رب اشرح لي صدري
أحاديث الطينة ـــ التي خلق منها أئمة أهل البيت وخلق شيعتهم من فاضلها ـــ في روايات شيعة أهل البيت صلوات الله عليهم كثيرة جداً ، ربما تصل إلى التواتر.
لكن العجب انني وجدتُ بعضها مروية في مصادر أهل العامة من وجهين ، ما يدل على تأكيد هذه الحقيقة النورانية.
جاء في معجم ابن المقرئ (ت/381هـ) [3 /225].
1154 - حدثنا أبو الحسين علي بن إسحاق بن ردي القاضي قاضي طبرية بطبرية ، ثنا علي بن نصر البصري ، ثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه قال : رفعه قال : « إنَّ الله عزَّ وجل خلق عليين (1) وخَلَقَ طيننا منها ، وخَلَقَ طينة محبينا منها ، وخَلَقَ سِجِّين (2) وخَلَقَ طينة مبغضينا منها ، فأرواح مُحبينا تتوق إلى ما خُلقت منه ، وأرواح مُبغضينا تتوق إلى ما خُلقت منه » ، هكذا حدثناه علي بن ردي ، وكان أحد الثقات والظرفاء من أهل الشام رحمه الله ، وعلي بن نصر ذكر أنه شيخ بصري قدم عليهم. إ.هـ
__________
(1) عِلِّيُّون : اسم للسماء السابعة، وقيل : هو اسمٌ لدِيوَان الملائكة الحَفَظَة، تُرْفَع إليه أعمالُ الصالحين من العباد، وقيل : أراد أعْلَى الأمْكِنَة وأشْرَفَ المرَاتِب من اللّه في الدار الآخرة.
(2) سجين : قيل هو جب في جهنم أو هو صخرة أسفل الأرض السابعة.
وفي نسختي من معجم ابن المقرئ (ص 354) ح/ 1176 ، تحقيق أبي عبدالرحمن عادل بن سعد ، مكتبة الرشد ،الرياض، ط1 ، 1419هـ/1998م.
ورواه ابن عساكر في تاريخه بسنده إلى ابن المقرئ ( 41 / 255 ) ترجمة علي بن إسحاق بن رداء شيخ ابن المقرئ رقم/4807 :
قال :
أخبرنا ( 1 ) أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء بن أبي منصور ، أنا أبو الفتح منصور بن الحسين بن علي بن القاسم بن رواد الكاتب ، وأبو طاهر بن محمود ، نا أبو بكر بن المقرئ ، نا أبو الحسين علي بن إسحاق بن رداء القاضي قاضي الطبرية بالطبرية ، أنا علي بن نصر البصري ، نا عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن الزهري ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه رفعه ، قال : « إن الله خلق عليين ( 2 ) وخلق طينتنا منها وخلق طينة محبينا منها وخلق سجين ( 3 ) وخلق طينة مبغضينا منها فأرواح محبينا تتوق إلى ما خلقت [منه] وأرواح مبغضينا تتوق إلى ما خلقت منه .»[ 8261 ] .
قال ابن المقرئ : هكذا حدَّثناه علي بن رداء ، وكان أحد الثقات والظرفاء من أهل الشام رحمه الله ، وعلي بن نصر ذكر أنه شيخ بصري له قدر عظيم. اهـ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) فوقها في " ز " كتب : " ح " بحرف صغير .
( 2 ) عليون جمع علي ، في السماء السابعة تصعد إليه أرواح المؤمنين ( القاموس المحيط ) .
( 3 ) سجين : موضع فيه كتاب الفجار ، وواد في جهنم ، أو حجر في الأرض السابعة ، والسجين : الدائم ، والشديد ( القاموس المحيط ).
أقول : هذا السند لا كلام فيه ، سوى علي بن نصر البصري ، فقد قال ابن المقرئ نقلاً عن شيخه ابن رداء : انه شيخ بصري قدم عليهم ، بينما جاءت العبارة عند ابن عساكر : شيخ بصري له قدر عظيم. وربما هي الأقرب للصواب.
ذلك لأن المرجح أن علي بن نصر البصري المذكور هو :
الاسم : علي بن نصر بن على بن نصر بن على الجهضمي ، أبو الحسن البصري الصغير ( حفيد الذى قبله ).
الطبقة : 11 : أوساط الآخذين عن تبع الأتباع .
الوفاة : 250 هـ .
روى له : م د ت س ( مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي ).
رتبته عند ابن حجر : ثقة حافظ .
رتبته عند الذهبي : حافظ ثبت. إ.هـ.
لأمرين :
الأول : تطابق الاسم والنسبة.
الثاني : كونه من نفس الطبقة التي تروي عن عبدالرزاق. فعبدالرزاق توفي سنة 211 هـ ، ووفاة علي بن نصر سنة 250هـ .
فبالتالي يكون رجال السند كلهم ثقات.
وما استظهرناه نحن من كونه علي بن نصر الجهضمي البصري المتوفى سنة 250 هـ هو عين ما استظهره القائمون على برنامج "جوامع الكلم" السلفي.
راجع هنا
http://www.islamweb.net/hadith/displ...527&pid=323780
أقول : ولأنَّ الذهبي بطبيعته الشامية إن رأى فضيلة لأمير المؤمنين وأهل بيته لا تستريح نفسه فيبادر إلى إنكاره والطعن فيه ، كما يقول جملة من المحققين ... منهم:
السيد عبدالله بن الصديق الغماري في هامش كتاب تنزيه الشريعة لابن عراق الكناني ص368 /ج1 ، قال ما نصه: « الذهبي شامي يستنكر كل رواية يشم منها رائحة تفضيل علي عليه السلام. » إ.هـ.
وكذلك قول أخيه السيد أحمد بن الصديق الغماري في كتابه فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي ص/50 :
«ولكن الذهبي إذا رأى حديثاً في فضل علي "عليه السلام" بادر إلى إنكاره بحق وبباطل ، حتى كأنَّهُ لا يدري ما يخرج من رأسه !! - سامحه الله - . » إ.هـ.
وهذا إنكاره للحديث متهماً به علي بن نصر البصري .! مع اعترافه بكونه لا يعرفه !!
ميزان الاعتدال للذهبي ( 3 / 159 ) رقم/ 5958
5958 - علي بن نصر البصري . عن عبد الرزاق . لا يدرى من ذا . أتى بخبر باطل ، فهو آفته ، قرأته على إسحاق الأسدي ، أخبركم ابن خليل ، أخبرنا هشام ابن عبد الرحيم ، أخبرنا سعيد بن أبي الرجاء ، أخبرنا أحمد بن محمود ، ومنصور بن الحسين ، قالا : أخبرنا أبو بكر بن المقرئ ، أخبرنا علي بن إسحاق بن رداء قاضي طبرية ، حدثنا علي بن نصر ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه - مرفوعا : « إن الله خلق عليين وخلق طينة مُحبِّينا منها . . . الحديث ». وابن رداء ثقة . اهـ.
أقول :
أولاً : المُرَجَّح أن علي بن نصر المذكور في السند هو الجهضمي الثقة كما أشرنا إليه أعلاه.
ثانياً : لو فرضنا ــ جدلاً ــ أنه ليس الجهضمي الثقة ، وأنه مجهول الحال ، فالسند على مبنى بعضهم ــ كابن حبان ــ مقبول لأن من فوقه ثقة ومن تحته ثقة ، ولم يأتِ بمنكر ، فيكون ثقة. نعم هو منكر لدى القلوب المريضة ممن يحكمون على المتون بالهوى كالذهبي وأمثاله.
ثالثاً : مبنى القوم أنه من دلائل صحة الحديث وجود الشواهد بمعناه ، وحديثنا له شاهد كما يأتي.
ـــــــ
شاهد للحديث :
قال ابن عراق الكناني في تنزيه الشريعة ( 1 / 419 ) – الفصل الثالث
( 34 ) حديث : « إن الله عزَّ وجلّ خلق عليين ، وخلق طينتنا منها ، وخلق طينة محبينا منها ، وخلق سجين ، وخلق طينة مبغضينا منها ، فأرواح محبينا تتوق إلى ما خلقت منه ، وأرواح مبغضينا تتوق إلى ما خلقت منه . » . ( كر ) من حديث الحسين بن علي ، وفيه علي بن نصر البصري ، قال فى "الميزان" : « خبر باطل ، آفته على بن نصر ؛ لا يدرى من هو . » .
( قلت ) : وفى معناه حديث : « إن فى الفردوس لعينا ، أحلى من الشهد ، وأطيب من المسك ، فيها طينة خلقنا الله منها ، وخلق شيعتنا ، وهى الميثاق الذى أخذ عليه ولاية علي بن أبى طالب. » . أورده الذهبى فى "الميزان" فى ترجمة "عبيد بن مهران العطار" ، وقال : « حديث موضوع ، وعبيد مجهول » . والله سبحانه وتعالى أعلم. إ.هـ.
والحديث الشاهد أخرجه ابن عساكر في تاريخه ( 42 / 64)
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين المقرئ ، وأبو البقاء عبيد الله بن مسعود بن عبد العزيز الرازي ، وأبو بكر أحمد بن علي بن عبد الواحد بن الأشقر الدلال ، قالوا : أنا أبو الحسين بن المهتدي ، أنا أبو الحسن علي بن عمر الحربي ، نا أبو العباس إسحاق بن مروان القطان ، نا أبي ، نا عبيد بن مهران العطار ، نا يحيى بن عبد الله بن الحسن ، عن أبيه ، وعن جعفر بن محمد ، عن أبيهما ، عن جدهما ، قالا : قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) : إن في الفردوس لعينا أحلى من الشهد ، وألين من الزبد ، وأبرد من الثلج ، وأطيب من المسك ، فيها طينة خلقنا الله منها ، وخلق منها شيعتنا ، فمن لم يكن من تلك الطينة فليس منا ، ولا من شيعتنا ، وهي الميثاق الذي أخذ الله عز و جل عليه ولاية علي بن أبي طالب .
قال عبيد بن مهران (2) : فذكرت لمحمد بن حسين هذا الحديث ، فقال : صدقك يحيى بن عبد الله ، هكذا أخبرني أبي ، عن جدي ، عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) . إ.هـ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
(2) بالأصل وَ (م) وَ ( ز ) : عبيد بن يحيى ، تصحيف ، وقد ورد صوابا في سند الخبر السابق .
قال ابن حجر في لسان الميزان (5 / 361) رقم (5075) تحقيق أبي غدة ، وفي نسختي (4 / 144) رقم/ 5476 طبع دار الكتب ، متعقباً الذهبي :
عبيد بن مهران أبو عبَّاد المدني :
مجهول ، وله حديث موضوع .
فروى علي بن عمر الحربي السكري ، عن إسحاق بن مروان القطان ، حدثنا أبي ، عن عبيد بن مهران العطار ، حدثنا يحيى بن عبد الله بن حسن ، عن أبيه ، وجعفر الصادق ، عن أبيهما ، عن جدهما ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن في الفردوس لعينا أحلى من الشهد ، وأطيب من المسك ، فيها طينة خلقنا الله منها ، وخلق منها شيعتنا ، وهي الميثاق الذي أخذ الله عليه ولاية علي بن أبي طالب " انتهى .
وذكره ابن حبان في "الثقات" ، وقال : يروي المقاطيع والمراسيل ، مات سنة 204 ، ولكنه سمَّى أباه ميموناً ، فتبع فيه البخاري ومسلماً ، وهو الصواب .
وقول المصنف : أنه يكنى أبا عبَّاد ، وَهَم ، وإنما أبو عبَّاد : الذي اسمُه عُبيد بن ميمون (2).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
(2) لا أدري لم وهَّمَ المصنفُ الذهبيَّ ، مع تصويبه كون اسم والده: ميموناً! والذين سَمَّوا أباه ميموناً ــ كالبخاري ومسلم وابن حبان ــ هم الذين كنَّوه أبا عبَّاد، فلا يصح توهيم الذهبي. أما الذي سمَّى أباه "مهران" فهو ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6 : 2 . انتهت حاشية أبي غدة.
أقول : فمن حكم عليه الذهبي بالجهالة ــ تبعاً لأبي حاتم ــ هو ثقة عند ابن حبان ، كما في تعقّب ابن حجر للذهبي.
والحمد لله رب العالمين.
اللهم احشرنا في زمرة محمد وآل محمد ولا تفرِّق بيننا وبينهم طرفة عين أبداً.
مرآة التواريخ ،،،
ــــــــــــ
منقول من مواضيع أخي المرحوم
مرآة التواريخ .
رحم الله من يقراء الفاتحة الى روحه الطاهرة
أحاديث الطينة ـــ التي خلق منها أئمة أهل البيت وخلق شيعتهم من فاضلها ـــ في روايات شيعة أهل البيت صلوات الله عليهم كثيرة جداً ، ربما تصل إلى التواتر.
لكن العجب انني وجدتُ بعضها مروية في مصادر أهل العامة من وجهين ، ما يدل على تأكيد هذه الحقيقة النورانية.
جاء في معجم ابن المقرئ (ت/381هـ) [3 /225].
1154 - حدثنا أبو الحسين علي بن إسحاق بن ردي القاضي قاضي طبرية بطبرية ، ثنا علي بن نصر البصري ، ثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه قال : رفعه قال : « إنَّ الله عزَّ وجل خلق عليين (1) وخَلَقَ طيننا منها ، وخَلَقَ طينة محبينا منها ، وخَلَقَ سِجِّين (2) وخَلَقَ طينة مبغضينا منها ، فأرواح مُحبينا تتوق إلى ما خُلقت منه ، وأرواح مُبغضينا تتوق إلى ما خُلقت منه » ، هكذا حدثناه علي بن ردي ، وكان أحد الثقات والظرفاء من أهل الشام رحمه الله ، وعلي بن نصر ذكر أنه شيخ بصري قدم عليهم. إ.هـ
__________
(1) عِلِّيُّون : اسم للسماء السابعة، وقيل : هو اسمٌ لدِيوَان الملائكة الحَفَظَة، تُرْفَع إليه أعمالُ الصالحين من العباد، وقيل : أراد أعْلَى الأمْكِنَة وأشْرَفَ المرَاتِب من اللّه في الدار الآخرة.
(2) سجين : قيل هو جب في جهنم أو هو صخرة أسفل الأرض السابعة.
وفي نسختي من معجم ابن المقرئ (ص 354) ح/ 1176 ، تحقيق أبي عبدالرحمن عادل بن سعد ، مكتبة الرشد ،الرياض، ط1 ، 1419هـ/1998م.
ورواه ابن عساكر في تاريخه بسنده إلى ابن المقرئ ( 41 / 255 ) ترجمة علي بن إسحاق بن رداء شيخ ابن المقرئ رقم/4807 :
قال :
أخبرنا ( 1 ) أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء بن أبي منصور ، أنا أبو الفتح منصور بن الحسين بن علي بن القاسم بن رواد الكاتب ، وأبو طاهر بن محمود ، نا أبو بكر بن المقرئ ، نا أبو الحسين علي بن إسحاق بن رداء القاضي قاضي الطبرية بالطبرية ، أنا علي بن نصر البصري ، نا عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن الزهري ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه رفعه ، قال : « إن الله خلق عليين ( 2 ) وخلق طينتنا منها وخلق طينة محبينا منها وخلق سجين ( 3 ) وخلق طينة مبغضينا منها فأرواح محبينا تتوق إلى ما خلقت [منه] وأرواح مبغضينا تتوق إلى ما خلقت منه .»[ 8261 ] .
قال ابن المقرئ : هكذا حدَّثناه علي بن رداء ، وكان أحد الثقات والظرفاء من أهل الشام رحمه الله ، وعلي بن نصر ذكر أنه شيخ بصري له قدر عظيم. اهـ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) فوقها في " ز " كتب : " ح " بحرف صغير .
( 2 ) عليون جمع علي ، في السماء السابعة تصعد إليه أرواح المؤمنين ( القاموس المحيط ) .
( 3 ) سجين : موضع فيه كتاب الفجار ، وواد في جهنم ، أو حجر في الأرض السابعة ، والسجين : الدائم ، والشديد ( القاموس المحيط ).
أقول : هذا السند لا كلام فيه ، سوى علي بن نصر البصري ، فقد قال ابن المقرئ نقلاً عن شيخه ابن رداء : انه شيخ بصري قدم عليهم ، بينما جاءت العبارة عند ابن عساكر : شيخ بصري له قدر عظيم. وربما هي الأقرب للصواب.
ذلك لأن المرجح أن علي بن نصر البصري المذكور هو :
الاسم : علي بن نصر بن على بن نصر بن على الجهضمي ، أبو الحسن البصري الصغير ( حفيد الذى قبله ).
الطبقة : 11 : أوساط الآخذين عن تبع الأتباع .
الوفاة : 250 هـ .
روى له : م د ت س ( مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي ).
رتبته عند ابن حجر : ثقة حافظ .
رتبته عند الذهبي : حافظ ثبت. إ.هـ.
لأمرين :
الأول : تطابق الاسم والنسبة.
الثاني : كونه من نفس الطبقة التي تروي عن عبدالرزاق. فعبدالرزاق توفي سنة 211 هـ ، ووفاة علي بن نصر سنة 250هـ .
فبالتالي يكون رجال السند كلهم ثقات.
وما استظهرناه نحن من كونه علي بن نصر الجهضمي البصري المتوفى سنة 250 هـ هو عين ما استظهره القائمون على برنامج "جوامع الكلم" السلفي.
راجع هنا
http://www.islamweb.net/hadith/displ...527&pid=323780
أقول : ولأنَّ الذهبي بطبيعته الشامية إن رأى فضيلة لأمير المؤمنين وأهل بيته لا تستريح نفسه فيبادر إلى إنكاره والطعن فيه ، كما يقول جملة من المحققين ... منهم:
السيد عبدالله بن الصديق الغماري في هامش كتاب تنزيه الشريعة لابن عراق الكناني ص368 /ج1 ، قال ما نصه: « الذهبي شامي يستنكر كل رواية يشم منها رائحة تفضيل علي عليه السلام. » إ.هـ.
وكذلك قول أخيه السيد أحمد بن الصديق الغماري في كتابه فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي ص/50 :
«ولكن الذهبي إذا رأى حديثاً في فضل علي "عليه السلام" بادر إلى إنكاره بحق وبباطل ، حتى كأنَّهُ لا يدري ما يخرج من رأسه !! - سامحه الله - . » إ.هـ.
وهذا إنكاره للحديث متهماً به علي بن نصر البصري .! مع اعترافه بكونه لا يعرفه !!
ميزان الاعتدال للذهبي ( 3 / 159 ) رقم/ 5958
5958 - علي بن نصر البصري . عن عبد الرزاق . لا يدرى من ذا . أتى بخبر باطل ، فهو آفته ، قرأته على إسحاق الأسدي ، أخبركم ابن خليل ، أخبرنا هشام ابن عبد الرحيم ، أخبرنا سعيد بن أبي الرجاء ، أخبرنا أحمد بن محمود ، ومنصور بن الحسين ، قالا : أخبرنا أبو بكر بن المقرئ ، أخبرنا علي بن إسحاق بن رداء قاضي طبرية ، حدثنا علي بن نصر ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه - مرفوعا : « إن الله خلق عليين وخلق طينة مُحبِّينا منها . . . الحديث ». وابن رداء ثقة . اهـ.
أقول :
أولاً : المُرَجَّح أن علي بن نصر المذكور في السند هو الجهضمي الثقة كما أشرنا إليه أعلاه.
ثانياً : لو فرضنا ــ جدلاً ــ أنه ليس الجهضمي الثقة ، وأنه مجهول الحال ، فالسند على مبنى بعضهم ــ كابن حبان ــ مقبول لأن من فوقه ثقة ومن تحته ثقة ، ولم يأتِ بمنكر ، فيكون ثقة. نعم هو منكر لدى القلوب المريضة ممن يحكمون على المتون بالهوى كالذهبي وأمثاله.
ثالثاً : مبنى القوم أنه من دلائل صحة الحديث وجود الشواهد بمعناه ، وحديثنا له شاهد كما يأتي.
ـــــــ
شاهد للحديث :
قال ابن عراق الكناني في تنزيه الشريعة ( 1 / 419 ) – الفصل الثالث
( 34 ) حديث : « إن الله عزَّ وجلّ خلق عليين ، وخلق طينتنا منها ، وخلق طينة محبينا منها ، وخلق سجين ، وخلق طينة مبغضينا منها ، فأرواح محبينا تتوق إلى ما خلقت منه ، وأرواح مبغضينا تتوق إلى ما خلقت منه . » . ( كر ) من حديث الحسين بن علي ، وفيه علي بن نصر البصري ، قال فى "الميزان" : « خبر باطل ، آفته على بن نصر ؛ لا يدرى من هو . » .
( قلت ) : وفى معناه حديث : « إن فى الفردوس لعينا ، أحلى من الشهد ، وأطيب من المسك ، فيها طينة خلقنا الله منها ، وخلق شيعتنا ، وهى الميثاق الذى أخذ عليه ولاية علي بن أبى طالب. » . أورده الذهبى فى "الميزان" فى ترجمة "عبيد بن مهران العطار" ، وقال : « حديث موضوع ، وعبيد مجهول » . والله سبحانه وتعالى أعلم. إ.هـ.
والحديث الشاهد أخرجه ابن عساكر في تاريخه ( 42 / 64)
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين المقرئ ، وأبو البقاء عبيد الله بن مسعود بن عبد العزيز الرازي ، وأبو بكر أحمد بن علي بن عبد الواحد بن الأشقر الدلال ، قالوا : أنا أبو الحسين بن المهتدي ، أنا أبو الحسن علي بن عمر الحربي ، نا أبو العباس إسحاق بن مروان القطان ، نا أبي ، نا عبيد بن مهران العطار ، نا يحيى بن عبد الله بن الحسن ، عن أبيه ، وعن جعفر بن محمد ، عن أبيهما ، عن جدهما ، قالا : قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) : إن في الفردوس لعينا أحلى من الشهد ، وألين من الزبد ، وأبرد من الثلج ، وأطيب من المسك ، فيها طينة خلقنا الله منها ، وخلق منها شيعتنا ، فمن لم يكن من تلك الطينة فليس منا ، ولا من شيعتنا ، وهي الميثاق الذي أخذ الله عز و جل عليه ولاية علي بن أبي طالب .
قال عبيد بن مهران (2) : فذكرت لمحمد بن حسين هذا الحديث ، فقال : صدقك يحيى بن عبد الله ، هكذا أخبرني أبي ، عن جدي ، عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) . إ.هـ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
(2) بالأصل وَ (م) وَ ( ز ) : عبيد بن يحيى ، تصحيف ، وقد ورد صوابا في سند الخبر السابق .
قال ابن حجر في لسان الميزان (5 / 361) رقم (5075) تحقيق أبي غدة ، وفي نسختي (4 / 144) رقم/ 5476 طبع دار الكتب ، متعقباً الذهبي :
عبيد بن مهران أبو عبَّاد المدني :
مجهول ، وله حديث موضوع .
فروى علي بن عمر الحربي السكري ، عن إسحاق بن مروان القطان ، حدثنا أبي ، عن عبيد بن مهران العطار ، حدثنا يحيى بن عبد الله بن حسن ، عن أبيه ، وجعفر الصادق ، عن أبيهما ، عن جدهما ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن في الفردوس لعينا أحلى من الشهد ، وأطيب من المسك ، فيها طينة خلقنا الله منها ، وخلق منها شيعتنا ، وهي الميثاق الذي أخذ الله عليه ولاية علي بن أبي طالب " انتهى .
وذكره ابن حبان في "الثقات" ، وقال : يروي المقاطيع والمراسيل ، مات سنة 204 ، ولكنه سمَّى أباه ميموناً ، فتبع فيه البخاري ومسلماً ، وهو الصواب .
وقول المصنف : أنه يكنى أبا عبَّاد ، وَهَم ، وإنما أبو عبَّاد : الذي اسمُه عُبيد بن ميمون (2).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
(2) لا أدري لم وهَّمَ المصنفُ الذهبيَّ ، مع تصويبه كون اسم والده: ميموناً! والذين سَمَّوا أباه ميموناً ــ كالبخاري ومسلم وابن حبان ــ هم الذين كنَّوه أبا عبَّاد، فلا يصح توهيم الذهبي. أما الذي سمَّى أباه "مهران" فهو ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6 : 2 . انتهت حاشية أبي غدة.
أقول : فمن حكم عليه الذهبي بالجهالة ــ تبعاً لأبي حاتم ــ هو ثقة عند ابن حبان ، كما في تعقّب ابن حجر للذهبي.
والحمد لله رب العالمين.
اللهم احشرنا في زمرة محمد وآل محمد ولا تفرِّق بيننا وبينهم طرفة عين أبداً.
مرآة التواريخ ،،،
ــــــــــــ
منقول من مواضيع أخي المرحوم
مرآة التواريخ .
رحم الله من يقراء الفاتحة الى روحه الطاهرة
تعليق