نجــــمة ... أم صـــورتهــا

[ترانيم السماء]

اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
الشكر الجزيل الى الاخ المشرف على هذا الوصف القيم
لكن اذا سمحت لي استاذي باستفسار على توصيفكم اكون لك من الشاكرين
صحيح ان الامثال تضرب ولاتقاس, ولكن كلما كانت الاوصاف دقيقة عقلا فيكون انطباقها على الموصوف ادق

واستفساري من جانبكم وهو الا ترى ان النجمة التي شبهتموها بالمراة ظاهرة للجميع ومباحة النظر الى اي احد ولامحذور من النظر اليها اطلاقا سواء كان برفع الرأس ام بانحناءه ؟
مع ان الروايات تؤكد على المراة بالستر وعدم الخروج للاجانب وتفرض الروايات عليها الحجاب الكامل عن الناظرين وماشابه ذلك وهذا يغاير ذاك فماذا تقول جزاك الله خير.

التفاتة دقيقة واعية منكم اختنا القديرة شجون الزهراء

[خادم أبي الفضل]

بسم الله

اهلا وسهلا بكم اختنا (شجون الزهراء) وأود أن أشكركم جزيل الشكر والامتنان على طرحكم وإيرادكم التساؤل الذي يثير فينا التفكير فيما نكتب وننثر من مقال لان الانسان بحاجة الى من يرفده بالنقد البنّاء ويسدده بالتفحص المثمر ... فأقول :
الامر نسبي من حيثية التشبيه اختي الكريمة ولو نظرتم بعين علم البلاغة واساليبه لزال التوهم الذي ذكرتموه ...
فالمرأة نجمة في كونها مشعة بنور الحجاب والنقاء والطُهر
وهي نجمة في كونها انموذج صالح في تبعلها ان كانت زوجه وفي أدبها وعفتها في منزل اهلها
فإطلاق التوصيف على المراة بالنجومية هو إطلاق يُلحظ فيه التميز الذي ينبغي ان تكون عليه المراة الصالحة والمثالية في سماء الحياة الانسانية ومجالاتها المتعددة
فالتميز والتألق يدعو الجميع الى ان ينظر اليها بعين الاعجاب والانبهار
ولكن من أفق (الناظر) الى فضاء وجودها حيث (هي) تلتمع في سماء التميز والنجومية
فيلحظها بذلك اللحاظ والغلاف الانيق الآخّاذ كانثى عفيفة ونقية وطاهرة
وأما إذا تخلت عن ذلك الغلاف الانيق الذي ينبغي ان تكون عليه ،
وخرّت من سماء شموخها الانثوي اللّمّاع الذي لاتناله الابصار الا بعد ان تُرفع الرؤوس لتُحملق بعيونها الى ذلك الفضاء فتُمعن بذلك التوهج الملتمع في سماء العفة والحجاب والنقاء
ورضيت بصورتها في حضيض التسافل حيث تلتقطها ابصار الناظرين وتنالها تلصلصات الفحول اينما لمُعت ..
وإذ هوت من علياء كرامتها بكونها نجمة حقيقية ـ ورضيت بإن تكون صورة نجمة على سطوح المياه !!!
نجمة(الصورة) فاقده لنجوميتها التي اكتسبتها من رفيع سموها في السماء واصبحت رخيصة تلتقطها عدسات الناظرين برخص ويسر وسهولة إذ لايعسر على الناظر بإن يحدق الى المدى البعيد بل هي على سطوح المياه .. هي أمامه في الاسواق وفي المِحال المختلطة تبدي زينتها لمن هبّ ودبّ قريبة توهم المحيطين منها انها نجمة بما تبديه من جمال ونظاره فإين تلك النجوميه التي هي في علياء وشموخ الرِفعة والمِنعة والعزة واين هذه التي هي بتميّز مبتذل وموهوم !!!
إذ فسرعان ما يُذهب توهجها الصوري ضوء الشمس ، وينال من صفاء لمعانها تعرجات تيار الماء وتداخل الأشياء المنعكسة فيه بفعل الترددات المتكسره بانواعها على سطحه ..

ولامحذور من النظر اليها اطلاقا سواء كان برفع الرأس ام بانحناءه ؟

وسأكتفي برد وإيضاح الاخت الفاضلة والمشرفة الكريمة صادقة حول ما ذيلتموه في سؤالكم لاني اجده في البيان ما يغني عن اعادة المضمون وصياغته- فهي - لله درّها وعلى الله اجرها جمعت ما أقصده وكأنها هي من نسجت تلك العبائر وهي من قطُرت منها تلك المضامين جزاها الله جزاء المحسنين

والنجمة ومثال عليها الشمس لا يمكن لأي عين أن تمتد بالنظر إليها فلم يتمكن الإنسان للآن من رؤية تلك النجمة على حقيقتها بعينيه وما يرى الناس من النجوم ما هو إلا آثار بحر الضوء الذي يحيط بها ويغلفها و يحجب أصلها عن الآخرين
أي أننا نرى آثار النجوم التي تصل إلينا من خلال الضوء ولا نرى النجوم بهويتها الحقيقة أو على حقيقتها
فجمال النجوم الظاهر من آثار لمعان ضوئها يقابله جمال المرأة بكمال حجابها .. البعيدة المنال عن كل طامع بها

وحين ينعكس أثر النجمة في الوحل أو على صفحة الماء فهو صورة نجمة لا نجمة حقيقية
صورة متاحة لأي شخص كما المرأة التي هجرت بيتها وخالفت أمر ربها بتجردها من حجابها وقيمها
فهي ليست امرأة حقيقية وإنما سراب أو طيف لامرأة يزول مع أول عارض ويتزعزع و هو ليس محجوب بل متاح لكل الأعين و لعل الأرجل تدوسه أحيانا حينما يقع على الأرض ..
فمن ترضى لنفسها الهوان ستكون صورة لنجمة منعكسة على الأرض لا نجمة عالية في قلب السماء لها عزتها ومكانتها

شكرا لكم جميعا ونسأل الله ان نساهم في إثراء المعارف وننشر ما يخدم الانسانية جميعا

اكرر شكري لكم جميعا