إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من وحي نهج البلاغة.. هكذا وصف الإمام علي المتقين

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من وحي نهج البلاغة.. هكذا وصف الإمام علي المتقين







    ـ التقوى هي بمعنى الاتقاء، وهو اتخاذ الوقاية من المحذورات، وتاؤها منقلبة عن واو، وعند أهل الحقيقة هي الاحتراز بطاعة الله عن عقوبته، وقيل هي وقاية النفس عما يضر في الآخرة من اعتقاد وعمل وخلق.
    روي أن أمير المؤمنين عليه السلام وصف لأحد أصحابه والمدعو (همام) صفات المتقين في إحدى خطبه جاء فيها: أما بعد، فإن الله سبحانه وتعالى خلق الخلق حين خلقهم غنيًا عن طاعتهم آمنًا من معصيتهم، لأنه لا تضره معصية من عصاه ولا تنفعه طاعة من أطاعه. فقسم بينهم معيشتهم، ووضعهم من الدنيا مواضعهم. فالمتقون فيها هم أهل الفضائل منطقهم الصواب وملبسهم الاقتصاد ومشيهم التواضع غضوا أبصارهم عما حرم الله عليهم، ووقفوا أسماعهم على العلم النافع لهم. نزلت أنفسهم منهم في البلاء كالتي نزلت في الرخاء.
    مراتب التقوى

    جاء في كتاب رياض السالكين إن التقوى هي بمعنى الاتقاء، وهو اتخاذ الوقاية من المحذورات، وتاؤها منقلبة عن واو.
    وجاء في كتاب نهج السعادة للشيخ المحمودي أنه قال: هي صيانة النفس عما يضرها في الآخرة، وقصرها على ما ينفعها فيها، ولها ثلاث مراتب، الأولى: وقاية النفس عن العذاب المخلد بتصحيح العقائد الإيمانية، والثانية: التجنب عن كل ما يؤثم من فعل أو ترك وهو المعروف عند الشرع، والثالثة: التوقي عن كل ما يشغل القلب عن الحق وهذه درجة الخواص، بل خاص الخاص.
    أهل الفضائل

    يبين أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبته الأثر البليغ الذي تعكسه هذه الصفات على المجتمع فمن جملة هذه الصفات ما وصف بها المتقين بأنهم (أهل الفضائل) لما لهذه الصفة من دور كبير في القضاء على الصفات الرذيلة التي تجتاح المجتمعات مخلفة وراءها تراكم المشاكل على الصعيد الاجتماعي والأسري وغيرها.
    لذا ركز الإمام علي (عليه السلام) على هذه الصفة، لأن الفضائل -كما جاء في كتاب شرح أصول الكافي- هي حسن الخلق وهو إنما يحصل من الاعتدال بين الإفراط والتفريط في القوة العقلية والشهوية والقوة الغضبية ويعرف ذلك بمخالطة الناس بالجميل والتودد والصلة والصدق واللطف والمبرة وحسن الصحبة والعشرة والمراعاة والمواساة والرفق والحلم والصبر واللطف والمبرة وحسن الصحبة والعشرة والمراعاة والمواساة والرفق والحلم والصبر والاحتمال لهم والإشفاق عليهم.
    الصواب في القول

    جاء في كتاب بحار الأنوار شرح واف لابن ميثم البحراني حول الصواب في القول الذي ذكره أمير المؤمنين (عليه السلام) في الخطبة التي وصف فيها المتقين فقال: الصواب في القول وهو فضيلة العدل المتعلقة باللسان، وحاصله أن لا يسكت عما ينبغي أن يقال فيكون مفرّطًا، ولا يقول ما ينبغي أن يسكت عنه فيكون مفرِطا، بل يضع كلا من الكلام في موضعه اللائق به وهو أخص من الصدق، لجواز أن يصدق الإنسان فيما لا ينبغي من القول.
    وفي هذا المجال حث أئمتنا (عليهم السلام) خلال أحاديثهم المباركة عن عدم الإكثار في الحديث أو الكلام لأن اللسان وآفاته من أهم أسباب مصائب البشرية، إذ قال عنه رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن أكثر خطايا ابن آدم في لسانه، وقال (صلى الله عليه وآله): أعظم الناس خطايا يوم القيامة أكثرهم خوضًا في الباطل.
    الملبس والتواضع في كلام الإمام

    بعد الصفات التي ذكرها أمير المؤمنين (عليه السلام) يذكر صفتين أخرتين اختصتا بالمتقين إذ يقول (وملبسهم الاقتصاد ومشيهم التواضع) وقد أولت الشريعة الإسلامية اهتماماً بالغ الأهمية بهذه الظواهر التي تعكس شخصية المرء للآخرين، فلا يلبس ما كان سعره ثمينًا حتى لا يحسب على المترفين و المبذّرين, كما لا يمكن إن يلبس ما يشوّه صورته أمام الناس, فسيد الوصيين (عليه السلام) كان يقول: (والله لقد رقعت مدرعتي هذه حتى استحييت من راقعها).
    أما من ناحية التواضع فكان إمامنا أنموذجًا يقتدى به بهذه الصفة، وكان المثل الأعلى للمتقين الذين يعطيهم دروساً بالمجان ويحثهم على عدم التكبّر، فطالما أوصاه رسول الله (صلى الله عليه وآله) بقوله: يا علي! والله لو أن المتواضع في قعر بئر لبعث الله عز وجل إليه ريحًا يرفعه فوق الأخيار في دولة الأشرار.
    وجاء عن الإمام علي (عليه السلام): ما من أحد من ولد آدم إلا وناصيته بيد ملك، فإن تكبّر جذبه بناصيته إلى الأرض وقال له: تواضع وضعك الله! وإن تواضع جذبه بناصيته ثم قال له: ارفع رأسك رفعك الله ولا وضعك بتواضعك الله.
    وجاء عن الإمام الصادق (عليه السلام) إنه قال: كمال العقل في ثلاثة: التواضع لله وحسن اليقين والصمت إلا من خير.
    غض البصر

    اهتمت الشريعة الإسلامية اهتماماً كبيراً بهذا الخصوص وذلك عندما ذكرها القران الكريم في الآية المباركة: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ)(النور/30).
    فالمنع في الآية المباركة جاء لتأثير النظر في القلب وما تخلفه من دوافع سلبية على الغريزة والشهوة، وقد يقع الناظر في مصيدة الشيطان التي تؤدي به إلى ارتكاب آثامٍ عديدة, لذلك نجد أمير المؤمنين (عليه السلام) يصف المتقين بأنهم الذين غضوا أبصارهم، فهذا السلوك يقي المؤمن عن المحرمات وما يثير الشهوة، فالردع جاء كأمر وقائي لمصلحة المؤمنين لدفعهم من السقوط في هاوية الفساد و الفتن.
    ووقفوا أسماعهم على العلم النافع لهم

    يذكر مؤلف كتاب (أشعة من خطبة المتقين) حول هذه الصفة التي ذكرها أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصف المتقين قائلًا: إنهم لم يشغلوا سمعهم بشيء غير العلوم النافعة التي تنفعهم في إصلاح معاشهم أو معادهم، إذ أنّ العمر لا يفي لتعلّم العلوم كلها, ومن العلوم ما يكون ضاراً كالسحر والشعوذة وغيرها, إذن الطريق الأمثل للمتلقي أن يقتصر على العلوم النافعة له أو للمجتمع بحسب جهده وقدرته.
    البلاء والرخاء

    إن كثير من الناس لا يذكرون الله إلا عند بروز المشاكل أو الوقوع فيها وينسونه في الرخاء، إن نسيان الله في حياة هؤلاء هو القاعدة والأصل، أي أنه صار طبيعة ثانية لهؤلاء، لذا فإن ذكر الله بالنسبة لهؤلاء والالتفات إلى وقائع الحياة الحقة تعد حالة استثنائية في وجودهم، تحتاج في حضورها إلى عوامل إضافية، فما دامت هذه العوامل الإضافية موجودة فهم يذكرون الله، أما إذا زالت فسوف يرجعون إلى طبيعتهم المنحرفة وينسون الله.
    إننا لا نجد من الناس بصورة عامة من لا يلجأ إلى الله ولا يخضع له عندما تضغطه المشاكل الحادة والصعبة، ولكن ينبغي أن نعرف أن الوعي وذكر الله تعالى في مثل هذه الظروف في مثل هذه الذي نستطيع أن نصفه بالوعي الإجباري هو وعي عديم الفائدة.
    إن المؤمنين والمسلمين الحقيقيين يذكرون الله في الراحة والبلاء والسلامة والمرض والفقر والغنى، في السجن وعلى كرسي الحكم، وفي أي وضع كان.
    إن تغيير الأوضاع وتبدل الحالات لا يغير هؤلاء، إن أرواحهم كبيرة بحيث تستوعب كل هذه الأمور، مثلهم في ذلك علي بن أبي طالب (عليه السلام) حيث كانت عبادته وزهده ومتابعته لأمور الفقراء لا تختلف عند وجوده في السلطة أو عندما كان جليس بيته .
    /موقع الولاية



  • #2
    بارك الله بكم...واعظم اجوركم

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X