إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ﴾

    بِسْمِ اَللهِ اَلرَّحْمنِ اَلرَّحِيمِ

    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد



    قال الله تعالى: ﴿ثُمَّ أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأْتُوكُمْ أُسَارَىٰ تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ ۚ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾.[1]
    في هذه الآية الخطاب بأنتم صريح بأنّ المقصود طوائف اليهود الساكنين في يثرب (المدينة).
    ﴿
    تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ‌﴾، المراد من القتل المقاتلة بين قبائل اليهود لا قتل أحدهم الآخر، بدليل سياق الآية وذكروا أنّ سبب مقاتلتهم اتّحاد بعضهم مع الأوس وبعضهم مع الخزرج وحيث إنّهما قبيلتان من مشركي العرب في يثرب قبل الهجرة تتنازعان دائما فاليهود يقتلون إخوانهم محاماة عن تلكما القبيلتين.
    ﴿وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ
    ؛ أي القوم الغالبون كانوا يخرجون المغلوبين وإن كانوا إخوانهم في الدين.
    ﴿تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ كانوا يعاونون المشركين على القتل والتعدي.
    ﴿وَإِن يَأْتُوكُمْ أُسَارَىٰ تُفَادُوهُمْ﴾؛ كانوا إذا أخذوا أسيرا من اليهود في الجبهة المخالفة أدّوا الفدية إلى حليفهم المشرك ليخلّ سبيل الأسراء مع أنّهم عاونوه على أسر هؤلاء الأسراء.
    ﴿وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ﴾؛ أي إخراج إخوانكم اليهود من مواطنهم.
    ﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ﴾، كانوا يؤمنون بحكم التوراة في الأسراء فيجتمعون في أداء الفدية ويكفرون بما نهى عنه، من القتل والإخراج فلا ينتهون عنهما وهذا أي الإيمان ببعض الكتاب والكفر ببعضه من أعظم الذنوب؛ لأنّ فيه التظاهر بالتديّن في عين الكفر وعموم أهل الكتب السماويّة في معرض ذلك الذنب والأمّة الإسلاميّة منهم، فلا ينبغي لمن آمن بالكتاب أن يقيس أحكامه الشرعية التكليفية والوضعيّة وما اعتبرها الشارع من الحقوق، بما عليه العقلاء والعلماء والمدنيّون والمجتمعون في الجماعات المقنّنة؛ لأنّ الإيمان بالله عزّ وجلّ يقتضى التسليم والتعبّد لأمره ونهيه؛ قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.
    [2]
    وروي عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: ((يُسْتَدَلُّ عَلَى إِيمَانِ اَلرَّجُلِ بِالتَّسْلِيمِ وَلُزُومِ اَلطَّاعَةِ)).[3]
    ﴿فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾، من آمن ببعض الكتاب وكفر ببعضه فقد استهان بأمر الله تعالى حيث جعل الميزان في فعله هوى نفسه دون رضى ربّه وحقيق عليه الذلّة في الحيوة الدنيا؛ قال تعالى: ﴿وَللهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ
    [4]، وقال: ﴿وَمَنْ يُهِنِ اَللهُ فَمٰا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ‌[5]، ولا يبعد مع الأسف، أن تكون علّة خسران المسلمين في بعض العصور مهاونتهم بالتمسّك بالثقلين أو أحدهما؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وآله: ((أَمَّا بَعْدُ أَلاَ أَيُّهَا اَلنَّاسُ فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَنِي رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبَ وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمُ اَلثَّقَلَيْنِ أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اَللهِ فِيهِ اَلْهُدَى وَاَلنُّورُ فَخُذُوا بِ‍ كِتَابِ اَللهِ وَاِسْتَمْسِكُوا بِهِ فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اَللهِ وَرَغَّبَ فِيهِ ثُمَّ قَالَ وَأَهْلُ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمُ اَللهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمُ اَللهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمُ اَللهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي)).[6]
    ﴿وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ﴾؛ لأنّ يوم القيمة يوم الحساب ويوم الجزاء.
    ﴿وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾؛ تحذير عن التبعيض في الإيمان بكتاب الله تعالى لعدم غفلة الله سبحانه عن أعمال عباده وأنّه لا يشغله شأن عن شأن ولا يمكن الفرار من حكومته.
    وعن رَسُول اَللهِ (صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ) - لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ اَلْآيَةُ فِي اَلْيَهُودِ، هَؤُلاَءِ اَلْيَهُودِ [اَلَّذِينَ] نَقَضُوا عَهْدَ اَللهِ، وكَذَّبُوا رُسُلَ اَللهِ، وقَتَلُوا أَوْلِيَاءَ اَللهِ-: ((أَفَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِمَنْ يُضَاهِئُهُمْ مِنْ يَهُودِ هَذِهِ اَلْأُمَّةِ؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اَللهِ. قَالَ: قَوْمٌ مِنْ أُمَّتِي يَنْتَحِلُونَ بِأَنَّهُمْ مِنْ أَهْلِ مِلَّتِي، يَقْتُلُونَ أَفَاضِلَ ذُرِّيَّتِي، وأَطَايِبَ أُرُومَتِي، ويُبَدِّلُونَ شَرِيعَتِي وسُنَّتِي، ويَقْتُلُونَ وَلَدَيَّ اَلْحَسَنَ واَلْحُسَيْنَ، كَمَا قَتَلَ أَسْلاَفُ هَؤُلاَءِ اَلْيَهُودِ زَكَرِيَّا ويَحْيَى)).
    [7]
    [1] سورة البقرة، الآية: 85.
    [2] سورة الأنعام، الآية: 162.
    [3] غرر الحكم، ج 1، ص 799.
    [4] سورة المنافقون، الآية: 8.
    [5] سورة الحج، الآية: 18.
    [6] مسند احمد بن حنبل، ج 4، ص 367.
    [7] مستدرك الوسائل، ج 5، ص 18.


  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    مأجورين
    ​​​​​​​​

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم ص​ل على محمد وآل محمد
      جزاكم الله خيرا
      مع شكرنا وتقديرنا لحسن متابعاتكم​​
      ​​​

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X