهراء عليها السلام .
تتناول هذه الصفحات بعض الجوانب من عبادة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام ، أقول بعض الجوانب باعتبار أننا لا نحيط ولا غيرنا بكل ما كانت عليه من العبادة والتوجه إلى الله عز وجل، فإن قسماً كبيراً وواسعاً من حياتها لم يدونه التاريخ ولم ينقله، أضف إلى ذلك أن الحالة العبادية في أكثرها هي حالة خفية، تهجدها في الليل بكاؤها توسلها وتعلق قلبها بالله عز وجل هذه ليست من الأمور الظاهرة غالباً ولذلك حتى لو أريد تدوين هذه الامور فإنه يكون من الصعب.
نعم كُشف لنا شذرات من هنا وهناك وهي تعكس جانبا مما وراء هذه الشذرات والعناوين، نتحدث عن هذا لكي ننظر إلى صفحة مشرقة قابلة للاقتداء من حياة هذه السيدة الجليلة والصديقة الطاهرة.
هل يتيسر للإنسان أن يجمع بين صفات العبادة والعلم بشكل متكامل.
وعندما نتناول الجانب العبادي في حياة سيدتنا فاطمة، ينبغي أن نلتفت إلى أنه أحد جوانب الكمال في شخصيتها، وليس الجانب الوحيد. ذلك أن من الممكن أن تجد عابدا قد اعتزل الناس فهو متفرغ للصلاة والمناجاة والتهجد، لكنه لا يوجد له جهات كمال أخر. أو تجد عالما محققا قد انقطع للتحقيق والعلم والكتابة والتأليف لكن عبادته ليست في الدرجة العالية، وهكذا..
إنما الكمال كل الكمال هو أننا أمام امرأة هي زوجة وفي أعلى درجات حسن التبعل لزوجها حتى قال فيها: «ولقد كنت أنظر إليها فتنجاب عن قلبي الهموم»، وهي أم لأربعة أولاد قد أنجبتهم بشكل متتال تقريبا بحيث كان بين بعضهم والآخر مقدار الطهر فقط كما هو المعروف! وهؤلاء يحتاجون في تربيتهم إلى عناية خاصة، وهي فوق ذلك كانت في أول العمر فقد أنجبت أول أبنائها وهي بحدود الحادية عشر من العمر! وزوجها كان في كثير من الأوقات تحتضنه جبهات القتال وميادين الحرب والتي كان قسم منها بعيدا عن المدينة المنورة، ويحتاج أن يبقى أياما بعيدا عن زوجته لأجل ذلك.
وكانت إلى ذلك تعيش في شدة وصعوبة، وبالذات في أوائل زواجها حتى نقل أنها كانت تقول: «لم يكن عندنا إلا جلد كبش ننام عليه في الليل وفي النهار نبسطه للطعام»، هذه الحالة تسبب ضغطًا على الرجل وعلى المرأة ومع ذلك - في جانب التبعل والحياة الزوجية - تدير الأمر بهذه الطريقة.
وقد سألته كنوع من الاعتذار - ربما قد بدر منها شيء- في أثناء وصيتها له: «ما عهدتني كاذبة ولا خائنة ولا خالفتك مذ عاشرتني، قال: معاذ الله أنت أتقى لله وأبر من أن أوبخك بمخالفتي».
إضافة إلى ذلك كانت النساء يأتين الزهراء عليها السلام ويسألنها عن أمور دينهن، فذات مرة جاءتها امرأة تسأل، وكل ما تجيب الزهراء مسألتها أعادت السؤال كأنها لم تفهم حتى بلغت مراراً - بعضهم قال سبع مرات - فقالت المرأة: كلفتك في هذا. فقالت الزهراء عليها السلام : «لا، كلما أعدت عليّ زاد لي الثواب والأجر».
فكانت عليها السلام تجمع الجانب الزوجي والعلمي والسياسي والعبادي وهذا ما يدل على مقدار العظمة والكمال لدى الزهراء عليها السلام .
منقول
تعليق