بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.نقل صاحب البحار نقلاً عن كتاب الاختصاص ، قصة تدور أحداثها حول عمّ الإمام الجواد ملخصها أن عبد الله بن موسى ، وكان شيخاً كبيراً نبيلاً ، وقد دخل على الإمام وكان هناك في المجلس جماعة كثيرة من الشيعة من كل بلد ؛ جاءوا لرؤية الإمام بعد وفاة الإمام الرضا ( عليهما السلام ) ، فسأل رجل من المتواجدين في المجلس عمّ الإمام ، فقال : أصلحك الله ما تقول في رجل أتى بهيمةً ؟ فقال : تقطع يمينه ويضرب الحدّ ، فغضب الإمام أبو جعفر( الجواد) ( عليه السلام ) ثمّ نظر إليه ، فقال : ( يا عمّ ، اتق الله ؛ إنّه لعظيم أن تقف يوم القيامة بين يدي الله عزّ وجلّ فيقول لك : لِمَ أفتيتَ الناس بما لا تعلم ؟! فقال له عمّه : يا سيدي ، قال هذا أبوك صلوات الله عليه ؟ فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : إنّما سُئِل عن رجلٍ نبش قبر امرأةٍ فنكحها ، فقال أبي : تقطع يمينه للنبش ، ويضرب حد الزّناء ، فإنّ حرمة الميّتَةِ كحُرمة الحيّة ) . فقال : صدقت يا سيدي ، وأنا أستغفر الله .
فهنا يلاحظ أنّ الإمام بالرغم من وجود جمع كبير في المجلس ، وأنّ المجيب خطأً هو عمّ الإمام ، لم يمنعه من الردّ عليه وتصحيح اشتباهه ، مع ملاحظة خطاب العمّ للإمام بـ ( سيدي ) ؛ ممّا يحتوي على الاحترام التام ، وكذلك استغفاره ممّا صدر منه مع كِبَر سنّه ، وجلالة قدره ، وأَمام الملأ كان هذا الاستغفار والاعتراف بالخطأ ، وهذا درسٌ لنا من حياة الإمام ؛ بعدم الجرأة على الفتوى بغير علمٍ ، والاعتراف بالخطأ ، وتقديم صاحب الكفاءة لكفائته في مجال اختصاصه ، وعدم الجرأة على الله سبحانه وتعالى..
هذه بعض شذَرة من حياة الإمام الجواد ..
أسأل الله التوفيق فيما ذكرته ..
تعليق