السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع منقول لاهميته وقد يكون مواضيع مشابهة له في الشبكة الغراء اقول عسى في الاعادة افادة واليكم :-
قبل انزال الموضوع اود الاشارة الى مادة مهمة لقد دأب اخواننا اهل السنة تسمية دور العبادة بالجامع فلدينا في العراق جميع دور العبادة لابناء السنة سميت بالجامع يا ترى سؤالي هل يصح هذه التسمية فالجامع كل ما يجمع الناس السوق المدرسة ووواليس الاجدر ان يكون مسجد او دار عبادة او اي تعبير اخر ورديف ذلك لقد اعتاده مخالفينا ببتر الصلاة على رسول الله ص وغالبيتهم يصلون بالصلاة البتراء التي حذر رسول الله منها :-
سال يسأل يقول
ليست الصلاة على الآل مع النبي حكرا على عليّ وفاطمة والحسن والحسين، وانما الآل الذين تجب الصلاة عليهم مع الصلاة على النبي هم جميع الصحابة وأزواج النبي وأتباعه، فيُصلى على الصحابة مع الصلاة على النبي ويُترضى عليهم جملة دون استثناء أحد منهم، لما في الصحيحين، «قالوا: يا رسول اللّه: كيف نصلّي عليك؟ قال: قولوا اللّهمّ صلّ على محمّد وعلى أزواجه وذريّته» وعدم ترضي الشيعة الرافضة على الصحبة ما هو الا البغض والعداء لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يبدو ان السائل قد اغاضه الصلاة على ال بيت النبوة ع الذين ثبت في جميع مصادرهم الصلاة عليهم واجبة وهذا امامهم الشافعي يقول
يا آلَ بَيتِ رَسولِ اللَهِ حُبَّكُمُ
فَرضٌ مِنَ اللَهِ في القُرآنِ أَنزَلَهُ
يَكفيكُمُ مِن عَظيمِ الفَخرِ أَنَّكُمُ
مَن لَم يُصَلِّ عَلَيكُم لا صَلاةَ لَهُ
الجواب من مركز الدليل العقائدي :-
سم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله المطهرين..
الصحيحان وغيرهما من كتبكم ومصنفاتكم حجة عليكم لا علينا، وقولك: إن ((الآل الذين تجب الصلاة عليهم مع الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله) هم جميع أصحابه وزوجاته وأتباعه))، كلام ساقط سمج ويكفي في إبطاله تصحيح الألباني لخبر نزول آية التطهير المروي عن عمر بن أبي سلمة ربيب النبي صلى الله عليه وسلم، قوله: ((لما نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) في بيت أم سلمة فدعا فاطمة وحسنا وحسينا فجللهم بكساء وعلي خلف ظهره فجلله بكساء ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا قالت أم سلمة وأنا معهم يا نبي الله قال أنت على مكانك وأنت على خير))، قال الألباني: «صحيح». [صحيح وضعيف سنن الترمذي، للألباني، ج3، ص543].
فآل النبي (صلى الله عليه وآله) هم: عليّ وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) على الصحيح الثابت.
ثم أنه لا شك ولا شبهة في وجوب الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب:56]، ووجوب الصلاة على آله عند الصلاة عليه (صلى الله عليه وآله وسلم) للحديث الذي رواه البخاري في صحيحه – كتاب الدعوات، باب الصلاة على النبي – وهذا نصه بالحرف: ((كيف نصلي عليك – يا رسول اللّه – فقال: قولوا: «اللهم صل على محمد وعلى آل محمد)) [صحيح البخاري، ج ٧، ص ١٥٦].
قال ابن تيمية في كتابه «فضائل أهل البيت وحقوقهم»: ((وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه صحاح أن الله لمّا أنزل عليه: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}، سأل الصحابة: كيف يصلون عليه، فقال: «قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد»)) [فضائل أهل البيت وحقوقهم، لابن تيمية، ص65].
وقال في منهاج السنة: ((إن الله تعالى أمر بالصلاة على نبيه – صلى الله عليه وسلم -، وقد فسر النبي – صلى الله عليه وسلم – ذلك بالصلاة عليه وعلى آله)) [منهاج السنة، ج4، ص153].
وقد صحح الألباني حديث الصلاة على النبي وآله المروي في «سنن النسائي» ونصه: ((صلوا عليّ، واجتهدوا في الدعاء، وقولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد)) قال الألباني: «صحيح». [صحيح وضعيف سنن النسائي، للألباني، ج3، 630].
واستدل الصنعاني في «سبل السلام» بهذا الحديث على وجوب الصلاة على النبي وآله في الصلاة، فقال: ((والحديث دليل على وجوب الصلاة عليه – صلى الله عليه وسلم – في الصلاة، لظاهر الأمر: “أعني قولوا” وإلى هذا ذهب جماعة من السلف والأئمة، والشافعي، وإسحاق، ودليلهم الحديث مع زيادته الثابتة. ويقتضي أيضا وجوب الصلاة على الآل، وهو قول الهادي، والقاسم، وأحمد بن حنبل، ولا عذر لمن قال بوجوب الصلاة عليه – صلى الله عليه وسلم – مستدلا بهذا من القول بوجوبها على الآل، إذ المأمور به واحد، … بل نقول: الصلاة عليه – صلى الله عليه وسلم – لا تتم ويكون العبد ممتثلا بها، حتى يأتي اللفظ النبوي الذي فيه ذكر الآل، لأنه قال السائل: ” كيف نصلي عليك ” فأجابه بالكيفية، أنها الصلاة عليه وعلى آله، فمن لم يأت بالآل فما صلى عليه بالكيفية التي أمر بها، فلا يكون ممتثلا للأمر، فلا يكون مصليا عليه صلى الله عليه وسلم)) [سبل السلام، ج1، ص288].
ونقل الصالحي الشامي في «سبل الهدى والرشاد» ما يدل على عدم قبول الصلاة من دون ذكر الصلاة على النبي وآله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال: ((وروى الدارقطني والبيهقي وغيرهما عن أبي مسعود البدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى صلاة لم يصل فيها عليّ وعلى أهل بيتي لم تقبل منه» وهو عندهما موقوف من قول أبي مسعود قال: لو صليت صلاة لا أصلي فيها على آل محمد ما رأيت أن صلاتي تتّم، وصوّب الدارقطني بأنه من قول أبي جعفر بن محمد بن علي بن الحسين وهو حجة للقائل: يا أهل بيت رسول الله حبكم … فرض من الله في القرآن أنزله … كفاكم من عظيم القدر أنكم … من لم يصل عليكم لا صلاة له)) [سبل الهدى والرشاد، ج11، ص434].
وأما مسألة الترضي على الصحابة والصلاة عليهم مع الآل، فهي بدعة أموية، قال العدوي في حاشيته على مختصر خليل الخرشي: ((الترضي على الصحب من البدع المكروهة التي ابتدعها أهل الشام وهم بنو أمية)) [شرح مختصر خليل، ج2، ص89].
وأما ما ذكرته من رواية البخاري لحديث: ((اللهم صلى على محمد وأزواجه وذريته)) [صحيح البخاري، ج ٤، البخاري، ص ١١٨]، فقد رده ابن تيمية وعدّه أمرا محدثا وطريقة لم يعهدها أئمة الإسلام المعروفين، قال في «الفتاوى الكبرى»: ((وروي: «اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته» وأمثال ذلك، وهذه طريقة محدثة لم يسبق إليها أحد من الأئمة المعروفين)) [الفتاوى الكبرى، ج2، ص193].
وذكر ابن القيم في “جلاء الأفهام” ما رواه ابن أبي شيبة، فقال: ((وقَالَ أَبُو بكر بن أبي شيبَة: حَدثنَا حُسَيْن بن عَليّ عَن جَعْفَر بن برْقَان قَالَ كتب عمر بن عبد الْعَزِيز أما بعد فَإِن نَاسا من النَّاس قد التمسوا الدُّنْيَا بِعَمَل الْآخِرَة وَإِن الْقصاص قد أَحْدَثُوا فِي الصَّلَاة على خلفائهم وأمرائهم عدل صلَاتهم على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم …)) [جلاء الأفهام في فضل الصلاة على محمد خير الأنام، لابن القيم الجوزية، ص466].
وقال الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ في شرحه كتاب «العقيدة الواسطية» لابن تيمية الحراني: ((إن إدخال الترضي عن الصحابة وعن زوجات النبي “صلى الله عليه وسلم” لم يكن في عهده “صلى الله عليه وسلم”، ولا في عهد أبي بكر وعمر ولا في عهد عثمان، ثم بعد ذلك الأئمة من التابعين فمن بعدهم أدخلوا هذا الترضي وأدخلوا هذا الشعار، لأنه صار شعاراً لأهل السنة في مقابلة غيرهم من الروافض والخوارج والنواصب ومن شابه أولئك.
كذلك في مسألة الصلاة على النبي “صلى الله عليه وسلم”، الأصل فيها أن الصلاة عليه “صلى الله عليه وسلم” وعلى آله، كما جاء ذلك مبيناً في حديث أبي حميد وغيره في الصحيحين وغيرهما؛ فإن النبي “صلى الله عليه وسلم” علّمهم أن تكون الصلاة عليه وعلى آله، فإن أهل السنة إذا ذكروا الصلاة عليه “صلى الله عليه وسلم” وأرادوا أن يذكروا الآل، أدخلوا معهم الصحابة، فقالوا: صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ولم يقتصروا على ذكر الآل، وهذا عند أكثر أهل السنة، لأجل ألا يشابهوا الرافضة والشيعة في توليهم للآل دون الصحب)) [اللآلئ البهية في شرح العقيدة الواسطية، ج2، ص410].
وقال الصاوي في حاشيته: ((من جملة اللغو: الدعاء للسلطان، وكذا الترضي عن الصحب)) [حاشية الصاوي على الشرح الصغير، ج1، ص512].
وقال ابن عبد السلام: ((إن الترضي عن الصحابة على الوجه المعهود في زماننا بدعة غير محبوبة)) [أسنى المطالب في شرح روض الطالب، لأبي يحيى السنيكي، ج1، ص261].
ومعلوم أن كل محدثة بدعة على ما في الحديث الصحيح القائل: ((إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة وإن كل بدعة ضلالة)). رواه أبو داود، وابن ماجه، وصححه شعيب الأرناؤوط، وبعضه في صحيح مسلم.
وننتهي الى نتيجة مفادها: أن الترضي على الصحابة والصلاة عليهم مع الصلاة على النبي وآله، أمر محدث ابتدعه بنو أمية، ومعلوم أن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة.
فثبت أن الترضي على الصحابة والصلاة عليهم مع الآل بدعة محدثة في الدين.
والحمد لله أوّلا وآخراً، وصلّى الله وسلّم على سيّدنا ونبيّنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين المعصومين المنتجَبين.
واسألكم الدعاء .
الموضوع منقول لاهميته وقد يكون مواضيع مشابهة له في الشبكة الغراء اقول عسى في الاعادة افادة واليكم :-
قبل انزال الموضوع اود الاشارة الى مادة مهمة لقد دأب اخواننا اهل السنة تسمية دور العبادة بالجامع فلدينا في العراق جميع دور العبادة لابناء السنة سميت بالجامع يا ترى سؤالي هل يصح هذه التسمية فالجامع كل ما يجمع الناس السوق المدرسة ووواليس الاجدر ان يكون مسجد او دار عبادة او اي تعبير اخر ورديف ذلك لقد اعتاده مخالفينا ببتر الصلاة على رسول الله ص وغالبيتهم يصلون بالصلاة البتراء التي حذر رسول الله منها :-
سال يسأل يقول
ليست الصلاة على الآل مع النبي حكرا على عليّ وفاطمة والحسن والحسين، وانما الآل الذين تجب الصلاة عليهم مع الصلاة على النبي هم جميع الصحابة وأزواج النبي وأتباعه، فيُصلى على الصحابة مع الصلاة على النبي ويُترضى عليهم جملة دون استثناء أحد منهم، لما في الصحيحين، «قالوا: يا رسول اللّه: كيف نصلّي عليك؟ قال: قولوا اللّهمّ صلّ على محمّد وعلى أزواجه وذريّته» وعدم ترضي الشيعة الرافضة على الصحبة ما هو الا البغض والعداء لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يبدو ان السائل قد اغاضه الصلاة على ال بيت النبوة ع الذين ثبت في جميع مصادرهم الصلاة عليهم واجبة وهذا امامهم الشافعي يقول
يا آلَ بَيتِ رَسولِ اللَهِ حُبَّكُمُ
فَرضٌ مِنَ اللَهِ في القُرآنِ أَنزَلَهُ
يَكفيكُمُ مِن عَظيمِ الفَخرِ أَنَّكُمُ
مَن لَم يُصَلِّ عَلَيكُم لا صَلاةَ لَهُ
الجواب من مركز الدليل العقائدي :-
سم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله المطهرين..
الصحيحان وغيرهما من كتبكم ومصنفاتكم حجة عليكم لا علينا، وقولك: إن ((الآل الذين تجب الصلاة عليهم مع الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله) هم جميع أصحابه وزوجاته وأتباعه))، كلام ساقط سمج ويكفي في إبطاله تصحيح الألباني لخبر نزول آية التطهير المروي عن عمر بن أبي سلمة ربيب النبي صلى الله عليه وسلم، قوله: ((لما نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) في بيت أم سلمة فدعا فاطمة وحسنا وحسينا فجللهم بكساء وعلي خلف ظهره فجلله بكساء ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا قالت أم سلمة وأنا معهم يا نبي الله قال أنت على مكانك وأنت على خير))، قال الألباني: «صحيح». [صحيح وضعيف سنن الترمذي، للألباني، ج3، ص543].
فآل النبي (صلى الله عليه وآله) هم: عليّ وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) على الصحيح الثابت.
ثم أنه لا شك ولا شبهة في وجوب الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب:56]، ووجوب الصلاة على آله عند الصلاة عليه (صلى الله عليه وآله وسلم) للحديث الذي رواه البخاري في صحيحه – كتاب الدعوات، باب الصلاة على النبي – وهذا نصه بالحرف: ((كيف نصلي عليك – يا رسول اللّه – فقال: قولوا: «اللهم صل على محمد وعلى آل محمد)) [صحيح البخاري، ج ٧، ص ١٥٦].
قال ابن تيمية في كتابه «فضائل أهل البيت وحقوقهم»: ((وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه صحاح أن الله لمّا أنزل عليه: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}، سأل الصحابة: كيف يصلون عليه، فقال: «قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد»)) [فضائل أهل البيت وحقوقهم، لابن تيمية، ص65].
وقال في منهاج السنة: ((إن الله تعالى أمر بالصلاة على نبيه – صلى الله عليه وسلم -، وقد فسر النبي – صلى الله عليه وسلم – ذلك بالصلاة عليه وعلى آله)) [منهاج السنة، ج4، ص153].
وقد صحح الألباني حديث الصلاة على النبي وآله المروي في «سنن النسائي» ونصه: ((صلوا عليّ، واجتهدوا في الدعاء، وقولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد)) قال الألباني: «صحيح». [صحيح وضعيف سنن النسائي، للألباني، ج3، 630].
واستدل الصنعاني في «سبل السلام» بهذا الحديث على وجوب الصلاة على النبي وآله في الصلاة، فقال: ((والحديث دليل على وجوب الصلاة عليه – صلى الله عليه وسلم – في الصلاة، لظاهر الأمر: “أعني قولوا” وإلى هذا ذهب جماعة من السلف والأئمة، والشافعي، وإسحاق، ودليلهم الحديث مع زيادته الثابتة. ويقتضي أيضا وجوب الصلاة على الآل، وهو قول الهادي، والقاسم، وأحمد بن حنبل، ولا عذر لمن قال بوجوب الصلاة عليه – صلى الله عليه وسلم – مستدلا بهذا من القول بوجوبها على الآل، إذ المأمور به واحد، … بل نقول: الصلاة عليه – صلى الله عليه وسلم – لا تتم ويكون العبد ممتثلا بها، حتى يأتي اللفظ النبوي الذي فيه ذكر الآل، لأنه قال السائل: ” كيف نصلي عليك ” فأجابه بالكيفية، أنها الصلاة عليه وعلى آله، فمن لم يأت بالآل فما صلى عليه بالكيفية التي أمر بها، فلا يكون ممتثلا للأمر، فلا يكون مصليا عليه صلى الله عليه وسلم)) [سبل السلام، ج1، ص288].
ونقل الصالحي الشامي في «سبل الهدى والرشاد» ما يدل على عدم قبول الصلاة من دون ذكر الصلاة على النبي وآله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال: ((وروى الدارقطني والبيهقي وغيرهما عن أبي مسعود البدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى صلاة لم يصل فيها عليّ وعلى أهل بيتي لم تقبل منه» وهو عندهما موقوف من قول أبي مسعود قال: لو صليت صلاة لا أصلي فيها على آل محمد ما رأيت أن صلاتي تتّم، وصوّب الدارقطني بأنه من قول أبي جعفر بن محمد بن علي بن الحسين وهو حجة للقائل: يا أهل بيت رسول الله حبكم … فرض من الله في القرآن أنزله … كفاكم من عظيم القدر أنكم … من لم يصل عليكم لا صلاة له)) [سبل الهدى والرشاد، ج11، ص434].
وأما مسألة الترضي على الصحابة والصلاة عليهم مع الآل، فهي بدعة أموية، قال العدوي في حاشيته على مختصر خليل الخرشي: ((الترضي على الصحب من البدع المكروهة التي ابتدعها أهل الشام وهم بنو أمية)) [شرح مختصر خليل، ج2، ص89].
وأما ما ذكرته من رواية البخاري لحديث: ((اللهم صلى على محمد وأزواجه وذريته)) [صحيح البخاري، ج ٤، البخاري، ص ١١٨]، فقد رده ابن تيمية وعدّه أمرا محدثا وطريقة لم يعهدها أئمة الإسلام المعروفين، قال في «الفتاوى الكبرى»: ((وروي: «اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته» وأمثال ذلك، وهذه طريقة محدثة لم يسبق إليها أحد من الأئمة المعروفين)) [الفتاوى الكبرى، ج2، ص193].
وذكر ابن القيم في “جلاء الأفهام” ما رواه ابن أبي شيبة، فقال: ((وقَالَ أَبُو بكر بن أبي شيبَة: حَدثنَا حُسَيْن بن عَليّ عَن جَعْفَر بن برْقَان قَالَ كتب عمر بن عبد الْعَزِيز أما بعد فَإِن نَاسا من النَّاس قد التمسوا الدُّنْيَا بِعَمَل الْآخِرَة وَإِن الْقصاص قد أَحْدَثُوا فِي الصَّلَاة على خلفائهم وأمرائهم عدل صلَاتهم على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم …)) [جلاء الأفهام في فضل الصلاة على محمد خير الأنام، لابن القيم الجوزية، ص466].
وقال الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ في شرحه كتاب «العقيدة الواسطية» لابن تيمية الحراني: ((إن إدخال الترضي عن الصحابة وعن زوجات النبي “صلى الله عليه وسلم” لم يكن في عهده “صلى الله عليه وسلم”، ولا في عهد أبي بكر وعمر ولا في عهد عثمان، ثم بعد ذلك الأئمة من التابعين فمن بعدهم أدخلوا هذا الترضي وأدخلوا هذا الشعار، لأنه صار شعاراً لأهل السنة في مقابلة غيرهم من الروافض والخوارج والنواصب ومن شابه أولئك.
كذلك في مسألة الصلاة على النبي “صلى الله عليه وسلم”، الأصل فيها أن الصلاة عليه “صلى الله عليه وسلم” وعلى آله، كما جاء ذلك مبيناً في حديث أبي حميد وغيره في الصحيحين وغيرهما؛ فإن النبي “صلى الله عليه وسلم” علّمهم أن تكون الصلاة عليه وعلى آله، فإن أهل السنة إذا ذكروا الصلاة عليه “صلى الله عليه وسلم” وأرادوا أن يذكروا الآل، أدخلوا معهم الصحابة، فقالوا: صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ولم يقتصروا على ذكر الآل، وهذا عند أكثر أهل السنة، لأجل ألا يشابهوا الرافضة والشيعة في توليهم للآل دون الصحب)) [اللآلئ البهية في شرح العقيدة الواسطية، ج2، ص410].
وقال الصاوي في حاشيته: ((من جملة اللغو: الدعاء للسلطان، وكذا الترضي عن الصحب)) [حاشية الصاوي على الشرح الصغير، ج1، ص512].
وقال ابن عبد السلام: ((إن الترضي عن الصحابة على الوجه المعهود في زماننا بدعة غير محبوبة)) [أسنى المطالب في شرح روض الطالب، لأبي يحيى السنيكي، ج1، ص261].
ومعلوم أن كل محدثة بدعة على ما في الحديث الصحيح القائل: ((إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة وإن كل بدعة ضلالة)). رواه أبو داود، وابن ماجه، وصححه شعيب الأرناؤوط، وبعضه في صحيح مسلم.
وننتهي الى نتيجة مفادها: أن الترضي على الصحابة والصلاة عليهم مع الصلاة على النبي وآله، أمر محدث ابتدعه بنو أمية، ومعلوم أن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة.
فثبت أن الترضي على الصحابة والصلاة عليهم مع الآل بدعة محدثة في الدين.
والحمد لله أوّلا وآخراً، وصلّى الله وسلّم على سيّدنا ونبيّنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين المعصومين المنتجَبين.
واسألكم الدعاء .
تعليق