إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شبهات وردود عن يوم دحو الأرض .

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شبهات وردود عن يوم دحو الأرض .

    شبهات وردود عن يوم دحو الأرض .

    بسم الله الرحمن الرحيم .
    اللهم صل على محمد وآل محمد .

    (تحقيق في دفع شبهة) : (( اعلم أن بعض الملاحدة أوردوا تناقضا بين آيات سورتي البقرة والسجدة و بين آيات سورة النازعات، حيث زعموا أن الأولة تدل على تقدم خلق الأرض على السماء والأخيرة على العكس . وأجيب عنه بوجوه :
    أحدها : أن خلق الأرض قبل السماء إلا أن دحوها متأخر عن خلق السماء .
    واستشكل بوجهين : الأول : أن الأرض جسم عظيم فامتنع انفكاك خلقها عن التدحية فإذا كانت التدحية متأخرة عن خلق السماء كان خلقها لا محالة أيضا متأخرا عن خلق السماء . والثاني : أن الآية الأولى تدل على أن خلق الأرض وخلق كل ما فيها مقدم على خلق السماء ، وخلق الأشياء في الأرض لا يكون إلا بعد ما كانت مدحوة . وأجيب : عن الأول بأنا لا نسلم امتناع انفكاك خلق الأرض عن دحوها والمناقشة في إطلاق خلق الأرض على إيجادها غير مدحوة مناقشة لفظية. وعن الثاني بأن قوله تعالى (والأرض بعد ذلك دحاها) يقتضي تقدم خلق السماء على دحو الأرض ، ولا يقتضي تقدم تسوية السماء على دحو الأرض، فجاز أن تكون تسوية السماء متأخرة عن دحو الأرض فيكون خلق الأرض قبل السماء وخلق السماء قبل دحو الأرض ، ودحو الأرض قبل تسوية السماء، فارتفع التنافي . ويرد عليه أن الآية الثالثة تقتضي تقدم تسوية السماء على دحو الأرض ، والثانية تقتضي تقدم خلق الأرض بما فيها على تسويتها سبع سماوات ، وخلق ما في الأرض قبل دحوها مستبعد . ويمكن أن يجاب بأن المراد بالخلق في الأولى التقدير وهو شائع في العرف واللغة ، أو بأن المراد بخلق ما في الأرض خلق موادها كما أن خلق الأرض قبل دحوها عبارة عن مثل ذلك فتكون تسوية السماء متقدمة على دحو الأرض كما هو ظاهر الآية الثالثة ، أو بأن يفرق بين تسويتها المذكورة في الثالثة وبين تسويتها سبع سماوات كما في الأولى ، وحينئذ فتسويتها مطلقا متقدمة على دحو الأرض، وتسويتها سبعا متأخرة عنه ، ولعل هذا أوفق في الجمع ، أو بأن يقال :
    الفاء في قوله تعالى (فسواها) بمعنى ثم ، والمشار إليه بذلك في قوله تعالى (والأرض بعد ذلك دحيها) هو بناء السماء وخلقها لا مجموع ما ذكر قبله، أو بأن يقال كلمة (ثم) في الأولى للترتيب الذكري ، وتقديم خلق ما في الأرض في معرض الامتنان لمزيد الاختصاص ، فيكون خلق ما في الأرض بعد دحوها كما هو الظاهر، وتسوية السماء متقدمة عليه وعلى دحو الأرض كما هو ظاهر الآية الثالثة . لكن هذا لا يخلو من نوع منافرة لظاهر الآية الثانية ، وقد أوردنا بعض التوجيهات لها في شرح بعض الأخبار الآتية .
    وقال البيضاوي : كلمة (ثم) في آيتي البقرة والسجدة لتفاوت ما بين الخلقين ، وفضل خلق السماء على خلق الأرض كقوله تعالى (ثم كان من الذين آمنوا) لا للتراخي في المدة فإنه يخالف ظاهر قوله تعالى (والأرض بعد ذلك دحيها) فإنه يدل على تأخر دحو الأرض المتقدم على خلق ما فيها عن خلق السماء وتسويتها ، إلا أن يستأنف بدحيها مقدر النصب الأرض فعلا آخر دل عليه (أنتم أشد خلقا) مثل : تعرف الأرض وتدبر أمرها بعد ذلك . لكنه خلاف الظاهر . (انتهى) .
    والوجه الثاني : مما قد أجيب به عن أصل الاشكال أن يقال : كلمة (بعد) في الآية الثالثة ليست للتأخر الزماني ، إنما هو على جهة تعداد النعم والأذكار لها، كما يقول القائل : أليس قد أعطيتك وفعلت بك كذا وكذا وبعد ذلك خلطتك ؟ وربما يكون بعض ما تقدم في اللفظ متأخرا بحسب الزمان لأنه لم يكن الغرض الاخبار عن الأوقات والأزمنة بل المراد ذكر النعم و التنبية عليها وربما اقتضت الحال إبراد الكلام على هذا الوجه.
    والثالث : ما ذكره الرازي ، وهو أن لا يكون معنى (دحيها) مجرد البسط ، بل يكون المراد أنه بسطها بسطا هيئات لنبات الأقوات ، وهذا هو الذي بينه بقوله (أخرج منها ماءها ومرعاها) وذلك لان الاستعداد لا يحصل للأرض إلا بعد وجود السماء، فإن الأرض كالأم والسماء كالأب ، وما لم يحصلا لم يتولد أولاد المعادن والنبات والحيوان .
    والرابع : ما ذكره أيضا وهو أن يكون قوله (والأرض بعد ذلك) أي مع ذلك ، كقوله (عتل بعد ذلك زنيم) أي مع ذلك، وكقولك للرجل : أنت كذا وكذا ، ثم أنت بعدها كذا . لا تريد الترتيب ، وقال تعالى (فك رقبة) إلى قوله (ثم كان من الذين آمنوا.) والمعنى : وكان وهذا تقرير ما نقل عن ابن عباس وغيره قالوا في قوله (والأرض بعد ذلك دحيها) : أي مع مياده دحيها .
    أقول : وهذا قريب من الثاني . ثم المشهور أن خلق الأرض قبل خلق السماء وهو الأظهر ، وقيل بالعكس ، نقل الواحدي في البسيط عن مقاتل أنه قال : خلق الله السماء قبل الأرض ، وتأويل قوله (ثم استوى إلى السماء) : ثم كان قد استوى وهي دخان قبل أن يخلق الأرض . فأضمر فيه كان كما قال تعالى : (قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل) معناه : إن يكن سرق .
    وقال الرازي : المختار عندي أن يقال : خلق السماء مقدم على خلق الأرض بقي أن يقال : كيف تأويل هذه الآية يعني آية السجدة؟ فنقول : الخلق ليس عبارة عن التكوين والايجاد ، والدليل عليه قوله تعالى (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون) فلو كان الخلق عبارة عن الايجاد و التكوين لصار معنى الآية : أوجده من تراب ثم قال له كن فيكون ، وهذا محال لأنه يلزم أنه تعالى قد قال لشئ وجد : كن وإذا ثبت هذا فنقول : قوله (خلق الأرض في يومين) معناه أنه قضى بحدوثها في يومين وقضاء الله بأنه سيحدث كذا في مدة كذا لا يقتضي حدوث ذلك الشئ في الحال ، فقضاء الله بحدوث الأرض في يومين مقدم على إحداث السماء ولا يلزم منه تقدم إحداث الأرض على إحداث السماء . (انتهى) ولا يخفى ما فيه وستطلع على حقيقة الامر في ضمن شرح الاخبار إن شاء الله تعالى )) . 1

    *******************

    1 - بحار الأنوار ، العلامة المجلسي ، ج 54 ، ص 22 - 25 .

  • #2

    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا

    مأجورين

    ​​​​​​

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X