بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم من الأولين والأخرين
قال :عادل الدمشقي الحنبلي في كتابه اللباب في علوم الكتاب ج 6 ص 446
فقوله : [ تعالى ] " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول "
إشارة للكِتَابِ والسُّنَّةِ ، وقوله : " وأولي الأمر منكم " يدل على الإجماع ؛
لأنه - تعالى - أوْجَب طَاعَةَ أولي الأمْر ،
وذلِك يَسْتَلْزمُ عِصْمَتَهُم عن الخَطَأ ،
وإلاَّ لَوجَبَ طاعَتُهُ عند كَوْنهِ مُخْطِئاً ، واتِّبَاع الخَطَأ مَنْهِيٌّ عَنْه ، فيجتمع الأمْرُ والنَّهْي [ وهو مُحَالٌ ] ؛
فَثَبتت العِصْمَةُ لأولِي الأمْرِ ، إمَّا أن يكُونُوا جَميع الأمَرَاء ، أو بَعْضَهُم ،
ولا يُمْكِنُ أنْ يَكُونُوا بعضهُم ؛ لأن الأمْرَ بِطَاعَتِهِم مَشْروطٌ بمعْرِفَتِهِم ،
والقُدْرَةِ على الاسْتِفَادِةِ مِنْهُم ، ونحن عَاجِزُونَ قَطْعاً عن مَعْرِفَةِ الإمام المَعْصُوم والوُصُول إليْه ؛ فوجَبَ أن يكُونَ المُرَادُ من )
َأُوْلِى لأَمْرِ ( أولي الحَلِّ والعَقْدِ من هَذِه [ الأمَّة ] وهو الإجْمَاعُ .
فإن قيلَ : المُرَادُ ب ) َ
أُوْلِى لأَمْرِ ( الخُلَفاء الرَّاشِدُون ، أو أمَرَاءُ السَّرايا أو العُلَماء المُفْتُون في الأحْكَامِ الشَّرعيَّة ،
أو الأئمَّةُ المعْصُومون
عند الرَّوَافِضِ ، فالقَوْلُ الذي اخْتَرْتُمُوهُ خارجٌ عن أقْوَالِ الأمَّة فيَكُون بَاطِلاً ،
أو تُحمَلُ الآيةُ على الأمَرَاءِ والسَّلاطين ؛ لنفوذ أمرهم في الخَلْقِ ، بخلاف أهل الإجْمَاع ؛ ولقوله - عليه السلام - : "
مَنْ أطَاعَنِي فَقَدْ أطَاعَ الله ، [ ومَنْ أطاعَ أمِيرِي فَقَدْ أطَاعَنِي ] ،
وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى الله ، ومَنْ عَصَى أمِيري فَقَدْ عَصَانِي "
الى أن يقول :
وأمَّا حَمْل الرَّوَافِض الآية على الإمَامِ المَعْصُوم ،
فَيُقَيَّد بما ذُكر من أنَّ طَاعَتَهُم تتوَقَّفُ على مَعْرَفَتهم ،
والقُدْرَة على الوُصُولِ إلَيْهِم ، فَوُجُوبُها قَبْل ذلك تَكْلِيفُ ما لا يُطَاقُ ، وأيضاً فَطَاعَتُهُم مَشْرُوطَةٌ وظاهر قوله :
( أَطِيعُوا ( يقتضي الإطْلاق ، وأيضاً
فَقَوْلُه :
( فَرُدُّوهُ إِلَى للَّهِ وَالرَّسُولِ ( لو كان المُرادُ منه الإمام المَعْصُوم ، لقيل : فردُّوهُ إلى الإمَام .
الكتاب : اللباب في علوم الكتاب
المؤلف: أبو حفص عمر بن علي ابن عادل الدمشقي الحنبلي
دار النشر : دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان - 1419 هـ -1998 م
الطبعة : الأولى
عدد الأجزاء / 20
تحقيق : الشيخ عادل أحمد عبد الموجود والشيخ علي محمد معوض
[ ترقيم الشاملة موافق للمطبوع ]
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم من الأولين والأخرين
قال :عادل الدمشقي الحنبلي في كتابه اللباب في علوم الكتاب ج 6 ص 446
فقوله : [ تعالى ] " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول "
إشارة للكِتَابِ والسُّنَّةِ ، وقوله : " وأولي الأمر منكم " يدل على الإجماع ؛
لأنه - تعالى - أوْجَب طَاعَةَ أولي الأمْر ،
وذلِك يَسْتَلْزمُ عِصْمَتَهُم عن الخَطَأ ،
وإلاَّ لَوجَبَ طاعَتُهُ عند كَوْنهِ مُخْطِئاً ، واتِّبَاع الخَطَأ مَنْهِيٌّ عَنْه ، فيجتمع الأمْرُ والنَّهْي [ وهو مُحَالٌ ] ؛
فَثَبتت العِصْمَةُ لأولِي الأمْرِ ، إمَّا أن يكُونُوا جَميع الأمَرَاء ، أو بَعْضَهُم ،
ولا يُمْكِنُ أنْ يَكُونُوا بعضهُم ؛ لأن الأمْرَ بِطَاعَتِهِم مَشْروطٌ بمعْرِفَتِهِم ،
والقُدْرَةِ على الاسْتِفَادِةِ مِنْهُم ، ونحن عَاجِزُونَ قَطْعاً عن مَعْرِفَةِ الإمام المَعْصُوم والوُصُول إليْه ؛ فوجَبَ أن يكُونَ المُرَادُ من )
َأُوْلِى لأَمْرِ ( أولي الحَلِّ والعَقْدِ من هَذِه [ الأمَّة ] وهو الإجْمَاعُ .
فإن قيلَ : المُرَادُ ب ) َ
أُوْلِى لأَمْرِ ( الخُلَفاء الرَّاشِدُون ، أو أمَرَاءُ السَّرايا أو العُلَماء المُفْتُون في الأحْكَامِ الشَّرعيَّة ،
أو الأئمَّةُ المعْصُومون
عند الرَّوَافِضِ ، فالقَوْلُ الذي اخْتَرْتُمُوهُ خارجٌ عن أقْوَالِ الأمَّة فيَكُون بَاطِلاً ،
أو تُحمَلُ الآيةُ على الأمَرَاءِ والسَّلاطين ؛ لنفوذ أمرهم في الخَلْقِ ، بخلاف أهل الإجْمَاع ؛ ولقوله - عليه السلام - : "
مَنْ أطَاعَنِي فَقَدْ أطَاعَ الله ، [ ومَنْ أطاعَ أمِيرِي فَقَدْ أطَاعَنِي ] ،
وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى الله ، ومَنْ عَصَى أمِيري فَقَدْ عَصَانِي "
الى أن يقول :
وأمَّا حَمْل الرَّوَافِض الآية على الإمَامِ المَعْصُوم ،
فَيُقَيَّد بما ذُكر من أنَّ طَاعَتَهُم تتوَقَّفُ على مَعْرَفَتهم ،
والقُدْرَة على الوُصُولِ إلَيْهِم ، فَوُجُوبُها قَبْل ذلك تَكْلِيفُ ما لا يُطَاقُ ، وأيضاً فَطَاعَتُهُم مَشْرُوطَةٌ وظاهر قوله :
( أَطِيعُوا ( يقتضي الإطْلاق ، وأيضاً
فَقَوْلُه :
( فَرُدُّوهُ إِلَى للَّهِ وَالرَّسُولِ ( لو كان المُرادُ منه الإمام المَعْصُوم ، لقيل : فردُّوهُ إلى الإمَام .
الكتاب : اللباب في علوم الكتاب
المؤلف: أبو حفص عمر بن علي ابن عادل الدمشقي الحنبلي
دار النشر : دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان - 1419 هـ -1998 م
الطبعة : الأولى
عدد الأجزاء / 20
تحقيق : الشيخ عادل أحمد عبد الموجود والشيخ علي محمد معوض
[ ترقيم الشاملة موافق للمطبوع ]
تعليق