إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحركة والنشاط جوهرة الحياة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحركة والنشاط جوهرة الحياة





    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد


    ورد عن الإمام الصادق أنه قال: (مَا ضَعُفَ بَدَنٌ عَمَّا قَوِيَتْ عَلَيْهِ اَلنِّيَّةُ) .

    زوّد الله تعالى جسم الإنسان بالجوارح والحواس والأجهزة الفاعلة، من أجل أن يمارس الحركة والنشاط في هذه الحياة، وقد كشف لنا العلم عن بعض ما وهبه الله تعالى للإنسان من الطاقات والإمكانات في جسم.

    ولقد زوّد الله جسم الإنسان بهذه الإمكانات والطاقات والأجهزة والأعضاء، وهذه الحواس العظيمة، حتى يستثمرها ويستخدمها في الحياة، لكن الناس يتفاوتون في مستوى تشغيلهم واستثمارهم لأجسامهم.

    والحركة والنشاط يجب أن تكون سمة مستمرة للإنسان في حياته، وليس مجرّد برنامج محدود.

    في كلمة جميلة عن أمير المؤمنين علي يقول: (مَنْ يَعْمَلْ يَزْدَدْ قُوَّةً، ومَنْ يُقَصِّرْ فِي الْعَمَلِ يَزْدَدْ فَتْرَةً)

    إنّ التعود على النشاط والحركة مكسب كبير وجميل، يسهم في صحة الجسم وبناء العادات الحسنة.

    ونحن نرى التوجيهات الدينية تدعو الإنسان إلى النشاط الدائم، في العبادات هناك مستحبات متوالية لا تنتهي:

    نافلة الفجر ركعتان قبلها.

    نافلة الظهر ثمان ركعات قبلها.

    نافلة العصر ثمان ركعات قبلها.

    نافلة المغرب أربع ركعات بعدها.

    نافلة العشاء ركعتان من جلوس.

    صلاة الليل إحدى عشرة ركعة.

    مجموع ركعات الصلوات الواجبة والنوافل واحد وخمسون ركعة، وإضافة إلى كونها عبادة هي نشاط جسمي.

    كما تدعو الروايات والأحاديث إلى الذكر الدائم، بحيث تجعل الإنسان لهجاً بذكر لله آناء الليل وأطراف النهار، وهو نوع من الحركة، ولها انعكاس صحي على الجسم هذه البرامج العبادية تربي الإنسان وتدربه على الحركة والنشاط في مختلف مجالات حياته.

    مبررات الكسل والركون إلى الراحة
    يميل الإنسان في بعض حالاته إلى خفض أو إنهاء مستوى حركته ونشاطه:

    الحالة الأولى: الحذر من التعب
    خوفاً من التعب المحتمل يقلل البعض من حركته ونشاطه، وغالباً ما يكون التعب متوّهمًا لتبرير الكسل، فترى البعض يبرر عدم ذهابه للحج خوفاً من التعب!

    وفي المقابل نرى كيف أنّ بعض الحجاج تصل أعمارهم إلى مئة سنة أو تزيد، وأحد الحجاج من أندونيسيا عمره (130 سنة)، جاء إلى حج بيت الله الحرام هذا العام، وهو في هذه السنّ المتقدمة!

    النشاط والحركة هي التي تريح الجسم، فعلى الإنسان ألّا يخفف عمله خوفاً من التعب؛ لأنّ الترهل والخمول هو التعب الأكبر، بينما الحركة والنشاط هي الراحة لجسم الإنسان.

    ورد عن أمير المؤمنين علي : «عليك بإدمان العمل في النشاط والكسل» حتى لو شعرت بحالة كسل في نفسك لا تتراجع عن العمل.

    وعنه : «تأخير العمل عنوان الكسل»

    وعن الإمام الباقر : «الكسل يضرُّ بالدين والدنيا»

    بإمكان الإنسان أن يستثمر وقته في الحركة والنشاط فلماذا يرضى بالخمول والترهل؟!

    الحالة الثانية: حالة المرض
    قد تعرِض لجسم الإنسان بعض الأمراض التي يوصي الطبيب عندها بعدم الحركة، مثل بعض حالات أمراض القلب، هنا لا بُدّ من الالتزام بقول الأخصائي.

    أما في غير هذه الحالات، يوصي الأطباء بالحركة والنشاط؛ لأنّ استسلام المريض لمرضه وجلوسه على سريره وانعزاله عن الناس يكرس لديه الشعور بالمرض، بينما إذا تحرّك ترتفع معنوياته وتقوى نفسه، ويكون أقدر وأقوى على مواجهة المرض، لذلك ينصح الأطباء مرضاهم بعدم الاستسلام للمرض.

    ورد عن الإمام علي : (لا تضجع ما استطعت القيام من العلة)

    وفي كلمة أخرى عنه : «امْشِ بِدَائِكَ مَا مَشَى بِكَ» .

    البعض من الناس أقلّ شيءٍ يصيبه يضجع على فراشه، وهذا هو الذي يوطّن المرض في نفسه وجسمه.

    على الإنسان أن يسعى لتقوية مناعته الجسمية وذلك بالحركة، وهذا ما نجده عند بعض الأشخاص الذين يتمتعون بالهمة العالية، يعاني من مرض أو لديه إعاقة لكنه لا يتأخر عن الذهاب إلى المسجد وحضور مجالس الذكر والمشاركات الاجتماعية.

    هذا الإصرار على الحضور الاجتماعي، وممارسة النشاط والحركة، هو الذي يمنح الإنسان الصحة ويجعله مستمتعاً بحياته.

    الحالة الثالثة: عند تقدّم العمر
    في بعض المجتمعات يحكم الناس على أنفسهم بالهرم في وقت مبكر، ويتقاعدون عن الحركة والنشاط!

    نرى مجتمعات يعيش كبار السنّ فيها النشاط والحيوية، تراهم من الصباح الباكر يمارسون رياضة المشي في الحدائق والأماكن المخصصة للرياضة، ولو سألت الواحد منهم عن عمره تجده في الثمانين أو التسعين، فالعمر لا يعني التوقف عن الحركة عندهم.

    من جهة أخرى، فإنّ الأجواء المحيطة بالإنسان من أقارب وأصدقاء يُشعرون المتقدم في العمر عندنا بالشفقة، ويخلقون في نفسه الإحساس بالضعف والوهن، فيعرضون عليه خدماتهم في كلّ شؤونه حتى لا يكلّف نفسه العناء والتعب!!

    إنّ خدمة الوالدين أمر محبب محمود، لكنّ إشعارهما بانتهاء دورهما في الحياة خطأ!

    ينبغي تشجيع كبار السنّ على أن يمارسوا أدوارهم في الحياة بحيوية.

    أشعر أباك وأمك بأنهما ما زالا شابين، و أن يمارس حياتهم بفاعلية ونشاط، وألّا يوحي لنفسهم بالكسل ويقلّل حركتهم ونشاطهم، بدءاً من المستحبات والعبادات وانتهاء بسائر الأنشطة.

    ورد عن الإمام علي : «الْعَطِيَّةَ عَلَى قَدْرِ النِّيَّةِ»

    إذا نويت الحركة فإنّ الله يعطيك القوة في جسمك

    وعن الإمام الصادق : «ما ضعف بدن عمّا قويت عليه النية»

    عليك أن تنوي عمل الخير، كالذهاب للحج والعمرة والزيارة، المشاركة في مختلف المناسبات الاجتماعية، والأعمال التطوعية، ليكن لك عزم وهمّة، وعندها تجد جسمك يستجيب لنيّتك وهمّتك.

    وفي رواية أخرى عن الإمام الصادق : (إنما قدّر الله عون العباد على قدر نيّاتهم، فمن صحّت نيته، تمّ عون الله له، ومن قصرت نيته، قصر عنه العون).

    لذلك على الإنسان أن يستثير في نفسه حالة الحركة والنشاط في مختلف أدوار عمره، حتى يستمتع بحياته، ويوفر الصحة لجسمه، ويستثمر وجوده في هذه الحياة.


    التعديل الأخير تم بواسطة يازهراء; الساعة 22-06-2024, 04:03 PM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X