بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
التدبر بمعنى التأمل واستلهام العظة والعبرة والبصيرة ومعرفة الطريق، كيف يأخذ المسلم القرآن هادياً له، ومنيراً لطريقه، من هنا إذا تأمل في آيات القرآن خصوصاً آيات الآخرة، والآيات التي تتحدث عن النفس وتهذيب النفس واستلهم منها العظة والعبرة والهداية فهذا هو التدبر في القرآن، التدبر في القرآن أعظم من تلاوة القرآن وقراءته، التدبر في القرآن هو ميزة الأولياء والمتقين، ميزة المرتبطين بالله تبارك وتعالى.
عندما نقرأ قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾ [الأنعام: 94] نستوحي منها ونحن نتدبر ونتأمل في مداليلها، أن الإنسان خُلق مرتين وفي إحدى المرتين كان فرداً وفي المرة الأخرى كان جمعاً، إذن الإنسان مر بعالمين العالم الأول الذي خُلق فيه خلق فيه فرداً لا أب لا أم لا عشيرة ولا مجتمع، خلق روحاً تسبح الله وتهلله، ثم جاء إلى عالم آخر عن طريق أب وأم عن طريق نطفة منوية علقت في جدار الرحم ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ «12» ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ «13»﴾ [المؤمنون: 12 - 13] فهذا خلق ثاني وليس خلق أول مرة، أول مرة كنت روحاً بلا عشيرة بلا أب ولا أم، كنت في عالم آخر تسبح الله وتهلله وهذا ما يعبر عنه في الروايات الشريفة عالم الذر، ثم نزلت إلى هذا العالم عالم المادة ﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ﴾ [الحجر: 21] حتى الإنسان هو شيء وكان في خزائن الله، نزلت إلى هذا العالم محفوفاً بالأقدار، محفوفاً بالحدود وهذه تعتبر خلقة ثانية.
وبعد ذلك عندما يأتينا الموت فنعود إلى نفس العالم الذي جئنا منه، وإذا جئنا إلى ذلك العالم الذي كنا فيه قبل عالم المادة نتذكر نعم كنا هنا قبل فترة، كنا فرادى وعدنا إلى هذا العالم فرادى، جئتم إلى هذا العالم مرة أخرى وإذا هو عالم غريب، هذا العالم عالم الملائكة والأشباح والأرواح، وعالم الجان عالم مليء بأصناف وألوان من الخلائق ما يرى وما لا يرَ عالم الغيب والشهادة، عالم الغيب الذي سننتقل إليه، سنرى ما كان يرى وما كان لا يرَ، عالم آخر، عندما ننتقل إليه نتذكر أننا مررنا على هذه الدنيا مروراً سريعاً مهما عشنا خمسين أو سبعين أو تسعين فما هي لحظات سريعة قضيناها بين هذين العالمين، كنت في شاطئ ثم دخلت البحر بحر الدنيا، بحر مصاعبها، بحر نوائبها، بحر آثامها وأدرانها، خضنا هذا البحر ونحن سننتقل إلى الشاطئ إذا وصلنا إلى الشاطئ ﴿يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ﴾ [الانشقاق: 6] سنصل إلى اللقاء وعندما نصل إليه ننظر إلى البحر الذي خضناه هل كان بحراً صافياً نقياً من الذنوب والمعاصي، نقياً من الآثام أم كان هذا البحر بحراً محفوفاً بالرمال والأشواك والأدران، كيف خضنا ذلك البحر وهل وصلنا إلى الشاطئ بثوب نظيف أم بثوب ملوث بالذنوب والمعاصي هنا يأتينا النداء ﴿وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾ [الأنعام: 94] فلنستعد إلى ذلك اليوم الذي ركز الأوصياء والأنبياء والأولياء على خطورة ذلك اليوم، وعلى رهبة ذلك اليوم وماذا يحصل للإنسان في ذلك اليوم، ورد في خطبة الإمام الحسين : ”الحمد لله الذي خلق الدنيا فجعلها دار فناء وزوال متقلبة بأهلها حالاً بعد حال فالمغرور من غرته، والشقي من فتنته، فلا تغرنكم هذه الدنيا الدنية فإنها تقطع رجاء من ركن إليها، وتخيب طمع من طمع فيها“
اللهم صل على محمد وآل محمد
التدبر بمعنى التأمل واستلهام العظة والعبرة والبصيرة ومعرفة الطريق، كيف يأخذ المسلم القرآن هادياً له، ومنيراً لطريقه، من هنا إذا تأمل في آيات القرآن خصوصاً آيات الآخرة، والآيات التي تتحدث عن النفس وتهذيب النفس واستلهم منها العظة والعبرة والهداية فهذا هو التدبر في القرآن، التدبر في القرآن أعظم من تلاوة القرآن وقراءته، التدبر في القرآن هو ميزة الأولياء والمتقين، ميزة المرتبطين بالله تبارك وتعالى.
عندما نقرأ قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾ [الأنعام: 94] نستوحي منها ونحن نتدبر ونتأمل في مداليلها، أن الإنسان خُلق مرتين وفي إحدى المرتين كان فرداً وفي المرة الأخرى كان جمعاً، إذن الإنسان مر بعالمين العالم الأول الذي خُلق فيه خلق فيه فرداً لا أب لا أم لا عشيرة ولا مجتمع، خلق روحاً تسبح الله وتهلله، ثم جاء إلى عالم آخر عن طريق أب وأم عن طريق نطفة منوية علقت في جدار الرحم ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ «12» ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ «13»﴾ [المؤمنون: 12 - 13] فهذا خلق ثاني وليس خلق أول مرة، أول مرة كنت روحاً بلا عشيرة بلا أب ولا أم، كنت في عالم آخر تسبح الله وتهلله وهذا ما يعبر عنه في الروايات الشريفة عالم الذر، ثم نزلت إلى هذا العالم عالم المادة ﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ﴾ [الحجر: 21] حتى الإنسان هو شيء وكان في خزائن الله، نزلت إلى هذا العالم محفوفاً بالأقدار، محفوفاً بالحدود وهذه تعتبر خلقة ثانية.
وبعد ذلك عندما يأتينا الموت فنعود إلى نفس العالم الذي جئنا منه، وإذا جئنا إلى ذلك العالم الذي كنا فيه قبل عالم المادة نتذكر نعم كنا هنا قبل فترة، كنا فرادى وعدنا إلى هذا العالم فرادى، جئتم إلى هذا العالم مرة أخرى وإذا هو عالم غريب، هذا العالم عالم الملائكة والأشباح والأرواح، وعالم الجان عالم مليء بأصناف وألوان من الخلائق ما يرى وما لا يرَ عالم الغيب والشهادة، عالم الغيب الذي سننتقل إليه، سنرى ما كان يرى وما كان لا يرَ، عالم آخر، عندما ننتقل إليه نتذكر أننا مررنا على هذه الدنيا مروراً سريعاً مهما عشنا خمسين أو سبعين أو تسعين فما هي لحظات سريعة قضيناها بين هذين العالمين، كنت في شاطئ ثم دخلت البحر بحر الدنيا، بحر مصاعبها، بحر نوائبها، بحر آثامها وأدرانها، خضنا هذا البحر ونحن سننتقل إلى الشاطئ إذا وصلنا إلى الشاطئ ﴿يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ﴾ [الانشقاق: 6] سنصل إلى اللقاء وعندما نصل إليه ننظر إلى البحر الذي خضناه هل كان بحراً صافياً نقياً من الذنوب والمعاصي، نقياً من الآثام أم كان هذا البحر بحراً محفوفاً بالرمال والأشواك والأدران، كيف خضنا ذلك البحر وهل وصلنا إلى الشاطئ بثوب نظيف أم بثوب ملوث بالذنوب والمعاصي هنا يأتينا النداء ﴿وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾ [الأنعام: 94] فلنستعد إلى ذلك اليوم الذي ركز الأوصياء والأنبياء والأولياء على خطورة ذلك اليوم، وعلى رهبة ذلك اليوم وماذا يحصل للإنسان في ذلك اليوم، ورد في خطبة الإمام الحسين : ”الحمد لله الذي خلق الدنيا فجعلها دار فناء وزوال متقلبة بأهلها حالاً بعد حال فالمغرور من غرته، والشقي من فتنته، فلا تغرنكم هذه الدنيا الدنية فإنها تقطع رجاء من ركن إليها، وتخيب طمع من طمع فيها“
تعليق