بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم من الأولين والأخرين
وبعد أقول :
ان مسألة اثبات افضلية امير المؤمنين عليه السلام ليس بالموضوع الصعب على الباحث ولكن الصعب على المعاند الذي لا يريد ان يقر بافضلية شخص الامام علي ابن ابي طالب عليه السلام .
فهل ترك لنا التاريخ الاسلامي لحظة من لحظاته لم يوثق لنا منقبة او سابقة او حدث او موقف وتميز لشخصه الكريم على معاصريه بل وحتى من لحقه ولو بقرون لان التميز والانفراد والاستثنائية توقفت عند اعتابه ولا ترضى التحرك الى غيره صاغرة نعم انه امير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليه السلام ،فان ذكرنا العدل كان عنوانه وان ذكرنا الشجاعة كانت ميدانه وان ذكرنا العبادة كان لها محرابا وان ذكرنا الزهد فكان معناه وان ذكرنا الايثار سجيته وان ذكرنا وان ذكرنا ......الخ
أخرج العلامة الثعلبي النيسابوري في تفسيره الكشف والبيان ج 10 ص 35 تفسير سورة المعارج
قال :
حدّثني أبي عن جعفر بن محمد عن آبائه ،
فقال : لما كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بغدير خم ، نادى بالناس فاجتمعوا ، فأخذ بيد عليّ ح فقال : ( مَنْ كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه ) .
فشاع ذلك وطار في البلاد ، فبلغ ذلك الحرث بن النعمان القهري فأتى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) على ناقة له حتّى أتى الأبطح ، فنزل عن ناقته وأناخها وعقلها ، ثمّ أتى النبيّ ( صلى الله عليه وسلم ) وهو في ملأ من أصحابه فقال : يا محمد أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّك رسول الله فقبلناه منك ، وأمرتنا أن نصلّي خمساً فقبلناه منك ، وأمرتنا بالزكاة فقبلنا ، وأمرتنا بالحجّ فقبلنا ، وأمرتنا أن نصوم شهراً فقبلنا ، ثمّ لم ترض بهذا حتّى رفعت بضبعي ابن عمّك ففضلته علينا وقلت : من كنت مولاه فعلي مولاه ، فهذا شيء منك أم من الله تعالى ؟
فقال : ( والّذي لا إله إلاّ هو هذا من الله ) فولّى الحرث بن النعمان يريد راحلته وهو يقول : اللهمّ إن كان ما يقوله حقاً فأمطر علينا حجارة من السماء ، أو ائتنا بعذاب أليم ، فما وصل إليها حتّى رماه الله بحجر فسقط على هامته وخرج من دبره
فقتله ، وأنزل الله سبحانه : ) سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع (1) .
مصدر الكتاب المكتبة الشامله
الكتاب : الكشف والبيان ـ موافق للمطبوع
المؤلف: أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي النيسابوري
دار النشر : دار إحياء التراث العربي - بيروت - لبنان - 1422 هـ - 2002 م
الطبعة : الأولى
عدد الأجزاء / 10
تحقيق : الإمام أبي محمد بن عاشور
مراجعة وتدقيق الأستاذ نظير الساعدي .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
(1) واخرجه القرطبي في جامع الأحكام ج 18 ص 278 ، والشربيني في السراج المنيرج 4 ص 276 ، و محمد رشيد بن علي رضا في تفسيره المنار ج 6 ص 384 ، وابن عادل فيتفسيره اللباب ج 15 ص 456 ، والحاكم في المستدرك ج 2 ص 545 وقال الذهبي على شرط البخاري ، والنسائي في السنن الكبرى ج 10 ص 312 ، والحلبي في السيرة الحلبية ج 3 ص 337 ، والعصامي في سمط النجوم العوالي ج 2 ص 358 .
تعليق