الحفاظ على الهوية في عالم متغير
سكينة محمد علي
أن ننفتح على العالم تلك مسألة في غاية الروعة والجمال ليصبح هذا الانفتاح خطوة مهمة تؤدي إلى التلاقح الفكري بين مجتمعنا ومجتمعات العوالم المتمدنة وتجعلنا نتجه إلى مسألة مهمة هي ماذا سنأخذ من العالم؟ وماذا سنعطيه؟ فليس من المعقول أن نبقى نستورد فقط دون أن نعطي للعالم رؤانا ومفاهيمنا وأن نسمعه صوتنا الحقيقي.. وأن لا نستورد النقيض الفكري الذي هو ابن مجتمعه ورؤاه. نحن مجتمعات مسلمة تقودنا أسس لا يمكن تجاوزها لكونها هويتنا إلى أنفسنا والعالم.
كيف لنا أن نتقبل يوماً فكراً ينافي ديننا ومبادئنا؟ فالسؤال المهم هو ماذا سيكتب العالم عنا؟ ومثل هذه الانعكاسات الحضارية لا بد أن تدعم بالتزامات إنسانية كبيرة. هناك مسألة خطيرة لا بد أن ننتبه لها وهي ضرورة التمييز بين عملية الانفتاح والسقوط في براثن الغزو الفكري. علينا أن لا نؤمن إيماناً أعمى بأن الغرب وصل إلى درجة الكمال في التحرر والكمال الفكري، خاصةً أنه يشكو من ضعف الانفتاح على ثقافات العالم، بينما نحن ينقصنا الانفتاح على تاريخنا وثقافتنا وإرثنا الحضاري بشكل صحيح.
من مظاهر الحفاظ على الهوية في عالم متغير، يمكن رؤية تعليم اللغة العربية في المدارس والجامعات، والتمسك بالزي التقليدي في المناسبات الثقافية والدينية. كما يظهر الاهتمام بالعمارة الإسلامية في تصميم المساجد والمباني الحكومية، والاحتفال بالأعياد الدينية مثل عيد الفطر وعيد الأضحى. يظل الطعام التقليدي جزءاً مهماً من الهوية الثقافية، وتعزز المناهج الدراسية التي تتضمن التعليم الديني والقيم الأخلاقية التراث الثقافي ،كما يسهم نشر الأدب والشعر العربي في المجلات والدوريات الأدبية في تعزيز الفخر الثقافي، وتنظيم بطولات الرياضات التقليدية يعكس الحفاظ على التقاليد العربية.
تعليق