إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من صبر وكرم الامام الباقر (ع)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من صبر وكرم الامام الباقر (ع)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد
    السلام على الامام محمد بن علي (ابو جعفر) الباقر

    لقد توفرت في شخصية الإمام أبي جعفر عليه السلام جميع الصفات الكريمة التي أهّلته لزعامة هذه الأمة. حيث تميّز هذا الإمام العظيم بمواهبه الروحية والعقلية العظيمة وفضائله النفسية والأخلاقية السامية ممّا جعل صورته صورة متميّزة من بين العظماء والمصلحين، كما تميّز بحسبه الوضّاح، بكل ما يمكن أن يسمو به هذا الانسان.
    وكان الإمام محمّد بن علي الباقر عليه السلام جامعاً للكمالات الانسانية في سيرته وسلوكه، فكان أهلاً للإمامة الكبرى بعد أبيه زين العابدين. وما دوّنته كتب التاريخ من فضائله الجمّة هي غيض من فيض، ونشيرهنا إلى شيء صفتين :
    1-صــبـره:
    لقد كان الصبر من الصفات الذاتية للأئمة الطاهرين من أهل البيت عليهم السلام فقد صبروا على مكاره الدهر، ونوائب الأيام، وصبروا على تجرّع الخطوب التي تعجز عن حملها الجبال، فقد استقبل الإمام الحسين عليه السلام على صعيد كربلاء أمواجاً من المحن الشاقة التي تذهل كل كائن حي، مترنّماً بقوله عليه السلام: "صبراً على قضائك يا رب، لا معبود سواك". وصبر الإمام الباقر عليه السلام كآبائه على تحمل المحن والخطوب. وإليك بعض تلك المحن:

    1- انتقاص السلطة لآبائه الطاهرين، وإعلان سبّهم على المنابر والمآذن، وهو عليه السلام يسمع ذلك، ولا يتمكن أن ينبس ببنت شفة فصبر وكظم غيظه، وأوكل الأمر الى الله الحاكم بين عباده بالحق.

    2- ومن بين المحن الشاقة التي صبر عليها التنكيل الهائل بشيعة أهل البيت عليهم السلام وملاحقتهم تحت كل حجر ومدر وقتلهم بأيدي الجلادين من عملاء السلطة الاموية، وهو لا يتمكن أن يحرك ساكناً، وقد فرضت عليه السلطة الرقابة الشديدة، ورفضت كل طلب له في شأن شيعته.

    3- وروى المؤرخون عن عظيم صبره انه كان جالساً مع أصحابه إذ سمع صيحة عالية في داره، فأسرع اليه بعض مواليه فأسرّ إليه بشيء فقال عليه السلام: "الحمد لله على ما أعطى، وله ما أخذ، إنْهَهُم عن البكاء، وخذوا في جهازه، واطلبوا السكينة، وقولوا لها: لا ضير عليك أنت حرة لوجه الله لما تداخلك من الروع...". ورجع إلى حديثه، فتهيّب القوم سؤاله، ثم أقبل غلامه فقال له: قد جهّزناه، فأمر أصحابه بالقيام معه للصلاة على ولده ودفنه، وأخبر أصحابه بشأنه فقال لهم: إنه قد سقط من جارية كانت تحمله فمات.

    4- وروي أيضاً: أنه كان للإمام عليه السلام ولد وكان أثيراً عنده فمرض فخشي على الإمام لشدة حبه له، وتوفي الولد فسكن صبر الإمام، فقيل له: خشينا عليك يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله، فأجاب وهو مليُّ بالاطمئنان والرضا بقضاء الله قائلاً: "إنّا ندعو الله فيما يحب فإذا وقع ما نكره لم نخالف الله فيما يحب". لقد تسلّح الإمام عليه السلام بالصبر أمام نوائب الدنيا وقابل كوارث الدهر بإرادة صلبة، وإيمان راسخ، وتحمّل الخطوب في غير ضجر ولا سأم محتسباً في ذلك الأجر عند الله تعالى.
    ************************************************** ******************
    2-كرمه وسخاؤه:
    ان الكرم من أوضح الفضائل والمكارم لأئمة أهل البيت عليهم السلام فقد بسطوا أيديهم بسخاء نادر الى الفقراء والسائلين، وفيهم يقول الشاعر:
    لو كان يوجد عرف مجد قبلهم لوجدته منهم على أميال
    إن جئتهم أبصرت بين بيوتهم كرماً يقيك مواقف التسآل
    نور النبوة والمكارم فيهم متوقد في الشيب والاطفال


    لقد فطر الإمام محمّد الباقر عليه السلام على حب الخير وصلة الناس وإدخال السرور عليهم:

    أـ اكرامه الفقراء: ومن معالي أخلاقه أنه كان يبجّل الفقراء، ويرفع من شأنهم لئلا يرى عليهم ذلّ الحاجة، ويقول المؤرخون: انه عهد لأهله إذا قصدهم سائل أن لا يقولوا له: يا سائل خذ هذا، وإنما يقولون له: يا عبد الله بورك فيك وقال: سمّوهم بأحسن أسمائهم.

    ب- عتقه العبيد: وكان الإمام الباقر عليه السلام شغوفاً بعتق العبيد، وإنقاذهم من رقّ العبودية، فقد أعتق أهل بيت بلغوا أحد عشر مملوكاًوكان عنده ستون مملوكاً فأعتق ثلثهم عند موته.

    ج- صلته لأصحابه: وكان أحب شيء إلى الإمام عليه السلام في هذه الدنيا صلته لإخوانه فكان لا يمل من صلتهم وصلة قاصديه وراجيه ومؤمّليه، وقد عهد لابنه الإمام الصادق عليه السلام أن ينفق من بعده على أصحابه وتلاميذه ليتفرّغوا الى نشر العلم وإذاعته بين الناس.

    د- صدقاته على فقراء المدينة: وكان الإمام عليه السلام كثير البر والمعروف على فقراء يثرب، وقد اُحصيت صدقاته عليهم فبلغت ثمانية الآف دينار. وكان يتصدق عليهم في كل يوم جمعة بدينار ويقول: "الصدقة يوم الجمعة تضاعف الفضل على غيره من الأيام" وذكر المؤرخون: انه كان أقلّ أهل بيته مالاً وأعظمهم مؤونة، ومع ذلك كان يجود بما عنده لإنعاش الفقراء والمحرومين. وقد نقل الرواة بوادر كثيرة من هذا الجود وإليك نماذج منها:

    1- روى سليمان بن قرم فقال: كان أبو جعفر يجيزنا الخمسمائة درهم إلى الستمائة درهم الى الألف، وكان لا يملّ من صلة الإخوان وقاصديه وراجيه.
    2- قال الحسن بن كثير: شكوت الى أبي جعفر محمد بن علي الحاجة وجفاء الاخوان، فتأثر عليه السلام وقال: بئس الأخ يرعاك غنياً، ويقطعك فقيراً، ثم أمر غلامه فأخرج كيساً فيه سبعمائة درهم، وقال: استنفق هذه فإذا نفذت فأعلمني.
    3- وكان عليه السلام يحبو قوماً يغشون مجلسه من المائة الى الألف، وكان يحبّ مجالستهم، منهم عمرو بن دينار، وعبد الله بن عبيد. وكان يحمل اليهم الصلة والكسوة، ويقول: هيّـأناها لكم من أوّل السنة
    4- روت مولاته سلمى فقالت: كان يدخل عليه إخوانه فلا يخرجون من عنده حتى يطعمهم الطعام الطيب، ويلبسهم الثياب الحسنة، ويهب لهم الدراهم، وقد عذلته سلمى عن ذلك فقال لها: يا سلمى ما يؤمل في الدنيا بعد المعارف والاخوان.. وكان يقول: "ما حسّنت الدنيا إلاّ صلة الاخوان والمعارف.

    ------------------------------------------------
    من شبكة المعارف الاسلامية الثقافية

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    مأجورين
    ​​​​​​​​​​

    تعليق


    • #3
      آجركم الله واحسن اليكم

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X