آل العباس (لع) يدبرون مخططاً لإغتيال وقتل الجواد من آلِ محمد (ع) .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
أعظم الله لنا ولكم الأجر بذكرى إستشهاد الإمام المظلوم المسموم محمد الجواد (ع) .
على الرغم من تعدد الروايات في كيفية شهادة الإمام أبي جعفر الجواد عليه السلام ، فإنّ أغلبها يجمع على أن الإمام اغتيل مسموماً ـ ولو أن البعض توقف في أن يشهد بذلك ؛ لعدم ثبوت خبر لديه 1 ـ وأنّ مثلث الاغتيال قد تمثّل في زوجته أم الفضل زينب بنت المأمون ، وهي المباشر الأول التي قدّمت للإمام عنباً مسموماً ، ثم في أخيها جعفر ، يدبّرهم ويساعدهم على هذا الأمر المعتصم بن هارون .
فقد ذكر ذلك غير واحد من المؤرخين ومنهم المؤرخ الشهير المسعودي فقال : ( فلما انصرف أبو جعفر إلى العراق لم يزل المعتصم وجعفر بن المأمون يدبّرون ويعملون الحيلة في قتله ، فقال جعفر لاُخته أم الفضل ـ وكانت لاُمّه وأبيه ـ في ذلك ؛ لأنّه وقف على انحرافها عنه وغيرتها عليه لتفضيله أُم أبي الحسن ابنه عليها ، مع شدّة محبتها له ؛ ولأنّها لم ترزق منه ولد ، فأجابت أخاها جعفراً ) . 2
وقال غيره : ( ثم إنّ المعتصم جعل يعمل الحيلة في قتل أبي جعفر عليه السلام وأشار إلى ابنة المأمون زوجته بأن تسمّه ؛ لأنّه وقف على انحرافها عن أبي جعفر عليه السلام وشدة غيرتها عليه ؛ لتفضيله أم أبي الحسن ابنه عليها ؛ ولأنّه لم يرزق منها ولد ، فأجابته إلى ذلك ) . 3
أما ابن شهر آشوب فقد نقل في مناقبه أنّه : ( لما بويع المعتصم جعل يتفقد أحواله ، فكتب إلى عبدالملك الزيّات أن ينفذ إليه التقي وأم الفضل ) . 4
وفي موضع آخر ذكر أن مثلث الاغتيال ( المعتصم ـ جعفر ـ أم الفضل ) كانوا قد تشاوروا وتعاونوا على قتل الإمام والتخلّص منه بعد قدومه إلى بغداد ، بل ما استدعي إلّا للغرض ذاته. فقال : ( .. وجعلوا ـ المعتصم بن هارون وجعفر بن المأمون وأخته أم الفضل ـ سمّاً في شيء من عنب رازقي وكان يعجبه العنب الرازقي ، فلمّا أكل منه ندمت وجعلت تبكي. فقال لها : « ما بكاؤك ؟ والله ليضربنّك الله بفقر لا ينجبر ، وبلاء لا ينستر » ، فبليت بعلّة في أغمض المواضع من جوارحها صارت ناسوراً ينتقض عليها في كلِّ وقت. فأنفقت مالها وجميع ملكها على تلك العلّة حتىٰ احتاجت إلى رفد الناس. وتردّى جعفر في بئر فأُخرج ميتاً ، وكان سكراناً .
وأضاف ابن شهرآشوب السروي المازندراني ( ت / ٥٨٨ ه ) ، وأبو جعفر محمد بن جرير الطبري الإمامي ( من أعلام القرن الخامس الهجري ) ، « إنّ امرأته أم الفضل بنت المأمون سمّته في فرجه بمنديل ، فلمّا أحس بذلك قال لها : « أبلاك الله بداء لا دواء له » ، فوقعت الأكلة في فرجها ، وكانت تنصب للطبيب فينظرون إليها ويسرون ـ أو يشيرون ـ بالدواء عليها فلا ينفع ذلك حتى ماتت من علّتها ) . 5
وروي أن ابنه علي الهادي عليه السلام قام في جهازه وغسله وتحنيطه وتكفينه كما أمره وأوصاه ، فغسّله وحنّطه وأدرجه في أكفانه وصلّى عليه في جماعة من شيعته ومواليه . 6
************************************
1 - راجع الإرشاد ، للشيخ المفيد ج 2 ، ص 295 ، والسبب في ذلك أن الشيخ المفيد لا يعمل ولا يأخذ إلّا بالأخبار المتواترة .
2 - إثبات الوصية ، ص 192 ... وراجع أيضاً : دلائل الإمامة ، ص 395 .
3 - عيون المعجزات ، ص 132 .
4 - مناقب آل أبي طالب ، ج 4 ، ص 384 .
5 - مناقب آل أبي طالب ، ج 4 ، ص 391 ... ودلائل الإمامة ، ص 395 .
6 - مجموعة وفيات الأئمة ، ص 342 .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
أعظم الله لنا ولكم الأجر بذكرى إستشهاد الإمام المظلوم المسموم محمد الجواد (ع) .
على الرغم من تعدد الروايات في كيفية شهادة الإمام أبي جعفر الجواد عليه السلام ، فإنّ أغلبها يجمع على أن الإمام اغتيل مسموماً ـ ولو أن البعض توقف في أن يشهد بذلك ؛ لعدم ثبوت خبر لديه 1 ـ وأنّ مثلث الاغتيال قد تمثّل في زوجته أم الفضل زينب بنت المأمون ، وهي المباشر الأول التي قدّمت للإمام عنباً مسموماً ، ثم في أخيها جعفر ، يدبّرهم ويساعدهم على هذا الأمر المعتصم بن هارون .
فقد ذكر ذلك غير واحد من المؤرخين ومنهم المؤرخ الشهير المسعودي فقال : ( فلما انصرف أبو جعفر إلى العراق لم يزل المعتصم وجعفر بن المأمون يدبّرون ويعملون الحيلة في قتله ، فقال جعفر لاُخته أم الفضل ـ وكانت لاُمّه وأبيه ـ في ذلك ؛ لأنّه وقف على انحرافها عنه وغيرتها عليه لتفضيله أُم أبي الحسن ابنه عليها ، مع شدّة محبتها له ؛ ولأنّها لم ترزق منه ولد ، فأجابت أخاها جعفراً ) . 2
وقال غيره : ( ثم إنّ المعتصم جعل يعمل الحيلة في قتل أبي جعفر عليه السلام وأشار إلى ابنة المأمون زوجته بأن تسمّه ؛ لأنّه وقف على انحرافها عن أبي جعفر عليه السلام وشدة غيرتها عليه ؛ لتفضيله أم أبي الحسن ابنه عليها ؛ ولأنّه لم يرزق منها ولد ، فأجابته إلى ذلك ) . 3
أما ابن شهر آشوب فقد نقل في مناقبه أنّه : ( لما بويع المعتصم جعل يتفقد أحواله ، فكتب إلى عبدالملك الزيّات أن ينفذ إليه التقي وأم الفضل ) . 4
وفي موضع آخر ذكر أن مثلث الاغتيال ( المعتصم ـ جعفر ـ أم الفضل ) كانوا قد تشاوروا وتعاونوا على قتل الإمام والتخلّص منه بعد قدومه إلى بغداد ، بل ما استدعي إلّا للغرض ذاته. فقال : ( .. وجعلوا ـ المعتصم بن هارون وجعفر بن المأمون وأخته أم الفضل ـ سمّاً في شيء من عنب رازقي وكان يعجبه العنب الرازقي ، فلمّا أكل منه ندمت وجعلت تبكي. فقال لها : « ما بكاؤك ؟ والله ليضربنّك الله بفقر لا ينجبر ، وبلاء لا ينستر » ، فبليت بعلّة في أغمض المواضع من جوارحها صارت ناسوراً ينتقض عليها في كلِّ وقت. فأنفقت مالها وجميع ملكها على تلك العلّة حتىٰ احتاجت إلى رفد الناس. وتردّى جعفر في بئر فأُخرج ميتاً ، وكان سكراناً .
وأضاف ابن شهرآشوب السروي المازندراني ( ت / ٥٨٨ ه ) ، وأبو جعفر محمد بن جرير الطبري الإمامي ( من أعلام القرن الخامس الهجري ) ، « إنّ امرأته أم الفضل بنت المأمون سمّته في فرجه بمنديل ، فلمّا أحس بذلك قال لها : « أبلاك الله بداء لا دواء له » ، فوقعت الأكلة في فرجها ، وكانت تنصب للطبيب فينظرون إليها ويسرون ـ أو يشيرون ـ بالدواء عليها فلا ينفع ذلك حتى ماتت من علّتها ) . 5
وروي أن ابنه علي الهادي عليه السلام قام في جهازه وغسله وتحنيطه وتكفينه كما أمره وأوصاه ، فغسّله وحنّطه وأدرجه في أكفانه وصلّى عليه في جماعة من شيعته ومواليه . 6
************************************
1 - راجع الإرشاد ، للشيخ المفيد ج 2 ، ص 295 ، والسبب في ذلك أن الشيخ المفيد لا يعمل ولا يأخذ إلّا بالأخبار المتواترة .
2 - إثبات الوصية ، ص 192 ... وراجع أيضاً : دلائل الإمامة ، ص 395 .
3 - عيون المعجزات ، ص 132 .
4 - مناقب آل أبي طالب ، ج 4 ، ص 384 .
5 - مناقب آل أبي طالب ، ج 4 ، ص 391 ... ودلائل الإمامة ، ص 395 .
6 - مجموعة وفيات الأئمة ، ص 342 .
تعليق