إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من فلسفة الحج

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من فلسفة الحج

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآله الطاهرين ، وارزقنا حج بيتك الحرام في عامنا هذا وفي كل عام ياارحم الراحمين.

    الحج عبادة مُتميِّزة و شَعيرةٌ مقدسة ذات أهمية كبرى ، و هو من أهم الفرائض الدينية التي فرضها الله عَزَّ و جَلَّ على المسلمين ضمن شروط خاصة .
    و نحن المسلمون لا نشكَّ في أن الله عَزَّ و جَلَّ لم يُشَرِّع الحجَّ إلا لحِكمةٍ و مصلحةٍ ، و ذلك لأنه جَلَّ جَلالُه حكيمٌ عالِمٌ بمصالح العباد ، و الحكيم لا يصدُر منه إلا ما يكون فيه مصلحةٌ و فائدةٌ .
    و نحن أيضاً نؤمن بأن الحج تشريعٌ إلهيٌ لا يخلو تشريعه ـ كغيره من العبادات و التشريعات الإلهية ـ من المصالح و الحِكَم و الأهداف و الفوائد الجمة .
    و من الواضح إن السعي وراء معرفة فلسفة تشريع الحج أو غيره من التشريعات الإلهية عمل حسن و جيد ، إلا أنه لو لم نتمكن من معرفة حِكمة التشريع فذلك لا يؤثر على طاعتنا للشريعة الإسلامية مادمنا نؤمن بأنها من جانب الله ، و ما دمنا نؤمن بصدق الرسول الكريم ( صلى الله عليه و آله ) الذي جاء بهذا التشريع الإلهي و قام بتبليغه إلينا ، فنحن متعبدون بكل الأحكام و التشريعات الإلهية سواءً عرفنا علل تشريعها أم لا ، إيماناً منا بحكمة مشرِّعها و منزِّلها العالِم الحكيم .
    و من حُسن الحظ فإن الآيات القرآنية و الأحاديث الشريفة قد كشفت لنا عن جوانبَ من فلسفة الحج و بيَّنت شطراً من الأهداف و المقاصد المنشودة من تشريع هذه الشريعة المقدسة ، لكن ما تمَّ الكشف عنه قد لا يكون إلا جزءً من المصالح و الفوائد و الحِكَم و الأهداف التي من أجلها شُرِّعَ الحج .


    فلسفة الحج في القرآن الكريم :
    أشار القرآن الكريم إلى أهداف هذا التشريع الإلهي المهم بصورة مُجْمَلَة ، قال الله عَزَّ و جَلَّ : ﴿ وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ
    الحج/27 ، و هذه الآية صريحة في إشتمال الحج على منافع للناس ، و لا بد أن هذه المنافع و الفوائد تُشكِّل جزءً من فلسفة الحج و أهدافه المنشودة .
    و لو أردنا إلقاء الضوء على المنافع المتصورة للحج لوجدناها كثيرة و متنوعة لا تكاد تجتمع في غيرها من العبادات ، و هذه المنافع بعضها عبادية و بعضها تربوية ، و أخرى إقتصادية و تربوية و سياسية و إجتماعية و وحدوية .


    فلسفة الحج في الأحاديث الشريفة :
    تحدَّثت الأحاديث و الروايات الشريفة عن جوانب من المنافع التي أجمل القرآن الكريم في بيانها ، كما تحدثت عن فلسفة تشريع الحج ، و إليك عدداً من هذه الأحاديث :

    1. قال أمير المؤمنين علي ( عليه السَّلام ) في جملة ما أوصى به و هو يُبيِّن أهمية الحج و أنه رمز بقاء الإسلام : " ... اللَّهَ اللَّهَ فِي بَيْتِ رَبِّكُمْ فَلَا يَخْلُو مِنْكُمْ مَا بَقِيتُمْ ، فَإِنَّهُ إِنْ تُرِكَ لَمْ تُنَاظَرُوا ، وَ أَدْنَى مَا يَرْجِعُ بِهِ مَنْ أَمَّهُ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ مَا سَلَفَ ... " .

    2. و قال ( عليه السَّلام ) أيضاً مُذكراً أهمية هذه الشعيرة الإلهية المقدسة : " ... جَعَلَهُ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى لِلْإِسْلَامِ عَلَماً ... "

    3. و يقول ( عليه السَّلام ) في حديث آخر : " فَرَضَ اللَّهُ الْإِيمَانَ تَطْهِيراً مِنَ الشِّرْكِ ، وَ الصَّلَاةَ تَنْزِيهاً عَنِ الْكِبْرِ ، وَ الزَّكَاةَ تَسْبِيباً لِلرِّزْقِ ، وَ الصِّيَامَ ابْتِلَاءً لِإِخْلَاصِ الْخَلْقِ ، وَ الْحَجَّ تَقْرِبَةً لِلدِّينِ ... " ، أي أن الحج سببٌ لتقارب الأمة الإسلامية و تماسكها و وحدتها و رَصِّ صفوفها ، و قد نُقِلَ هذا الحديث بلفظ آخر هو : " ... وَ الْحَجَّ تَقْويَةً لِلدِّينِ ... " ، أي أن الحج منشأ قوة الدين الإسلامي و حيويته .

    4. و مما جاء في خطبة السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) : " ... فجعل اللّه الإيمان تطهيرا لكم من الشرك ، و الصلاة تنزيها لكم عن الكبر ، و الزكاة تزكية للنفس ، و نماء في الرزق ، و الصيام تثبيتا للإخلاص ، و الحج تشييداً للدين ... " .

    5. وَ رَوى هِشَامُ بْنِ الْحَكَم قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السَّلام ) فَقُلْتُ لَهُ : مَا الْعِلَّةُ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا كَلَّفَ اللَّهُ الْعِبَادَ الْحَجَّ وَ الطَّوَافَ بِالْبَيْتِ ؟
    فَقَالَ : " إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ ـ إِلَى أَنْ قَالَ ـ وَ أَمَرَهُمْ بِمَا يَكُونُ مِنْ أَمْرِ الطَّاعَةِ فِي الدِّينِ وَ مَصْلَحَتِهِمْ مِنْ أَمْرِ دُنْيَاهُمْ ، فَجَعَلَ فِيهِ الِاجْتِمَاعَ مِنَ الشَّرْقِ وَ الْغَرْبِ لِيَتَعَارَفُوا ، وَ لِيَنْزِعَ كُلُّ قَوْمٍ مِنَ التِّجَارَاتِ مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ وَ لِيَنْتَفِعَ بِذَلِكَ الْمُكَارِي وَ الْجَمَّالُ ، وَ لِتُعْرَفَ آثَارُ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) وَ تُعْرَفَ أَخْبَارُهُ وَ يُذْكَرَ وَ لَا يُنْسَى ، وَ لَوْ كَانَ كُلُّ قَوْمٍ إِنَّمَا يَتَّكِلُونَ عَلَى بِلَادِهِمْ وَ مَا فِيهَا هَلَكُوا وَ خَرِبَتِ الْبِلَادُ وَ سَقَطَتِ الْجَلَبُ وَ الْأَرْبَاحُ وَ عَمِيَتِ الْأَخْبَارُ ، وَ لَمْ تَقِفُوا عَلَى ذَلِكَ ، فَذَلِكَ عِلَّةُ الْحَجِّ " .

    6. وَ رَوى خَالِدُ الْقَلَانِسِيّ عَنْ الامام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) أنهُ قَالَ : قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ( عليه السلام ) : " حُجُّوا وَ اعْتَمِرُوا تَصِحَّ أَبْدَانُكُمْ ، وَ تَتَّسِعْ أَرْزَاقُكُمْ ، وَ تُكْفَوْنَ مَئُونَاتِ عِيَالِكُمْ ، وَ قَالَ : الْحَاجُّ مَغْفُورٌ لَهُ وَ مَوْجُوبٌ لَهُ الْجَنَّةُ وَ مُسْتَأْنَفٌ لَهُ الْعَمَلُ ، وَ مَحْفُوظٌ فِي أَهْلِهِ وَ مَالِهِ " .


    الحج مؤتمر إسلامي كبير :
    الحج ليس عملاً عبادياً فحسب ، بل يُعَدُّ من أحد أهم الشعائر الإلهية التي أنعم الله بها على الأمة الإسلامية خاصة دون غيرها من الأمم ، و هو بحكم الجهاد بالنسبة إلى الضعفاء من المسلمين ، قال أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) : " ... وَ الْحَجُّ جِهَادُ كُلِّ ضَعِيفٍ ... " .
    و الحج مؤتمر إسلامي كبير ، و مصدر عظمة الإسلام و إتحاد المسلمين و تقوية شوكتهم ، فهو من جانب يُرعب أعداء الإسلام و يفشل خططهم الاستعمارية ، و من جانب آخر فهو يبُثُ في نفوس المسلمين كل عام روح الإيمان و التقوى و الجهاد و الإلتزام الديني ، و الوحدة الإسلامية ، و يُبصِّرَهم هموم الأمة ، كما و يُشعرهم بقوتهم و عزتهم ، الأمر الذي يُرعب الأعداء و ينغص عيشهم و يربك مخططاته التآمريَّة تجاه الأمة الإسلامية .
    و هناك كلمة مشهورة تُنسب لأحد الساسة الأجانب تكشف عن أهمية الجانب السياسي للحج في تقييم الساسة غير المسلمين ، حيث يقول : " ويل للمسلمين إذا لم يعرفوا معنى الحج ، و ويلٌ لأعداءِ الإسلام إذا أدرك المسلمون معنى الحج ! " .

    هذا و ينبغي على علماء الإسلام المخلصين ، و الساسة المفكرين ، و رجال الأعمال و الإقتصاديين ، و الخبراء و أصحاب القرار في العالم الإسلامي التنسيق فيما بينهم لأجل عقد المؤتمرات المختلفة المختصة خلال موسم الحج لتبادل الأفكار و تلاقيها و بلورتها و صياغتها ، و التشاور فيما بينهم في قضايا الأمة الإسلامية بهدف تنمية الرؤى و الأفكار الكفيلة بوضع الحلول الناجعة لمعالجة آلام الأمة الإسلامية و مشاكلها المتزايدة ، و النهوض بها إلى مستوى قول الله عَزَّ و جَلَّ : ﴿ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ...
    آل عمران/110 ، و جعل موسم الحج ملتقىً إيمانياً و تربوياً و ثقافياً و سياسياً و إقتصادياً مباركاً بتوفيق من الله العلي القدير .​

    ------------------------------------
    مركز الاشعاع الاسلامي
    السلام عليك يامولاي ياصاحب الزمان ، السلام عليك يامعز المؤمنين ومذل الكافرين.

  • #2

    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا

    مأجورين



    تعليق


    • #3
      بارك الله بكم....واعظم اجوركم

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X