إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ﴾

    بِسْمِ اَللهِ اَلرَّحْمنِ اَلرَّحِيمِ

    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد



    قال الله تعالى في كتابه الكريم:﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾.[1]
    الظاهر أنّ هذا الميثاق غير ما أخذ الله من جميع أبناء البشر من المواثيق المذكورة في قوله تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ على أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ[2]، وقوله: ﴿أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ[3]، بل هو المذكور في الآيات التي ستأتي في هذه السورة من التوحيد والإحسان إلى الوالدين وحسن القول للناس وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وغيرها ويحتمل أن يكون المراد بالميثاق هو المذكور في هذه الآية و هو أخذ التوراة بقوّة و التذكّر بما فيها.
    ﴿وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ﴾ ظاهر هذا الكلام بمدد التنصيص فى قوله: ﴿وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ
    [4]، يدلّ على أنّ الطور وهو الجبل الذي يعرفونه بترددّ موسى عليه السلام إليه، رفع ونتق من مكانه بقدرة الله تعالى وأظلّ على رؤوسهم كالسحاب ولا فرق بين الصخرة والجبل في قدرته تعالى ولا بين المطر والحجر؛ قال أمير المؤمنين عليه السلام: ((ومَا الْجَلِيلُ واللَّطِيفُ والثَّقِيلُ والْخَفِيفُ - والْقَوِيُّ والضَّعِيفُ فِي خَلْقِه إِلَّا سَوَاءٌ-))[5]، وفِي تَفْسِيرِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ : قَوْلُهُ ﴿وَإِذْ نَتَقْنَا اَلْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وٰاقِعٌ بِهِمْ﴾ قَالَ اَلصَّادِقُ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ: ((لَمَّا أَنْزَلَ اَللهُ اَلتَّوْرَاةَ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمْ يَقْبَلُوهُ، فَرَفَعَ اَللهُ عَلَيْهِمْ جَبَلَ طُورِ سَيْنَاءَ فَقَالَ لَهُمْ مُوسَى عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ : إِنْ لَمْ تَقْبَلُوهُ وَقَعَ عَلَيْكُمُ اَلْجَبَلُ فَقَبِلُوهُ وَطَأْطَأُوا رؤوسهم))[6].
    لا يقال: رفع الطور فوق رؤوسهم يوجب سلب اختيارهم والزامهم بأخذ التوراة فهم مجبورون وقد قال تعالى: ﴿إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا
    [7]، لأنّه يقال: إنّهم لن يسلب عنهم الاختيار لقوله تعالى في الآية التالية: ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذٰلِكَ‌ فلو كانوا مقهورين ما كانوا متولّين، والإلزام بالإقدام لا يوجب الإلزام بالاستمرار، فرفع الطور فوقهم كسر لكبرهم ولجاجهم فقط.
    ﴿خُذُوا مٰا آتَيْنٰاكُمْ بِقُوَّةٍفِي مَجْمَعِ اَلْبَيَانِ رَوَى اَلْعَيَّاشِيُّ أَنَّهُ سُئِلَ اَلصَّادِقُ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ: عَنْ قَوْلِ اَللهِ خُذُوا مٰا آتَيْنٰاكُمْ بِقُوَّةٍ أَبِقُوَّةٍ بِالْأَبْدَانِ أَمْ بِقُوَّةٍ بِالْقُلُوبِ؟ فَقَالَ: ((بِهِمَا جَمِيعا))
    [8]، فأخذ الكتاب بقوّة بمعنى إعداد القوى الظاهريّة من النفرات والأموال كما قال تعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ[9]، والقوى الباطنية مثل تحكيم العزيمة وتخليص النيّة وتطهير الباطن كما قال تعالى: فَإِذٰا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى الله‌ لتحقّق ما في الكتاب من الحدود والشرائع والأوامر والنواهي.
    وقال السيد عبد الأعلى السبزواري(ره) عن الطور: (والمراد بالطور هو طور سيناء الجبل المعروف الذي كلم الله عليه موسى (عليه السلام). وهذه الآية المباركة تفسير لقوله تعالى: وإِذْ نَتَقْنَا اَلْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ‌ ظُلَّةٌ [سورة الأعراف، الآية: 171]. والنتق هو الجذب أو القلع، وهو يتصور على وجهين: الأول: أن يكون بسبب الزلزلة الحادثة في الأرض. الثاني: أن يكون ذلك بنفسه معجزة من اللّه تعالى بلا واسطة سبب طبيعي من زلزلة ونحوها، ويمكن تأييد الثاني بظهور كونه معجزة مستقلة، وتأتي في سورة الأعراف بقية الكلام. وما يقال: من أن رفع الجبل نحو إكراه لهم على الإيمان والعمل بالتوراة، وهذا باطل عقلا وشرعا. غير صحيح لأنهم علموا أن هذا نحو إعجاز من اللّه تعالى، لا أن يكون إكراها على الإيمان به، لفرض بقاء اختيارهم بعد ذلك وأمرهم بالأخذ بالتوراة بقوة، ويستفاد ذلك من سياق الآية).
    [10]

    [1] سورة البقرة، الآية: 63.
    [2] سورة الأعراف، الآية: 172.
    [3]سورة يس، الآية: 60.
    [4] سورة الأعراف، الآية: 171.
    [5]نهج البلاغة، خطب الإمام علي (ع) (تحقيق صالح)، ص 271.
    [6] التفسير الصافي، ج 2، ص 250.
    [7] سورة الإنسان، الآية: 3.
    [8] تفسير نور الثقلين، ج 1، ص 85.
    [9] سورة الأنفال، الآية: 60.
    [10] مواهب الرحمن في تفسير القرآن، ج 1، ص 304​.

  • #2

    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا

    مأجورين



    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم ص​ل على محمد وآل محمد
      جزاكم الله خيرا
      مع شكرنا وتقديرنا لحسن متابعاتكم​​​


      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X