الوليد بن عتبة بن أبي سفيان يقول : قاتل الحسين (ع) خسر الدنيا والآخرة وله عذاب أليم .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
دخل الحسين (عليه السلام) على الوليد بن عتبة فسلم عليه، فرد عليه ردا حسنا ، ثم أدناه وقربه ؛ ومروان بن الحكم هناك جالس في مجلس الوليد ، وقد كان بين مروان وبين الوليد منافرة ومفاوضة ، فأقبل الحسين (عليه السلام) على الوليد فقال : أصلح الله الأمير ، والصلاح خير من الفساد ، والصلة خير من الخشناء والشحناء ، وقد آن لكما أن تجتمعا ، فالحمد لله الذي ألف بينكما . فلم يجيباه في هذا بشيء .
فقال الحسين (عليه السلام) : هل أتاكم من معاوية كائنة خبر فإنه كان عليلا وقد طالت علته ، فكيف حاله الآن ؟ فتأوه الوليد وتنفس الصعداء وقال : أبا عبد الله !
آجرك الله في معاوية ، فقد كان لك عم صدق وقد ذاق الموت ، وهذا كتاب أمير المؤمنين يزيد !
فقال الحسين (عليه السلام): إنا لله وإنا إليه راجعون ، وعظم الله لك الأجر ، أيها الأمير ! ولكن لماذا دعوتني ؟
فقال : دعوتك للبيعة ، فقد اجتمع عليه الناس !
فقال الحسين (عليه السلام) : إن مثلي لا يعطي بيعته سرا ، وإنما أحب أن تكون البيعة علانية بحضرة الجماعة ، ولكن إذا كان من الغد ودعوت الناس إلى البيعة دعوتنا معهم فيكون أمرنا واحدا .
فقال له الوليد : أبا عبد الله ! لقد قلت فأحسنت في القول وأحببت جواب مثلك وكذا ظني بك ، فانصرف راشدا على بركة الله حتى تأتيني غدا مع الناس .
... فقال مروان بن الحكم للوليد بن عتبة : عصيتني حتى أنفلت الحسين (عليه السلام) من يدك ، أما والله ! لا تقدر على مثلها أبدا ، ووالله ! ليخرجن عليك وعلى أمير المؤمنين ، فاعلم ذلك .
فقال له الوليد بن عتبة : ويحك ! أشرت علي بقتل الحسين (عليه السلام) ! وفي قتله ذهاب ديني ودنياي ، والله ! ما أحب أن أملك الدنيا بأسرها وأني قتلت الحسين بن علي بن فاطمة الزهراء (عليهم السلام) ، والله ! ما أظن أحدا يلقى الله بقتل الحسين (عليه السلام) إلا وهو خفيف الميزان عند الله ، لا ينظر إليه ولا يزكيه وله عذاب أليم . فسكت مروان ) . 1
***************************************
1 - موسوعة كلمات الإمام الحسين (ع) ، لجنة الحديث في معهد باقر العلوم (ع) ، ص 343 – 345 .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
دخل الحسين (عليه السلام) على الوليد بن عتبة فسلم عليه، فرد عليه ردا حسنا ، ثم أدناه وقربه ؛ ومروان بن الحكم هناك جالس في مجلس الوليد ، وقد كان بين مروان وبين الوليد منافرة ومفاوضة ، فأقبل الحسين (عليه السلام) على الوليد فقال : أصلح الله الأمير ، والصلاح خير من الفساد ، والصلة خير من الخشناء والشحناء ، وقد آن لكما أن تجتمعا ، فالحمد لله الذي ألف بينكما . فلم يجيباه في هذا بشيء .
فقال الحسين (عليه السلام) : هل أتاكم من معاوية كائنة خبر فإنه كان عليلا وقد طالت علته ، فكيف حاله الآن ؟ فتأوه الوليد وتنفس الصعداء وقال : أبا عبد الله !
آجرك الله في معاوية ، فقد كان لك عم صدق وقد ذاق الموت ، وهذا كتاب أمير المؤمنين يزيد !
فقال الحسين (عليه السلام): إنا لله وإنا إليه راجعون ، وعظم الله لك الأجر ، أيها الأمير ! ولكن لماذا دعوتني ؟
فقال : دعوتك للبيعة ، فقد اجتمع عليه الناس !
فقال الحسين (عليه السلام) : إن مثلي لا يعطي بيعته سرا ، وإنما أحب أن تكون البيعة علانية بحضرة الجماعة ، ولكن إذا كان من الغد ودعوت الناس إلى البيعة دعوتنا معهم فيكون أمرنا واحدا .
فقال له الوليد : أبا عبد الله ! لقد قلت فأحسنت في القول وأحببت جواب مثلك وكذا ظني بك ، فانصرف راشدا على بركة الله حتى تأتيني غدا مع الناس .
... فقال مروان بن الحكم للوليد بن عتبة : عصيتني حتى أنفلت الحسين (عليه السلام) من يدك ، أما والله ! لا تقدر على مثلها أبدا ، ووالله ! ليخرجن عليك وعلى أمير المؤمنين ، فاعلم ذلك .
فقال له الوليد بن عتبة : ويحك ! أشرت علي بقتل الحسين (عليه السلام) ! وفي قتله ذهاب ديني ودنياي ، والله ! ما أحب أن أملك الدنيا بأسرها وأني قتلت الحسين بن علي بن فاطمة الزهراء (عليهم السلام) ، والله ! ما أظن أحدا يلقى الله بقتل الحسين (عليه السلام) إلا وهو خفيف الميزان عند الله ، لا ينظر إليه ولا يزكيه وله عذاب أليم . فسكت مروان ) . 1
***************************************
1 - موسوعة كلمات الإمام الحسين (ع) ، لجنة الحديث في معهد باقر العلوم (ع) ، ص 343 – 345 .
تعليق