والقصة التي نقلت عن نجل الشيخ الذي توفي مؤخّراً ـ تؤيّد ذلك،إنه قال:
لما توفّي والدنا المرحوم الحاج الشيخ عباس القمي،وفرغنا من دفنه ومن مراسم التعزية فكّرنا في عمل الخيرات له ،
وحيث كان والدنا يعيش حياة زهيدة، لم يترك من بعده من أموال الدنيا قليلاً ولا كثيراً
لذلك اتّفقتُ أنا وأخي على أن نسبل الماء ونسقي به زوّار الإمام أمير المؤمنين (ع) في ليالي الجمعة
وذلك بأن نملأ كوزاً لنا في صباح يوم الخميس بالماءونجعله في مكان بارد حتى يبرد الماء
وفي المساء نأتي به بارداً ونسقيه الزائرين العطاشا بثواب والدنا (رحمه الله).
وقررنا تقسيم هذا العمل بيننا, بأن أعمله مرّة أنا في ليلة الجمعة الأولى مثلاً ويعمله هو في ليلة الجمعة الثانية وهكذا....
وفي ليلة من ليالي الجمعة التي كانت القسمة فيها لأخي، وكان عليه أن يسقي الزائرين حسب القرار....
رأيتُ في المنام والدنا المرحوم وهو يتلظّى عطشاً، وكان من شدّة عطشه يستغيث ويقول:
العطش العطش، فتذكّرتُ وأنا في النوم أن والدنا في عالم البرزخ وأنا نسقي زوّار الإمام أمير المؤمنين (ع) ماءً بثوابه، ولذلك قلت له:
يا والدي، ألم يصلك الماء الذي نسبله على الزائرين بثوابك⁉
قال: نعم، ولكن هذه الليلة لا
استيقظتُ من النوم على أثر فزعي من مشهد والدي وشدّة عطشه وأسرعتُ إلى مأوى أخي فأيقظته من نومه وقصصتُ عليه رؤياي التي رأيتها عن والدنا وسألته عن قيامه بما تقرّر بيننا من تسبيل الماء
فأجاب متعجّباً وهو يقول: الله أكبر، نعم لقد صدق والدنا حيث قال, ولكن هذه الليلة لا فإني نسيتُ تسبيل الماء في هذه الليلة،
ثم قام وأسرع إلى الكوز وأخذه واتجّه به إلى صحن الإمام أمير المؤمنين (ع) وأخذ يسقي زوّار الإمام (ع) من مائه حتى نفذ الماء
نعم، إنّ هذه القصّة وما شابهها دليل على شدّة ما يحتاجه الإنسان من الخيرات والمبرّات في عالم البرزخ.
تعليق