بسم الله الرحمن الرحيم .
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين ، اللهم صل على محمد وآل محمد .
روي عن عبد الله بن خباب ، عن سلمان والبراء قالا : قالت ام سليم :
كنت امرأة قد قرأت التوراة والإنجيل ، فعرفت أوصياء الأنبياء ، وأحببت أن أعلم وصى محمد (صلى الله عليه وآله) . فلما قدمت ركابنا المدينة أتيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخلفت الركاب مع الحي ، فقلت : يا رسول الله ! ما من نبي إلا وكان له خليفتان : خليفة يموت قبله ، وخليفة يبقى بعده ، وكان خليفة موسى (عليه السلام) في حياته هارون (عليه السلام) فقبض قبل موسى ، ثم كان وصيه بعد موته يوشع بن نون ، وكان وصى عيسى (عليه السلام) في حياته كالب بن يوقنا [يوحنا] فتوفي كالب في حياة عيسى ، ووصيه بعد وفاته شمعون بن حمون الصفا ، ابن عمة مريم ، وقد نظرت في الكتب الأولى فما وجدت لك إلا وصيا واحدا في حياتك وبعد وفاتك ، فبين لي بنفسي أنت يا رسول الله من وصيك ؟!
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : إن لي وصيا واحدا في حياتي وبعد وفاتي .
قلت له : من هو ؟
فقال : ايتيني بحصاة .
فرفعت إليه حصاة من الأرض فوضعها بين كفيه ، ثم فركها بيده كسحيق الدقيق ، ثم عجنها فجعلها ياقوتة حمراء ختمها بخاتمه ، فبدا النقش فيها للناظرين ، ثم أعطانيها وقال : يا أم سليم من استطاع مثل هذا فهو وصيي .
قالت : ثم قال لي : يا أم سليم ! وصيي من يستغني بنفسه في جميع حالاته كما أنا مستغن ، فنظرت إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد ضرب بيده اليمنى إلى السقف وبيده اليسرى إلى الأرض قائما لا ينحني في حالة واحدة إلى الأرض ، ولا يرفع نفسه بطرف قدميه .
قالت : فخرجت فرأيت سلمان يكتف [يكنف] علياً ويلوذ بعقوبه [بعقوته] دون من سواه من أسرة محمد وصحابته على حداثة من سنه ، فقلت في نفسي : هذا سلمان صاحب الكتب الأولى قبلي ، صاحب الأوصياء ، وعنده من العلم ما لم يبلغني فيوشك أن يكون صاحبي .
فأتيت علياً (عليه السلام) فقلت : أنت وصي محمد (صلى الله عليه وآله) ؟
قال : نعم ، ما تريدين ؟
قلت : وما علامة ذلك ؟
فقال : ايتيني بحصاة .
قالت : فرفعت إليه حصاة من الأرض فوضعها بين كفيه ، ثم فركها بيده فجعلها كسحيق الدقيق ، ثم عجنها فجعلها ياقوتة حمراء، ثم ختمها ، فبدا النقش فيها للناظرين ، ثم مشى نحو بيته فاتبعته لأسأله عن الذي صنع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فالتفت إلي ففعل مثل الذي فعله ، فقلت : من وصيك يا أبا الحسن؟ !
فقال: من يفعل مثل هذا .
قالت أم سليم : فلقيت الحسن بن علي (عليهما السلام) فقلت : أنت وصي أبيك هذا ؟ - وأنا أعجب من صغره وسؤالي إياه ، مع أني كنت عرفت صفتهم الإثنى عشر إماما ، أبوهم سيدهم وأفضلهم ، فوجدت ذلك في الكتب الأولى - .
فقال لي : نعم ، أنا وصي أبي .
فقلت : وما علامة ذلك ؟
فقال : ايتيني بحصاة .
قالت : فرفعت إليه حصاة ، فوضعها بين كفيه، ثم سحقها كسحيق الدقيق ، ثم عجنها فجعلها ياقوتة حمراء ، ثم ختمها، فبدا النقش فيها ثم دفعها إلى ، فقلت له :
فمن وصيك ؟
قال : من يفعل مثل هذا الذي فعلت ، ثم مد يده اليمنى حتى جازت سطوح المدينة وهو قائم ، ثم طأطأ يده اليسرى فضرب بها الأرض من غير أن ينحني أو يتصعد ، فقلت في نفسي : من يرى وصيه ؟
فخرجت من عنده فلقيت الحسين (عليه السلام) وكنت عرفت نعته من الكتب السالفة بصفته وتسعة من ولده أوصياء بصفاتهم ، غير أني أنكرت حليته لصغر سنه ، فدنوت منه وهو على كسرة رحبة المسجد .
فقلت له : من أنت يا سيدي ؟!
قال : أنا طلبتك يا أم سليم أنا وصي الأوصياء ، وأنا أبو التسعة الأئمة الهادية ، وأنا وصى أخي الحسن ، وأخي وصي أبي علي ، وعلي وصي جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) .
فعجبت من قوله ، فقلت : ما علامة ذلك ؟
فقال : ايتيني بحصاة ، فرفعت إليه حصاة من الأرض .
قالت أم سليم : فلقد نظرت إليه وقد وضعها بين كفيه فجعلها كهيئة السحيق من الدقيق ، ثم عجنها فجعلها ياقوتة حمراء فختمها بخاتمه فثبت النقش فيها ، ثم دفعها إلى وقال لي : انظري فيها يا أم سليم ! فهل ترين فيها شيئا ؟.
قالت أم سليم : فنظرت فإذا فيها : رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي والحسن والحسين وتسعة أئمة صلوات الله عليهم أوصياء من ولد الحسين (عليه السلام) قد تواطئت أسماؤهم إلا اثنين منهم ، أحدهما جعفر والآخر موسى ، وهكذا قرأت في الإنجيل .
فعجبت وقلت في نفسي : قد أعطاني الله الدلائل ولم يعطها من كان قبلي ، فقلت : يا سيدي ! أعد علي علامة أخرى ، قال : فتبسم وهو قاعد ، ثم قام فمد يده اليمنى إلى السماء ، فوالله ! لكأنها عمود من نار تخرق الهواء حتى توارى عن عيني وهو قائم لا يعبأ بذلك ولا يتحفز ، فأسقطت وصعقت ، فما أفقت إلا ورأيت في يده طاقة من آس يضرب بها منخري .
فقلت في نفسي : ماذا أقول له بعد هذا ؟ وقمت وأنا والله ! أجد إلى ساعتي رائحة هذه الطاقة من الآس ، وهي والله ! عندي لم تذو ولم تذبل ولا انتقص من ريحها شيء، وأوصيت أهلي أن يضعوها في كفني، فقلت : يا سيدي ! من وصيك؟
قال : من فعل مثل فعلي .
قالت : فعشت إلى أيام علي بن الحسين (عليهما السلام) .
قال زر بن حبيش خاصة دون غيره : وحدثني جماعة من التابعين سمعوا هذا الكلام من تمام حديثها ، منهم مينا مولى عبد الرحمن بن عوف وسعيد بن جبير مولى بني أسد سمعاها ، تقول هذا . (1) .
----------------------------
(1) موسوعة كلمات الإمام الحسين (ع) ، لجنة الحديث في معهد باقر العلوم (ع) ، ص 42 - 45 .
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين ، اللهم صل على محمد وآل محمد .
روي عن عبد الله بن خباب ، عن سلمان والبراء قالا : قالت ام سليم :
كنت امرأة قد قرأت التوراة والإنجيل ، فعرفت أوصياء الأنبياء ، وأحببت أن أعلم وصى محمد (صلى الله عليه وآله) . فلما قدمت ركابنا المدينة أتيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخلفت الركاب مع الحي ، فقلت : يا رسول الله ! ما من نبي إلا وكان له خليفتان : خليفة يموت قبله ، وخليفة يبقى بعده ، وكان خليفة موسى (عليه السلام) في حياته هارون (عليه السلام) فقبض قبل موسى ، ثم كان وصيه بعد موته يوشع بن نون ، وكان وصى عيسى (عليه السلام) في حياته كالب بن يوقنا [يوحنا] فتوفي كالب في حياة عيسى ، ووصيه بعد وفاته شمعون بن حمون الصفا ، ابن عمة مريم ، وقد نظرت في الكتب الأولى فما وجدت لك إلا وصيا واحدا في حياتك وبعد وفاتك ، فبين لي بنفسي أنت يا رسول الله من وصيك ؟!
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : إن لي وصيا واحدا في حياتي وبعد وفاتي .
قلت له : من هو ؟
فقال : ايتيني بحصاة .
فرفعت إليه حصاة من الأرض فوضعها بين كفيه ، ثم فركها بيده كسحيق الدقيق ، ثم عجنها فجعلها ياقوتة حمراء ختمها بخاتمه ، فبدا النقش فيها للناظرين ، ثم أعطانيها وقال : يا أم سليم من استطاع مثل هذا فهو وصيي .
قالت : ثم قال لي : يا أم سليم ! وصيي من يستغني بنفسه في جميع حالاته كما أنا مستغن ، فنظرت إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد ضرب بيده اليمنى إلى السقف وبيده اليسرى إلى الأرض قائما لا ينحني في حالة واحدة إلى الأرض ، ولا يرفع نفسه بطرف قدميه .
قالت : فخرجت فرأيت سلمان يكتف [يكنف] علياً ويلوذ بعقوبه [بعقوته] دون من سواه من أسرة محمد وصحابته على حداثة من سنه ، فقلت في نفسي : هذا سلمان صاحب الكتب الأولى قبلي ، صاحب الأوصياء ، وعنده من العلم ما لم يبلغني فيوشك أن يكون صاحبي .
فأتيت علياً (عليه السلام) فقلت : أنت وصي محمد (صلى الله عليه وآله) ؟
قال : نعم ، ما تريدين ؟
قلت : وما علامة ذلك ؟
فقال : ايتيني بحصاة .
قالت : فرفعت إليه حصاة من الأرض فوضعها بين كفيه ، ثم فركها بيده فجعلها كسحيق الدقيق ، ثم عجنها فجعلها ياقوتة حمراء، ثم ختمها ، فبدا النقش فيها للناظرين ، ثم مشى نحو بيته فاتبعته لأسأله عن الذي صنع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فالتفت إلي ففعل مثل الذي فعله ، فقلت : من وصيك يا أبا الحسن؟ !
فقال: من يفعل مثل هذا .
قالت أم سليم : فلقيت الحسن بن علي (عليهما السلام) فقلت : أنت وصي أبيك هذا ؟ - وأنا أعجب من صغره وسؤالي إياه ، مع أني كنت عرفت صفتهم الإثنى عشر إماما ، أبوهم سيدهم وأفضلهم ، فوجدت ذلك في الكتب الأولى - .
فقال لي : نعم ، أنا وصي أبي .
فقلت : وما علامة ذلك ؟
فقال : ايتيني بحصاة .
قالت : فرفعت إليه حصاة ، فوضعها بين كفيه، ثم سحقها كسحيق الدقيق ، ثم عجنها فجعلها ياقوتة حمراء ، ثم ختمها، فبدا النقش فيها ثم دفعها إلى ، فقلت له :
فمن وصيك ؟
قال : من يفعل مثل هذا الذي فعلت ، ثم مد يده اليمنى حتى جازت سطوح المدينة وهو قائم ، ثم طأطأ يده اليسرى فضرب بها الأرض من غير أن ينحني أو يتصعد ، فقلت في نفسي : من يرى وصيه ؟
فخرجت من عنده فلقيت الحسين (عليه السلام) وكنت عرفت نعته من الكتب السالفة بصفته وتسعة من ولده أوصياء بصفاتهم ، غير أني أنكرت حليته لصغر سنه ، فدنوت منه وهو على كسرة رحبة المسجد .
فقلت له : من أنت يا سيدي ؟!
قال : أنا طلبتك يا أم سليم أنا وصي الأوصياء ، وأنا أبو التسعة الأئمة الهادية ، وأنا وصى أخي الحسن ، وأخي وصي أبي علي ، وعلي وصي جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) .
فعجبت من قوله ، فقلت : ما علامة ذلك ؟
فقال : ايتيني بحصاة ، فرفعت إليه حصاة من الأرض .
قالت أم سليم : فلقد نظرت إليه وقد وضعها بين كفيه فجعلها كهيئة السحيق من الدقيق ، ثم عجنها فجعلها ياقوتة حمراء فختمها بخاتمه فثبت النقش فيها ، ثم دفعها إلى وقال لي : انظري فيها يا أم سليم ! فهل ترين فيها شيئا ؟.
قالت أم سليم : فنظرت فإذا فيها : رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي والحسن والحسين وتسعة أئمة صلوات الله عليهم أوصياء من ولد الحسين (عليه السلام) قد تواطئت أسماؤهم إلا اثنين منهم ، أحدهما جعفر والآخر موسى ، وهكذا قرأت في الإنجيل .
فعجبت وقلت في نفسي : قد أعطاني الله الدلائل ولم يعطها من كان قبلي ، فقلت : يا سيدي ! أعد علي علامة أخرى ، قال : فتبسم وهو قاعد ، ثم قام فمد يده اليمنى إلى السماء ، فوالله ! لكأنها عمود من نار تخرق الهواء حتى توارى عن عيني وهو قائم لا يعبأ بذلك ولا يتحفز ، فأسقطت وصعقت ، فما أفقت إلا ورأيت في يده طاقة من آس يضرب بها منخري .
فقلت في نفسي : ماذا أقول له بعد هذا ؟ وقمت وأنا والله ! أجد إلى ساعتي رائحة هذه الطاقة من الآس ، وهي والله ! عندي لم تذو ولم تذبل ولا انتقص من ريحها شيء، وأوصيت أهلي أن يضعوها في كفني، فقلت : يا سيدي ! من وصيك؟
قال : من فعل مثل فعلي .
قالت : فعشت إلى أيام علي بن الحسين (عليهما السلام) .
قال زر بن حبيش خاصة دون غيره : وحدثني جماعة من التابعين سمعوا هذا الكلام من تمام حديثها ، منهم مينا مولى عبد الرحمن بن عوف وسعيد بن جبير مولى بني أسد سمعاها ، تقول هذا . (1) .
----------------------------
(1) موسوعة كلمات الإمام الحسين (ع) ، لجنة الحديث في معهد باقر العلوم (ع) ، ص 42 - 45 .
تعليق