إنّ أكثر مصادر القلق شيوعاً وبحسب الأبحاث الحديثة هو الوضع الأمني، ثم المال والعمل والعلاقات الاجتماعية فالمسؤوليات الأسرية،
وسواءً كانت مصادر القلق أموراً كبيرة أم أشياء تافهة فهذا أمر طبيعي بالنسبة إلى واقع حياتنا المحموم هذه الأيام،
والذي إذا ما أضفنا إليه التطورات التكنولوجية في مجال الانترنت والمجال الاجتماعي كالبريد الالكتروني والرسائل النصية
التي جعلت أخبار الوضع الأمني والاقتصادي أمام الجميع.
وقد تبيّن أنّ المرأة أكثر عرضة من الرجل للاضطرابات الناتجة عن القلق؛ لأنها أكثر ميولاً للاهتمام بأمور الآخرين
وسعادتهم بحسب ما بيّنه عالم النفس (د. روبيرت ليهاي)، ولطالما تمّ الربط بين التوتر والشدة المزمنة في النساء وبين زيادة أوزانهنّ
وإصابتهن بالاكتئاب حتى السرطان؛ لذا يجب تدريب الدماغ لتخفيف الشعور بالقلق بواسطة العلاج الإدراكي السلوكي Cognitive
behavioral therapy المسمى اختصاراً (CBT) والذي يشمل تقنيات واعية يمكن لها إحداث تغيرات إيجابية في المادة الدماغية
ثبت حصولها في تصوير الدماغ بالأجهزة النووية الحديثة.
تتركز طريقة العلاج على تحرير أنفسنا من القلق عبر تصوّرنا للمواقف الصعبة التي تمرّ بنا على أنها رؤية مشوّهة (أي عدم تضخيم الأمور)،
ثم تعديل سلوكنا بناءً على ذلك الوعي، وفي دراسة أُجريت عام 2012م تبيّن أنّ العلاج بالـ (CBT) يمكن له أنْ يوسع المنطقة الجبهية من
القشرة الدماغية (هي المنطقة المسؤولة عن تشكيل الأفكار واتخاذ القرارات)، ويقلّص حجم المنطقة المسؤولة عن العواطف والحزن والخوف.
وفي دراسة تمّت لمقارنة تأثير العلاج بطريقة العلاج الإدراكي السلوكي (CBT) والعلاج الدوائي بمضادات الاكتئاب تبيّن أنّ كِلا العلاجين
يحفّز تغيّرات في أجزاء الدماغ تساعدنا على التعامل مع حالات الخوف مع فارق أنّ للعلاج الدوائي أعراضاً جانبية.
نصائح لتطبيق تمرينات العلاج الإدراكي السلوكي:
يجب تطبيق جميع النصائح، وخلال أسبوعين فقط ستصبح أكثر هدوءاً وسعادة.
1. حافظ على هدوئك واقلق فيما بعد: حيث بيّنت الدراسة أنّ 85% من الحالات هي أمور طبيعية لا تثير القلق.
2. لا تضخم الأمور: حيث إنّ القلق يزيد من حجم المشكلة في ذهنك، كأن تقول لنفسك (لن أتمكن من تسديد هذا الدين أبداً) مثلاً،
أمّا إن تمكنت من السيطرة على تخوّفك ومعالجة الأمور خطوة خطوة كأن تقول (لا يمكنني تسديد الدين الآن لكني سأسدد جزءاً من كلّ شهر)
أي درّب نفسك على مواجهة الموقف ولقّن نفسك طريقة الحل.
3. تنفس بطريقة صحيحة: أي بهدوء وبطريقة متعمّدة لمدة دقائق، أي بأخذ أنفاس عميقة، فذلك يساعد على خفض هرمونات الشدة
وضغط الدم.
4. إرخاء جميع العضلات: وذلك من أخمص القدمين حتى الرأس، وابدأ بقدميك صعوداً نحو الرأس مروراً بكلّ عضلة في الجسم.
د. زينة نوري الجبوري
تم نشره في المجلة العدد97