إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ﴾

    بِسْمِ اَللهِ اَلرَّحْمنِ اَلرَّحِيمِ

    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد


    قال الله تعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنزَلَ اللهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَهُمْ ۗ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنبِيَاءَ اللهِ مِن قَبْلُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾.[1]
    من خلال هذه الآية يلاحظ أن اليهود يتميزون بميزات سيئة متعددة، منها:
    ﴿وَإِذَا قِيلَ﴾ لليهود آمنوا بجميع ما أَنْزَلَ‌ الله‌ لأن الأيمان بالله يلزمه الأيمان بجميع ما انزل بلا فرق بين قديمه وجديده أجابوا بأننا انّما نؤمن بخصوص ما انزل علينا من التوراة ومفهوم هذا الحصر هو الكفر والجحود بكل ما سوى التوراة كالإنجيل المنزل على المسيح والقرآن المنزل على محمّد (صلى الله عليه وآله) وان كان نظر الآية الى القرآن اقرب بدليل قوله تعالى: ﴿وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَهُمْ﴾ وضمير هو يرجع الى ما ورائه في قوله تعالى: ﴿وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ﴾ بمعنى ان ما كفروا به هو المتقرر الثابت نزوله من قبل الله تعالى الذي لم يحرف ولم يعبث به بخلاف ما سواه من كتب السماء التي حرّفت وعبث بها ومن جملتها التوراة نفسها ومُصَدِّقاً حال مقرر للجملة قبله نظير زيد أبوك عطوفا بمعنى ان ما وراء التوراة هو الحقّ المتقرر مع كونه معترفا بها لا منكرا لها ومن لازم ذلك اعترافكم به لاعترافه بواقعيتكم واصالتكم.
    ثم حكمهم سبحانه بحجّة اخرى حيث قال لهم إذا اختصصتم بما انزل عليكم و كفرتم بما ورائه فلما ارتكبتم أعظم جريمة في الديانات مصرّح بها في نصوص التوراة نفسها وهي قتل الأنبياء فأين مكان ايمانكم بما انزل عليكم، فإن قيل: كان من اللازم ان يقال: فلم قتلتم أنبياء الله من قبل لا ان يقال فلم تقتلون، قلنا: كل عمل إذا اتخذ عادة جاز ان يؤتى به بصفة الحال فيقال لمن سبق منه عمل التلصص مكررا: فلان يتلصص ويسرق وهكذا يزنى ويقتل لمن تكررت منه هذه الأعمال بحيث صارت عادة له، فنسبة تقتلون لليهود بصيغة المضارع وردت على هذا الملاك.
    وهكذا يشكل ايضا بأن اليهود الذين هم محط نظر الآية اليهود المعاصرون لنزول القرآن وهؤلاء لم يصدر عنهم قتل لنبي وانّما صدر ذلك عن أسلافهم الأسبقين؛ قلنا: ان كل مصحح لأعمال غيره مشارك له في عقيدته مؤيد لسيرته محكوم بحكمه فإن الراضي بفعل قوم كالداخل معهم فيه واليهود المعاصرون للإسلام انّما تعبدوا بسيرة أسلافهم لا بدعوة موسى بن عمران ولا توراته.
    وحصيلة البحث: ان النفوس نزاعة الى التظاهر بالامتياز ولو كان بالأوهام والادعاءات الفارغة، لكن الذي يميز بين الوهم والحقيقة يتحاشى عن ذلك، ومن هنا طرد الإسلام الامتياز بالألوان والأنساب واللغات والأمصار، بل وتعدى الى ما هو حقيقة في نفسه لكنّه منفك عن صاحبه كالمال والجاه الكاذب، وانّما أجاز الميز بمكاسب الإنسان المعنوية وهي الفضائل صرفا بلا تخصص بلون او نسب او بلغة او بمكان خاص او بمال لا فضيلة معه او بجاه استفاده صاحبه بالتملق او الخدمة عند الظالم.
    وقد ورد بهذا الخصوص عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: ((سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ عَنْ قَوْلِ اَللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: ﴿وَكٰانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى اَلَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمّٰا جٰاءَهُمْ مٰا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ﴾ قَالَ: كَانَ قَوْمٌ فِيمَا بَيْنَ مُحَمَّدٍ وَعِيسَى صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِمَا وَكَانُوا يَتَوَعَّدُونَ أَهْلَ اَلْأَصْنَامِ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَيَقُولُونَ لَيَخْرُجَنَّ نَبِيٌّ فَلَيُكَسِّرَنَّ أَصْنَامَكُمْ وَلَيَفْعَلَنَّ بِكُمْ [وَلَيَفْعَلَنَّ] فَلَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اَللهِ صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ كَفَرُوا بِهِ)).
    [2]


    [1] سورة البقرة، الآية: 91.
    [2] الكافي، ج 8، ص 310.


  • #2

    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم ص​ل على محمد وآل محمد
      جزاكم الله خيرا
      مع شكرنا وتقديرنا لحسن متابعاتكم​​
      ​​​​

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X