«ما أكثر الضّجيج، وأقلَّ الحجيج»
كان في الحِلّة رجلٌ كثير العبادة والزّهد، وكان عالِماً، وكان يدعو النّاس إلى انتظار فرج حضرة بقيّة الله عجّل الله تعالى فرجه الشريف، وكان يدعوهم إلى البكاء والنُّدبة والدُّعاء بتعجيل الظُّهور.
إلى أن وصل الأمر بجماعة منهم وقد كان همُّهم وغمُّهم الدُّعاء للفَرَج إلى تشكيل مجالس خاصّة للدُّعاء بذلك والقيام عليها، واشتروا كلّهم سيوفاً، انتظاراً لظهور الإمام.
كان اسم ذلك الرجل
«الشّيخ علي الحِلّاوي»، وإلى الآن وبعد سنين، ثمّة مقام للإمام الحجّة عجّل الله تعالى فرجه ما يزال قائماً في منزله.
في أحد الأيّام، كان الشّيخ عليّ ذاهباً من الكاظميَّين إلى الحِلّة، فتشرّف في الطّريق بلقاء الإمام وأظهر له كثيراً من الأدب، وطلب منه الظُّهور.
فقال له الإمام: إنَّ العِدّة التي وَعد ربِّي أن تتوفّر، لم تجهز إلى الآن، والثّلاثمائة وثلاثة عشر لم يَكتملوا بعد.
فقال له: روحي فداك. الآن يوجد في الحِلّة أكثر من ألف شخص ينتظرون الفَرَج، وإن تَظهروا فإنّ جميع هؤلاء الأشخاص الذين يُشكّلون المجالس باستمرار، والذين ينقطعون إلى البكاء بسبب فراقكم، سيكونون في رِكابكم المُبارَك، وهم مُستعدُّون لخدمتكم.
فقال له الإمام: ليس الأمر كما تقول، ولا يوجد في الحِلّة من المحبِّين لي أكثر من شخصَيْن، أحدهما أنت والثّاني شابٌّ قصَّاب، ومع ذلك إذا ذهبتَ إلى الحِلّة، فاجمع كلّ المُدّعين في منزلك وبشِّرهم بِقُدومي، ومن غير أن يَتنبّه أحد، أحضِر خروفَين إلى سطح المنزل واربطهما قبل أن يأتوا، وانتظِر حتّى آتي.
دخل الشّيخ عليّ مدينة الحِلّة، ودعا النَّاس إلى منزله وبشَّرهم بحضور الإمام عليه السلام. اجتمع المُحبُّون وابتهجوا .. رشُّوا العطر .. أشعلوا البخور .. وزيَّنوا المكان بالأنوار، وكانوا يَعدُّون اللّحظات انتظاراً لحضور الإمام عليه السلام.
في هذه الأثناء تحرّك نورٌ أخضر من جهة القِبلة، إلى أن نزل إلى سطح منزل الشّيخ عليّ.
خرج الإمام من خلال هذا النُّور، واستقرَّ في سطح المنزل.
نادى الإمام الشابّ القصّاب أوّلاً، فصعد إلى السَّطح وأمره بذبح أحد الخروفَين بالقرب من الميزاب. قام الشَّاب بذبح الخروف، فجرى الدَّم في الميزاب، فقال الجميع لبعضهم: يا للعَجَب، لقد قَتَل الإمامُ الشّابَّ! نخشى أن يناديَنا الإمام ويذبحنا على السّطح نحن أيضاً!!
وفي هذه الأثناء نادى الإمامُ الشّيخَ عليّ، فصعد إلى السّطح، فقال له الإمام: شيخ عليّ، إذبح الخروف الآخر بالقرب من الميزاب، فذبح الخروف وجرى دمه في الميزاب، فسَيْطر الخوف والوحشة على النّاس، وصار كلٌّ منهم يقول لصاحبه: لقد قُتل الشّيخ عليّ أيضاً، سيقوم الآن الإمام بدعوتنا ثمّ يقطع رؤوسنا واحداً واحداً، فخاف كلّ واحدٍ منهم على نفسه، ففرّ كلٌّ منهم إلى زاوية بحيث لا يراه أحد، واختار طريقاً للهرب.
شيئاً فشيئاً إنسحبوا كلُّهم ولم يبقَ أحد منهم، فقال الإمام: يا شيخ عليّ، نادِ أصحابك لكي يأتوا وينصروني، وادْعُهم لكي يأتوا إلى السّطح. وطالت مناداة الشّيخ عليّ، لكنّه لم يسمع جواباً، فأشرف على الدار، فإذا به لا يَجْد ولو شخصاً واحداً في المنزل!!
قال الإمام عليه السلام: أهؤلاء هُم الأنصار الذين كنتَ تَظنّ أنّهم لا يَقِرُّ لهم قرارٌ لِغَيْبتي، وأنّهم جميعهم حاضرون لِشرب كأس الشَّهادة في ركابي؟!
كان في الحِلّة رجلٌ كثير العبادة والزّهد، وكان عالِماً، وكان يدعو النّاس إلى انتظار فرج حضرة بقيّة الله عجّل الله تعالى فرجه الشريف، وكان يدعوهم إلى البكاء والنُّدبة والدُّعاء بتعجيل الظُّهور.
إلى أن وصل الأمر بجماعة منهم وقد كان همُّهم وغمُّهم الدُّعاء للفَرَج إلى تشكيل مجالس خاصّة للدُّعاء بذلك والقيام عليها، واشتروا كلّهم سيوفاً، انتظاراً لظهور الإمام.
كان اسم ذلك الرجل
«الشّيخ علي الحِلّاوي»، وإلى الآن وبعد سنين، ثمّة مقام للإمام الحجّة عجّل الله تعالى فرجه ما يزال قائماً في منزله.
في أحد الأيّام، كان الشّيخ عليّ ذاهباً من الكاظميَّين إلى الحِلّة، فتشرّف في الطّريق بلقاء الإمام وأظهر له كثيراً من الأدب، وطلب منه الظُّهور.
فقال له الإمام: إنَّ العِدّة التي وَعد ربِّي أن تتوفّر، لم تجهز إلى الآن، والثّلاثمائة وثلاثة عشر لم يَكتملوا بعد.
فقال له: روحي فداك. الآن يوجد في الحِلّة أكثر من ألف شخص ينتظرون الفَرَج، وإن تَظهروا فإنّ جميع هؤلاء الأشخاص الذين يُشكّلون المجالس باستمرار، والذين ينقطعون إلى البكاء بسبب فراقكم، سيكونون في رِكابكم المُبارَك، وهم مُستعدُّون لخدمتكم.
فقال له الإمام: ليس الأمر كما تقول، ولا يوجد في الحِلّة من المحبِّين لي أكثر من شخصَيْن، أحدهما أنت والثّاني شابٌّ قصَّاب، ومع ذلك إذا ذهبتَ إلى الحِلّة، فاجمع كلّ المُدّعين في منزلك وبشِّرهم بِقُدومي، ومن غير أن يَتنبّه أحد، أحضِر خروفَين إلى سطح المنزل واربطهما قبل أن يأتوا، وانتظِر حتّى آتي.
دخل الشّيخ عليّ مدينة الحِلّة، ودعا النَّاس إلى منزله وبشَّرهم بحضور الإمام عليه السلام. اجتمع المُحبُّون وابتهجوا .. رشُّوا العطر .. أشعلوا البخور .. وزيَّنوا المكان بالأنوار، وكانوا يَعدُّون اللّحظات انتظاراً لحضور الإمام عليه السلام.
في هذه الأثناء تحرّك نورٌ أخضر من جهة القِبلة، إلى أن نزل إلى سطح منزل الشّيخ عليّ.
خرج الإمام من خلال هذا النُّور، واستقرَّ في سطح المنزل.
نادى الإمام الشابّ القصّاب أوّلاً، فصعد إلى السَّطح وأمره بذبح أحد الخروفَين بالقرب من الميزاب. قام الشَّاب بذبح الخروف، فجرى الدَّم في الميزاب، فقال الجميع لبعضهم: يا للعَجَب، لقد قَتَل الإمامُ الشّابَّ! نخشى أن يناديَنا الإمام ويذبحنا على السّطح نحن أيضاً!!
وفي هذه الأثناء نادى الإمامُ الشّيخَ عليّ، فصعد إلى السّطح، فقال له الإمام: شيخ عليّ، إذبح الخروف الآخر بالقرب من الميزاب، فذبح الخروف وجرى دمه في الميزاب، فسَيْطر الخوف والوحشة على النّاس، وصار كلٌّ منهم يقول لصاحبه: لقد قُتل الشّيخ عليّ أيضاً، سيقوم الآن الإمام بدعوتنا ثمّ يقطع رؤوسنا واحداً واحداً، فخاف كلّ واحدٍ منهم على نفسه، ففرّ كلٌّ منهم إلى زاوية بحيث لا يراه أحد، واختار طريقاً للهرب.
شيئاً فشيئاً إنسحبوا كلُّهم ولم يبقَ أحد منهم، فقال الإمام: يا شيخ عليّ، نادِ أصحابك لكي يأتوا وينصروني، وادْعُهم لكي يأتوا إلى السّطح. وطالت مناداة الشّيخ عليّ، لكنّه لم يسمع جواباً، فأشرف على الدار، فإذا به لا يَجْد ولو شخصاً واحداً في المنزل!!
قال الإمام عليه السلام: أهؤلاء هُم الأنصار الذين كنتَ تَظنّ أنّهم لا يَقِرُّ لهم قرارٌ لِغَيْبتي، وأنّهم جميعهم حاضرون لِشرب كأس الشَّهادة في ركابي؟!
تعليق