بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قام رسول الله صلى الله عليه واله خطيبا في الناس في حجة الوداع في منطقة غدير خم فقال :
ألْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذي عَلا في تَوَحُّدِهِ وَدَنا في تَفَرُّدِهِ وَجَلَّ في سُلْطانِهِ وَعَظُمَ في أرْكانِهِ، وَأحاطَ بِكُلِّ شَيءٍ عِلْماً وَهُوَ في مَكانِهِ وَقَهَرَ جَميعَ الْخَلْقِ بِقُدْرَتِهِ وَبُرْهانِهِ، حَميداً لَمْ يَزَلْ، مَحْموداً لا يَزالُ وَمَجيداً لا يَزولُ، وَمُبْدِئاً وَمُعيداً وَكُلُّ أمْرٍ إِلَيْهِ يَعُودُ.اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قام رسول الله صلى الله عليه واله خطيبا في الناس في حجة الوداع في منطقة غدير خم فقال :
بارِئُ الْمَسْمُوكاتِ وَداحِي الْمَدْحُوّاتِ وَجَبّارُ الْأرَضينَ وَالسّماواتِ، قُدُّوسٌ سُبُّوحٌ، رَبُّ الْمَلائكَةِ وَالرُّوحِ، مُتَفَضِّلٌ عَلي جَميعِ مَنْ بَرَأهُ، مُتَطَوِّلٌ عَلي جَميعِ مَنْ أنْشَأهُ.
يَلْحَظُ كُلَّ عَيْنٍ وَالْعُيُونُ لا تَراهُ.
كَريمٌ حَليمٌ ذُو أناتٍ، قَدْ وَسِعَ كُلَّ شَيءٍ رَحْمَتُهُ وَمَنَّ عَلَيْهِمْ بِنِعْمَتِهِ. لا يَعْجَلُ بِانْتِقامِهِ، وَلا يُبادِرُ إِلَيْهِمْ بِمَا اسْتَحَقُّوا مِنْ عَذابِهِ. قَدْفَهِمَ السَّرائِرَ وَعَلِمَ الضَّمائِرَ، وَلَمْ تَخْفَ عَلَيْهِ ألْمَكْنوناتُ ولا اشْتَبَهَتْ عَلَيْهِ الْخَفِيّاتُ. لَهُ الْإِحاطَةُ بِكُلِّ شَيءٍ، والغَلَبَةُ علي كُلِّ شَيءٍ والقُوَّةُ في كُلِّ شَئٍ والقُدْرَةُ عَلي كُلِّ شَئٍ وَلَيْسَ مِثْلَهُ شَيءٌ. وَهُوَ مُنْشِئُ الشَّيءِ حينَ لاشَيءَ دائمٌ حَي وَقائمٌ بِالْقِسْطِ، لا إِله إِلا هُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ.
جَلَّ عَنْ أنْ تُدْرِكَهُ الْأبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأبْصارَ وَهُوَ اللَّطيفُ الْخَبيرُ. لا يَلْحَقُ أحَدٌ وَصْفَهُ مِنْ مُعايَنَةٍ، وَلا يَجِدُ أحَدٌ كَيْفَ هُوَ مِنْ سِرٍ وَعَلانِيَةٍ إِلاّ بِما دَلَّ عَزَّ وَجَلَّ عَلي نَفْسِهِ.
وَأشْهَدُ أنَّهُ الله ألَّذي مَلَأ الدَّهْرَ قُدْسُهُ، وَالَّذي يَغْشَي الْأبَدَ نُورُهُ، وَالَّذي يُنْفِذُ أمْرَهُ بِلا مُشاوَرَةِ مُشيرٍ وَلامَعَهُ شَريكٌ في تَقْديرِهِ وَلا يُعاوَنُ في تَدْبيرِهِ. صَوَّرَ مَا ابْتَدَعَ عَلي غَيْرِ مِثالٍ، وَخَلَقَ ما خَلَقَ بِلا مَعُونَةٍ مِنْ أحَدٍ وَلا تَكَلُّفٍ وَلا احْتِيالٍ. أنْشَأها فَكانَتْ وَبَرَأها فَبانَتْ.
فَهُوَ الله الَّذي لا إِلهَ إِلا هُو المُتْقِنُ الصَّنْعَةَ، ألْحَسَنُ الصَّنيعَةِ، الْعَدْلُ الَّذي لا يَجُوُر، وَالْأكْرَمُ الَّذي تَرْجِعُ إِلَيْهِ الْأُمُورُ.
وَأشْهَدُ أنَّهُ الله الَّذي تَواضَعَ كُلُّ شَيءٍ لِعَظَمَتِهِ، وَذَلَّ كُلُّ شَيءٍ لِعِزَّتِهِ، وَاسْتَسْلَمَ كُلُّ شَيءٍ لِقُدْرَتِهِ، وَخَضَعَ كُلُّ شَيءٍ لِهَيْبَتِهِ. مَلِكُ الْأمْلاكِ وَمُفَلِّكُ الْأفْلاكِ وَمُسَخِّرُ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ، كُلٌّ يَجْري لأجَلٍ مُسَمّي. يُكَوِّرُ الَّليْلَ عَلَي النَّهارِ وَيُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَي الَّليْلِ يَطْلُبُهُ حَثيثاً. قاصِمُ كُلِّ جَبّارٍ عَنيدٍ وَمُهْلِكُ كُلِّ شَيْطانٍ مَريدٍ.
لَمْ يَكُنْ لَهُ ضِدٌّ وَلا مَعَهُ نِدٌّ أحَدٌ صَمَدٌ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفْواً أحَدٌ. إلهٌ واحِدٌ وَرَبٌّ ماجِدٌ يَشاءُ فَيُمْضي، وَيُريدُ فَيَقْضي، وَيَعْلَمُ فَيُحْصي، وَيُميتُ وَيُحْيي، وَيُفْقِرُ وَيُغْني، وَيُضْحِكُ وَيُبْكي، وَيُدْني وَيُقْصي وَيَمْنَعُ وَيُعْطي، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلي كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ.
يُولِجُ الَّليْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ في الَّليْلِ، لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْعَزيزُ الْغَفّارُ. مُسْتَجيبُ الدُّعاءِ وَمُجْزِلُ الْعَطاءِ، مُحْصِي الْأنْفاسِ وَرَبُّ الْجِنَّةِ وَالنّاسِ، الَّذي لا يُشْكِلُ عَلَيْهِ شَيءٌ، وَلا يُضجِرُهُ صُراخُ الْمُسْتَصْرِخينَ وَلا يُبْرِمُهُ إِلْحاحُ الْمُلِحّينَ.
ألْعاصِمُ لِلصّالِحينَ، وَالْمُوَفِّقُ لِلْمُفْلِحينَ، وَمَوْلَى الْمُؤْمِنينَ وَرَبُّ الْعالَمينَ. الَّذِي اسْتَحَقَّ مِنْ كُلِّ مَنْ خَلَقَ أنْ يَشْكُرَهُ وَيَحْمَدَهُ عَلي كُلِّ حالٍ.
أحْمَدُهُ كَثيراً وَأشْكُرُهُ دائماً عَلَي السَّرّاءِ والضَّرّاءِ وَالشِّدَّةِ وَالرَّخاءِ، وَأُومِنُ بِهِ و بِمَلائكَتِهِ وكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ. أسْمَعُ لأمْرِهِ وَأُطيعُ وَأُبادِرُ إِلي كُلِّ ما يَرْضاهُ وَأسْتَسْلِمُ لِما قَضاهُ، رَغْبَةً في طاعَتِهِ وَخَوْفاً مِنْ عُقُوبَتِهِ، لأنَّهُ الله الَّذي لا يُؤْمَنُ مَكْرُهُ وَلا يُخافُ جَورُهُ.
وَأُقِرُّ لَهُ عَلي نَفْسي بِالْعُبُودِيَّةِ وَأشْهَدُ لَهُ بِالرُّبُوبِيَّةِ، وَأُؤَدّي ما أوْحي بِهِ إِلَي حَذَراً مِنْ أنْ لا أفْعَلَ فَتَحِلَّ بي مِنْهُ قارِعَةٌ لا يَدْفَعُها عَنّي أحَدٌ وَإِنْ عَظُمَتْ حيلَتُهُ وَصَفَتْ خُلَّتُهُ
- لاإِلهَ إِلا هُوَ - لأنَّهُ قَدْ أعْلَمَني أنِّي إِنْ لَمْ أُبَلِّغْ ما أنْزَلَ إِلَي في حَقِّ عَلِي فَما بَلَّغْتُ رِسالَتَهُ، وَقَدْ ضَمِنَ لي تَبارَكَ وَتَعالَي الْعِصْمَةَ مِنَ النّاسِ وَهُوَ الله الْكافِي الْكَريمُ.
فَأوْحي إِلَي: بِسْمِ الله الرَّحْمانِ الرَّحيمِ، يا أيُهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ - في عَلِي يَعْني فِي الْخِلافَةِ لِعَلِي بْنِ أبي طالِبٍ - وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَالله يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ.
مَعاشِرَ النّاسِ، ما قَصَّرْتُ في تَبْليغِ ما أنْزَلَ الله تَعالي إِلَي، وَأنَا أُبَيِّنُ لَكُمْ سَبَبَ هذِهِ الْآيَةِ: إِنَّ جَبْرئيلَ هَبَطَ إِلَي مِراراً ثَلاثاً يَأْمُرُني عَنِ السَّلامِ رَبّي - وَهُوالسَّلامُ - أنْ أقُومَ في هذَا الْمَشْهَدِ فَأُعْلِمَ كُلَّ أبْيَضَ وَأسْوَدَ: أنَّ عَلِي بْنَ أبي طالِبٍ أخي وَوَصِيّي وَخَليفَتي عَلي أُمَّتي وَالْإِمامُ مِنْ بَعْدي، الَّذي مَحَلُّهُ مِنّي مَحَلُّ هارُونَ مِنْ مُوسي إِلا أنَّهُ لا نَبِي بَعْدي وَهُوَ وَلِيُّكُمْ بَعْدَ الله وَرَسُولِهِ.
-----------------------------------------
شبكة المعارف الاسلامية الثقافية
تعليق